عُرس واعظات الأوقاف
أحمد نور الدين
فى يوم مشهود من أيامهن –خاصة- وأيام مصرنا ووزارة الأوقاف -عامة- شهدت واعظات الأوقاف مؤتمرهن الأول الذى أقامته الوزارة لهن فى الخامس من مايو الجارى ، وكان لى شرف حضوره وسط كوكبة منيرة من خيرة نساء وعالمات مصر، واعظات الاوقاف من كل محافظات الجمهورية، جئن يشهدن هذا العُرس الاول المحلى لهن، مكرمين، معترفا بحقهن وفضلهن وريادتهن الفضلى والمثلى البينة على المجتمع شتى بنسائه وأطفاله ورجاله.
جاء مؤتمرهن الأول "تأهيل الواعظات ودورهن في مجال الدعوة وخدمة المجتمع" تجسيدا وتأكيدا لدورهن الرائد الفريد الذى لا يألوا جهدا الدكتور محمد مختار جمعة وقيادات وزارته من التأكيد عليه، والدفع بهن إلى مقدمة مصاف العالمات، الباحثات، الفاهمات، المدققات، المطبقات، والناشرات لصحيح دينهم، بسلوكه، وأخلاقه، ومعاملاته فى ربوع مساجد مصرنا المحروسة، على امتداد أرضها المباركة.
والحق أشهد أن ولاية الدكتور محمد مختار جمعة لوزارة الاوقاف شهدت –وما زالت ما شاء الله- عناية فائقة بملف واعظات الأوقاف الفضليات، علميا، وتدريبا، وتأهيلا تكنولوجيا، وكل ما يمت بالدفع بهن قدما إلى الطريق الأمثل الفريد للداعية المستنيرة، العالمة بدينها المتماشية، والمطبقة لوسائل الدعوة الحديثة، وما استجد عليها من تطبيقات تكنولوجية وعلمية وتقنيات حديثة عصرية، جنبا لأدائهم الميدانى المتميز، أضحت لا غنى عنها، وفرضتها هذه الوسائل الحديثة، وهذا الاعلام الجديد الذى قلب الفضاء الدعوى رأسا على عقب.
جهود جبارة، مثمنة، تحمد لوزارة الأوقاف ووزيرها الهمام الدكتور مختار جمعة نحو واعظات وزارته، تجسدت فى عقد العديد من الدورات المتكاملة لهن بأكاديمية الاوقاف الدولية، ودورات "رائدات فكر" مشاركة مع واعظات الازهر الشريف وأمينات الفتوى بدار الافتاء، والتى تعد من أعلى مستوى الدورات علميا وثقافيا، مستعرضة كل ما يتصل بالثقافة العصرية، جنبا الى دورات الاوقاف المشتركة لهن مع أكاديمية ناصر العسكرية، والدورات الدولية كدورة أئمة وواعظات السودان وبوركينا فاسو، إضافة لترسيخ أواصر وأركان الوحدة الوطنية فى أجمل صورها وأبهاها، متمثلة فى برامج "واعظات وراهبات" التى تقام بالتعاون مع كنائسنا المصرية.
وجوه ناضرة، نيرة، سمحة، وقامات علمية مرموقة رفيعة، قابلتها وجمعنى بهن حوارا فى مؤتمرهن الاول لواعظات الاوقاف، يحملن فى قلوبهن ووجوههن الخير، والبشر، والسماحة، والحب، والتعاون، والرفق، واللين، وكل ما شئت من أخلاق فاضلة قل، يحملونها نحو مجتمعهم، وبنيه، يعلمونها، وينقلونها الى نسائنا، وفتياتنا، وأطفالنا فى المساجد، يغيرن بها وجه المجتمع وسلوكه المعوج ، فى جهاد فريد، بديع من نوعه، لا يعلم ثوابه إلا الله سبحانه، مستعينين بربهم وتوفيقه، ودعم الوزير الدكتور محمد مختار جمعة وقيادات وزارته الواقفين خلفهن، داعمين، ومساندين، ومشاركين لهن رحلة هذا النجاح والانجاز.
ولكم كنت فخورا بهن جميعا، وممن تحدثت إليهن منهن، وممن لم أتحدث إليهن، لكن محصلتى وقناعتى الشخصية التى أنقلها لك –قارئى الكريم- أن ثقةً، وإيمانا، ويقينا بالله، ستظل بلادنا الحبيبة المباركة، محروسة بعين الله، وأمنه، وحفظه، وحرزه، وكنفه، طالما بقيت هذه الوجوه النضرة، خط الدفاع الحصين الإيمانى، يؤدى دوره الدعوى، والتربوى، والاجتماعى، على أكمل وجه، شعارهن جميعا "إن أجرى إلا على الله وهو على كل شئ شهيد" (سبأ 47).
أعضاء هيئة تدريس بجامعاتنا المصرية المختلفة، ومهندسات، ومحاسبات، وباحثات، وأطباء، ومديرات عام بالأزهر والتربية والتعليم العام، آثرن أن يعملن فى الحقل الدعوى تقربا الى الله تعالى، وفريضة ووجوبا لدورهن الدعوى التربوى، الوطنى، الاجتماعى، وإيمانا عظيما منهن بما يدعون إليه، إذ بقدر إيمان الواعظة الداعية بدعوتها، وتفهمها لضرورتها وحاجة الناس إليها تنجح في عملها الدعوى، وأيضا اتصالهم والتحامهم الوثيق بمن يدعون إليه، فالناس أحوج الآن إلى الاتصال الوثيق بالله عز وجل، ليستمد منه العون والتوفيق، ومن مظاهر هذه الصلة الوثيقة بالله داعية مستنيرة أمينة صادقة تنير لهم الطريق وتهديهم سبيل الرشاد.
وكم كنت مشدوها مذهولا من حكاياتهن وتجاربهن الجميلة الرائعة التى قصونها علىّ، وكيف أن نساء المساجد وأطفالها، كانوا ينتظرونهن على أحر من الجمر فى المساجد، وينصتون إليهن انصاتا بليغا عند تعليمهن إياهن، من دروس، ووعظ، وإيضاح لسلوك يراد فهمه وتعديله، مقترنا هذا الاهتمام البليغ بالحب، والسعادة الشديدة، أن وجدوا أخيرا ضالتهم المنشودة من معلمات، أمينات، بارات، أصحاب ورثة رسالة دعوية صادقة تلقفنها، وأخذنها من خيرة علمائنا، وراثة عن نبينا الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وكيف أصبحن هؤلاء الواعظات المباركات، أمثلة طيبة، وقدوة حسنة يقتفى أثرهن ويحتذى بهن حتى فى ملبسهن الأنيق التى وفرته لهن وزارة الأوقاف، فى مظهر طيب، يجذب الناظرين، ويسر الأعين بإطلالاتهن الجميلة التى تنم عن تطبيق بديع ديننا الاسلامى الحنيف حتى فى المظهر العام .
والآن أستطيع القول بما رأيته منهن، أن واعظات الأوقاف استطعن أن يصممن ويطورن البصمة المصرية لديننا الحنيف، دون زيادة أو نقصان، بل بجودة، واتقان، وأمانة المرأة المصرية الطيبة، المباركة، وأنه أضحى هناك فتحا دعويا جديدا بمساجدنا، فصارت المساجد خلايا نحل تتسابق فى حفظ القرآن الكريم، ومدارسة أحاديث وسنة نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وبات تأثير واعظاتنا دوليا وعالميا لا محليا فحسب.
كان هذا غيض من فيض أحببت مشاركته معكم، لأعلم القاصى والدانى مكانة واعظاتنا الرفيعة، فتحية إجلال وإعزاز وإكبارلأميرات الدعوة واعظات الأوقاف فى مؤتمرهن المحلى الأول، وفى انتظار مؤتمرهن العالمى الأول فى أوخر أغسطس القادم ان شاء الله، تكريما وإعلانا وعرفانا بفضلهن، وبتجربة مصر الفريدة لهن، داعين الله أن يديم عليهن تبوء صدارة المشهد الدعوى محليا وعالميا.