يعتبر الهوهوبا ( الذهب الأخضر) من أهم الإكتشافات الحديثة التي تتلاءم مع الأسس الحديثة التي يقوم عليها الإقتصاد العالمي في الوقت الحاضر وخلال السنوات القادمة وهي الحصول على المواد الخام عن طريق أبسط الطرق وأقل التكاليف بالإضافة إلى عائدها الإقتصادي والإجتماعي العالمي.

ويعتبر نبات الهوهوبا من أهم النباتات الصناعية الجديدة التي تناسب طبيعة الصحراء المصرية وظروف المرحلة القادمة التي تتطلب التوسع في المساحات المنزرعة بنفس حصة المياه المتاحة لمصر نظرا لأنها من النباتات ذات الإحتياجات المائية القليلة وقادر على تحمل ظروف الصحراء.

 

الأماكن التي تنتشر بها زراعة الهوهوبا:

تنتشر زراعة الهوهوبا في مناطق تشهد ظروفا متباينة من حيث درجات الحرارة ليلا ونهارا، كما أنه ممكن أن يتحمل درجات حرارة تصل إلى 50 م وعليه فنجد أن زراعة الهوهوبا تنتشر في بلدان تتوافر فيها هذه الظروف مثل دول أمريكا اللاتينية، الولايات المتحدة، المكسيك، إستراليا كما بدأ في الفترة من سنة 1985- 1990 زراعته في دول الشرق الأوسط في دول عربية ( فلسطين- الإمارات- السعودية).

 

تعريف بالنبات ومكوناته:

نبات الهوهوبا هو شجيرة دائمة الخضرة، تنتمي أصوله إلى أمريكا الشمالية ويتراوح أرتفاع الشجيرة بين 2 إلى 2,5 متر وهونبات وحيد الجنس وقادر على مقاومة الجفاف ويطلق أسم الجوجوبا على هذه الشجيرة وهو الأسم الشائع الاستخدام وتحتوي ثمار هذه الشجيرة على بذور يتراوح شكلها من بيضاوي به استطالة إلى بيضاوي غير منتظم والبذرة لها طعم زيتي وليس لها رائحة ووجد أن 100 بذرة تزن 80 جراما تقريبا وتحتوي بذور الهوهوبا على حوالي 50 % من وزنها زيتا من نوع خاص تسمى بالشمع السائل.

وقد تبين أن الأجزاء المختلفة لهذا النبات، فيما عدا البذور، تحتوي على كربوهيدرات، جليكوزيدات، سيترولات وتربينات ثلاثية وعفصميات كما وجد أيضا كميات ضئيلة من الصابونينات في الثمار.

 

تحضير الزيت والتركيب الكيميائي لزيت الجوجوبا:

تحضير الزيت بواسطة استخلاص البذور الجافة باستعمال الهكسان وقد تم تعيين بعض الثوابت لزيت الجوجوبا مثل " الثقل النوعي" كمية المواد المتصبنة، الكمية الحمضية وكمية اليود وقد تبين أن هذه الثوابت التي تم تعيينها لزيت الجوجوبا المحضر من النبات المصري متطابقة مع تلك الثوابت التي تم نشرها عن زيت الجوجوبا الذي تم تحضيره من النبات المزروع بالخارج.

ويتركب زيت الهوهوبا من حوالي 97 % إيستر شمعي أما النسبة الباقية وهي 3 % فتشكل أحماضا دهنية، وكحولية حرة ومواد مانعة للتأكسد تسمى توكوفيرول وهذه المكونات لزيت الجوجوبا المحضر من النبات المصري مشابه لتلك الموجودة بالزيت المحضر من نباتات تنمو في أماكن أخرى من العالم، مع وجود بعض الإختلافات في نسب المكونات الفردية لتلك الأحماض والكحولات الدهنية الرئيسية.

ويتعيين المحتوى الفيتاميني بالشمع السائل وجد أن الجرام الواحد من الزيت يحتوي على 21,90 ملليجرام ( 32,60 وحدة دولية من فيتامين هـ ، 0,52 جرام من فيتامين أ ونسبة ضئيلة من فيتامين د ) كما وجد أن الزيت أيضا يحتوي على 1,70 % من الكولستيرول.

 

دراسات عن استخدامات نبات الجوجوبا:

ظهر هذا النبات في موطنه الأصلي في صحاري السونورا جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال غرب المكسيك حيث يعتقد أنها الموقع الأصلي لها وقد استخدمه الهنود الحمر كدهان لشعورهم ولترطيب جلودهم وعلاج الجروح، ثم ظهرت له استخدامات حديثة في الوقت الحالي حيث أنه يدخل في صناعة مواد ومستحضرات التجميل بجميع أنواعها كما لو أنه يستخدم في صناعة زيوت المحركات ويدخل في صناعة مواد طبيعية فاقدة للشهية للإنسان والحيوان مما قد يعظم العائد من المنتجات الثانوية لشجيرة الهوهوبا ومن المتوقع التوصل قريبا إلى مواد فاقدة للشهية للحيوانات الأليفة حيث تعاني نسبة كبيرة منها تصل إلى 40 % في العلم الغربي من السمنة.

 

نزع المادة السامة:

الجدير بالذكر أن نزع السمية من كسب الجوجوبا يتم بمعالجته بخليط من الماء المضاف إليه مادة الأيزوبروبانول وهذا الخليط له القدرة على زرع 86 % من مركبات الفينول الموجودة بالكسب بالإضافة إلى نوع 100 % من مادة السيمونديزين وبذلك يصبح كسب الجوجوبا صالحا كغذاء لحيوانات المزرعة.

كما أن من أحدث الدراسات التي قامت على الجوجوبا هذه التي استهدفت الدراسة البيولوجية لنبات الجوجوبا فوجد أن المستخلص المائي والكحولي للأجزاء العليا النبات لهما تاثير مسكن قوي جدا، وإتضح أن جميع الخلاصات الأخرى الكحولية والمائية للبذور والثمار لها أيضا تأثير مسكن ملحوظ كما إتضح من هذه الدراسة أن لكل من المستخلصات الكحولية للثمار، للبذور وللأجزاء العلوية من النبات وأيضا للشمع السائل المحضر من البذور تأثير قوي جدا وملحوظ كمضاد للإلتهابات وقد تبين أن كلا من المستخلص الكحولي للبذور والمستخلص المائي للثمار والشمع السائل لهم تأثير قوي كمخفضات للحرارة وقد تبين لجميع المستخلصات المختبرة وأيضا للشمع السائل تأثير واق نسيج لكلي وكمحسن لوظائفها من خلال الإنخفاض الملحوظ في معدل اليوريا والكرياتينين في الدم المصاحب لاستعمال أي من هذه المستخلصات أثناء تجريعها لفئران التجارب وقد أوضحت الدراسة أيضا أن لجميع المستخلصات المختبرة والمواد المفصولة تأثيرا مضادا لأورام المعدة بينما لم يثبت للشمع السائل أي تاثير ضد الأورام لنوع الخلايا تحت الاختبار ( الاستسقاء البريتوني) وقد تبين أن المستخلص المائي للبذور هو أقوى هذه المستخلصات تأثيرا يليه الخلاصة الكحولية للأجزاء العليا للنبات وقد تم استطلاع المركبات:

3- ترانس فيريولات السيمونديزين،2- ترانس فيريولات السيمونديزين، سيمونديزين وخماسي خلات السيمونديزين بدراسة تاثيراتها ضد أورام المعدة ووجد أن السيمونديزين له تأثير متوسط ضد الأورام، أما- ترانس فيريولات السمونديزين، 2- ترانس فيريولات السيمونديزين وخماسي خلات السيمونديزين فلهم تأثير قوي يعزي إلى أن هذه المركبات لها درجة قطبية منخفضة وبالتالي فهي مواد محبة للدهون مما يسهل نفاذها داخل خلايا الورم.

كما تمت دراسة تأثير النبات والشمع السائل كمضاد للأكسدة وقد أظهرت الدراسة تأثيرا إيجابيا في اختبار تبييض الكاروتين مما يدل على أن بعض المركبات الموجودة بالنبات قد يكون لها تأثير مضاد للأكسدة ووجد أن أكثر هذه المركبات تأثيرا هو 3- ميثيل كوير سيتين فله كفاءة مساوية لفيتامين هـ  - حيث أن زيت الجوجوبا يحتوي على نسبة عالية من فيتامين هـ وله تأثير مضاد للأكسدة، بالإضافة إلى حمضيته الضعيفة وسعراته المنخفضة لذا فإنه يصلح لاستخدام مرضى تصلب الشرايين ومرضى كولستيرول الدم المرتفع ونقص المناعة.

كما وجد أيضا أن ثمار نبات الجوجوبا تحتوي على نسبة عالية من المواد الفلافونيدية مما يكسبها قيمة جيدة كمضاد للأكسدة وواقية لنسيج الكبد ويستخدم نبات الجوجوبا في أمريكا والمكسيك كاستخدام شعبي لعلاج نزلات البرد لما له من تاثير مسكن، خافض الحرارة ومضاد للإلتهابات.

ومن أحدث الدراسات أيضا هو استخدام كسب الجوجوبا كغذاء للحيوان وذلك بخلطة مع العلف بنسبة معينة وكسب الجوجوبا هو الجزء المتبقي من بذور الجوجوبا بعد استخراج الزيت ( شمع الهوهوبا) وهذه المادة تمثل 50 % من بذور الجوجوبا ومما لا شك فيه أن المخلفات في مصر على إختلاف أنواعها تعتبر مصدرا رئيسيا للتلوث خاصة المخلفات ذات الطابع الزراعي، لهذا تقوم الدراسات الحالية لتحويل هذه المخلفات إلى عناصر مفيدة وهذا من شأنه الحد بدرجة كبيرة من هذا التلوث بجانب الاستفادة بعائد إقتصادي مناسب منها وقد أثبتت الدراسات أن كسب الجوجوبا يحتوي على نسبة من البروتين تقدر بحوالي 26- 33 % مما يشجع مربي الحيوانات على استخدامه كغذاء لحيوانات المزرعة بعد نزع أو استخلاص بعض المواد السامة الموجودة به مثل مادة السيمونديزين تقلل من استفادة الحيوان من المواد الغذائية وبالتالي تؤدي إلى نقص وزن الجسم وقياسات الدم وبروتين مصل الدم والألبيومين والألفا والبيتا جلوبيولين بالإضافة إلى زيادة مستوى الكولستيرول والأمينوترا نسفيريز واليوريا في الدم كما لوحظ نقص معنوي في وزن الأعضاء التناسلية وعدد الحيوانات المنوية وحركتها.

بينت الدراسة المجهرية للأعضاء الداخلية لفئران التجارب بعد تعاطيها كسب الجوجوبا منزوع الدهن فقط وجود تغيرات بالخلايا المبطنة لجدر الأمعاء الدقيقة كما لوحظ أيضا تغيرات مرضية بالخلايا المبطنة للخصية وذلك بالمقارنة بفئران أخرى تم تعاطيها عليقة تحتوي على كسب الجوجوبا منزوع الدهن والسمية وذلك بعد معالجة بطريقة كيميائية لنزع المواد السامة الموجودة به.

 

 

الاستخدامات للتطبيقية:

في مجال صناعة الأدوية:

- تم إنتاج أقماع شرجية لعلاج الشرخ والبواسير.

- إنتاج مسكن قوي لآلام الأسنان.

 

 

في مجال الأدوية البيطرية:

- الإنتهاء من تسجيل بعض الأدوية لمكافحة الحشرات والأمراض الفطرية.

- الإنتهاء من تسجيل بعض الأدوية لعلاج الإصابة بديدان النيماتودا.

- جاري الآن تسجيل منتج يمكن إضافته إلى الأعلاف لتحسين وسرعة النمو بنسبة 40 % في الطيور.

 

 

 

المصدر: جيهان جميل أحمد شهاب معهد بحوث صحة الحيوان
  • Currently 70/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
22 تصويتات / 1311 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2010 بواسطة AHRIEgypt

ساحة النقاش

EngabeerMASOUD

معلومات قيمه جزاك الله خيرا

AHRIEgypt
»

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

297,298