جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أنتِ الهوى
يا قدس أنتِ المنى و العشق و اللحن
أنتِ الضياء و سهد الليل و القمر
أنتِ الهوى , ما أطيب نسائمه
يستيقظ الوجد في جفنيكِ و الزهر
أنتِ الصبابة , طيب العمر و الهرم
أنتِ القضاء , إذا ما شئتِ و القدر
فيا صفو أحلامي و بهجتها
لأجلكِ يخفق قلب الله و البشر
هذي الحياة قناديلاً صببت بها
ربيع عمري و هذا القلب يعتصر
فكم خرجت شموساً من جوانحه
و كم التقينا و نور الفجر معتكر
بنو صهيون حلّوا , يغتال ليلهم
أثر النهار و شمس الصبح تنحسر
فلا الأشجار تنجو من حوافرهم
و لا الجنين برحم الأم ينتظر
و راعي العرب مشغول بمغنمه
يسلب البيت ما فيه و لا يذر
يا قدس عذرا فالدجال ملتحفاً
بالعار يزهو فيه و هو مفتخر
و يترك الأقصى للأنجاس تنهشه
ينوشه السبي و التهجير و الخطر
كم شردوا الفكر و اغتالوا عمالقه
و أحرقوا الألباب حرقا و هي تبتكر
و بنوا من جحور الخزي مسكنهم
و كشّروا عن نيوب كلها خور
فلا القدس عادت و لا شمسهم سطعت
و لم تر منهم إلا الروث و البعر
ولكني سأوقظ الحقد في قلبي فيرجمهم
بضحكة الجدول المحروق و الحجر
بوهج الشمس في عيني ألعنهم
و نور البدر و الليمون و الشجر
إني أنا العاشق المقتول , مقتله
عشق القباب و روض القدس و الزهر
سأجعل الأرض إعصارا و بركانا
فلا مجير لهم و لا من ناصر أثر
سأجعل من روابي القدس منتجعا
و من الحقول يغني فوقها المطر
فيا قدس رحماكِ إني عائدٌ
بعزمٍ من لظى الصوان مُعتصر
سأجعل عينيكِ تشدو و هي تحضنني
فكم عاشقٍ حضنَتهُ و هو يحتضر
سأفتح أبواب صدري مشرعة
فالشوق نار في القلب تستعر
يا قدس إني قد عشقتك فارفقي
فلا ثرى غيرك يصبو له النظر
لبيكِ يا قدس ما زلت أرددها
بين التلال و فوق السهل تنتشر
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة