مرض فيروسي شديد الضراوه. يصيب الأغنام والماعز والماشية والجمال ويؤدي إلى نفوق معظم صغار الحيوانات المصابة (95 % من الحملان) وإصابة الكبير منها بالحمى الشديدة وإلتهاب الكبد وفشل وظائفه ونفوق نسبة عالية (20 % من الأغنام). أما الأمهات الحوامل فالإجهاض مصيرها ومما يزيد من خطورة هذا المرض إمتداده للإنسان المخالط للحيوانات المصابة ليصاب هو الآخر بحمى وآلام بالبطن والمفاصل قد يتماثل بعدها للشفاء وقد تتدهور حالته فيصاب بالجلطة وتدمير شبكية العين أو قد يموت ويحدث ذلك نادرا.
الأمر خطير والتأثير على الثروة الحيوانية ومنتجاتها- في المناطق المنكوبة بهذا المرض- بالغ الخطورة وتكاليف برامج الوقاية والعلاج باهظة. أما السببب فيرجع إلى استيراد حيوانات حاملة للفيروس خاصة الجمال ( من السودان) الذي يعد المصدر الرئيسي لدخول الفيروس إلى البلاد ليتولى بعد ذلك الباعوض مسئولية نقله من المصاب إلى السليم.
رحلة... الفيروس
فبعد لدغ الباعوض للحيوان المصاب يمص دمه المحتوي على الفيروس وتستغرق رحلة وصول هذا الفيروس إلى الغدد اللعابية للباعوض ( 20- 29 يوما) ويكون عددها قد تضاعف كثيرا وأصبح جاهزا للعدوى ونقل المرض للحيوان السليم فالمرض ينتشر في أوقات تزايد وإنتشار الباعوض.
- يصل الفيروس إلى دم الحيوان السليم وسرعان ما ينتشر في جميع الأنسجة والأعضاء وعند وصوله إلى الكبد يدخل في خلاياه ويتكاثر بأعداد هائلة مما يؤدي إلى تدمير خلاياه وفشل وظائفه ونفوق الحيوان. أما الأمهات الحوامل فيخترق الفيروس المشيمة ويدمر خلاياها ويسبب الإجهاض.
- وخلال سريان الفيروس في الدم ترتفع درجة حرارة الحيوان لمدة2- 3 أيام.
أعراض.... المرض:
تتراوح فترة حضانة الفيروس في الحملان الصغيرة من 20 إلى 72 ساعة وقد يحدث بعدها نفوق الحملان المصابة فجأة بدون ظهور أعراض ظاهرية وفي حالات أخرى يحدث أرتفاع في درجة الحرارة، فقدان الشهية يصاحبه ضعف عام للحيوان وعدم القدرة على الحركة مع آلم في البطن يليها رقود للحيوان وعدم القدرة على الوقوف وقد يحدث النفوق بعد مرور 24 ساعة من ظهور هذه الأعراض وتصل نسبة النفوق في الحملان المصابة إلى 95 % اما في الأغنام الكبيرة تكون أعراض المرض أقل ضراوة عنه في الحملان وتظهر الأعراض المرضية على الحيوان بعد فترة حضانة قصيرة حيث تبدأ بأرتفاع في درجة الحرارة تصل إلى 41- 42 درجة مئوية وإجهاض للنعاج الحوامل- وقيء، وأثناء حدوث الحمى يحدث إنخفاض في عدد كرات الدم البيضاء خاصة النيتروفيل وقد يحدث نفوق للحيوانات المصابة وتصل نسبة النفوق إلى 20 % وعادة تنتقل العدوى للماشية والإنسان المخالطين للأغنام المصابة وتكون الأعراض في الأبقار في صورة أرتفاع في درجة الحرارة، فقدان للشهية، إسهال- ألم في البطن، زيادة في إفراز اللعاب وتقف إدرار اللبن وإجهاض لجميع الأمهات الحوامل وقد يحدث أيضا ظهور سحجات وتقرحات بالفم وبؤر تنكرزية ( نخر) في الضرع يصاحبها ظهور عرج في الحيوان المصاب وتكون نسبة النفوق في الأبقار منخفضة بينما تكون نسبة النفوق في العجول مرتفعة.
وتكون الأعراض في الجمال على صورة أرتفاع في درجات الحرارة وحدوث حالات إجهاض بالجمال العشار مع تزايد النفوق في الأعمار الصغيرة. وتعتبر إصابة الكبد ومايصحبه من زيادة إفراز العصارة الصفراوية وإكتساب الأغشية المخاطية الظاهرية اللون الأصفر أحد أهم العلامات المصاحبة للمرض.
العدوى في الإنسان:
قد تنتقل العدوى في الإنسان خاصة المخالطين للحيوانات المصابة، وبعد فترة حضانة تصل إلى 4- 6 أيام تظهر على الإنسان أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا مع إعياء شديد وميل للقيء، أرتفاع في درجة الحرارة، ألم بالمعدة والشعور بعدم الإرتياح عند منطقة الكبد، فقدان للشهية، صداع شديد بالرأس مع إحمرار بالوجه والعين وعدم القدرة على الرؤية في الضوء وألم بالظهر والمفاصل يصاحبها قشعريرة بالجسم. وبعد 3- 4 أيام من ظهور الأعراض يتماثل المصاب للشفاء ونادرا ما يؤدي المرض إلى وفاة المصاب ولكن قد تؤدي الإصابة في الإنسان إلى نتائج خطيرة مثل حدوث إلتهاب وجلطات بالأوعية الدموية وتدمير لشبكية العين.
والجدير بالذكر إن هذا المرض يتشابة في أعراضه وصفاته التشريحية مع أمراض أخرى مثل البروسيلا والليبتوسبيرا والإجهاض المستوطني فجميعها تؤدي إلى الإجهاض والتفرقة بينهم تتم بعزل الميكروب معمليا والتعرف عليه.
طرق.... الوقاية
1- القضاء على الباعوض الناقل للفيروس المسبب للمرض وذلك بالأهتمام بالنظافة العامة بالمزارع واستخدام المبيد الحشري المناسب.
2- تحصين النعاج والكباش والجديان سنويا قبل موسم التكاثر لإكسابهم مناعة ضد هذا المرض والتي تنتقل بدورها للحملان المولوده حديثا فتكسبها مناعة في الفترة الأولى من العمر.
3- الإبلاغ الفوري عند ظهور أي أعراض مرضية على الحيوان.
الإرشاد الزراعي في الأراضي الجديدة
أكتوبر – نوفمبر 2003 العدد السابع والثلاثون
ساحة النقاش