طفيليات الدم كائنات أولية تعيش وتتغذى على دم الحيوان وتسبب له أمراضا خطيرة تؤثر على ثروة الحيوانية ، ومن أهم هذه الطفيليات البابيزيا والثيليريا والتريبانوسوما .

أولاً :- البابيزيا :

البابيزيا طفيل أولي يتطفل على كرات الدم الحمراء في مختلف أنواع حيوانات المزرعة والحيوانات المنزلية وكذلك الإنسان . ينتشر بين الحيوانات بواسطة القراد الجامد ويسبب له مرض يعرف بعدة أسماء منها البابيزيا أو الحمى القرادية أو حمى تكساس .

رسم توضيحي

طفيل البابيزيا داخل كرات الدم الحمراء

أنواع البابيزيا : لكل حيوان أنواع متخصصة من البابيزيا التي تصيبه

الأبقار :  يوجد أنواع مختلفة من البابيزيا تصيب الأبقار ومن أهمها :

1-    البابيزيا البقرية (B.bovis) .

2-    البابيزيا التؤامية (B.bigemina) .

3-    البابيزيا المتباعدة (B.divergens) .

الأغنام :  يصيبها نوعان :

1-    بابيزيا موتاسي (B.motasi) .

2-    البابيزيا الغنمية (B.ovis) .

الخيول :  

1-    بابيزيا كابالي (B.caballi) .

2-    بابيزيا إكواي (B.equi) .

 

1.     القراد الجامد هو الناقل الأساسي للمرض حيث تقضي بعض أطوار طفيل البابيزيا جزء من دورة حياتها داخل القراد ، ولذلك كانت الإصابة بهذا الطفيل موسمية مرتبطة بتواجد وتزايد عدد القراد .

2.     الإنتقال المباشر عن طريق الأدوات والإبر الملوثة .

3.     عن طريق الرحم من الأم للجنين .

 

دورة الحياة :  تتم دورة الحياة على مرحلتين واحدة داخل القراد وأخرى داخل كرات الدم الحمراء بالحيوان .

أولاً :-  دورة الحياة داخل القراد :

تبدأ هذه المرحلة عندما يلتصق القراد على الحيوان المصاب أو الحامل للمرض وبدأ في إمتصاص الدم المحتوي على طور البابيزيا المتواجد داخل كرات الدم الحمراء فتتحلل كرات الدم الحمراء داخل أمعاء القراد وتتكاثر الطفيل ، حيث يتم التكاثر التزاوجي ثم ينتقل أطوار الطفيل إلى باقي اعضاء القراد ، وخاصة المبيض بالإناث فتنتقل العدوى إلى البيض ومنه إلى باقي الأطوار المختلفة للقراد ثم الأجيال التالية وبعد أن ينتشر طفيل البابيزيا داخل جسم القراد ينتهي به المطاف ليغزو الغدد اللعابية ويستمر في التكاثر وتصبح مهيأً لعدوى الحيوان .

ثانياً :-  دورة الحياة داخل جسم الحيوان أو الإنسان :

فور إلتصاق القراد الحامل لطفيل البابيزيا بالحيوان أو الإنسان تنتقل البابيزيا إلى الدم لتغزو كرات الدم الحمراء وتتكاثر بداخلها إنقساما لا تزاوجيا ثم تنفجر الخلايا المصابة لتخرج البابيزيا وتصيب من جديد كرات أخرى .

 

أعراض المرض : تتراوح فترة الحضانة من 2 إلى 3 اسابيع حسب نوع البابيزيا .

1-    بما أن طفيل البابيزيا يعيش داخل كرات الدم الحمراء ويتسبب في تكسيرها فيؤدي إلى إفراز الهيموجلوبين عن طريق البول مما ينتج عنه ظهور العرض الأول وهو البول المدمم .

2-    اليرقان أو إصفرار كافة الأغشية المخاطية .

 

رسم توضيحي

مشاهدات صفراوية واضحة بالأنسجة تحت الجلدية بالتجويف البطني وتمدد المثانة بسبب إحتباس البول الدموي .

3-    إرتفاع في درجة حرارة الحيوان 40 – 41.5 درجة مئوية .

4-    أنيميا شديدة .

5-    فقدان تام للشهية مع إنعدام حركة الكرش .

6-    هبوط مفاجئ وسريع في معدل إنتاج اللبن .

7-    قد يتحول البراز إلى اللون الأسود .

8-    إذا أصابت عدوى البابيزيا أنثى الحيوان الحامل فقد تؤدي إلى الإجهاض بسبب الحرارة العالية .

وإذا لم يتم علاج الحيوان بسرعة فإن الإصابة بالبابيزيا قد تؤدي إلى نفوقه .

 

الصفة التشريحية :

1-    تلون الأغشية المخاطية باللون الأصفر .

2-    تضخم الطحال والغدد الليمفاوية .

3-    تضخم الكبد وتلونه باللون الأصفر .

4-    وجود بول مدمم بالمثانة .

 

التشخيص :

1-    ظهور أعراض الإصابة بالمرض إلى جانب تواجد القراد على الحيوان .

2-    عمل مسحات من دم الحيوان المشتبه إصابته وصبغها بصبغة الجيمسا وفحصها ميكروسكوبيا للتأكد من وجود طفيل البابيزيا داخل كرات الدم الحمراء .

3-    إستخدام بعض الطرق السيرولوجية مثل الإليزا للكشف عن وجود الأجسام المناعية لطفيل البابيزيا بدم الحيوان المشتبه إصابته بها .

 

الوقاية والعلاج :

1-    القضاء على القراد في المزارع سواء على الحيوان أو في أماكن معيشته بإستعمال المبيدات بشكل دوري خاصة في فترات الصيف التي يتكاثر خلالها القراد وذلك بإتباع طرق الرش أو التغطيس .

2-    عزل الحيوانات المصابة وعلاجها بعقار الإميزول (Imizol) بجرعة 2 مل / 100 جرام وزن حي وذلك عن طريق الحقن في العضل ، وكلما بدأ في العلاج مبكرا كانت الفرصة للشفاء كبيرة .

3-    إعطاء خافضات الحرارة مثل ميتالجين (Metalgin) أو نوفالجيكس (Novalgex) بجرعة 50 سم بالوريد .

4-    يفضل إعطاء مركبات الحديد مع فيتامين B12 بعد شفاء الحيوان لعلاج الأنيميا الناتجة عن الإصابة بالبابيزيا .

 

ملحوظة هامة :  إذا تم علاج الحيوان من الإصابة بالبابيزيا فإن الحيوان يظل حاملا للطفيل فينشأ توازن مناعي بين الطفيل والأجسام المناعية التي تكون ضده أثناء إصابة الحيوان ، لكن هذا التوازن يختل عندما يتعرض الحيوان للإجهاد مثل النقل ونقص الغذاء والإصابة بأمراض أخرى .

 

ثانياً :- طفيل الثيليريا :

طفيل الثيليريا هو أحد الطفيليات الأولية الخطيرة والمنتشرة على مستوى العالم والتي تصيب كلا من كرات الدم البيضاء والحمراء في الحيوانات المختلفة لكنها لا تنتقل للإنسان .

رسم توضيحي

طفيل الثيليريا داخل كرات الدم الحمراء

 

رسم توضيحي

الملفوفات الكبيرة ( أجسام كوخ الزرقاء )

 

أنواع الثيليريا :  لكل حيوان أنواع متخصصة من هذا الطفيل يصاب بها عن طريق القراد الجامد ، وكل نوع من الثيليريا له نوع متخصص من القراد لنقله .

الثيليريا التي تصيب الأبقار والجاموس :

1-    ثيليريا أنيولاتا (Theileria anulata) :  وهي تنتقل عن طريق نوع من القراد يسمى Hyalomma .

2-    ثيليريا بارفا (Theileria parva)وهذا النوع غير موجود بمصر لعدم تواجد نوع القراد الناقل له حيث ينقله نوع من القراد يسمى Rhipecephalus .

كما توجد أنواع كثيرة أخرى من طفيل الثيليريا ولكنها أقل ضراوة من النوعين السابقين .

الثيليريا التي تصيب الأغنام : وأنوعها T.ovis و T.lestoquardi .

وتصاب الجمال بثيليريا الجمال T.cameli .

طرق العدوى : تتم العدوى بإحدى الطرق الآتية :

1-    بواسطة القراد .

2-    عن طريق الأدوات والإبر الملوثة .

 

دورة الحياة :

تتم دورة حياة طفيل الثيليريا على مرحلتين مثل طفيل البابيزيا فلا يوجد خلاف في المرحلة الأولى دالخ القراد ، ولكن الإختلاف يكون في المرحلة الثانية عند دخول الطفيل جسم الحيوان حيث يبدأ طفيل الثيليريا بغزو الخلايا اللمفاوية بالحيوان وهي نوع من كرات الجم البيضاء فتنمو وتتكاثر بداخلها وتكون ما يعرف بأجسام كوخ الزرقاء أو المفلوقات الكبيرة ، بعد ذلك يبدأ تكوين المفلوقات الصغيرة وتختلف عن المفلوقات الكبيرة بإحتوائها على عدد أكبر من الأنوية وعندما تمتلئ الخلية الليمفاوية تنفجر لتخرج هذه الأجسام وتصيب كرات الدم الحمراء .

 

 

أعراض المرض :

تتراوح فترة الحضـانة من 9 إلى 25 يوم ، وقد ينفق الحيوان بعد 4 أيام من ظهور علامات المرض .

1-    أول عارض يظهر على الحيوان المصاب هو تضخم الغدد اللمفاوية القربية من مناطق إلتصاق القراد ، ثم تبدأ باقي الغدد بالتضخم وخاصة الغدد اللمفاوية أمام لوح الكتف .

2-    إرتفاع درجة الحرارة فتصل من 40 إلى 41 درجة مئوية .

3-    دموع غزيرة وتتورم الجفون ويزداد إفراز اللعاب .

4-    فقدان الشهية وإصابة الحيوان بهزال شديد وضعف سريع .

5-    عتامة القرنية بحيث لا يستطيع الحيوان الرؤية .

6-    عسر التنفس حيث يكون التنفس بمجهود شاق مع كل عملية تنفس .

7-    إسهال وبول دموي في الغالب مع شحوب وإصفرار الأغشية المخاطية .

8-    إرتجاف الحيوان وخاصة قوائمه وكأن شلل أصابه .

بعد ظهور كل هذه الأعراض يسقط الحيوان وينفق .

 

الصفة التشريحية :

1-    تضخم ملحوظ في الطحال والكبد مع غحتباس الصفراء في المرارة .

2-    وجود بقع نزيفية في أغلب أعضاء الجسم ومنها الغدد اللمفاوية والطحال والكلى .

3-    إصفرار كافة الأغشية المخاطية في الجسم داخله وخارجه .

4-    أوديما رئوية حادة .

 

 

التشخيص :

1-    ظهور أعراض الإصابة بالمرض ووجود أنواع القراد الناقل على الحيوان .

2-    الفحص المعملي بعمل مسحات من دم الحيوان المشتبه في إصابته بطفيل الثيليريا وصبغها بصبغة الجيمسا والعثور على الطفيل داخل كرات الدم الحمراء وكذلك أجسام كوخ في الخلايا اللمفية .

3-    وخز الغدد اللمفاوية وعمل مسحات منها وصبغها بنفس نوع الصبغة السابقة للعثور على أجسام كوخ الزرقاء .

 

الوقاية والعلاج :

1-    القضاء على القراد على الحيوان وفي أماكن معيشته وذلك بإستخدام المبيدات المناسبة عن طريق الرش أو التغطيس .

2-    علاج الحيوانات المصابة بعقار البيوتاليكس 2.5 ملجم / كجم من وزن الحيوان .

3-    إستخدام الأوكسي تتراسيكلين للوقاية ولكن بعد ظهور أعراض المرض فإنه يفضل إعطاء البيوتاليكس .

4-    إعطاء خافضات الحرارة في حالات الحرارة العالية .

 

ثالثاً :- التريبانوسوما :

التريبانوسوما هو طفيل أولي يعيش بين كرات الدم لحيوان المصاب ، له سوط ينتمي إلى عائلة المثقبيات والنوع الموجود بمصر يصيب الجمال والفصيلة الخيلية ويسمى التريبانوسوما أفانساي (Trypanosoma evansi) ، وينتج عن الإصابة بهذا الطفيل مرضا من أخطر وأكثر أمراض الجمال أهمية ويطلق عليه عدة أسماء وهي السرا أو الدباب أو الزريجي ، وإذا لم يتم العلاج سريعا يسبب هلاكا للحيوان .

رسم توضيحي للطفيل

 

 

طرق العدوى :

1-    ينتقل هذا الطفيل عن طريق الحشرات الماصة للدماء وخاصة حشرة Tabanus أو Stomoxys التي تنتشر في المناطق الرطبة ، وينتشر المرض في الفصول الممطرة خاصة مع بداية شهر مارس حيث يزداد ويتكاثر الذباب الناقل للتربانوسوما .

2-    بالطرق الميكانيكية مثل القراد .

الأعراض : قد يكون المرض حادا أو مزمنا ، ففي الحالات الحادة تكون الأعراض كما يلي :

1-    يصاب الجمل بالخمول والهزال الشديد وعدم الإتزان في الحركة .

2-    إرتفاع درجات الحرارة على فترات متقطعة .

3-    ظهور تورمات Oedema وإستسقاء في مناطق البطن والرقبة .

4-    قد تصاب الناقة المصابة بالمرض الحاد بالإجهاض .

5-    أنيميا شديدة وعند إهمال الحيوان بدون علاج فقد ينفق الحيوان خلال 3 – 4 اسابيع .

 

أما الطور المزمن فيصعب على المربي التعرف على المرض خـلاله حيث تصل الإصابة من     2 – 3 سنوات تتخللها حمى متقطعة وتكون أعراضه كما يلي :

1.     الهزال الشديد وتقلص السنام وإختفاء الشحم .

2.     أنيميا شديدة .

3.     قد يظهر اليرقان وأحيانا البول المدمم .

التشخيص :

1-    ظهور أعراض المرض إلى جانب بعض المؤشرات الملحوظة كموسم تكاثر الذباب .

2-    الفحص المعملي :

أ‌)       فحص مسحات من الدم في الحال (wet Film) فإذا كان الحيوان مصابا نلاحظ طفيل التريبانوسوما وهو يتحرك بشكل لولبي بين كرات الدم .

ب‌)  عمل مسحة جافة من الدم (dry film) وصباغتها وفحصها للتأكد من وجود طفيل التريبانوسوما بين كرات الدم .

3-    حقن الحيوانات المعملية (فأر أو جرد) بدم الجمل المشتبه إصابته (Rodent Inoculation) وتعتبر هذه الطريقة أفضل الطريق المعملية لتشخيص الإصابة بالتريبانوسوما .

 

الوقاية والعلاج :

1-    تجنب مناطق توطن المرض خصوصا الراضي الرطبة ومناطق المستنقعات والمياه الراكدة حيث يتكاثر الذباب الناقل أو إستعمال طارد الحشرات والذباب .

2-    علاج الحيوانات المصابة بمضادات التريبانوسوما مثل السرامين Surramin بتركيز 10% ( 5 جرام في 50 ملليمتر مكعب ) من الماء المقطر ويحقن عن طريق الوريد أو عقار البرينيل أو تريكوين .

3-    إعطاء محلول الجلوكوز وخافض الحرارة ومضادات الإلتهابات كالدكلوفين وديكسا ميثازون لعلاج التورمات .

4-    إستخدام مضادات التريبانوسوما للوقاية وذلك في شهري يناير وفبراير من كل عام .

المصدر: إعداد د. إيمان أحمد محمد القلش باحث بمعهد بحوث صحة الحيوان
  • Currently 87/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
28 تصويتات / 18759 مشاهدة

ساحة النقاش

AHRIEgypt
»

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

225,414