تعتبر الثروة الداجنة في مصر من أهم الثروات التي تحرص الدولة على حمايتها و النهوض بها ؛ حيث أن إزدهارها يتيح الفرصة للتغلب على الفجوة التي تزداد بين كثرة الإستهلاك وقلة ما ينتج من الإنتاج الحيواني ، كما أنها توفر نوعية جيدة وصحية من البروتين الحيواني بأسعار مناسبة لكافة فئات الشعب بالمقارنة باللحوم الأخرى .

لذلك تهتم الدولة إهتماما كبيرا بالتوسع في مجال تنمية الثروة الداجنة وحمايتها من الأمراض والأوبئة التي يمكن أن تعصف بها .

وفي سبيل ذلك فإن هناك العديد من الإجراءات الواجب إتخاذها لمحاولة تلافي أي خطر يهدد هذه الصناعة ، وهي تشمل الإجراءات اللازمة للعناية الصحية بالطيور ووقايتها من الأمراض .

 

الرعاية الصحية للطيور :-

حيث لابد من الإهتمام بصحة القطعان الداجنة الموجودة وذلك بإتباع الشروط الصحية السليمة في أماكن ترتيبها والطرق الصحية في التعامل معها من القيام بعمليات التنظيف والتطهير لأماكن ترتيبها لحمايتها من الأمراض والتي يمكن تلخيصها كما يلي :

‌أ-       القيام بعمليات التنظيف لأماكن وأدوات تربية الطيور :

لابد من أن تسبق عملية التطهير عمليات تنظيف شاملة لكل أجزاء المزرعة حيث أن مستوى عملية التنظيف تؤثر تأثيرا كبيرا على كفاءة  التطهير والتخلص من الميكروبات التي تهدد صحة الطيور في قطيع التربية ، ولرفع مستوى عملية التنظيف ينبغي إتباع الإرشادات الآتية :

·        بعد إخلاء المزرعة من الطيور تزال جميع الأدوات المستعملة في التربية مثل المساق والمعالف والدفايات والبياضات ، وتخزن في مكان ملحق بالمزرعة تمهيدا لتنظيفها وتطهيرها .

·        تتم إزالة السباخ والفضلات الناتجة عن القطيع السابق ، وفي المزارع الكبيرة يفضل إدخال جرار إلى داخل المزرعة حيث يتم تحميله مباشرة بالسباخ ولا يضطر العامل إلى حمله إلى خارج طرقات المزرعة فيؤدي إلى تناثر كمية من السباخ بما يحمله من ميكروبات حول المزرعة .

·        بعد الإنتهاء من إزالة السباخ والقاذورات وبقايا الطيور من داخل المزرعة وخارجها ، ويتم غسل المزرعة جيدا بالماء بإستخدام خراطيم مياه قوية أو موتورات التنظيف بالبخار ، حيث تقوم بالتنظيف والتطهير في ذات الوقت نظرا لأن درجة حرارة البخار المضغوط تصل إلى 140 درجة مئوية وكافية لقتل أغلب الميكروبات المرضية ، كما يجب إستخدام مستحضرات التنظيف للمساعدة في إزالة المواد العضوية الملتصقة بالسقف والجدران والأرضيات .

·        يجرى تنظيف المساقي والمعالف وأدوات التربية الأخرى بإزالة ما بها من أوساخ أو زرق أو بقايا عليقة بالماء ومستحضرات التنظيف المناسبة .

·        بعد إتمام عمليات التنظيف للمبنى والأدوات يصبح جاهزا للقيام بعمليات التطهير .

‌ب-   القيام بعمليات التطهير :

أولاً :-  تطهير أماكن وادوات التربية :

بعد الإنتهاء من عملية التنظيف يجب أن تكون المزرعة خالية تماما من أي آثار للقطيع السابق حيث أن كفاءة عملية التطهير لتتم إذا لم تكن عملية التنظيف كاملة ، وتتم عمليات التطهير كالآتي :

·        بعد غسيل المبنى وتنظيفه تبدأ عملية التطهير وأفضل المطهرات المستعملة هو محلول الفورمالين 3 – 4 % حيث يجب ضمان وصوله لكل أجزاء المبنى .

·        بعد تمام جفاف المبنى أو في اليوم التالي ترش المزرعة بمحلول مبيد للطفيليات الخارجية مثل الملاثيون أو النيجوفون بتركيز 2 – 5 سم3 كلك لتر ماء .

·        في حالة إصابة القطيع السابق بالكوكسيديا أو احد الطفيليات الداخلية فإنه ينصح بإستعمال أحد المطهرات المبيدة الداخلية مثل محلول هيدروكسيد الأمونيا (100%) .

·        يتم تطهير المسلقي والمعالف وأدوات التربية الأخرى بغمرها في أحواض تطهير مخصصة لها تملأ بمحلول مطهر الفورمالين 3 – 4 % أو مركبات اليود أو الكلور ، وتغمر من 1 – 3 ساعات ثم تغمر في حوض آخر لغسلها من المطهر و ذلك للقضاء على الميكروبات والفيروسات والفطريات .

ويراعى في المزارع التي حدث بها إصابات بأحد الأوبئة مثل النيوكاسل يفضل بعد تطهير الحظائر بالمطهرات المناسبة يتم تبخيرها بغاز الفورماليدهيد بإتباع الإرشادات الآتية :

1.     إحكام غلق جميع الفتحات في المزرعة تماما .

2.     ترطيب الجدران والسقف والأرضية برشها بالماء لزيادة الرطوبة داخل المزرعة .

3.     تحضير الكيماويات اللازمة للتبخير ( 1 كجم برمنجات بوتاسيوم يضاف إليه 3 لتر ماء دافئ + 2 لتر فورمالين ) وهذه الكمية تكفي لتبخير 100 متر مكعب من حجم المزرعة .

4.     ينبغي وضع الكيماويات اللازمة للتبخير في أواني مطلية بالأنامل أو أي مادة يمكنها أن تقاوم التفاعل الشديد .

5.     عند بدأ التبخير توزع برمنجات البوتاسيوم والمياه على أوعية التبخير ثم يضاف إليها الفورمالين حيث يلاحظ بعد فترة قصيرة تصاعد غاز الفورمالين بقوة شديدة ، لذلك يجب إحكام إقفال الشبابيك والأبواب تماما قبل بدأ عملية التبخير .

6.     تترك المزرعة مقفلة تماما يوما على القل لتبقى مدة طويلة تحت تأثير الغاز ، وبعدها تفتح الأبواب والشبابيك أو تشغل مراوح السحب في المساكن المقفولة لسحب الغازات المتبقية وإبدالها بهواء جيد .

7.     في مزارع تربية المهات أو قطيع الدجاج المنتج للبيض حيث يمكث القطيع اكثر من عام ، تتم عملية التطهير سنويا على خلاف مزارع دجاج التسمين حيث تتم عمليات التطهير كل 8 أسابيع .

ولذلك يلزم إتباع برنامج تطهير أكثر كفاءة حيث يجب سد جميع الفتحات والثغرات التي تحدث في الجدران والأرضيات بالأسمنت وتدهن العواميد الخشبية إلى رتفاع متر من الأرض بمادة زيتية بينما في المزارع المدهونة بالجير من الداخل يعاد رش الجدران بمحلول مطهر من مستحلب الجير على أن يضاف إليه مبيد للطفيليات الخارجية .

8.     بعد تمام تطهير المزرعة يتم البدء في تجهيزها تمهيدا لإستقبال قطيع جديد ، وذلك بإعادة تركيب المساقي والمعالف والدفايات والبياضات ووضع الفرشة ، كما تملأ أحواض التطهير الموجودة أما المزرعة بأحد محاليل التطهير ( حمض الفنيك مثلا ) إلى عمق مناسب .

9.     بعد تمام التطهير والتجهيز تقفل المزرعة ويمنع الدخول لها حتى وصول القطيع الجديد .

ثانياً :-  تطهير أماكن وادوات التربية :

تتم عمليات تبخير البيض الناتج يوميا بإستعمال غاز الفورمالين للقضاء على أي تلوث بكتيري للقشرة ، وتتم عملية تبخير حجرات البيض بإتباع الخطوات الآتية :

·        يجب أولا تحديد سعة حجرة التبخير ، كما يجب أن تكون محكمة الغلق لها فتحة في أعلاها يركب عليها مروحة طاردة كما يثبت بها مروحة داخلية لتقليب هواء الحجرة وتعمل رفوف دائرية لوضع كرتونات البيض المراد تبخيره .

·        يتم زيادة درجة الرطوبة داخل حجرات التبخير برش الجدران والأرضية بالمياه .

·        يجب أن تكون درجة حرارة حجرة التبخير مرتفعة قليلا ، فلا تقل عن 25 درجة مئوية ، وفي المناطق شديدة البرودة يفضل وضع دفايات في حجرة التبخير لرفع درجة الحرارة ، ذلك نظرا لعدم فاعلية الفورمالين في درجات الحرارة المنخفضة .

·        يرص البيض المراد تبخيره فوق الأرفف بحيث يكون كل البيض معرضا لتأثير الفورمالين .

·        يتم وضع الكمية المناسبة من الفورمالين وبرمنجانات البوتاسيوم ( 35 سم3 فورمالين + 17.5 جم برمنجانات بوتاسيوم + 50 سم3 مياه دافئة لكل متر مكعب من حجم الحجرة ) في إناء عميق من الأنامل حيث يحدث التفاعل في خلال 10 – 30 ثانية ويتصاعد غاز الفورمالدهيد ويتم تشغيل المروحة الداخلية لتقليب الفورمالدهيد في جميع أنحاء الحجرة ، ثم يقفل الباب جيدا .

·        تسمتمر عملية التبخير حوالي ساعة ، تفتح بعدها فتحة التهوية العليا وتشغل مروحة السحب لطرد غاز الفورمالدهيد إلى خارج حجرة التبخير ، وبعدها يمكن دخول الحجرة لنقل البيض إلى حجرات الحفظ .

ثالثاً :-  تطهير المفرخات :

يتم تبخير المفرخات مرة كل 6 أيام للقضاء على أي ميكروبات بها ، ويراعى أن لا تكون بالمفرخ في ذلك الوقت وحدات من البيض قد مضي عليها بالمفرخ 24 – 96 ساعة حيث يؤثر الفورمالين على حيوية الجنين في هذه الفترة ، ويتم التبخير كما يلي :

·        يضاف 35 سم3 فورمالين + 17.5 جم برمنجانات بوتاسيوم + 50 سم3 مياه دافئة لكل 4 متر مكعب من حجم ماكينة التفريخ .

·        يراعى إقفال فتحات التهوية العلوية لمدة 10 دقائق بعد وضع إناء التبخير داخل المفرخ ، تفتح بعدها للتهوية مع ترك وعاء التبخير لمدة عشرين دقيقة أخرى داخل المفرخ ، يزال بعدها .

رابعاً :-  تبخير المفقسات :

يتم نقل البيض في اليوم الثامن عشر إلى ماكينات التفريخ التي سبق تطهيرها وتبخيرها بالفورمالين ، وبعد نقل البيض مباشرة إلى المفقسات يتم تبخيره مرة أخرى ، والغرض من ذلك هو تعقييم جو المفقس الذي سيبدأ الكتكوت الفاقس في إستنشاق الهواء به ، وكذلك قتل الميكروبات التي قد تكون موجودة خوفا من أن تهاجم الكتاكيت فور فقسها ، ويتم إجراء التبخير كالآتي :

·        ترفع الرطوبة بالمفقس إلى 95% ثم يوضع إناء التبخـير بعد أن تحدد كيماويات التطهير على أساس  35 سم3 فورمالين و 17.5 جرام برمنجانات بوتاسيوم لمدة نصف ساعة يزال بعدها .

·        قد يستعمل طريقة أخرى للتبخير ، وهي وضع إناء به محلول الفورمالين طوال مدة الفقس أو فى اليوم العشرين بعد أن يتم فقس 10% من الكتاكيت ، مع ترك الهوايات مفتوحة والغرض من ذلك هو تعقييم الزغب الناتج من عملية الفقس والذي يملأ جو المفقس والذي قد يكون محملا بالميكروبات فيؤدي إلى إنتقال العدوى إلى الكتاكيت السليمة .

 

 

 

الإجراءات الوقائية لمنع إنتشار الأمراض المعدية والوبائية في مزارع الطيور :-

لوقاية قطعان لادواجن من الأمراض المعدية والوبائية يجب إتباع تطبيق قواعد الأمن الحيوي وتتمثل في الآتي :

·        يجب نقل الطيور في أقفاص بلاستيكية بدلا من الأقفاص الخشبية ، حيث أنها أكثر سهولة وفاعلية في التنظيف والتطهير .

·        يجب نقل الطيور في عربات مجهزة جيدة التهوية مع عدم تعرضها للتيارات الهوائية التي تحمل العديد من الأوبئة من المزارع المحيطة .

·        عدم دخول عربات النقل الثقيل وغيرها إلى داخل حدود المزرعة مع إجراء عمليات التنظيف والتطهير اللازمة لها .

·        التأكد من عدم إدخال طيور جديدة إلى القطيع الموجود ، بل إحتجازها في أماكن العزل في عنابر بعيدة عن لاقطيع لمدة لا تقل عن 2 – 4 أسابيع يتم خلالها ملاحظة أي أعراض مرضية على الطيور وإجراء الإختبارات المعملية والتشخيصية لبيان خلوها من الأمراض الوبائية والمعدنية .

·        عزل الطيور البالغة في قطعان منفصلة عن الطيور حديثة الفقس حيث يتيح ذلك عدم إنتقال الأمراض بين الطيور ذات المراحل العمرية المختلفة .

·        ملاحظة إتجاهات التنقل داخل أجزاء المزرعة فيجب أن تكون التنقلات في إتجاه واحد ، من عنابر الطيور الأقل في المرحلة العمرية إلى ألكبر سنا ، ومن إتجاه عنابر القطيع الأصلي إلى عنابر العزل للطيور الجديدة أو المريضة .

·        لبس أغطية للأحذية عند الإنتقال من عنبر إلى آخر داخل المزرعة .

·        مراعاة وجود حمامات مطهرة للقدم بين كل منطقة في المزرعة والمنطقة التي تليها .

·        غسل الأيدي جيدا بعد التعامل مع الطيور سواء داخل العنابر أو في منطقة العزل .

·        إستخدام برامج متخصصة للتحصين ضد الأمراض المختلفة مع وجود متابعة دورية للحالة الصحية للقطيع .

·        التخلص الدوري من حيث الطيور النافقة بطرق صحية سليمة .

 

الإجراءات الواجب إتخاذها عند حدوث الأوبئة في مزارع الدواجن :-

هناك بعض الإجراءات الواجب إتباعها عند ظهور أي مرض وبائي في أماكن تربية الطيور لضمان عدم إنتشاره والسيطرة عليه ، ومن أهم هذه الإجراءات :

·        يجب أصحاب الطيور والمتولين حراستها أو ملاحظتها سرعة إبلاغ الأمر إلى أقرب إدارة بيطرية عند ظهور مرض معدي وبائي أو نفوق أعداد كبيرة من الطيور .

·        يقوم الطبيب البيطري المختص بإبلاغ الجهة المسئولة في مديرية الطب البيطري التابع لها .

·        تقوم مديرية الطب البيطري بإرسال أخصائيين بيطرين إلى المنطقة الموبوءة والمناطق المجاورة لها مع القيام بعزل المريض منها .

·        يتم إغلاق أسواق الطيور في الجهات الموبوءة والمناطق المجاورة لها .

·        منع نقل الطيور ولحومها ومنتجاتها ومخلفتها من الجهات الموبوءة والمناطق المجاورة لها إلى جهات أخرى .

·        منع ذبح الطيور المريضة أو المشتبه في إصابتها بالمرض ، وكذلك منع بيع لحومها ومنتجاتها ومخلفاتها إلا بتصريح من الطبيب البيطري المختص .

·        إعدام الطيور التي تكون مصدرا لنشر العدوى ولا يرجى شفاؤها ، مع تعويض أصحابها بالتعويض المناسب .

·        حرق جثث الطيور التي تعدم أو تنفق أو دفنها تحت إشراف الإدارة البيطرية .

·        حظر إلقاء جثث الطيور النافقة بسبب مرض معدي وبائي بالمجاري المائية مثل الترع والأنهار والقنوات أو بالطرق أو بالعراء ، بل يجب التخلص منها بحرقها أو دفنها صحيا .

·        تنظيف وتطهير الحظائر التي بها الإصابات وكذلك جميع الأدوات والأشياء الموجودة بها ، ولا يجوز وضع طيور بها إلا بعد مضي المدة التي تقررها الإدارة البيطرية .

·        التحصين المجاني الأمصال واللقاحات المناسبة للقضاء على الوباء ، وذلك لوقاية الطيور بالجهات الموبوءة والمجاورة لها .

وهكذا يتضح لنا اهمية المحافظة على الحالة الصحية العامة لقطعان الدواجن ، مما يساهم مساهمة فعالة وبصورة مباشرة في التحكم والقضاء على إنتشار الأمراض التي تهدد صحة هذه القطعان وما يترتب على ذلك من الحفاظ على الثروة الداجنة التي تعد أحد أهم ركائز الثروة الحيوانية في مصر ، وتتيح الفرصة للحفاظ على إنتاج متميز خالي من المراض وآمن على صحة الإنسان .

 

المــراجع

Terasa Y.Morishita and John C.Gordon (2002): Cleaning and disinfection of poultry facilities. Ohio state university extension factsheet, Vet. Preventive Medicine, 1900 Coffey road, Columbus, OH 43210.

World Poultry (2002) : General protocol for cleaning and disinfecting poultry houses. Volum 18, Number 12,pp.26-29.

د. حسين عبد الحي قاعود – د. محمد أنور حسين مرزوق (2000) : صحة وطرق وقاية الطيور من الأمراض . في : النعام والرومي والسمان – كتاب المعارف العلمي – دار المعارف

المصدر: إعداد د. جيهان مصطفى بدر باحث أول بقسم أمراض الدواجن – معهد بحوث صحة الحيوان بالدقي
  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 1095 مشاهدة

ساحة النقاش

AHRIEgypt
»

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

288,997