من الأمراض المشتركة التي تصيب الإنسان والحيوان والطيور على السواء وترجع أهميته إلى تعدد طرق انتقال العدوى وضراوة الميكروب وقدرته على إصابة أكثر من عائل ، وهو ما يسبب خسارة إقتصادية كبيرة من حيث تكلفة علاج المريض لمدة طويلة وتوقف الأشخاص المصابون عن العمل تلك الفترة مما يتسبب في تأثر دخلهم الشخصي ، وكذلك الخسارة القومية من توقف العامل عن عمله بالإضافة إلى الخسارة الإقتصادية من إعدام كميات من اللحوم المصابة داخل المجازر التي قد تصل إلى إعدام كلي للذبيحة حسب مكان ونوع الإصابة .
لذا تولى الدولة اهتمام كبير بفحص ومحاربة مرض السل في الحيوان والإنسان حفاظا على الصحة العامة والإقتصاد .
والميكروب عبارة عن عصويات مستقيمة أو بها انحناءات بسيطة محاط بطبقة شمعية تسمى تيوبركلين باسلاي وهو يوجد منفـردا في سلاسل متصلة وله عدة أنواع منها السل البشري ، والسل البقري ، والسل الطيري .
بالنسبة للسل البقري في الإنسان فينتقل المرض بكثرة عن طريق الجهاز الهضمي يليه الجهاز التنفسي ، ثم الجلد خاصة للأطباء البيطريون والقصابون ، أما الحيوانات الكبيرة فعادة تصاب عن طريق الرئة والعجول الرضيعة تصاب عن طريق الجهاز الهضمي .
ومن أكثر الفئات العرضة للإصابة بميكروب السل البقري القصابون الأطباء البيطريون العاملون بالمجازر نظرا لتعرضهم لمصر العدوى أثناء عملهم داخل المجازر ، وكذا الأطفال خاصة أقل من 5 سنوات نتيجة تناول ألبان غير معقمة أو غير مغلية غلبا جيدا ، ولذلك ينصح بترك اللبن يغلي مدة 10 دقائق من بداية الغليان مع التقليب لأن الميكروب يموت في درجات الحرارة العالية ، وكذا ينصح بإجراء إختبار التبوبركلين في المزارع والتخلص من الحيوان المصابة حتى لا تكون مصدر عدوى .
والمرض ينتشر كذلك في الحيوانات المنزلية كالكلاب والقطط ، ففي الكلاب تصاب من سنة إلى 5 سنوات ومن مظاهر المرض عليها الكحة – تضخم الغدد بالرأس والعنق والرئة والكبد والكليتان ، أما القطط فهي تصاب بالسل البقري ، ولديها مناعة للسل البشري والطيري .
وبالنسبة للخيول فتصاب بالنوع البقري أما الخنازير فهي تصاب بأنواع السل الثلاثة والقرود الموجودة بحدائق الحيوان أو بالمنازل معرض للإصابة بالسل الرئوي ، لذا يخشى منها على الإنسان ، أما الغنم والماعز فنادرا ما تصاب بالسل ، ولكن تصاب بالسل الكاذب الذي لا ينتقل للإنسان ، ويتم إعدام الغدد المصابة داخل المجازر ولا تعدم لحومها لأنه سل كاذب لا ينتقل للإنسان .
وبالنسبة للطيور فهي تصاب بالسل الطيري أثناء تغذيتها والطائر المصاب يضع البيض وبه جراثيم السل ، لذا ينصح أكل البيض المسلوق جيدا أو المغلي جيدا حتى يموت الميكروب من درجات الحرارة المرتفعة أما البيض ( البرشت ) أو النصف مسلوق فلا تقتل فيه الجراثيم ويصبح مصدر عدوى ، ويمكن أن يسبب تداخل في نتيجة اختبار الحساسية للحيوانات الأخرى .
وجراثيم السل لها قدرة على إتلاف الأنسجة بما تفتحه من قنوات تتصل بخارج جسم الجيوان مما ينشر العدوى للحيوانات الأخرى . وكذا في رئة الحيوان المصاب تتقرح وتفتح على القصبة الهوائية وتنشر جراثيم السل في هواء الزفير مسببة العدوى للغير وقد يخرج الميكروب مع البلغم فيبتلعها الحيوان وتنزل مع البراز ، وإصابة الكلية بالسل ينتج عنه نزول الجرائيم في البول وإصابة الجهاز التناسلي للأبقار ، وينتج عنه إنتقال جراثيم السل في إفرازات المهبل .
ومما يجدر الإشارة إليه كاتب المقار وأجرى دراسة على إصابة الرئة بالسل فوجد بالفحص المعملي أن 28% من الإصابات التي يتم إعدامها في الحقيقة ليست مصابة بميكروب السل بل يوجد ميكروبات أخرى تعطي الإصابة بنفس الشكل الظاهري لمرض السل في الغدد والأنسجة .
ويتم فحص العينات المشتبه بإصابتها السل بزرع العينات على المستنبتات المناسبة عند 037 م لمدة 3 أسابيع ثم تفحص المستعمرات ميكروسكوبيا بأخذ مسحة منها وتصبح بصبغة بالذيل مثبتة للحامض وفي الحالات الإيجابية يرى تحت الميكروسكوب عصيات مستقية أو بها انحناءات بسيطة وتكون العصيات منفصلة أو تكون سلاسل ، وبعد ذلك يتم عمل الإختبارات البيوكيميائية والإختبارات التأكيدية حتى الحكم النهائي على حالة اللحوم المشتبه بإصابتها وبذا نحافظ على إقتصاديات السوق .
ساحة النقاش