لا زلت أحبك سيدتي ...

اليوم أنا في أحضانك
أمسح كل صباح و مساء جبينك
أتأمل زرقة عينيكِ
...لازلت أحبك سيدتي
لا زلت في حبكِ أغرق .. أغرق
أنت اليوم .. كما كل الأيام .. أميرتي
كلي .. و حياتي ملك يمينك
أشتاق إليك .. و أنا أتأمل عينيكِ
و يدي هائمة بين يديكِ
أترنح سكرا .. طربا
تأخذني النشوة .. عالم أحلامي
هل أنت اليوم بقربي ؟
أو ذاك الخاشع في عينيك .. هو قلبي
صباَ يتراقص مع طيب الأنغامِ
إني معك و لك سأظل أغني
لو صلبوني
لو طردوني
أقتات بقايا عشب الأرض و آكل لحمي
لكن دموعي لن تذرف فوق موائدهم
كلماتي لن تستر عورتهم
سترين بأني لن أغضب إلا من أجلك
فالويل .. الويل لمن حاول ..
أو فكر أن يدنو من خصلة شعركِ
لازلت حبيبتي.
أذكر كيف التقينا على صوت الهدير
و البرتقال يعانق الليمون في صمت مثير
يتفتح مع أزهاره حبي الصغير
كيف كان تحليقي في سمائك ..
كم تمنيت لو أنسج من خيط الشمس رباطا لحذائك
و انتعلت ظلي كي أعانقكِ
كي تلامس شفتاي شفتيك
أحبكِ ..
و شوقي إليكِ لازال يضنيني
و آهات الفارق كما السياط تنزل على روحي فتكويني
كم أتمنى اليوم لقاءكِ
قد طال شوقي لضمة أحضانك
اشتقت إليكِ حبيبتي ..
اشتقت إليك مدينتي
آهٍ لو أن دمائي تسيل في قلب السهول
لجعلت منها لأجلكِ أغنية للجداول و السيول
ترقص الأشجار على أنغامها و السنابل في الحقول
فادركيني يا حبيبتي
أدركيني و اقبليني مخضبا بدمائي
ينبت منها الحنون
و تزهر في الروابي أشجار الزيتون

الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة