يعرف أيضا بمرض إلتهاب العقد الليمفاوية التجبني وهو مرض بكتيري وبائي مزمن يصيب الأغنام والماعز في عد كبير من بلدان العالم مثل أمريكا واستراليا وبعض دول أوروبا ونيوزيلنده وتم تسجيل هذا المرض في بعض الأغنام في بعض المحافظات داخل جمهورية مصر العربية مثل محافظة أسيوط حيث وجد أن نسبة الإصابة بهذا المرض بلغت 10 % عام 1986 وفي محافظة الشرقية عام 1988 تم عزل ميكروب العرض من 87 % من الأغنام بخراريج في الأعضاء الداخلية.
وتتمثل خطورة هذا المرض في بقاء الميكروب المسبب له وتوطنه في المناطق المصابة لفترات طويلة واستجابته الضعيفة للمضادات الحيوية وأيضا في صعوبة الكشف المبكر للحيوانات المصابة من خلال الأعراض الإكلينيكية حيث يتم اكتشاف معظمها خلال الذبح. وتتمثل الأهمية الاقتصادية لهذا المرض في تأثيره على إنتاجية اللحوم وذلك من خلال إعدام الذبائح أو الأجزاء المصابة منها حيث تنص قوانين بعض الدول ومنها بريطانيا على أن الذبيحة التي يكون بها أكثر من إصابتين يجب أن تعدم وتكون غير صالحة للاستهلاك الآدمي كما ينتج عنه ضعف وهزال يؤدي إلى نقص في إنتاجية الحيوان من الصوف واللبن في حالة إصابته للضرع محدثا إلتهابات مزمنا وأحيانا قد يتسبب في حدوث نفوق للحيوانات المصابة وذلك عندما تتعدد الإصابات في أماكن متفرقة من جسم الحيوان.
ويتسبب هذا المرض في خسارة سنوية بلغت 30 مليون دولار في مزارع الأغنام الاسترالية كما تسبب أيضا في نسبة فقد من لحم الضأن بلغت 5 % من خلال إعدام الذبائح المصابة في كندا.
مسبب المرض
هو ميكروب كوريني السل الكاذب Corynebacterium pseudotuberculosis وهو نوع من البكتريا الهوائية موجبة الجرام ويتراوح شكله ما بين العصوي والكروي ويعيش هذا المكيروب لفترات طويلة في البيئة ويساعد على نموه وبقائه أكثر إذا صادف ظروفا مناسبة مثل الرطوبة ودرجات الحرارة المنخفضة.
كيفية حدوث الحالة المرضية:
تبدأ العدوى بمكيروب المرض من خلال الجروح والخدوش الموجودة في الجلد والأنسجة المخاطية وقد ثبت أيضا إنه يمكن أن ينفذ من خلال الجلد السليم " العالم Menzies 1998" ويبدأ في الإنتشار من خلال الأوعية الليمفاوية إلى الغدد الليمفاوية القريبة ومنها إلى الأعضاء الداخلية مثل الرئة والكبد تكون الفترة النموذجية لحضانة هذا الميكروب من 2- 6 شهور وقد ثبت أيضا إنه يمكن أن ينتقل هذا الميكروب عن طريق الاستنشاق أو تناول أطعمة ملوثة بميكروب المرض.
وتتمثل خطورة هذا الميكروب في إفرازه لنوع معين من السموم البكترية له القدرة على اختراق جدار الأوعية الدموية والإنتشار في أجزاء متعددة من الجسم وتقوم الأجهزة الدفاعية للجسم بالتخلص من العدوى المبكرة للميكروب ولكن في حالة استقرار العدوى داخل جسم الحيوان فيظل الميكروب بالرغم من نشاط المناعة الخلوية.
الأعراض الإكلينيكية:
الشكل العام للمرض يتمثل في صورتين أساسيتين:
أ- صورة خارجية: تظهر في صورة تضخم وخراريج في العقد الليمفاوية الخارجية مثل التحت فكية والعنقية والأربية والفوق ضرعية.
ب- صورة داخلية: تتمثل في وجود خراريج في كل من الرئة والكبد والكلى والطحال والغدد الليمفاوية الداخلية مثل الشعبية والقطنية وفي أحيان كثيرة قد توجد الصورتان مع بعضهما البعض.
ومن الأعضاء النادر إصابتها بهذا المرض الخصية والضرع والجهاز العصبي المركزي.
الآفات المرضية:
تتمثل الآفات التشريحية لهذا المرض بوجود خراريج في كل من العقد الليمفاوية والأعضاء الداخلية وتتميز خراريج هذا المرض بأنها كبيرة الحجم وبطيئة النمو ومتكبسة وتحتوي على مادة صديدة متجبنة وفي أحيان كثيرة قد تتمزق الحافظة الخارجية للخراج وينتج عنها خروج سائل قيحي متجبن ذو لون أبيض يميل إلى الأخضرار.
وتختلف الصورة الإكلينيكية للمرض في كل من الأغنام والماعز حيث يقتصر المرض في الماعز على وجوده في الغدد الليمفاوية الخارجية الموجودة بالرأس والعنق وتكون إصابة الأعضاء الداخلية أكثر شيوعا في الأغنام عنها في الماعز وذلك لكثرة تعرضها للجروح والخدوش وذلك من خلال جز الصوف- الترقيم- الخصي- الوشم حيث تتلوث الجروح بالميكروب الناتج من إفرازات أغنام أخرى مصابة وتكون الخراريج مميزة الشكل في الأغنام في كل من الغدد الليمفاوية والأعضاء الداخلية مثل الرئة ففي المراحل المبكرة يرى قيح جيلاتيني ذو لون أبيض يميل إلى الأخضرار وفي المراحل الأخيرة ترى في صورة طبقات متبادلة من التقيحات المتجبنة والأنسجة الليفية من الداخل إلى الخارج وهي من العلاقات المميزة للمرض حيث إنها ترى عند قطعها كالبصلة وتصبح متحجرة. صورة "2" " أ، ب" وتختلف صورة الآفات المرضية في الماعز حي لاتظهر الخراريج هذا الشكل وإنما تتكون من إرتشاح صديدي سميك متجانس.
التشخيص الحقلي للمرض:
1- يعتمد التشخيص على التعرف على الآفات المميزة للمرض من خلال وجود تورم في الغدد الليمفاوية وعند فتحها يرى الشكل المميز لخراريج المرض0
2- التشخيص المعملي يعتمد على العزل والفحص السيرولوجي للمرض للتعرف على الأجسام المناعية في سيرم الحيوانات المصابة باستخدام عدة اختبارات سيرولوجية مثل اختبار التلزن الدموي.
العلاج:
1- العلاج الجراحي: ويعتمد على استئصال الخرريج نهائيا ويجب عزل الحيوان بعد ذلك لمدة 30 يوما لحين الإلتئام بينما مكان الخراج يجب تطهيره يوميا باستخدام محلول بوفيدون اليود Povidone iodine
- كما يجب إعطاء مضادات حيوية من 4- 6 أسابيع مثل:
- الإريثروميسين " 4 مج/ كجم من وزن الحيوان مرة واحدة يوميا تحت الجلد أو في العضل"
- البنسلين" 22,000 وحدة دولية لكل كجم من وزن الحيوان كل 12 ساعة تحت الجلد أو في العضل".
- الريفامبين " 10- 20 مج/ كجم من وزن الحيوان عن طريق الفم مرة واحدة يوميا".
وللوقاية من هذا المرض يجب إتباع الآتي:
- الاستبعاد الكامل للحيوانات المصابة من القطيع.
- يجب أن يستبعد من بيئة الحيوان كل الأشياء والأدوات التي يمكن أن تتسبب في حدوث جروح وخدوش بجلد الحيوان مثل الأسلاك الرفيعة والمسامير.
- وضع برنامج شامل للسيطرة على الطفيليات الخارجية والحشرات التي تتسبب في لدغ الحيوان وإحداث خدوش وجروح بالجلد.
- يجب التعقيم الكامل لكل الأدوات التي تستخدم إما في إجراء الجراحات، جز الصوف والترقيم والوشم.
- إتباع سياسة الإحلال وهي استبدال من 10- 20 % من الحيوانات كبيرة السن بالقطيع بأخرى صغيرة وذلك من شأنه يقلل من استقرار العدوى بالقطيع.
- كما يجب استبعاد المواليد من الحملان والماعز في حالة ثبوت الإصابة داخل القطيع كما يجب تغذيتهم على لبن بقري مبستر.
- يجب التنبية على المربين والمزارعين بتوخي الحرص الكامل عند معاملة الحيوانات المريضة لإنه يمكن أن ينتقل ميكروب المرض للإنسان مسببا إلتهابا في العقد الليمفاوية خاصة تحت الإبطية ومعظم هذه الحالات تم تسجيلها في استراليا وأمريكا.
ساحة النقاش