جمعية آفاق للمقاولة والتنمية بالسمارة / المغرب ASSOCIATION AFAK POUR L'ENTREPRISE ET LE DEVELOPPEMEN

السمارة : ندوة التربية على حقوق الإنسان في المناهج الدراسية


<!-- / icon and title --><!-- message -->

100_4390.JPG

تقديم : العربي الراي / رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية بالسمارة

تعتبر التربية على حقوق الإنسان، شكلا من أشكال التربية الوطنية والأخلاقية.وهي تهتم بالاتجاهات والقيم التي يفضل غرسها في النشء خلال السنوات المبكرة، أثناء التربية ما قبل المدرسية أو السنوات الأولى للتعليم الابتدائي. فالأطفال في هذا السن يكونون في منأى عن الرفض والمقاومة التي تطبع مرحلة المراهقة. لهذا كان لزاما الابتعاد في التربية على حقوق الإنسان، على الخطب والمواعظ، والتوجه إلى القيام بأنشطة عملية تساعد على تقبل واحترام وفهم مبادئها في المجال المدرسي، وأن تندرج مفاهيمها في كل البنيات التربوية والتعليمية. ولقد قامت اليونسكو في عدة مناسبات بتوضيح مفاهيم التربية على حقوق الإنسان والغاية منها، وبينت أنها ترتبط بالتشبع بالإنصاف والمساواة والتعاون والتفاهم بين الأفراد وبين الأمم، وأنها تخدم أغراض السلم وتحقيق أفضل وجود للإنسان.

عرفت دار الثقافة الشيخ سيدي أحمد الركيبي بالسمارة يوم السبت 12 دجنبر 2009 تنظيم ندوة تربوية في موضوع : التربية على حقوق الإنسان في المناهج الدراسية ، من طرف جمعية منتدى البدائل فرع السمارة بشراكة مع النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية السمارة.

100_4389.JPG
والندوة التي توافد عليها جمهور من نخبة المدينة تطرقت محاورها الرئيسية الثلاثة إلى :
- التربية على حقوق الإنسان: التعريف
- التربية على حقوق الإنسان : المميزات
- التربية على حقوق الإنسان: الرهانات
وقد قام بتسيير الندوة الأستاذ المقتدر: محمد انبابة الذي أفسح مجال المداخلات لكل من :
-ذ محمد لمين الترسالي، في موضوع : المرجعية الدولية للتربية على حقوق الإنسان.
-ذ سيدي حرطن، في موضوع : المرجعية الوطنية للتربية على حقوق الإنسان.
-ذ الحافظ لبيهات، في موضوع : قراءة في البرنامج الوطني للتربية على حقوق الإنسان.
- ذ محمد صالح ابا علي، في موضوع : التربية على حقوق الإنسان المعيقات والآفاق

وفي المحور الأول للندوة عرف المحاضرون التربية على حقوق الإنسان بأنه استنادا إلى ما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لا سيما المادة 26 منه والمعاهدات الدولية الرئيسية الأخرى ذات الصلة، على أنها تتمثل في الجهود المبذولة في مجال التدريب وإشاعة المفاهيم والمعلومات بهدف بناء ثقافة كونية لحقوق الإنسان من خلال نشر المعارف وتنمية المهارات وتهذيب المواقف بما يهدف إلى :
• تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
• إنماء شخصية الإنسان إنماء كاملا.
• تنمية التفاهم والتسامح والمساواة بين الجنسين والصداقة بين جميع الشعوب والسكان الأصليين والجماعات العنصرية والوطنية والعرقية والدينية واللغوية.
• تمكين كل فرد من أن يشترك اشتراكا فعليا في حياة مجتمع حر.
ويعرفها آخرون بأنها " مجموع البرامج والأنشطة المعدة من اجل تمكين أشخاص معينين من " تعلم " و " معرفة " و " استدماج " أو بالأحرى " فهم " المبادئ المتعلقة بهذه الحقوق بناء على معايير معينة وهي فوق ذلك تربية تمكن الأفراد من الاحتكاك بالوثائق المتعلقة بالحقوق المذكورة وحصرها وضبط مجموعة من الآليات وصولا إلى امتلاك الكفايات التي تمكنهم من تعظيم هذه الحقوق وصيانتها.


وفيما يتعلق بمحور التربية على حقوق الإنسان فهي تتميز بمجموعة من المميزات:
1 – تربية إنسانية : إن التربية على حقوق الإنسان هي تربية ذات نزعة إنسانية إذ تتجه إلى توعية الإنسان بحقوقه والى تعزيز هذه الحقوق باعتبارها تشكل الماهية الحقيقية للإنسانية، إن هذه التربية هي من أجل الإنسان ومن أجل ما يحقق له ماهيته وجوهره.
2 – تربية تنويرية عقلانية : هي تربية تصدر عن نزعة تنويرية عقلانية من حيث إنها تؤسس خطابها الإنساني على مفاهيم تنويرية كالذات، العقل، التسامح، الاختلاف، الكرامة، المساواة، الديمقراطية. وهذا الجهاز المفاهيمي يهدف إلى بناء فكر تحرري ينطلق من ذات الإنسان ككائن عاقل، ويقصد تنوير الأفكار.
3 – تربية نقدية : ذات بعد نقدي ، إذ تنزع إلى إعادة النظر في مختلف القيم والمبادئ والسلوكيات التي تنافي حقوق الإنسان، والتي تعوق ممارسة هذه الحقوق واحترامها، إنها تربية تعلن عن تغيير عميق للممارسات التقليدية للتعليم ولوظائف المؤسسة التعليمية.
4 – تربية حديثة : حيث أنها تربية تتضمن مبدأ تفتح شخصية المتعلم/ المواطن على المحيط الذي تعيش فيه، مواطن يؤمن بقيم حقوق الإنسان، ويحترمها، ويعترف بحقوق الآخرين ويدافع عنها، مواطن متشبع بثقافة حقوقية ومنفتح على البعد الإنساني الكوني.

أما المحور المتعلق بالتربية على حقوق الإنسان وما يرتبط بها من رهانات، فانه هناك رهانات تسعى الى تحقيقها من المنظور التربوي :
* الرهان الأول : يتجه نحو الفرد من أجل تحرير طاقاته الإبداعية لبلوغ أقصى إمكاناته الذاتية وتحويله من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر تنمية النسق القيمي.
* البرهان الثاني : يهم المجتمع ككل، ويهدف في النهاية إلى تأسيس الأفراد والجماعات على مرجعية الكرامة الإنسانية كحقوق على الآخر وواجبات نحوه، وعلى قيم الحرية والمساواة والتضامن والتسامح والدموقراطية، أي على البنية المفاهيمية لحقوق الإنسان كأسلوب لممارسة المواطنة.
* الرهان الثالث : يتجه نحو دعم السلم والتسامح بين المجتمعات وقبول الاختلاف سعيا للحوار البناء والمثمر بين المجتمعات، مما يدعم التعايش فيما بينها على اختلاف الثقافات والحضارات والمذاهب الروحية والفكرية.

ووصولا إلى مرحلة مداخلات الحضور التي حددها مسير الندوة في عشر مداخلات حدد سقفها الزمني في دقيقتين يتيمتين، جاءت مداخلة السيد محمد لمين الراكب رئيس جمعية العائدين للوحدة والتنمية، كالتالي:
" كفاعل في المجتمع المدني المحلي، أتوجه بالشكر على البادرة الطيبة التي تقدمت بها جمعية منتدى البدائل فرع السمارة على تنظيمها لهذه الندوة القيمة التي نشطتها فعاليات أكاديمية محلية.
في ظل الطفرة النوعية التي عرفتها شعوب العالم الثالث بصفة عامة، والشعوب العربية على وجع الخصوص، انطلاقا من حكومة التناوب التي اشتغلت على مواضيع حساسة كانت تعد من قبيل الطابو والمسكوت عنه في عهد الحرب الباردة بين قطبي الريادة الكونية الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، والاتحاد السوفيتي وحلفائه . منها على سبيل المثال لا الحصر إخراج ملفات تعد سابقة في تاريخ المغرب، نحو قضية هيأة الإنصاف والمصالحة وجبر الضرر الجماعي، وتعديل مدونة الأسرة، وإدراج مفاهيم جديدة في مجال حقوق الإنسان والمواطن ضمن المقررات الدراسية التعليمية الرسمية، بصيغة تستجيب لتطلعات الدولة وتنسجم وتصاميم العولمة، فإلى أي حد امتثلت هذه التعديلات والمراجعات للتنشئة الاجتماعية الوطنية للتوجهات والاملاءات الدولية على حساب المواطن المغربي وجيل الألفية الثالثة ؟

وما يعاب على الفعاليات الحقوقية المشتغلة على موضوع الشأن المحلي في قالب المجتمع المدني، ظهورها الباهت المناسباتي المقترن بتواريخ محددة كاليوم العالمي لحقوق الإنسان التي أقيمت هذه الندوة على هامشه، في وقت ينبغي أن تخضع أجندتها لبرامج عمل متواصل على طول السنة، وتهتم بقضايا جد حساسة تخدم الوطن والمواطن على حد سواء.

إعداد : العربي الراي رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية

<!-- / message --><!-- attachments -->
المصدر: منتديات المغرب الملكي/ منتدى التنمية بالصحراء المغربية منتديات وادنون الاخبارية / منتدى أنشطة وفعاليات المجتمع المدني بجهة كلميم السمارة
  • Currently 46/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 182 مشاهدة
نشرت فى 29 مارس 2010 بواسطة AFAKSMARA

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

54,197