جمعية آفاق للمقاولة والتنمية بالسمارة / المغرب ASSOCIATION AFAK POUR L'ENTREPRISE ET LE DEVELOPPEMEN

 

 

رئيس بلدية السمارة والشأن المحلي للحاضرة الروحية والعلمية لأقاليم الجنوب   الخميس 22 أكتوبر 2009, 02:44

قبيل موعد الاستحقاقات الجماعية ليوم 12 يونيو 2009 ، وتفعيلا لبنود قانونها الأساسي في شقه المتعلق بالاهتمام والمشاركة في قضايا الوطن، سعت جمعية آفاق للمقاولة والتنمية في شخص رئيسها: العربي الراي، إلى تسليط الضوء على هذا الحدث الوطني الهام، وتحديد مقاربة الشأن المحلي بالسمارة العاصمة الروحية والعلمية للأقاليم الجنوبية، وذلك بمحاورة رئيس بلديتها السيد : محمد الجماني المنتهية ولايته مع حاول يوم 12 يونيو 2009
رئيس بلدية السمارة ووكيل لائحة حزب الاصالة والمعاصرة في حوار صحفي مع رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية A.H.E.D

س 1 : ورد في خطاب لجلالة الملك محمد السادس أن لا ديمقراطية حقة بدون أحزاب قوية، وأن الانتقال من خوض صراعات شخصية أو استعمال الديماغوجية إلى التنافس الشريف ، من بين المشاريع المجتمعية، التي تشكل انتظارات الملك من الأحزاب خلال الاستحقاق الانتخابي ليوم 12 يونيو 2009. ما تعليقكم على الرؤية الملكية ؟

ج 1 : كـــلام جـــلالة الملك واضح وشفاف ولا يقتضي تأويـــلا أو اجتهــادا، فهــو يــؤكــد فـــي خطبه المتعلقة بالانتخابات على أن قوة الأحزاب السياسيـة المغـربية وفاعليتهـا، رهينـة بقـدرتهــا الفعلية لا الشكلية على إبـراز نخب مؤهـلة لحسن تدبيـر الشـأن العـام، والمساءلـة والمحـاسبة على حصيلة أعمالها.

س 2 : هـل سر الانطلاقـة القوية والنجاح الباهـر الذي حققـه مـؤسس حركـة لكـل الديمقـراطييــن، ومهنــدس حــزب الأصالـة والمعاصرة الحديث

عهـد بالميلاد، قرابـة فؤاد عالي الهمة من الدائرة الملكية؟

ج 2 : شخصيا أعتبر السيد فــؤاد عالي الهمة ظاهـرة مجايليه، أبـان في العديد من المناسبات عن ديناميكية وقدرة كبيرتين على العمل قلما يتوفر عليها آخرون. وإن كان لم يتزعم كافة المبادرات، فقد فضل البقاء في غالب الأحيان في الصفوف المتوارية ، رغم أن الأضواء تلاحقه أينما حل وارتحل.وما النجاح الذي لقيه مشروع حزب الأصالة والمعاصرة منذ بدايته إلا تحصيل حاصل وضوحه الفكري وشفافيته واستقلاليته. ولا أنكر، وكما يعرف ذلك عموم المغاربة صداقة عالي الهمة للملك. لكن الملك لا دخل له في حزب صديقه.

س3 : اختار حزب الأصالة والمعاصرة بقرار سيادي الخروج من الأغلبية، وطالب بفك الارتباط بين فريقي التجمع والمعاصرة في مجلس النواب، والتحق بالمعارضة.

هل مرد هذا راجع إلى الفراغ الذي تشهده الأنشطة السياسية للأحزاب، والتقصير المهول في تعبئة المواطنين، وما ترتب عنها من أزمة سياسية أصبحت عنوانا بارزا يطبع الساحة السياسية الوطنية ؟ أم هو الضعف الذي تتخبط فيه المعارضة الخافتة الصيت؟

ج 3 : الواقع السياسي الحزبي المغربي متشرذم ومشلول، والحكومة الحالية تعمل على تكريس هذا التشرذم. إذ في مثل هذا الوضع الذي تعرفه الأحزاب يمينها ومعتدلها ويسارها تقتضي الحاجة إلى ظهور أحزاب ديمقراطية من شأنها القيام بالدور اللازم في تأطير المواطن، وإعادة الثقة إليه، وإنعاش المشهد السياسي والمشاركة في الاستحقاقات.

والجهات الرسمية من خلال إعلامها المتواضع لا تفي بتطلعات المواطن المغربي، الذي يحمل المؤسسات الحزبية مسؤولية استغفاله، وهضم حقوقه في التوعية والتعريف بقضاياه المصيرية، ما دام هو من يدفع ميزانية هذا الإعلام. كل هذا بعدما لوحظ ضعف المعارضة التي انتقل دورها إلى أطراف أخرى في المجتمع، وجدت نفسها تمارس معارضة سياسية رغما عنها، كالصحافة المستقلة والجمعيات الحقوقية، وشرذمة من بقية جمعيات المجتمع المدني، وكذا بعض المنابر النقابية، التي سلمت من تهجين وتنميط الحكومة ، في وقت نجد فيه خروج أحزاب المعارضة إلى " تديين" السياسة ، في خطاب أخلاقوي هو أقرب إلى الوعظ والإرشاد منه إلى الفعل السياسي الخلاق. الأمر الذي جعل الساحة السياسية فارغة. وهذا خطر كبير على البلاد.

وسط هذا الزخم المتنافر، ظهر الفاعل السياسي الجديد السيد: فؤاد عالي الهمة، الذي استطاع خلال شهور قليلة، إيجاد فريق برلماني، وإنشاء حركة لكل الديمقراطيين، وبناء تحالف داخل القبة التشريعية، مع حزب التجمع الوطني للأحرار، في بلورة قطب يميني غير مسبوق، في وقت كانت فيه الحكومة تتوقع خروج حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى صفوف المعارضة.

س 4 : أثار دخول حزب الأصالة والمعاصرة إلى الساحة السياسية الصحراوية التي لم تتحرر بعد من الإثنية القبلية وهيمنة العرف وشيوخ القبائل ، بموازاة مع القانون الوضعي المعمول به في الإدارات المغربية ، زوبعة كبرى ارتجت تحت وقعها قناعات وانتماءات متباينة.

هل الرحيل والترحال سمة أهل الصحراء في علاقتهم الجدلية مع الماء والكلأ تنطبق كذلك على انتمائهم الحزبي؟ أم هي موضة يُرغبُ في تجربتها ليس إلا ؟

ج 4 : أهل الصحراء أدرى بمصلحتهم من غيرهم، وهم أدرى بشعابها ورمالها وواحاتها وبأهوائها منذ ميلاد التاريخ، وارتباطهم بثقافتهم وثراتهم وحضارتهم ارتباط الروح بالجسد. ومن منطلق اعتباري مسيرا للشأن الجماعي المحلي ببلدية السمارة، فإن ما عرفته الأقاليم الجنوبية مؤخرا من مستجدات اشتملت على إعفاء كاتب الدولة في الخارجية " ولد الخريف" من منصبه، مرورا بتعيين عمال

وولاة جدد بكل من أقاليم: السمارة، العيون الداخلة وآسا الزاك، وانتهاء بتنصيب السيد: بيد الله، أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة لَأمر يستدعي شجاعة لتدبير الشأن المحلي وخصوصا وأن الإعلان عن الحكم الذاتي والجهوية الموسعة، حظيت بسبق الشروع فيه، ومباشرته أقاليمنا الجنوبية في أفق تعميمه على باقي جهات المغرب، وذلك بهدف النهوض الشامل بتنمية أقاليم الجنوب وتأهيلها للمستقبل.

س 5 : لماذا تم اختيار مدينة العيون محطة أولى لانطلاقة دخول حزب الأصالة والمعاصرة في الساحة السياسية؟ وهل هي خطوة لمشاركة الغريم النافذ " آل الرشيد" بها، وكذا بقية الأحزاب السياسية الصغيرة الأخرى؟ أم لحكم انتماء الدكتور بيد الله إلى المنطقة؟ أم الأمر يخرج عن نطاق كل ما ذكر؟

ج 5 : آل الرشيد تربطهم بحزب الاستقلال علاقة شخصية، أ سُسُهـَا قناعات ومصالح مشتركة. ونحن من زاويتنا نـُكِن كل الاحترام والتقدير لهذا الحزب العتيد، بحيث نولي مكانة خاصة لمناضليه قاعدة وقيادة. وآل الرشيد ليسوا بخصوم لنا أو لحزبنا. وكوني أنتمي إلى أسرة الجماني الذين يشغلون منصب الاستشارة البرلمانية بالداخلة، ويرأسون بلدية السمارة ، فيما يسود آل الرشيد على بلدية العيون بالنيابة الفعلية، ويرأسون مجلس جهة العيون بوجدور، ويرأسون المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، أصرح من هذا المنبر بأن حبل الود قائم بيننا، وإن كنا نختلف في الانتماء السياسي.

وحزب الأصالة والمعاصرة حزب كسائر الأحزاب المغربية، وليس ب : " تسونامي" كما وصفه بعض الظرفاء من الصحافيين.

س 6 : من كاتب مستقيل للدولة في الداخلية، إلى حاصد لثلاثة دوائر انتخابية للدائرة الانتخابية بنكرير بلائحة مستقلة، اتخذ لها رمز " التراكتور " وشعار: " الكرامة " ، شكل فؤاد عالي الهمة، فريقا من 36 برلمانيا سماه : " الأصالة والمعاصرة " وأسند رئاسته لنجيب الوزاني، الأمين العام لحزب العهد، المنصهر في حزب الأصالة والمعاصرة فيما بعد.. ليستقر الأمر أخيرا على الإعلان الرسمي عن ميلاد حزب الأصالة والمعاصرة، يتوج الدكتور بيد الله أمينا عاما له، يعقبها مباشرة وقبيل موعد الاستحقاقات الجماعية ل : 12 يونيو 2009 بأيام قلائل رحيل حزب التراكتور إلى مضارب المعارضة.

هل لهذه الرجة السياسية الكبيرة تأثير على المسار السياسي المغربي؟

ج 6 : لا يمكن حاليا استباق العرس بليلة كما يرد في الأمثلة الشعبية المغربية. واعتبار أن حزب الأصالة والمعاصرة يقتصر على شخص واحد، ويُختصَرُ قي شخص واحد، هو ، وكما تبوق له الأحزاب والإعلام بأنواعه، السيد: فؤاد عالي الهمة. فعليهم أن ينتظروا قليلا ولو لبعض الوقت، وأن يتفادوا الأحكام المسبقة والجاهزة.

وحسب ما يبدو فالحزب جاء تشكيله تعبيرا عن أزمة نخب كالتي نعيشها في المغرب بصفة عامة ، وتلك التي نعيشها في المناطق الجنوبية بصفة خاصة.

ومن باب التوضيح فحزب الأصالة والمعاصرة يجمع بين ظهرانيه بعض الفعاليات التي كانت مرتبطة بشخص فؤاد عالي الهمة أكثر من ارتباطها بمشروعه السياسي، نظرا لمنصبه السابق في دهاليز وزارة الداخلية، والصداقة التي تربط بينه وبين الملك، ناهيك عن ضمه في صفوفه مجموعة لامعة من أبناء الجنوب، وأخرى من أبناء الشمال . وهذا يعد بصدق تجسيدا كبيرا للوحدة الترابية الوطنية بين شمال المغرب وجنوبه.

وبهذا نجد أن المشهد السياسي الحالي يتحكم فيه منطقان اثنان، يبدوان متناقضين في الظاهر، ولكن رغم ذلك يتعايشان..أحدهما معاصر جاء مع مجيء العهد الجديد ، والآخر كلاسيكي يعود إلى مرحلة ما بعد الاستقلال.

س 7: هل التاريخ يعيد نفسه، على يد مهندس حزب التراكتور، واعتبار ظاهرته صيغة أخرى لتجربة أحزاب إدارية سابقة، لأسماء مثل : أحمد عصمان وحزب الأحرار، المعطي بوعبيد وحزب الاتحاد الدستوري، وعرشان والحركة الديمقراطية الاجتماعية الخ ... والتي هي ( أي ظاهرة الهمة) صيغة معدلة لتجربة " الفـديـك " ( جبهـة الدفاع عن المؤسسات الدستورية لأحمد رضا اكديرة سنة 1963؟) وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟

ج 7 : من منظوري الخاص، - السياسي - لا يسبح في النهر مرتين، فلكل حقبة صناع مشهدها السياسي ورواد شؤونها الاجتماعية، والاقتصادية والعقائدية والايدولوجية، لكن يبقى الماضي مرتعا خصبا للدرس والتحصيل، واتخاذ العبر والمواعظ. فجبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية التي أسسها أحمد رضا اكديرة صاحب الملك الراحل الحسن الثاني، ولدت في سياق مواجهة هيمنة حزب الاستقلال، بهدف إضعافه والقضاء على فكرة " الحزب الوحيد "

تبقى خصوصية ظاهرة الهمة، من حيث خرجته السياسية الفريدة، ضرورة فرضتها مواجهة الحركات الاحتجاجية، بين موجة غلاء الأسعار، وعطالة الشباب الحاصل على الشواهد العليا، وتردي الأوضاع الاجتماعية.

هذا وأن الأشخاص المنخرطين في الأصالة والمعاصرة مختلفون من حيث المبادئ والانتماءات. فبالإضافة إلى أسماء وازنة في سماء المال والأعمال، توجد أسماء انبثقت عن اليسار الراديكالي، والتي تغذت من اليسار وتراكماته. وهذا الفسيفساء المتناثر، لم تسجل جبهة رضا اكديرة له مثيلا ، لهذا فظاهرة الهمة مستقلة بذاتها، وليست استنساخا لما عرفته العقود المنصرمة من ستينيات القرن العشرين.

س 8 : في بلاغ لوزارة الداخلية، أوضح شكيب بن موسى أن عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية الجماعية لاستحقاقات 12 يونيو 2009 وصل إلى 13 مليونا و260 ألفا و 219 ناخبا. هذا رقم المسجلين الذي لا يوازي بالضرورة عدد المصوتين، في نفس الوقت من المنتظر أن يشارك في الانتخابات الجماعية الحالية أكثر من ثلاثين حزبا، منها من سيخوض هذه الانتخابات لأول مرة.

باعتباركم رئيس المجلس البلدي لدائرة السمارة، توليتم مهمة تسيير الشأن المحلي طيلة مدة الانتداب الجماعي. وأنتم تلتحقون بحزب الأصالة والمعاصرة، كيف تقيمون تجربة ولايتكم؟ وما الذي استمالكم إلى حزب " التراكتور " ؟

ج 8 : بداية أود أن أشير إلى نقطة مهمة مفادها أن ناخبي المدن الصحراوية ينقسمون إلى أربع فئات:

1- القادمون من الشمال: أغلبيتهم من أسر الجيش والشرطة وبقية القطاعات الأخرى وممتهني المهن الحرة والمياومين..

2 - الصحراويون: المنحدرون من أصول صحراوية والمنقسمون إلى قسمين:

أ) الموالون للإدارة ، ويحظون بامتيازات.

ب) قسم أقل تمثيلا ينخرط في المجتمع المدني غبر الحكومي.

3- العائدون: الأكثر تسييسا والأقل فاعلية.

4 - سكان المخيمات الدين لا يقلون تمثيلية شأنهم شأن بقية الساكنة

وعن تجربتي الشخصية فقد كنت من مؤسسي الفريق البرلماني، انخرطت في حركة لكل الديموقراطيين، ثم التحقت بحزب الأصالة والمعاصرة منذ وهلته الأولى، بعد قناعة تامة بمشروعه وببحثه الدائم عن الحلول الاجتماعية الحقيقية لكافة المغاربة.

س 9 : ما هي الاكراهات التي واجهتكم بالمجلس البلدي ؟

ج 9 : تجلت الاكراهات في:

- ضعف الموارد ، ناهيك عن إثقال كاهلهــا بأجــور المـوظفيـن التابعين لها والذين يخصمون من ميزانيتها 85 %

- العلاقة المتردية التي كانت تجمع المجلس البلدي والعمالة في عهد العاملين السابقين

أما اليوم، والحمد لله فالسيد العامل الحالي، قام بطي صفحة الماضي، وعمل على حصول المجلس على 30 مليار سنتيم لتمويل التهيئة الحضرية. ومنذ سنة 1997 ونحن كذلك نطالب بفتح نقطة حدودية مع الجارة موريتانيا عبر امكالة/ و بير أم كرين( يبعد عن الحدود المغربية ب : 100 كلمتر، بحيث ستعدو المنطقة قطبا تجاريا وسياحيا بامتياز) . ومن باب المقارنة لنأخذ على سبيل المثال مدينة الزويرات ، فنجدها تبعد عن العيون عبر الطريق الشاطئية ب 1800 كلمتر، فيما تبعد عن السمارة ب: 560 كلمتر. وبخصوص ملف المحافظة على الموروث الثقافي والسياحي للمنطقة قام السيد العامل بايلاء الموضوع أهمية قصوى، بحيث أبرِمَت شراكة مع جماعة امكالة وسيدي احمد العروسي حيث مواقع الآثار والنقوش الصخرية، واعتماد حراس مداومين يتكلفون بمراقبتها.والجماعة مداخيلها ضعيفة تعتمد فقط على عائدات الضريبة على القيمة المضافة، لكن في أفق تبعية إقليم السمارة لجهة العيون بوجدور ستنتعش ميزانيتها لا محالة. هذا مع أملنا الكبير في تحقيق المغرب الكبير ، والسعي إلى التسابق نحو التنمية المستدامة التي تعود بالنفع على الشعوب، مع تبني سياسة السلام، ونبذ العنف والإيمان بالمستقبل. مع مناشدة أطراف النزاع إلى فتح طريق بين السمارة، ومخيمات تندوف، لتسهيل عملية التنقل، بدل استعمال النقل الجوي.

س 10 : عرفت مدينة السمارة ما قبل الأمس مهرجانا خطابيا لحزب الأصالة والمعاصرة ، كيف كان استقباله من طرف الساكنة؟

ج 10: زيارة السيد الأمين العام وأعضاء المكتب الوطني ورئيس المجلس الوطني ، تركت صدى طيبا لدى جموع ساكنة السمارة، بحيث تم استقبال الوفد، بكل من مخيم الربيب، والوحدة، وبقاعة الحفلات بالسمارة . وقد تواصل الحضور مع الخطاب الموجه لهم من طرف الوفد، وعلى رأسهم السيد فؤاد عالي الهمة ، الذي حثهم على ضرورة التوجه إلى مكاتب التصويت يوم 12 يونيو لاختيار مرشحهم.

وبالمناسبة طرح ناطقون باسم المخيمات عدة نقط منها التعجيل بالسكن، ونظرا لعدم تشابه ظروف مخيمات السمارة، بمخيمات الداخلة، وبوجدور والعيون، الذين يستفيدون من فرص الشغل التي يوفرها لهم الشاطئ، وكذا الضيعات الفلاحية، فإن سكان مخيمات إقليم السمارة طالبوا بمضاعفة حصص الدعم الموجه للمخيمات، وإرجاء عملية هدم منازلهم ، حيث يقيمون حاليا إلى فرصة لاحقة، وذلك إلى حين فراغهم من عملية البناء، بدعوى عجزهم عن أداء واجب الكراء. هذا مع مطالبتهم بتوفير فرص حقيقية للشغل تضمن لهم عيشا كريما. وقد تعهدت قيادة حزب الأصالة والمعاصرة بتقديم حلول جادة شريطة الالتزام بدعم الحزب بالأصوات.

· كلمة أخيرة : شكرا على الاستضافة ، وحظ سعيد.

***********************************************

 

مقابلة صحفية مع السيد النائب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة بالسمارة


<!-- / icon and title --><!-- message -->


 

أجرى رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية مقابلة صحفية مع السيد النائب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة يوم الجمعة 18 يوليوز 2008 بمقر النيابة الإقليمية للوزارة، تابع أطوارها السيد مدير دار الشباب المسيرة الخضراء والسيد رئيس نادي المسيرة الخضراء للمعامل التربوية وفن الإبداع، والإطار الإداري بالنيابة ، وذلك على الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال.

السيد النائب الإقليمي في استجواب قناة العيون الجهوية غداة الملتقى  الأول  للعدو الريفي بالسمارة


س : السيد النائب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة، مرحبا بك بإقليم السمارة.
بداية أشكركم على الاستقبال الطيب الذي خصصتموه لي ولمرافقي، وقبولكم تخصيص اليسير من وقتكم لإجراء هذا الحوار الصحفي.

ج : بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبيه المصطفى الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.مرحبا..
في البدء أود أن أشكركم جزيل الشكر السيد رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية على هذه المبادرة الطيبة، والتي هي بحق مبادرة تستحق التثمين، لأنها تجسر سبل التواصل بين الإدارة والفاعلين والنشطاء، الذين يشتغلون في إطار الشباب والرياضة والطفولة والمرأة.

س : تزامنا مع الإنطلاقة الفعلية لدار الشباب المسيرة الخضراء وتقلدكم مهمة إدارة نيابة الشباب والرياضة بالإقليم السمارة، والتي تزامنت مع الذكرى التاسعة لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، وأنتم تحلون بين ظهراني الحاضرة الروحية والعلمية للأقاليم الجنوبية – السمارة – ما هو ارتسامكم وانطباعكم الأول حول المناسبة الغالية، وكذا حول أنشطة النيابة على الصعيدين الإقليمي والجهوي؟

السيد النائب الإقليمي للشباب والرياضة بالسمارة

ج : النيابة الإقليمية تشتغل على قدم وساق وهي تحيي احتفالاتها المتنوعة والمتعددة، منذ مدة، استعدادا للاحتفاء بالذكرى العزيزة والغالية، ذكرى تربع صاحب الجلالة محمد السادس على عرش أسلافه الميامين. فعلى غرار بقية النيابات الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة عبر تراب المملكة، سطرت النيابة الإقليمية برامج حافلة احتفالا بالذكرى الغالية، وجندت كافة طاقاتها من أجل تخليد هذه المناسبة وإعطاء الحدث مكانته من خلال برامج رياضية تربوية وثقافية، وأهم تظاهرة تتزامن مع هذا الحدث الوطني البارز تظاهرة المهرجان الأول للرياضة بإقليم السمارة، حيث إننا اليوم في خضم الاستعداد لانطلاقها والتي تختزن في حمولة برنامجها سيلا من المواد المتنوعة والهادفة رياضيا ثقافيا وتربويا. وبهذا الصدد أشيد بالمجهودات الجبارة لكل الفاعلين بالقطاع، من أطر وفاعلين جمعويين وسلطات محلية ومنتخبين ورواد دور الشباب.

س : خضتم تجارب سابقة بإقليم بوجدور، واعتبارا لرصيدكم المتراكم في القطاع، ما هي إستراتيجيتكم المزمع أجرأتها بالإقليم السمارة، وهل تحمل بين طياتها جديدا، وهل طريقة عملكم هي استنساخ لنهج عمل سابقكم، أم هي طريقة مغايرة تماما ؟

ج : مجهودات السيد النائب السابق جديرة بالتثمين والتقدير، لا سيما وأنني أعتبره قدوة ومثالا يحتدى به. فمن خلال الوهلة الأولى وأنا ألتحق بمقر عملي الجديد هذا، تفاجأت بالوضع الجيد للمؤسسة، التي تضاهي النيابات الوطنية من حيث البنية التحتية والتجهيزات الحديثة والعصرية. شاكلة كالتي هي عليها النيابة الإقليمية مرآة تعكس حكامة لائقة وتدبيرا معقلنا وترشيدا محكما.
فعلى درب النماء والتجديد والتنمية المستدامة، سنسعى إلى صقل أساليب العمل وتفعيل ترسانة الأرصدة التي راكمها السيد النائب السابق، واستثمارها وفق ما تسطره وزارة الشباب والرياضة ، وتحيين المنظومة المعمول بها إقليميا وجهويا وطنيا.
إن مسيرة مشوار عملي بالقطاع مرت بمحطات، أذكر منها على سبيل المثال تقلدي مهمة إدارة نادي الطفل وشؤون الموظفين ببوجدور. أماعن إستراتيجيتي في العمل، فقد كانت ولا تزال مبنية على مبدأ الانفتاح على الآخر، وتمتين جسور التواصل مع القطاعات الخارجية، وكذلك تقلد مسؤولية تتقاسمها كافة القطاعات الحكومية ذات الاهتمام المشترك، كنيابات ومندوبيات وزارة التربية الوطنية، والسياحة والصحة والتجهيز والنقل والتكوين المهني، والهيآت المنتخبة ووكالة التنمية الجهوية والسلطات المالية، والنسيج الجمعوي، من اتحادات وجمعيات رياضية وغيرها ووسائل الإعلام. وسعيا إلى الرفع بالقطاع إقليميا إلى المستوى الذي صممته الإدارة الوصية، فإن ضرورة تشجيع روح الابتكار والإبداع والتنمية تبقى رهينة الاهتمام الذي توليه وزارة الشباب والرياضة للحاضرة الروحية والعلمية للأقاليم الجنوبية.

س : لم تمض على تسلمكم مفاتيح اعتمادكم سوى بضعة أسابيع، ماهو تقييمكم للوضع التربوي والرياضي والفني والثقافي بالإقليم، وما هي الثغرات التي بدت لكم عند أول وهلة ؟

ج : شكرا، فالسؤال في حد ذاته وجيه ويلامس جوهر القطاع، وأعتبره شخصيا عروة هذه المقابلة وركن زاويتها ومربط فرسها.
وقوفي الشخصي على آليات العمل بالإقليم العزيز، جعلني أركز على الجانب التواصلي بين النيابة ومحيطها ومختلف التركيبات الاجتماعية التي تتعامل معها والتي تدخل معها في اتصالات مباشرة أو غير مباشرة. ونظرا للطابع الاستعجالي لبرنامج العطلة للجميع، وحلولي بالكاد وافدا جديدا على الإقليم، فقد تفوقت بعون من الله تعالى، في أن أتحكم في زمام الأمور وأجاهد نفسي والأطر التي تشتغل تحت إمرتي على تفادي الانفلاتات والهفوات قدر الإمكان، عسانا نضمن الاستفادة والسلامة للجميع.
ومن خلال اجتماعي الأول بالجمعيات الرياضية تبين لي الاستعداد الكبير الذي تبديه، ومدى رغبتها الأكيدة في الرفع من مستوى الرياضة بالإقليم. وللإشارة فإقليم السمارة يحتل فريقه : فريق وداد السمارة لكرة اليد الذي يلعب ضمن القسم الوطني الأول مرتبة مشرفة، علاوة على فريق وداد السمارة لكرة القدم المصنف في المرتبة الأولى على صعيد الأقاليم الجنوبية. هذا مع ضرورة الإشارة إلى ما تسديه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من سند ودعم للقطاع عبر جملة من المشاريع، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مشروع تجهيز الملعب البلدي بالعشب الطبيعي، وتهيئة القاعة المغطاة لضمان الاستمرارية لجل الأنشطة الرياضية طيلة السنة. كما ألفت انتباهكم إلى أن القطاع بالإقليم سيتعزز بإحداث مسبح داخل هذا الفضاء الرياضي. وهذه كلها مؤشرات مطمئنة تبشر بغد أفضل وواعد.

س : سيادة النائب الإقليمي، كيف تعتزمون التغلب على الصعاب الراهنة وتجاوز العراقيل القائمة والمحتملة ؟

ج : التبصر والحكمة وسيلتان مهمتان لرصد الخلل مهما كان شكله ونوعه، لكن قبل الوصول إلى مكمن الداء وتشخيصه، فإنه لا بد من تكثيف الجهود وتعبئة كل الطاقات وتسطير الاستراتيجيات الملائمة، وفق حجم المشكل المعرقِـل للسير العادي للقطاع، واعتماد منطق أخف الضررين في حالة الضرورة والاضطرار... وبتعبير آخر فالعراقيل تـُدلـَّلُ بتضافر الجهود والتفاني في العمل ونكران الذات والعمل في إطار المصلحة العامة المتحررة من الأنانية والشوفنيات القصيرة. ولا مناص للقطاع من تجسير علاقته مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والأخذ بيد الجمعيات التابعة للقطاع، نحو جمعيات التعاضد الوطني، جمعيات النوادي النسوية وجمعيات الأعمال الاجتماعية.

س : عرفت وزارة الشباب والرياضة تغييرا شاملا غداة تنصيب البطلة الأولمبية السيدة نوال المتوكل على رأس الوزارة. كيف تنظرون إلى هذا الإخراج، وهل ترونه يستجيب لتطلعات الشباب والرياضة بالإقليم ؟

ج : طبعا، ففي استراتيجية الوزارة ما يشي بالتغيير. فمع إشراقة وزيرة الشباب والرياضة الجديدة السيدة نوال المتوكل، تمكنت الوزارة من رسم طريق من شأنها المضي بالقطاع إلى مراتب الدول الرائدة، وإعادة النظر في العديد من الجوانب المرتبطة بتطوير وضمان إشعاع قطاع الشباب والرياضة وطنيا ودوليا. كما أخبركم أن الوزارة بصدد التهييء لتنظيم المناظرة الوطنية للرياضة، ستمد فيها جسور حوار حقيقي مع الاتحادات الرياضية ومختلف مكونات الحركة الرياضية، يتم فيها استعراض حصيلة ما أنجز، والقيام بتقييم موضوعي لها للخروج باستراتيجية عمل متكاملة ومندمجة، وفق ما تشهده الساحة الدولية من مستجدات، وضرورة عصرنة تدخلاتها في المجال الرياضي. ودون إغفال الشباب. كما أشير إلى أنه مع بداية الموسم المقبل هناك انطلاقة لبرنامج تأهيل الشباب، وذلك من خلال العناية بدور الشباب وفضاءاتها وتجهيزها بكل المعدات التي تستجيب لتطلعات روادها.

س : قبل إسدال الستار على هذه المقابلة القيمة كلمة أخيرة.

ج : شكرا على الحوار.

   العربي الراي/
 رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية بالسمارة

 

------------------------------------------

 النعمة الباه:الناطق الرسمي باسم السياحة بإقليم السمارة في حوار مع رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية بالسمارة

***************

إعداد : العربي الراي


<!-- / icon and title --><!-- message -->

المسؤول عن قسم السياحة الإقليمية بالسمارة السيد النعمة الباه في مكتبه

نـص الحـوار

 عرف إقليم السمارة ميلاد مشروعين سياحيين مهمين عبارة عن مخيمين أو منتجعين سياحيين، عانى القائمون عليهما الأمرين في إنجازهما وإخراجهما إلى الوجود. الأول بوادي الساقية الحمراء، والثاني بسيدي أحمد العروصي، سرعان ما توقفا لظروف مجهولة . ما سبب هذا المصير التراجيدي ؟

 أولا صحيح هما مشروعان ولدا بتفاوت، وإن كانا قد ولدا ولادة عسيرة وقيصرية.الفكرة كانت سابقة لأوانها باعتبار أن مدينة السمارة في مرحلة تاريخية معينة، عرفت شيوع ثقافة العيش على إتاوات الدولة، أو ما تمنحه الدولة للساكنة، بالتالي كل فكرة تحاول أن تغير أو تنحو منحى آخر في هذا التوجه ربما يكون ذلك ظاهرا ومستترا، يكون سببا في خلق مشاريع من هذا النوع، على اعتبار أن المشاريع من هذا الصنف خارج إستراتيجية الدولة غالبا ما تكون مسايرتها صعبة ، فعادة ما تقوم الدولة بمسارتها ورعايتها حتى تقف، ناهيك عن أن الشخص المعني بالأمر هو الذي حاول من ماله الخاص أن يقوم بمثل هذه المشاريع، وطيلة سنوات لم يجد من يحرك ساكنا في مساعدته.. محاولة كهاته، ربما تكون وراءها ظروف عديدة فيها الذاتي والموضوعي، فالذاتي لا تنقصه الإرادة والاقتناع على اعتبار أن هذه مفاتيح العمل. وهناك أسباب موضوعية قلتها منها: الرؤية، ومنها أن المشكل بالنسبة للمشروع الأول، يكمن في كونه استغرق مدة سنتين بإمكانيات ذاتية، لكن لما تم اللجوء إلى البنك كان مصير القرض الذي كان من المفترض أن يخصص للمشروع أن سرق من طرف القائمين على مؤسسة البنك الشعبي آنذاك. وهذا مشكل سبق وان عرفه الجميع وتداوله الجميع كما أود أن أشير إلى أن الأمر لا يزال قائما باعتبار أن المعني بالأمر( عبد ربه) لم يعد بمقدوره أن يرعى مشروعا ، ولا يجد من يمد له يد المساعدة، ولا يستطيع هو الإنفاق من ماله الخاص... باختصار فالمشروع لا يعرف نهايته ومصيره. أما المشروع الثاني والذي جاء على أنقاض المشروع الأول ( سابقه) في طريق العيون، هو نفس الفكرة.. والذي صادف مشاكل مأساوية إن صح التعبير، فقد بدأ التفكير فيه خاصة بعدما كان هناك تراكم تجربة كبيرة جدا عبر سنوات عديدة.. كان على الخط فرنسي أراد هو الآخر الانخراط فيه، لكنه صدم بملف القرض المخصص للمشروع، إضافة إلى طرف ثالث كان يهتم هو الآخر بصفة خاصة بالقطاع، ويتعلق الأمر بالفرنسي " باتريك " الذي جاء إلى الصحراء لاقتفاء آثر الرحالة الفرنسي الشاب" فيوشانج" الذي دخل إلى السمارة متخفيا في زي امرأة سنة 1930. كان خلف هذه القصة مجموعة أشخاص قصة الرحالة الفرنسي: فيوشانج، التف حولها مجموعة أشخاص ذوو اهتمام مشترك ( رحلة هذا الفرنسي)، كان من بين المجموعة شاب من مدينة أكادير ، فارتأينا سويا أن ننجز مشروعا أخر ، والذي لم يكتب له أن يرى النور هو الآخر لأسباب عديدة ومتعددة، قد يكون أهمها أولا كون الفرنسي توفي.... بعد ذلك ظلت الأمور على حالها ولم يبارح المشروع منذ ذلك الحين مكانه ودون أن يحرك أحد ساكنا. لكنه، بمجيء السيد العامل الجديد، الذي هو ابن المنطقة، والذي يتبين أنه يحمل رؤية مغايرة ومخالفة نتوسم فيها خيرا، وقد تكون هي الأفق الذي ينتظره الكثير من أصحاب المشاريع، الذين يحاولون جادين اختراق جدار الصمت.. أو جدار الرؤية الأخرى.. من أجل أن يتكون هناك أفق يكون في مستوى تطلعات الساكنة، ويكون في مستوى السمارة باعتبارها قطبا من أقطاب السياحة مستقبلا.

 مشروعان سياحيـان من الحجم الذي صمم لهمـا، وبالمواصفـات الدقيقة التي أنيطت بهما ومـا يتضمنانه من حمولة ثقافية وسياحية، من شأنها أن تؤهل الإقليم إلى مصاف متميز، جديران بالاهتمام من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووكالة تنمية أقاليم الجنوب، والمنتخبين والمجتمع المدني. لماذا لم يتم الشروع في هذا الملف- ونحن نعلم أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مضى على انطلاقتها أربع سنوات ونيف ؟

 هذا سؤال وجيه. أحيانا يتساءل المرء - وهنا تحضرني فكرة أنه في بعض الأحيان يتم تجميع بعض الطلبة العاطلين، ويعقد لهم اجتماع مع مؤسسات مالية، يكون الخطاب دائما هو أن هذه المؤسسات ستقرضهم مالا لانجاز مشاريع معينة . لكن نظرا للواقع الذي يرونه أمامهم فهم محظوظون... فيما نجد أن أشخاصا آخرين سبقوهم، قاموا بمشاريع من مالهم الخاص ولم يساعدهم أحد.
فكيف لمؤسسات مالية أن تعطي المال لأشخاص - يعني هكذا جزافا؟
والمقارنة تبين لنا الفرق... صحيح أنه عادة ما يشاد بالمستوى الذي وصلت إليه مخططات معينة في بعض الأقاليم... فوكالة تنمية أقاليم الجنوب، طبيعي جدا أن تقوم بزيارة لمناطق وعمالات وأقاليم، وطبيعي جدا أنها تطرح أسئلة من هذا النوع، وتتساءل ما هي المشاريع المستقبلية المنجزة أو التي لم تنجز أو كذا أو كذا... لا أدري ما هي الأجوبة..على اعتبار أنه لحد الساعة لم نسمع بأي تحرك يُعـنـَى بهذه المشاريع التي تم إنجازها، أو محاولة حتى معرفة لماذا لم تشتغل بعد.. علما أن الكل يطرح أن السمارة هي المستقبل السياحي، وأنها في حاجة إلى متنفس وأنها كذا وكذا... دائما نفس الخطاب، لكن على مستوى الواقع شيء آخر.

 اطلع الرأي العام المحلي والوطني على خبر اكتشاف مواقع أثرية لنقوش صخرية تعود إلى حقبة زمنية غابرة ولإنسان العصور البدائية، وذلك بكل من جماعة سيدي أحمد العروصي وجماعة حوزة، صدر في حقه كتاب باللغة الفرنسية، بحيث عرفت زيارة لوفد حكومي ووكالة تنمية أقاليم الجنوب والعمالة الإقليمية. هل من توضيح لهذا الموضوع؟

 هو طبيعي جدا، هو ليس كتابا فرنسيا، بل سبقته كتابات قديمة جدا في العهد الكولونيالي، تم تجميعها من حين لآخر، وهناك دائما محاولات جادة حول هذا الموضوع باعتبار أن هذه المآثر التاريخية معروفة، ومعروف بها إقليم السمارة، وهي ليست بسيدي أحمد العروصي وحده، وإنما في مناطق كثيرة من السمارة، اعتبارا أن السمارة تحوي العديد من المواقع خاصة النقوش الصخرية والقديمة، وهي ترجع إلى 4000 سنة قبل الميلاد، وهي تشي بحضارة قديمة جدا يمكن اعتبارها على المستوى السياحي- يعني Une potentialité (قطب) يمكن الاعتماد عليها في السياحة مستقبلا خاصة السياحة الثقافية، وهي موجودة بالجديرية بحوزة، بميران وامكالة -يعني- التابعة لسيدي العروصي.
طبيعي جدا أن يتم الاهتمام بمعلم ثقافي كهذا، وبثه للمستقبل وتسهيل قراءته، وبعدم مسح آثار مرور الوقت، هذا مع إخضاعه لترميم ينبني على احترام المادة الأصلية وكل العناصر ذات الأهمية التاريخية والفنية والبيئية، ومأسسة ثقافة المآثر والتحف وكيفية التعامل معها والحفاظ عليها، فالمواقع تحتوي على كتابات قديمة جدا... وباعتبار أن هذه المآثر التاريخية معروفة بإقليم السمارة، فهي ليست بالجماعة القروية سيدي أحمد العروصي وحدها فحسب، بل هي متواجدة في مناطق كثيرة بالسمارة، تحمل العديد من المواقع الأثرية، خاصة النقوش الصخرية. وهي جغرافيا، تقع جنوب جبال الأطلس الصغير الذي يتميز عن باقي جبال الأطلس بطبيعة جباله التي تسود فيها صخور ما قبل الكمبري، والزمن الجيولوجي الأول، ومناظره المفتوحة التي تشرف عليها أعراف يوحي اصطفافها بنموذج التكوين الأبلاشي، حيث يمتد الجنوب والجنوب الشرقي، ومجاله المَا قبل الصحراوي و الصحراوي، المكوَّن من سهول وهضاب تشرف عليها أحيانا أعراف طولية أو مرتفعات. ويتعلق الأمر هنا بوسط جاف وصعب تسود فيه درجة الحرارة المفرطة، وندرة المياه ، و بالتالي هزالة الغطاء النباتي . كل هذه المعطيات هي ترجمة حرفية لحضارة ضاربة في القدم، يمكن اعتبارها على المستوى السياحي تميزا يمكن استثماره سياحيا مستقبلا، خاصة فيما يتعلق بجانب السياحة الثقافية. وهذه المواقع الأثرية للنقوش الصخرية تتواجد بالجديرية وحوزة وتازمغار وأمكالة بسيدي أحمد العروصي، وبمواقع متفرقة هنا وهناك بالتراب الإقليمي للسمارة .. وطبيعي جدا أن يبدأ الحديث عنها والتحرك حول التحسيس بوجودها، وذلك بأن تحركت السلطة بدورها في هذا المجال، حيث أقدم السيد العامل الإقليمي الجديد على ايلاء القطاع السياحي اهتماما خاصا، بعد استناده على رؤية واضحة ومكتملة. إنه حينما نتكلم عن القطاع السياحي، فإننا نتكلم عن كل ما يمكنه أن يساعد على تنمية هذا القطاع. وما ينبغي أن يُنظر إليه بعين الاعتبار هو أن السيد العامل قد تحرك في اتجاهات عدة في هذا المجال. هناك يعني طبعا زيارات ميدانية للمواقع المشار إليها، تم ذلك بعد توجيه سلسلة من المراسلات إلى كل من وزارة الثقافة والسياحة ووزارة الداخلية. تحرُّكٌ نأمل منه خيرا إن شاء الله.

 وصل إلى علم المتتبعين والمهتمين بالشأن المحلي أن العمالة الإقليمية للسمارة وقعت عقدي شراكة مع كل من جماعة سيدي أحمد العروصي وجماعة حوزة بخصوص الموقعين الأثريين السالف ذكرهما في السؤال السابق. باعتباركم رئيسا لقسم السياحة، المنصب الجديد الذي قلدكم إياه السيد العامل الإقليمي للسمارة: محمد سالم الصبطي، ما فحوى عقدي الشراكة؟

 في حدود علمي أنه ليس هناك عقدا مع سيدي أحمد العروصي أو حوزة.. في حدود علمي أنه حاليا بالنسبة لحوزة، هناك محاولة معرفة اهتمامات هذا القسم قبلا... فهناك اتفاقية مع مديرية الآثار التابعة لوزارة الثقافة، حول بناء ما يشبه المتحف في منطقة هي تابعة لمعدنها ( أي موطنها الأصلي )، قطعت أشواطا مهمة على مستوى الرؤية المستقبلية...وهو ما يندرج ضمن اتفاق مباشر مع وزارة الثقافة بخصوص المواقع المتواجدة على تراب إقليم السمارة.

 هل التعيين الجديد هو بداية مشوار الهرولة بالسيد النعمة إلى منصب مندوب إقليمي للسياحة ، في غياب مندوبية بالإقليم، وأنك الشخص الوحيد والمؤهل الذي استطاع أن يقدم خدمات مهمة لقطاع السياحة الإقليمية وأن يميط اللثام عن مكنونها الثر محليا ووطنيا ودوليا؟

 تعييني هذا لا يدخل في إطار الرؤية التي ذكرت ، فالسيد العامل الجديد، كما أشرت يحمل رؤية مستقبلية واعدة. وتعييني في هذا القسم ليس إلا تعيينا شابه تعيينات أخرى طالت العديد من الكوادر التي تنحدر من الأقاليم الجنوبية، والتي كانت إلى عهد قريب مهمشة..هذا دليل آخر على أن الرؤية المستقبلية يمكن أن تعطي ثمارها في المستقبل القريب.

 ماذا يمكن أن يجلبه تعيينكم الجديد من قيمة مضافة إلى قطاع السياحة بالإقليم؟

 طبيعي جدا ولاعتبار أنه حينما أقول: " المحلي " لا أعني به بالطبع الشوفينية المجالية الضيقة، بقدر ما أركز على كل ما يرتبط بالحيز المكاني للإقليم ورقعته الجغرافية.. ولكي نتكلم عن المحلي باعتبار أنه في إطار تدبير الشأن المحلي ، فإن الاعتماد على الطاقات البشرية لمنطقة معينة بعينها من شأنه أن يخدم المنطقة أكثر، بحيث أنه وكما أثبتت العديد من التجارب، فإن كل منطقة تقوم بسواعد أبنائها. والتجارب السابقة كانت خير معبر عن حالة كهذه...ورجوعا إلى الأمس القريب ورغم كل الجهود التي بذلت فإن معظم المحاولات لم تلاق النجاح المأمول.. ومع الثقة التي وضعت أخيرا في الكفاءات المحلية، فإنه بات ملحوظا التطور المتسارع الذي عرفته وثيرة ملف التنمية السياحية المحلية. لكن كما سبق وأن قلت فالمبادرة الطيبة التي صدرت عن السيد العامل اشتملت في البداية على الجانب التحسيسي، لتأتي بعده مراحل أخرى تصنعها الإرادة والعزيمة والطاقة اللازمة طبعا...

 حسب ما تناقلتـه مصادر مطلعة، فإن الموقعين الأثريين لم يسلما من آفة السرقة والنهب، الأمر الذي دفع بالسيد العامل الإقليمي إلى تعيين حراس يشتغلون بنظام المداومة لحراسة الموقعين وحمايتهما من اللصوصية والإتلاف والعبث. ما تعليقكم حول هذه الظاهرة؟

 حاليا هناك محاولة لرعاية هذه المواقع والمحافظة عليها، التي لم تسلم هي الأخرى من النهب والإتلاف. لكن هذه السرقة يبقى عنوانها البارز هو الجهل.. بحيث يظن معظم الناس والذين ليست لهم دراية بوقائع الأمور، أن هذه القبور تحتوي في باطنها على كنوز لمعادن نفيسة، علما أن هذه القبور سابقة جدا على عصر ظهور الذهب... وبالتالي هناك من يبحثون عن الكنوز وهم لا يعرفون الحقبة التاريخية لهذه القبور.. والمواقع كما أسلفت ، من الصعب جدا تغطيتها جميعها ومراقبتها بشكل دائم، وذلك راجع إلى شساعة الإقليم، وإلى توزيعها المتناثر هنا وهناك على خريطة التراب الإقليمي..

 في نشاطها التواصلي الأول لجمعية آفاق للمقاولة والتنمية، تم تسليط الضوء على الصناعة التقليدية.. وتحدث ناطق باسمها بضرورة الاهتمام بهذا القطاع باعتباره قطاعا استراتيجيا مهما. كيف تفسرون الارتباك الذي يعيشه قطاع الصناعة التقليدية محليا، وهو الذي يشكل قطبا مهما من أقطاب السياحة الإقليمية والجهوية، والذي يتجلى في ضعف القدرة على التجديد، وعصرنة المنتوج، وصعوبة التسويق؟

 أكيد جدا أن الصناعة التقليدية ركيزة من ركائز التنمية القوية جدا..مصاحبة لركائز أخرى، لكنه إن لم يتم المزج بينها لتكون الرؤية موحدة، أظن..من وجهة نظري أن قطاع الصناعة التقليدية سيصاب كغيره من القطاعات الأخرى بالشلل، وبالتالي عندما ننظر إلى قطاع الصناعة التقليدية بالأقاليم الجنوبية..حينما ننظر إلى جوهر القطاع أحيانا ( رؤية خاصة ) وإلى السمارة كمدينة وإقليم، وموقعها الجغرافي وإنتاجها لنوع مشابه لأقاليم أخرى، هنا يُطرح تساؤلٌ كبيرٌ : لماذا هكذا منتوج؟ خاصة وأنه لا داعي للمقارنة بينها وبين موقع كلميم على سبيل المثال، الذي يُعـَدُّ موقعا استراتيجيا، باعتبارها مدينة كبيرة جدا.. بها رؤوس أموال.. إضافة إلى مجالات حيوية ، فيها انفتاح مهم على الخارج وعلى الداخل، مثل: العيون والداخلة وبوجدور الخ... لكن، نجد أن الموقع الجغرافي للسمارة المنفتح فقط على مدينتي العيون غربا ومدينة طانطان شمالا، يحد من فرص انخراطها الفعلي في المنافسة التي يفرضها قطاع الصناعة التقليدية على المستوى الجهوي والوطني، وبالتالي لا تستطيع مسايرة الركب، نظرا لقوة المنافسة التي تبديها الأطراف الأخرى الأكثر قوة.. السؤال الآخر المطروح هو كيفية السبيل للوصول إلى تطوير المنتوج، حتى يضمن موطئ قدم في موكب المنافسة، فتشابه المنتوج واستنساخه لا يعدو مجرد استهلاك رتيب، لا ينطوي على إبداع، في حين ينبغي أن يخضع للمسات فنية خاصة، تعتمد على الصبغة المحلية وبكل ما له علاقة بالسمارة، تبلوره أيادي صناعها التقليديين ذوي الملكات الإبداعية الرائعة، والذين تتفاوت مهاراتهم وعبقريتهم وكعبهم العالي.. بمعنى آخر: إضفاء التميز على المنتوج، تختص به السمارة دون غيرها من المدن الأخرى... يعني أن هذا المخطط ينبغي التأسيس له من الآن فمستقبلا، وهذا طبعا من العوامل والأسباب التي تجعل قطاع الصناعة التقليدية بالسمارة ما زال لم يلق مبتغاه المنشود، كعنصر قيادي في التنمية. وكما هو معروف محليا فالصناعة التقليدية بالسمارة تطغى عليها الاحتفالية هي الأخرى، وتنتعش على المساعدة الرئيسية ومساعدات العمالة وكذا المجالس المنتخبة .. ليتسنى بالكاد لهذا القطاع الوقوف على قدمين ثابتين، ويحافظ على استمراريته. فهذا القطاع وللأسف الشديد لم يسع إلى ضخ شحنات تجديد في شرايينه، بل اكتفى بالإبقاء على إمكاناته المواضعة والمتقادمة، في وقت تسارعت فيه وثيرة الإنتاج ، وما رافقه من تحديث وعصرنة ،احتدمت حدة منافستها بين روادها ، كالذي شهدته الأقاليم المجاورة للسمارة . ولكي لا أعلق الاندحار الحاصل على شماعة القطاع، فإن السمارة تكتنف بين ظهرانيها صناعا تقليديين مبدعين ومهرة، يستطيعون بفضل لمساتهم السحرية تحقيق إقلاع حقيقي وشامل، يفضي بهم إلى مراتب جد مشرفة ، تمكنهم من إثبات ذاتهم في المحافل والملتقيات والمعارض المحلية الجهوية الوطنية والدولية، والانفراد بالتميز.

 علمنا من مصادر مطلعة أن طريقا معبدة ستمتد بين العيون وتندوف مرورا بالسمارة تحت إشراف الأمم المتحدة ومفوضية شؤون اللاجئين ومنظمة الصليب الأحمر، ستسهل عملية تبادل الزيارات بين العائلات بالصحراء، كذلك شق طريق من السمارة إلى الزويرات بالشقيقة موريتانيا. وتحرير الأجواء من وإلى السمارة في اتجاهات مناطق بالداخل أو بالخارج . ألا ترى أن هذا المستجد سيساهم في فك الحصار الطبيعي على السمارة، وسيلحقها بركب التنمية؟

 لا يمكنني أن أدلي بجواب عن هذا السؤال، سوى فقط كمواطن تحدوه رغبة في أن تتحقق مثل هذه المشاريع، التي وبدون شك سترفع الحصار التي عرفته جغرافية إقليم السمارة، البعيدة عن المحاور الرئيسة للتنمية إسوة ببقية الأقاليم الجنوبية. وإنه في إطار التأهيل الحضري الذي تعرفه كل جهات المغرب بدون استثناء، يمكن أن تساهم كل من الطريق المزمع مدها بين السمارة والزويرات (بالجارة موريتانيا). وكذا الطريق بين العيون وتندوف مرورا بالسمارة، نهاية بتحرير الأجواء بفتح خطوط جوية مدنية بالسمارة، التي تتوفر على مطار صغير من مقدوره استقبال طائرات صغيرة تفي بالغرض لنقل المسافرين من وإلى السمارة في أقل مدة زمنية ممكنة، شأنها في ذلك شأن ما عرفته أجواء كل من العيون والداخلة وطانطان وكلميم، حيث بُوشرت بها رحلات جوية إضافية منذ بضعة أشهر. كل هذا يمكن تحقيقه اعتبارا لما للسمارة من موقع جغرافي يجعلها بوابة خلفية للأقاليم الجنوبية في اتجاه دول الجوار ودول جنوب الصحراء، ستعيد للسمارة تاريخها كما كان مع تجارة القوافل، بعدما كانت في سالف الزمن محورا رئيسيا لسبلها التجارية. والجهات المع<

التحميلات المرفقة

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
13 تصويتات / 247 مشاهدة
نشرت فى 12 نوفمبر 2010 بواسطة AFAKSMARA

ساحة النقاش

moulate

موقع جد مهم ومجهودات جبارة يبذلها صاحب الموقع السيد الراي.
بارك الله فيك

souktelba فى 12 نوفمبر 2010 شارك بالرد 0 ردود

عدد زيارات الموقع

53,933