هاتي المدفع يا أمي

قد وصلوا داري

كذئاب تنهش في لحمي

و أفاعٍ تزحف بلسان يحمل تحت الناب

لجرحي سماً قاتل

تنهش في الجرمك و الكرمل

و عظاماً كانت مخفية

يحميها الزيتون و يحميها الزعتر

لتحيل دماء الحنون المسفوحة

فوق روابينا جدول

فهاتي يا أمي

دعيني أجعل من خُضرِ سنابل عينيكِ

من بذرة زيتون في فيكِ

أغرسها في الصدر

لثتمر بين يدي قنابل

يقطفها من بعدي

ألف مقاتل و مقاتل

هاتي يا أمُ

فما عاد النخل علينا يسَّاقط رطباً

قد قتلوا مريم من زمنٍ

و الميت يا أمي لا تحمل إلا علقاً

إن حملت ..

يمتص دماء مواشينا غصباً

فنموت و تبقى أعيننا شاخصةً

لا أدي خوفاً يا أم

أم غضباً

فالبحر الأبيض حامينا

هجرته الأسماك

فاستوطن سمك البراكودا قتلاً

مقتولٌ من يدنو من شطه

من ينصب خيمة أحلامٍ

منتظر العود الموعودا

مقتولاَ حتى في حلمه

فهاتي المدفع ..

و دعيني أنسج من خيط الشمس

عقداً يتلألأ في صدرك

من نُجمٍ تشرق في عينيك ضياءً

بتباشير الفجر الآتي

تخرج من شباك الصدر المفتوح

كي تنسج بدمائي المسكوبة من أجلك

ربَّاطاً لحذائك


الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 350 مشاهدة
نشرت فى 30 نوفمبر 2011 بواسطة AJawad

عبد الجواد مصطفى عكاشة

AJawad
مدير عام الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

125,164