جمعية آفاق للمقاولة والتنمية بالسمارة / المغرب ASSOCIATION AFAK POUR L'ENTREPRISE ET LE DEVELOPPEMEN

authentication required

عمر ميارة : الصحافة الرياضية بالسمارة منبر إعلامي وازن وقوي


<!-- / icon and title --><!-- message -->

    عمر ميارة يستجوب إحدى المتسابقات الفائزات

الصحافة قديمة قدم العصور والزمن، ويرجع تاريخها إلى زمن البابليين حيث استخدموا كاتباً لتسجيل أهم الأحداث اليومية ليتعرف الناس عليها. وهي تعتبر الغذاء الفكري اليومي في تنوير عقول الناس، بإطلاعهم على مجريات الحوادث والمعارف، والصحافة مهنة تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور، وغالباً ما تكون هذه الأخبار متعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية أو المحلية أوالثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية وغيرها.
ولتسليط الضوء على شق الصحافة الرياضية، اتصل رئيس جمعية أفاق للمقاولة والتنمية بالإعلامي الرياضي عمر ميارة وأجرى معه الحوار التالي :


نص الحوار

اعتبارا لارتباطكم بالصحافة الرياضية على المستوى الجهوي، كيف تترجمون مهنة كهاته ؟

طبعا عندما نذكر الصحافة الرياضية أكيد أننا سنقارنها بما هو دولي ووطني وجهوي، غير أن ما بدأ يتراءى للعالم مؤخرا هو أن الصحافة الرياضية بدأت تشكل نقطة مهمة جدا في الإعلام بشكل عام، إذ أننا من خلال الصحافة الرياضية أصبحنا نتابع مجموعة من الأحداث الرياضية المهمة، وما يعطيها أهمية هي تلك المنافسة الشرسة لمجموعة من القنوات الإعلامية التي تحاول بث أهم الأحداث الرياضية، و تستقطب ألمع وأفضل الصحفيين.
فقناة الجزيرة بالخصوص استطاعت أن تصل إلى 12 قناة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وأصبحت باقة متنوعة من القنوات، منها الرياضية، وذلك على غرار عدة قنوات دولية منافسة.
فمجال الإعلام الرياضي هو مقاولة استثمارية بالدرجة الأولى، من شأنها أن تدر أرباحا طائلة على القنوات، لدرجة أصبح من خلالها المشاهد قريبا من الحدث، وكأنه حاضر في عين المكان. وكما تابعنا مؤخرا في منافسات كأس إفريقيا التي كانت حكرا على قناة الجزيرة الرياضية، حاولت هذه الأخيرة استقطاب أهم الإعلاميين قبل هذا العرس الرياضي الكبير، من خلال أسماء مغربية مرموقة كعصام الشوالي ومجموعة أخرى ..
ومن هذا المنبر أشيد بتواجد أحد أبناء الأقاليم الجنوبية : مجيد الشجعي، الذي يتواجد حاليا بقناة الجزيرة الرياضية، والذي يتبوأ بها مكانة مهمة ومهمة جدا، بحيث أنه يقدم في البلاطو، ومن زاوية نظرنا نحن كإعلاميين، فهذه المرحلة لا يمكن أن يصل إليها الصحفي إلا إذا خاض مجموعة من التجارب، وراكم رصيدا مهنيا هائلا يؤهله إلى إدارة البلاطو .
على المستوى الوطني، تعزز الإعلام الرياضي بميلاد قنوات رياضية جديدة، فيما كانت الفقرة الرياضية سابقا تقتصر على مقتطفات خاطفة ضمن نشرات الأخبار، وعلى برنامج العالم الرياضي بالقناة الأولى، وبلانيت فوت بالقناة الثانية. لكن اليوم، أصبحنا نرى أن هناك قناة خاصة بالرياضة تواكب مجموعة من الأنشطة التي تغطى جميع الأنشطة الرياضية، وتتعداها كذلك إلى الاكراهات التي تعيشها الفرق، من خلال برنامج : هواة / الحكم الرابع، ومجموعة من البرامج التي تحاول أن تكون قريبة من الشارع الرياضي.
على المستوى الجهوي، وحسب ماروك ميتري التي تحدد نسبة المشاهدة السنوية، يبقى دائما برنامج الفضاء الرياضي هو الأبرز وذلك بفضل مجهود دؤوب لفريق شاب وطموح، وهو بالمناسبة يحقق أكبر مشاهدة مقارنة مع بقية برامج القناة.

- من هو عمر ميارة ؟

عمر ميارة هو من مواليد 5-11-1972 بمدينة طانطان واصلت تعليمي بها . توجهي في البداية يخالف تماما التوجه الرياضي. تعاطيت لمجال الفن التشكيلي و حاولت التعمق فيه أكثر، فاخترت مجالا صعبا وهو مجال الخط العربي، تتلمذت عن بعد على يد خطاطين لامعين كهاشم محمود بغدادي الذي يعتبر رمزا في هذا المجال، ومن حسن حظي كذلك، استفادتي من دورات تكوينية وطنية ، ومن بين الأساتذة الذين أطروني: محمد أمزيل، الذي أمضى أكثر من 13 سنة في تركيا يتلقى دروس الخط العربي، والذي يعد الأول على مستوى التراب الوطني، والثاني عالميا ، تخصص: الخط العربي، والذي لا يزال لحد الآن يزاول مهنة التدريس.
بدأت أخطط بمدينة طانطان منذ سن 17 سنة . التحقت بالسمارة سنة 1992 واقترن اسمي منذ ذلك الحين بالإشهار. المدرسة علمتني العديد من الأشياء منها الأنشطة الثقافية - وأنا من الجيل الذي درس في فترة السبعينيات والثمانينيات، ولم نكن نتوفر ساعتها على الانترنيت ولا الهاتف المتنقل، فكنا ندخل باكرا إلى بيوتنا ونراجع دروسنا ، والوقت الثالث كنا نستغله بشكل جيد . انفتحت على مجال الجمعيات، واشتغلت على مجموعة من الأنشطة، فأسست أول فرقة بالجنوب تشتغل على مستوى المسرح الحساني، بحيث خاضت تجربة المسرح في مجتمع محافظ، حملت اسم "فرقة الحبشي" ،والتي لا تزال لحد الساعة تحصد مجموعة من الألقاب، و كونت أفواجا قادت مؤخرا تجربة تلفزيونية، ستحمل المشعل من بعدي، استطاعت دخول تجربة كتابة السيناريو وتحاول كذلك إدارة إعداد الممثل.
وخلاصة فآخر أعمال المجموعة التي استفادت من عدة دورات تكوينية، تتجلى في سبع مسرحيات، عرضت إحداها على شاشة تلفزيون قناة العيون الجهوية في بداية مشوارها الإعلامي، وفي مشاركات في عدة مهرجانات أذكر منها مهرجان الداخلة في نسخته الثالثة والرابعة والخامسة. فخلال النسخة الرابعة تمكنت فرقة الحبشي من دخول مجال المنافسة وإحراز مراتب جيدة، منها لقب أحسن ممثلة، وأحسن عرض الذي أهلنا إلى المهرجان الوطني لمسرح الهواة . ومن بعد كانت تجربة ناجحة ، بحيث تم اختياري عضوا في الجامعة الوطنية لمسرح الهواة، ومباشرة بعد هذا العرض في المهرجان الدولي بالدار البيضاء بالمسرح الجامعي، تم تسجيل الفرقة ضمن الفرق المعترف بها على مستوى العرض.
حاليا نشتغل على مجموعة من العروض، وبالمناسبة لا تفوتني فرصة تقديم كلمة شكر لكل من شجعنا من مسؤولي تدبير الشأن المحلي، وخصوص الالتفاتة الميمونة التي صدرت عن السيد العامل الإقليمي والداعية إلى تأسيس جمعية تسمى: " جمعية فوانين السمارة للفنون السبعة كاملة" والتي إن شاء الله سنعمل على تفعيلها بالشكل المنشود.
هذا بعدما كنا نحاول أن نشتغل على مستوى الاحتراف، لأننا نشتغل باسم المدينة .

س : كيف انخرط عمر ميارة في المجال الرياضي ؟

طبعا ليس من الغريب إذا رددت المثل القائل : " ابن البط عوام" . فرغم انتماءاتي الفنية وجولاتي الثقافية، فقد كنت حارسا سابقا لمجموعة طانطان بداية التسعينيات، و مارست رياضة الكاراتيه، وكنت مهتما جدا بالرياضات الجماعية، خصوصا كرة اليد وكرة السلة للراشدين، كما كنت أهوى تحكيم كرة السلة وكرة اليد، لعبت حارسا في مجموعة من الألعاب الجماعية ككرة القدم وكذلك كرة اليد.
ومباشرة بعد مجيئي إلى السمارة تابعت أنشطة الفرق التي تشتغل على المستوى المحلي، كرجاء السمارة وسيدي احمد العروصي، وكذا الفرق التي كانت في بداية نشأة كرة القدم بالسمارة . ومع بداية قناة العيون الجهوية تمت المناداة علي، على أساس أن أشتغل على مجموعة من البرامج. فعلا قمت بمساعدة برنامج وراء الستار، بعده مباشرة تم تكليفي بتغطية الأنشطة الرياضية بالسمارة. مباشرة بعد ذلك، ومع قلة أطر القناة حاولت أن أغطي مدينة طانطان، ومدن تابعة لجهة كلميم السمارة من خلال مجموعة من الربورطاجات والأنشطة الكبيرة التي لقيت صدى كبيرا لدى المتتبعين ...

- هل السبب قلة العناصر أم أن القناة لا ترغب في خلق مناصب شغل جديدة تثقل كاهلها ماديا ؟

أستطيع أن أربط هذه المسالة بنقطتين ، الأولى كون قناة العيون الجهوية تجربتها فتية كقناة حديثة عهد، والتي تعد التجربة الأولى على مستوى العالم العربي، و بالمناسبة فهناك مجموعة من البعثات الصحفية وفدت على القناة وحاولت نقل تجربتها .
بالنسبة للكفاءات لا أقول قلة كفاءات، لأن القناة يوم انطلقت فإنها انطلقت بكفاءات محلية أثبتت استطاعتها قيادة القناة، الوقت الذي راهن فيه الجميع أنها لن تتجاوز تجربة مدة أربعة أشهر... لكننا نجدها اليوم قطعت مدة طويلة في تألق متنام ومشكور.
وبخصوص الإمكانات المادية، فعلينا أن نأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار، فالقناة ليست لديها إلى حد الآن ميزانية خاصة بها، فهي لا تزال تعتمد على الإدارة المركزية، وهي مع ذلك تحاول أن تكون أقرب إلى المواطن بإمكانيات أقل ماديا من القنوات الأخرى. فعلى سبيل المثال القناة لا تزال لم تشتغل بعد مع المستشهرين، فاعتبارها قناة جهوية تابعة للقناة المركزية فهناك سلسلة من الإجراءات القانونية ينبغي إتباعها لكي تشتغل على الإشهار وعلى مواد خاصة تديرها .. فهي إلى حدود الساعة وكما قلت لك فميزانيتها لا تتجاوز ميزانية سيتكوم بالمركزية، بمعني إذا أخدنا ميزانية سيتكوم التي تبث خلال شهر رمضان مثلا، نجد أنها تعادل ميزانية القناة على امتداد السنة كاملة. فالقناة على هذا النحو تشتغل بإمكانيات بشرية ومادية متواضعة، ولكن يبقى العطاء على مستوى القناة كبير وكبير جدا بحول الله وقدرته. والمستقبل القريب في إطار الجهوية المتقدمة سيوفر للقناة موارد مستقلة، ونحن نستبشر خيرا بذلك.
والطاقات التي أنجبتها القناة يشهد لها بالكفاءة والاحترافية، وخصوصا وأنها أبانت عن علو كعبها وأثبتت تفوقها في العديد من المحافل، وعلى سبيل الايضاح أسوق لك مثالا، فهناك من تقنيي القناة من تميزوا حتى على تقنيي القنوات المركزية، هذا بشهادة واعتراف من الأقسام التقنية المتواجدة على الصعيد المركزي. هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القناة تخطو نحو آفاق مطمئنة.
فأهم شيء علمتننا الرياضة بالقناة أن نختلف على بعض القنوات ونبصم لمساتنا الخاصة . فصحفي قناة العيون الجهوية تجده صحفيا ومحررا ومصورا في آن واحد. يعني أن يقوم المرء بكل هذه الأشغال كاملة فهذ ه مهمة صعبة للغاية...وضع كهذا يعرفه القسم الرياضيبالقناة ، وتقريبا خمسة أو ستة صحفيين حاليا ينشطون البرنامج ، منهم من يقوم بالتوضيب والتحرير ونفس الوقت بالتصوير والمونتاج .

-عرفت مدينة السمارة تنظيم مهرجانين سياحيين ثقافيين وتنظيم مراطونين ، واستضافة الفريق الوطني لمنتخب مكسيكو 86 خلال النسخة الثانية من المهرجان الثقافي والسياحي للسمارة، كيف تفاعلتم مع هذه المحطات كإعلاميي ؟

الازدواجية في المهمة كمنظم وفي نفس الوقت كإعلامي، تقتضي أحيانا مني مجهودا مضاعفا. بحيث أعمل على التحضير القبلي وكذا على مستوى تغطية النشاط. ومن موقعي كصحفي ينبغي عليه تغطية تظاهرة معينة، أصرح أننا نحن في مدينة السمارة نشتغل أحيانا بشيء من نكران الذات والالتحام المباشر مع الشارع ونبضه، دون أن تكون هناك هوة بينه وبين المجتمع، فالصحفي من منظوري الخاص هو الذي يتسخ بأوساخ المجتمع، وهو مرآته التي تعكس صورته الحقيقية. بصيغة أخرى هناك تفاعل دائم مع المجتمع، خصوصا خصوصا إذا تعلق الأمر بمجتمع محافظ كمجتمع مدينة السمارة. فشخصيا لا أرسم حدود التعامل معي أو العكس، كمعرفتي بك وبجميع الناس يبقى من خلالها ميارة هو ذلك الشخص القريب دائما من الناس ومن الحدث.. من هذا المنطلق يبقى الحصول على المعلومة ليس بعيد المنال، لأنني أنا من الوسط الذي تنبثق منه هذه المعلومة . فعلى مستوى المهرجانين كنت من بين اللجنة المنظمة والتي كتبت اللافتات وأعدت مجموعة من الأشياء، ومن الناس الذين حاولوا صقل التجربة كهدف أسمى، فنحن دائما نتعلم ونستفيد، وعلينا أن نأخذ ما هو مفيد وأن نترك غيره..
وبالمناسبة وما أثار انتباهي، بعد إطلاعي على الصفحة التي خصصتم للمطربة الصحراوية احجبوها المتوكل، ضمن نشرة " بسمة أمل " في عددها الأول، والتي قمتم بإعدادها لفائدة الجمعية المغربية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بالسمارة ، والمنشورة على موقعي منتديات وادنون الإخبارية والمغرب الملكي، قامت اللجنة المنظمة للمهرجان الثقافي والسياحي للسمارة في نسخته الثانية باستدعائها. فأنا أعرفها جيدا وأعرف صوت احجبوها وأعرف كيف نمت موهبتها. الغريب في الأمر وهذا ما يجهله محبوها، والذي سيكون بمثابة مفاجأة لكل من يطلع على هذا الحوار ، هو أن احجبوها المتوكل تستمد موهبتها من أخيها العازف على القيتار و أسرتها الفنانة. فمن سيكتشف موهبة أخ احجبوها سينسى احجبوها ليعود ويتذكرها من جديد، فشقيقها هو صاحب أغنيتها المشهورة "حبك مجنون" وهي أغنية من توقيع وتوزيع موسيقي له . فعندما كنت أصور خلف الستار كانت هي أول من أدرجت في البرنامج، ولحسن الحظ صادفت شقيقها الذي كان يرافقها ، وهي من أخبرتنا بحقائق أمورها الفنية فقامت ساعتها وأن غنت وشقيقها معا وهو يعزف على قيثارته التي لا تفارقه..كان المشهد مؤثرا، علما أن احجبوها يتيمة الأم، وربما بهذه الأغنية تذكرت والدتها التي لم تفتح عينها عليها . وبهذه المناسبة أعد جمهور القراء على أنه في نسخة مقبلة وضمن الأنشطة الرياضية للجمعية، سينظم حفل ليلي سيكون" ليلة النجوم" بالسمارة ستشارك فيه أسماء وطنية جهوية ودولية، وستكون احجبوها المتوكل، والأخ التروزي ابن مدينة الداخلة والذي ينحو منحاها " الستيل" من بين الضيوف.
نعود للمهرجانين، فلقد كنت أجد ذاتي أكثر على مستوى التغطية ،لأنني في اليوميات كنت من بين منظميها .بالبنسبة للرياضة وهذا ما ألتزم بتغطيته أكثر، فهناك مجموعة من الأنشطة الرياضية لا أحصرها في المراطونين فقط، وإنما كانت هناك أنشطة أخرى كعصبة الصحراء للكراطي التي نظمت بالسمارة، نسخة أتمنى أن تتكرر مرة أخرى وتحيى من جديد . أما عن سباقي المرحوم حبوها كما تابعتم ، فقد عرفت النسخة الأخيرة تطورا ملحوظا تقدم سنة بعد أخرى،ومن خلال الحوار الذي أجريتموه مع رئيس النادي المنظم للتظاهرة ، فقط أحطتم علما بكل الحيثيات. فبالنسبة للنسخة الأولى فقد كانت متواضعة جدا جدا، بحيث سجلت غيابا كبيرا للمتتبعين و لم يعط لها ما تستحق من اهتمام. لكنه مع قدوم السيد العامل الجديد حاول من خلال هذه التظاهرة أن تكون قطبا وعرسا رياضيا يحظى بحضور كبير على المستوى الإعلامي ،حيث أن التنظيم كان في المستوى المطلوب. وكصحفي أرى أن هذه التظاهرة ينبغي أن تخرج من طابع العدو الريفي وتخرج إلى الشارع وتصير سباقا على الطريق، لكي تتمكن ساكنة مدينة السمارة من متابعته وتأتي منذ الساعات الأولى للشوارع لترى هذه التظاهرة الرياضية. ومن هذا المنبر أقترح أن تكون المنصة في الواجهة عند مدخل المدينة كمكان مناسب. كانت مدينة السمارة دائما تنظم التظاهرات الرياضية عند مدخل المدينة في الواجهة ليتمكن الكل من متابعة التظاهرة، ولكي تخرج التظاهرة من ذلك الطابع الرسمي، وعدم إفراغها من محتواها الرياضي بالدرجة الأولى،ولكي نسلط الضوء على التظاهرة ، فلا بد من نشاط فني مواز ليلي يتم فيه تذكير واحتفاء بالمرحوم، وتكريم لمجموعة من الأسماء التي واكبت هذه الشخصية .

- كيف تمت فكرة استقطاب المنتخب الوطني المغربي مكسيكو 86 ؟

سأكون صريحا جدا في الإجابة على هذه النقطة، فالفضل في استقطاب منتخب مكسيكو 86 يرجع لأحد الأسماء الرياضية التي لا ينبغي نسيانها، وهو الحسين بن عويس، الذي يعد مفخرة مدينة السمارة وابنها الذي قدم لها الشيء الكثير، وهو الآن عضو في مجموعة الهواة في الجامعة الملكية لكرة القدم، والذي بحكم موقعه واختلاطه بمجموعة من الأطر الرياضية، ودراية الكبيرة بأعضاء منتخب مكسيكو86، فإن هذا الأخير لبى دعوة الحضور إلى مهرجان السمارة السياحي والثقافي دون قيد أو شرط، وهذا ما يترجم بجلاء مكانة بن عويس في قلوب أعضاء منتخب مكسيكو 86 .
بهذا الخصوص استقبلت السمارة أسود الأطلس بالتغطية الرسمية. وشخصيا لمست التواضع الكبير الذي صدر عن أعضاء المنتخب الذين أخذت لهم صور تذكارية مع كل شرائح ساكنة السمارة ، الذين هرعوا لاستقبالهم . هؤلاء الأسود الذين هبوا إلى ساحة المهرجان لمتابعة فقراته، ولعبوا صباح اليوم الموالي مقابلة جيدة.. مقابلة تسنى لساكنة السمارة على امتداد شوطيها من مشاهدة أبطال المنتخب الوطني مكسيكو 86 عن قرب . ذكريات خالدة بالفعل...
وقد كانت هناك أسماء وازنة مرافقة للمنتخب الوطني، كالمطرب محمد الغاوي والفنان فنيش والمطرب بوركون، والذين جلبوا قيمة مضافة للمهرجان.
وبالمناسبة التقيت بفنيش في مهرجان سلا عندما وصلت فرقة الحبشي إلى مرحلة التكريم، بحيث كان فنيش هو من كرمني، فتذكرني بسرعة ، وقال لي بالحرف: " بفضل العمل الفني يلتقي شمال المملكة بجنوبها "
وُجود بن عويس بالرياضة بمدينة السمارة معطى ايجابي لا يمكن تغافله ، فهو من استقطب اسما رياضيا بارزا للإشراف على الإدارة التقنية لوداد السمارة مؤخرا، هذا الاسم هو: حمو محال، لاعب المنتخب الوطني السابق، وهو الآن متواجد بالسمارة وسوف يشرف على تدريب وداد السمارة لكرة القدم، وهذا يعني أن وداد السمارة ستستطيع فعل الكثير لإرضاء جمهورها .

- عرف قطاع الإعلام السمعي البصري والمكتوب والالكتروني جملة من الاكراهات ويمكن ملاحظة وتسجيل تقهقر في الصحافة بصفة عامة . كيف تعللون هذا النكوص وكيف ترون آفاقه المستقبلية ؟

طبعا عندما نتكلم عن الإعلام والاكراهات التي يواجهها والنكوص الذي أصابه مؤخرا، يمكن اعتبار الأمر عاديا ومتوقعا جدا، فالصحافة مهنة المتاعب.. ليس فقط بالنسبة للصحفي، بل حتى بالنسبة للمحيط. أحيانا نجد أن عمل الصحفي لا يستوعبه المتلقي. أعطيك على سبيل المثال مجموعة من الاكراهات نواجهها كإعلاميين مثلا في تغطية حدث معين، فإذا كان الحدث في صالح الفريق أو الجهة التي تغطي لها الحدث، فأنت صحفي متميز الخ.. ولكن في حالة ما إذا أثرت العكس فالأمر سيكون عكسيا.
أما عن المثبطات فحدث ولا حرج، وقد تصادف في مشوارك المهني من يستهدف إيقاف مسيرتك ومناوشتك.. لكن الصحفي الكيس والحقيقي هو الذي يتجاوز المثبطات ويتجاوز كل العراقيل. فعلى المستوى الوطني والعالم العربي أو حتى على مستوى دول العالم الثالث ككل، فإنه لم يتم الارتقاء بعد إلى درجة التحرر التام. وفي الغرب نفسه لا يزال الإعلام يتعرض بين الفينة والأخرى لاكراهات متباينة رغم حرية الإعلام ..
الإعلام يصنع الحدث لأنه سلطة أولى وليس سلطة رابعة كما هو الشأن في بلدان العالم الثالث. فهو في عصرنا الحالي أصبح السلطة الأولى صاحبة القرار وبإمكانها أن تغير خريطة العالم بين عشية وضحاها . وكإعلاميين فالخطأ كذلك يكمن فينا، فنحن لا زلنا لم نتحرر من مجموعة من الأشياء، وأستطيع أن أقول إننا وخصوصا في المجتمعات المحافظة لنا موعد مع عودة إلزامية إلى المجتمع كمرجعية، وأحيانا لا يمكن تخطي الخطوط الحمراء التي سطرتها الأعراف والعادات والتقاليد ، وسلطة القبيلة - خصوصا في مجتمعنا الصحراوي المحافظ -، ناهيك عن المواضيع التي تشنج العلاقات مع بقية القطاعات الحية الأخرى.

- تعرضت الصحافة المكتوبة الورقية و الالكترونية لسلسلة من المشاكسات الزجرية تراوحت بين عفو وإدانة تلتها فرض غرامات وعقوبات حبسية. ما تعليقكم عن الظاهرة ؟

نتتبع هذه الخطوات دائما لكن هناك اختلاف، وبما أنني أنتمي إلى الإعلام المرئي فهناك أعراف وخطوط حمراء و ضوابط ينبغي احترامها ومراعاتها.
أن نختلف هذا أمر ممكن ووارد ، وما ينبغي الاشتغال عليه هو تحديد مكمن الاختلاف، فالصحافة المكتوبة تشتغل عن قرب بشكل دقيق جدا، أما عنا كإعلاميي تلفزة، فنحن نعطي الخبر والتعليق يبقى للمتلقي، بمعنى أننا نستطيع أن نعالج خبرا رياضيا مثلا في إطار رياضي لا غير... كتعبير بالصورة والصوت، وأحيانا تعطى الصورة بدون تعليق .أما الخبر المكتوب فهو خاضع لقراءات متعددة ، وهناك من يصادر حق الصحفي في هذه القراءة أو يصادر كتاباته وهناك من يتفق معه، وهناك من يقف موقف المحايد السلبي.
و كما ذكرت في سؤالك، تابعنا السنة الماضية مجموعة من المنابر الإعلامية الوازنة، صدرت في حقها مجموعة من الأحكام، كانت أغلبها ردود فعل لا تعكس موقف القارئ النزيه بشكل عام...طبعا لا ننكر التقدم الذي حققه المغرب في مجال الحريات وحقوق الإنسان ، رغم أن تصنيفنا لم يصل بعد إلى مستوى الدول الرائدة في هذا المجال. لهذا فمؤشر الحكامة الجيدة عندنا مقترن بدرجة تصنيفنا الإعلامي على مستوى الوظيفة والبطالة والدخل الفردي ومحو الأمية ...

-هل هي كبوة في مسار حرية الصحافة ومس بجانبها الحقوقي ؟

ترصد جهات عدة مسار حقوق الصحافة في المغرب. ونستطيع أن نقول إن الصحافة المغربية عرفت تحررا كبيرا لم يشهد التاريخ له مثيلا في المغرب. فالإعلام في عهد الملك محمد السادس ليس هو الإعلام في سنوات الرصاص والجمر. لكن أن تـُستغل الفرصة ويُوظف الإعلام توظيفا مغال في المهنية يُمَسُّ بآلياته مقدسٌ أو محذورٌ متفقٌ عليه رسميا، فهذا أمر لا أتقبله. أعطيك مثالا، هناك منابر إعلامية نقرأ فيها يوميا نبض الشارع المغربي بشكل جلي وواضح، و صفحات الجرائد تكشف أحيانا عن واقع مرير ومثير للجدل، كان بالأمس القريب من الطابوهات، ولكن رغم ما تعيشه الصحافة من مضايقات، لا يمكن القول إن الصحافة في المغرب لا تقوم بواجبها.
هناك حتما من يدفع الثمن- بالتناوب - وينبغي على الصحافة تقليم أظافرها من أجل إعادة بناء نفسها ، بحيث كلما تم الشعور بأن جريدة قاربت الوقوف على رجليها يتم مشاكستها لتنبطح، لكن بالعكس، فالصحافة في المغرب رغم الأحكام القاسية أحيانا والمجحفة فهي تواصل النبش في نبض الشارع على العموم . وتسلط الضوء على بعض مظاهر الحياة الاجتماعية كالنهب والسرقات وتكسير جزء من طوق الطابو، وهذا ما تطالعنا به الجرائد اليومية والأسبوعيات والمجلات والتي أضحت لها اليد الطولى، والدور الكبير في لفت انتباه المصالح المختصة، للضرب على يد المخلين بالقانون وبالتالي المساهمة في التغيير.

بخصوص الأنشطة الرياضية للمنظمات والأندية والجمعيات المدرجة مشاريعها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو وكالة الجنوب أو في إطار المؤسسات الوطنية أو الدولية، كيف تنظرون إلى المقاولة الرياضية في هذا الخضم، وهل من تفعيل لها بالإقليم، والشروع في إرساء مقاولة رياضية، والاستفادة من شراكات مع منظمات دولية رياضية ، خارج إطار الحدود الترابية ؟

صحيح، وكما تابعنا مؤخرا من خلال تقييم القطاع الرياضي على مستوى المغرب، أرى أن الرياضة المغربية أصيبت بمجموعة من النكسات، لكن هناك إرادة في التغيير ومحاولة بناء جديدة .
لا يمكن ان نشتغل على المقاولة الرياضية ونحن لا نتوفر على مشاتل وقاعدة، إذ حاليا ومن خلال متابعتي لمجموعة من التغطيات أحاول أن أركز على أكثر الجهات التي تشتغل على مجال تأهيل الرياضة، أو خلق مقاولة رياضية، لأن الفشل الذي عرفته الرياضة على مستويات عدة سواء ألعاب القوى أو كرة القدم أو ... نجد أن هناك إعادة نظر في مجموعة من الرياضات ، وهذا ما يدل على انفتاح قطاع الشباب والرياضة على منظمات وجمعيات دولية.
وعلى مستوى برامج الجامعات، سأقتصر في حديثي على المستوى الجهوي والإقليمي ، فبالنسبة للجهوي فقد أصبحت مجموعة من الفرق تعود إلى القاعدة، وتفعل التكوين القاعدي لأطفال المدارس الصغار الذين يمكن أن يكونوا أبطال الغد. وعلى المستوى الإقليمي يمكن القول إنه وإلى حدود الساعة لا شيء يطفو على السطح سوى الرياضة. وهذا ما لمسناه في السنوات الأخيرة، إذ تعتبر جمعيات فرق الأحياء هي التي تشتغل على محاولة خلق إشعاع رياضي للبراعم الصغار، وتعمل على إعداد جيل المستقبل. أما على مستويات الرياضات الجماعية وفنون الحرب، هناك كذلك مستقبل يعد بالأفضل ان شاء الله، خصوصا في رياضة الكاراتيه وفنون الحرب، وخصوصا كرة القد.
من الحقائق المعروفة لدى جميع الفرق هي استعدادها لمباراة السد سواء ذهابا أو إيابا ، هذا يعني أن هناك مباراة رياضية أسبوعية لكل فريق أي معدل مقابلة داخل المدينة كل أسبوع، سواء لرجاء السمارة أو لوداد السمارة، اللذان يستقبلان فرقا خارجية فوق ترابهم ، في انتظار للكلاسيكو والد يربي التي تجرى دائما هنا بالسمارة . لكن على المستوى المحلي هناك ما هو في صدارة كل الرياضات، يتعلق الأمر بفريق وداد السمارة لكرة اليد الذي يمكن وصفه بالمقاولة الرياضية الناجحة والنموذجية بالسمارة، لأنه فريق ينتمي إلى مدينة عدد سكانها لا يناهز 60.000 نسمة ، وهو فريق يلعب ضمن القسم الممتاز، انجاز لم تحققه مدن أخرى في شمال المملكة والتي تجر وراءها تاريخ طويل في ممارسة كرة اليد، ففريق وداد السمارة فريق حديث النشأة، وأستطيع أن أقول إن مجموعة من متتبعي كرة اليد لايعرفون موقع السمارة على خريطة المملكة. فوداد السمارة لكرة اليد سفير الحاضرة الروحية والعلمية السمارة في أرجاء المغرب، وملاعبها وجماهيرها الرياضية،. إن شاء الله سيزداد الفريق تألقا بالإعلان عن افتتاح القاعة المغطاة التي ستكون جاهزة في غضون أشهر قلائل ، ساعتها سيساهم الفريق في إنعاش الاقتصاد المحلي، الذي سينعكس بالإيجاب على بقية القطاعات الحية بالمدينة.
وغير خاف على متتبعي الشأن المحلي، فإن مشروع التـأهيل الحضري لإقليم السمارة يعد من أكبر الأوراش التي عرفها منذ ميلاده، وهذا المشروع ممتد ما بين سنة 2010 و 2013.
في اجتماع مع السيد العامل الإقليمي وفعاليات الفن التشكيلي بالمدينة، استشارنا بخصوص مجموعة من الإجراءات المزمع تفعيلها، وإضفاء جمالية على معمار المدينة، من لمسات فنية، بإمكانها أن تميز المدينة من حيث المجال العمراني والموروث الثقافي وكل ما يرتبط به، فحجارة السمارة على سبيل المثال تتميز بها الحاضرة عن غيرها من بقية المدن.
الهدف هو جعل من يزور السمارة لأول مرة يعاود زيارتها مرات عديدة . فالبنية التحتية هي أساس كل تنمية، وأكيد على أن الإقليم سيعرف عندنا إقلاعا حقيقيا على مستويات عدة ، سواء على مستوى الرياضة أو على مستوى الثقافة أو على مستوى الإعلام الخ ...
وما دام موضوع حوارنا هو الإعلام، فمقارنة مع الإعلام الوطني والدولي، أتمنى من خلال هذا المنبر أن أتوجه إلى كل الإعلاميين المحليين باقتراح انضوائهم تحت إطار إعلامي موحد، يشتغلون تحت لوائه ويحاولون التوسع فيه وصولا إلى المستوى الجهوي.
والسمارة كما هو معروف، كانت السباقة إلى مجموعة من المبادرات. فعلى سبيل المثال تنظيمها لمهرجانات انطلقت من المؤسسات التعليمية، وانتقلت التجربة إلى المستوى الإقليمي ، بعدها إلى مجموعة من مدن الجوار . فحاليا نجد أن مدينة طانطان تستغل الفرصة، ويصبح مهرجانها يصنف ضمن الثرات المادي اللاشفهي المعترف به من طرف اليونسكو. ومن صميم الفؤاد أتمنى أن يشمل هذا الإقلاع كل المجالات ، ومن بينها بطبيعة الحال المجالين الرياضي والإعلامي، والكرة في شباكنا نحن الإعلاميين .

- وماذا عن المشاركة الرياضية النسائية، وعن فريق غزالة السمارة الذي عرف تدبدبا في مساره الرياضي، وكيف تعللون سر هذا التقهقر ؟

هنا أعود إلى خانة التقييم ، غزالة السمارة هو كذلك أول فريق على مستوى الصحراء للإناث ، أستطيع أن أنعت هذا الفريق باليتيم ، بحيث تمت العناية به وتبنيه مدة من الزمن، والتخلي عنه أخيرا دون سابق إنذار. في الواقع ففريق غزالة السمارة تم التفريط فيه، والمكاتب التي تعاقبت على تسييره لم تكن تتوفر على النفس الطويل، لأن الرياضي ليس بعيدا عن الصحفي. وربما تستحيل الاستمرارية في ظل غياب الإمكانيات وغياب مجموعة من ميكانيزمات العمل، لا سيما وأن الفريق ملزم بالتنقل من وإلى السمارة، ويتحمل تبعات استقبال ضيوفه، ثانيا هناك سبب جوهري وخفي وهو أن المدينة توجد في الجنوب، والجنوب مجتمع محافظ إلى حد ما ، فإذا أردنا أن نتوفر على لاعبات فهذا سيكون بمشقة الأنفاس .
في بداية المشوار الرياضي لفريق غزالة السمارة كانت هناك ثقافة ممارسة الفتاة لكرة القدم لفترة معينة، سرعان ما تلاشت لاعتبارات عدة ، فصعب جدا أن تقنع فتاة بممارسة رياضة كرة القدم بالسمارة، مقارنة مع فرق أخرى جاءت من بعد فريق غزالة السمارة، وتمكنت من الصعود في سلم الترتيب ، وابالتالي اللعب على المستوى الوطني، هذا يعني أن الصرخة الخافتة لفريق غزالة السمارة لم تسمع، والفريق في حاجة ماسة لمن يتوفر على الغيرة الكاملة لإنقاذه والأخذ بيده، وتطعيم تشكيلته بعناصر جديدة.

- في إطار الاجتماعات التي تعقد على مستوى قطاع الشباب والرياضة ، أو من خلال الدورات العادية للمجلس الإقليمي، هل هناك من تركيز على الممارسة الرياضية لكرة القدم النسوية، بمعنى إثارة الموضوع كموضوع قائم بذاته بغية معالجة فورية قصيرة أو متوسطة المدى ؟

شخصيا لا أعلم دقائق حيثيات هذا الملف، وما دام قطاع الشباب والرياضة الذي يوجد على رأسه مندوب شاب، ويعرف جيدا طبيعة الرياضة بالإقليم، فأكيد على أنه بذل مجهودات، ولكن لم يجد مساندة وآذان صاغية. لهذا فعلى مستوى الاجتماعات هي دائما تناقش دعم الفرق دون تمييز. بعض الجهات المنتخبة بالإقليم -لا أعمم ولا أقول البعض- لا تعرف مثلا هل هذا الفريق يتواجد بكلميم أو بطانطان أو بالسمارة .. يعني هناك من لا دراية له إطلاقا بتوفر المدينة السمارة على فريق نسوي لكرة القدم . ولكن المتتبع للشأن الرياضي يعرف جيدا تاريخ هذا الفريق والأسماء التي أنجبها هذا الفريق، كحمادة معيجينا الملقبة ب : "مارادونا "، والتي تمت المناداة عليها من طرف فريق بلدية العيون، ففضلت البقاء بمدينة السمارة رغم أن الفريق الآن يعرف كبوات عسيرة، زاد من بلة طينه كِبَرُ سن معظم عناصره، ودخول بعضهن قفص الزوجية، والتحاق البعض الآخر برحاب الجامعة...

- بالنسبة للسمارة فهي تتوفر على كفاءات لها مكانتها على المستوى الوطني. كيف تسلط الضوء على هذه النقطة من منظور إعلامي؟

السمارة مدينة أنجبت مجموعة من الأسماء في شتى المجالات، فعلى المستوى الإعلامي نفتخر بكون أن رئيس قسم الأخبار بقناة العيون الجهوية الأستاذ سعيد زعواطي هو ابن السمارة، والذي سبق وأن قامت جمعية آفاق للمقاولة والتنمية بتكريمه غداة اليوم العالمي لحرية الصحافة ربيع السنة المنصرمة. وهو يعد أحد الأسماء الإعلامية اللامعة، التي استطاع بفضل عصاميته وهيامه بمهنة المتاعب أن يناوش سماء التألق والنجومية. فقبل انطلاقة قناة العيون الجهوية، كان سعيد يشتغل براديو العيون ثم القناة الأولى، وهو لا يزال موظفا بوزارة الصحة، وما لا يعرفه البعض هو أن سعيد زعواطي- ومن جميل الصدف أنني تابعت شريطا فيديو لرحلة قام بها زعواطى وأصدقاؤه. سعيد سهر على تغطية هذه الرحلة وعلق عليها وقام ببلاطوات لها-، فأوكيمدين بجمال ثلجوجها مجموعة من الفضاءات الطبيعية الخلابة زادت من روعتها تعليقات سعيد. كنت أردد دائما أنه من العيب والعار أن لا يجد هذا الموهبة منبرا إعلاميا يحتضنه في المستقبل . ولحسن الطالع وترعرع الموهبة، حالف الحظ سعيدا ووجد في الطريق منبرا محليا جهويا يدعى: قناة العيون الجهوية، وعبد ربه حظي بشرف الاشتغال إلى جانبه. وخلاصة، فسعيد مفخرة السمارة والأقاليم الجنوبية قاطبة.

-هل هناك تفكير في اتخاذ مقر خاص للصحافة بالإقليم ، علما أنه كانت هناك مبادرة من طرف عمالة الإقليم وتم تعليق المشروع إلى إشعار آخر، وهل من تفكير في خلق راديو خاص بالسمارة، على غرار راديو العيون وراديوهات جهات أخرى. ما رأيكم في الموضوع ؟

ممكن طبعا، شرط أن يلتحم الجسم الإعلامي بمدينة السمارة ويرسي كيانا خاصا به، بشكل يستجيب لجميع التطلعات. وهناك خطوات يتم اعتمادها في حالة التفعيل والأجرأة ضمن أجندة هذا المضمار .

-هل يمكن صياغة تدبير ملف الوحدة الإعلامية كمشروع في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ؟

قناة العيون الجهوية خطوة كانت بالدرجة الأولى محلية، وهي ترى أن خلق مكتب بالسمارة لم يحن موعده بعد. لكن إن شاء الله، ومع القادم من الأيام ممكن أن يتحقق ذلك. وبالنسبة لخلق راديو جهوي فقد أفسح المغرب المجال لمثل هذا الورش على مستوى الراديو الخاص. وكتجربة رائدة هناك مدينة الدار البيضاء التي أمست تتوفر على مجموعة من الراديوات. فالمشروع بسيط للغاية ، ويحتاج فقط إلى دراية وتشبع بثقافة الراديو، كما أن المسالة تستدعي تكوينا نظريا وتكوينا تطبيقيا، وتتطلب طاقما منسجما. علاوة على عدم توفر المدينة على زخم كبيرمن الأنشطة . فمدينة السمارة مدينة صغيرة جدا، وتغطية أحداثها و أنشطتها لا تستدعي كل هذه المنابر الإعلامية الكبيرة، فما تستدعيه حاليا هو تكتل الإعلاميين المحلين في إطار اتحادية أو رابطة أو ناد أو أي هيأة من هذا القبيل، ينفتح على المستوى الإقليمي في البداية ثم على التجربة الجهوية، ويطلع على مشاريع في المجال ذاته. ساعتها، تستطيع قناة العيون الجهوية تغطية أنشطة السمارة بدون مكتب، فقط عن طريق إعلاميين ينضافون إلى عمر ميارة، وامبارك الباز، ويوسف زعواطي.
وعلى مستوى التغطية التلفزيونية يلعب قرب المسافة دورا مهما في التعجيل بإيفاء القناة بالخبر في آنه، بحيث يمكن بثه في نشرة الأخبار الليلية من نفس اليوم.
أما بالنسبة للإعلام المكتوب، فمن الضروري جدا أن ينخرط الصجفيون على اختلاف مشاربهم ومهامهم في هيأة واحدة، كما أسلفت، من أجل ان يكون هناك جسم مخاطب على المستوى الوطني وعلى المستوى الجهوي، ولم لا حتى على المستوى الدولي، سريا على شاكلة مدينة العيون، حيث هناك ناد للصحافة. وبما أن المدينة كبيرة جدا فالنادي لا زال يعاني مجموعة من الاكراهات. كما أننا نستطيع الاشتغال على فكرة مشروع إنتاج جريدة محلية ، تعدو منبر إعلام القرب على الصعيدين الجهوي والوطني .

- هناك مجال خاص يحظى بالأولوية في إطار إستراتيجية الدولة، الأمر يتعلق بالجماعات القروية الخمس التابعة للتقطيع الترابي للسمارة .ما نصيب العالم القروي من المجال الرياضي؟

من منظور واقعي ملحوظ، يتعسر وضع الرياضة في العالم القروي في خانة مستقرة تحظى بالتفعيل في العالم القروي. وكمثال على ذلك فإنه عندما نقرب المدرسة من العالم القروي بإقليم السمارة فإن عدد المستفيدين لا يتجاوز 6 إلى 12 تلميذا ، باستثناء جماعة سيدي احمد العروسي. وذلك فقط لأن الجماعات مؤخرا مع ظاهرة التمدن لم تعد آهلة بالسكان، فمعظمهم التحقوا بالوسط الحضري.
تبقى الجماعات إلى حد الساعة هي مقرونة فقط بالتقسيم الجغرافي، بمعني أنه ليس إلزاميا أن تحتوي على ساكنة ، وبزيارتنا لمجموعة من الجماعات الإقليمية فهي إلى حد الساعة شبه خالية من السكان، وعبارة عن خيام متناثرة هنا وهناك وهنالك... يتعاطى أصحابها لأنشطة الرعي، و يترددون على المدينة بين الفينة والأخرى .
ففي مثل هذه البقاع يصعب خلق نشاط رياضي وذلك لعدم الاستقرار الذي تعرفه مضاربها، فالقرية والجماعة القروية التابعة لإقليم السمارة، ليست تلك التي تتواجد بضواحي أكادير مثلا. فإذا أخدنا على سبيل المثال طاطا وحدها فيها مجموعة من الجماعات بمعايير المدينة، يعني لا ينقصها سوى أن تكون عمالة. تسهل عملية تفعيل الأنشطة الثقافية الاجتماعية والرياضية. فجماعة سيدي احمد العروصي هي الجماعة الوحيدة القريبة من السمارة، والتي تتوفر على مدرسة لا تحتضن عددا كبيرا من التلاميذ المتمدرسين. عدد يمكن اعتباره غير كاف لأجرأة مجموعة من الأنشطة الرياضية .

- في إطار سياسة القرب و إعمار الجماعات القروية الخمس التابعة لإقليم السمارة كيف تتراءى لكم آفاقها، علما أن السيد العامل الإقليمي إبان اليوم الدراسي حول حصيلة المبادرة الو طنية للتنمية البشرية صرح بانعقاد دورة عادية للمجلس الإقليمي بالمقر الترابي لجماعة امكالة ؟

إن شاء الله، مستقبلا، يمكن إنجاح مشروع إعمار هذه الجماعات وأكيد أنه أينما وجد الساكن فهناك أنشطة. فجماعة أمكالة بها الآن دور سكنية ومجموعة من المرافق، ومع تزايد الساكنة ومتطلباتها ستضاف مرافق حيوية أخرى مثل المدرسة والمستشفى وكذا بعض مرافق الأنشطة الرياضية الخ...
فاقصائيات العدو الريفي بالعيون مثلا تهم حتى الجمعيات الرياضية المنتمية للعالم القروي، كفريق الطاح وفريق المرسى، وكل الجماعات التابعة للعيون تحضر صبيحة يوم السباق إلى مدينة العيون كمشاركة ممثلة لجماعتها. وقد حظيت في العديد من المناسبات بالتتويج.
فهذه المناطق آهلة بالسكان و تتواجد على الخط الساحلي، ويعد هذا معطى ايجابيا يؤهلهم لممارسة مجموعة من الأنشطة التي تجعل السكان يلتزمون على المستوى القروي ، نتمنى أن تحفز الساكنة على إعمار هذه الجماعات.

كلمة أخيرة

شكرا على هذا المجهود الذي سلط الضوء الكافي على أهم المحاور المعالجة لموضوع الرياضة والصحافة الرياضية بالإقليم العزيز السمارة. ونظرا لقيمة المعلومات التي اشتمل عليها هذا الحوار فلقد تم طرحها للقارئ الكريم في طابق يمكنني أن أصفه بالشهي. متمنياتي للجمعية بالتألق والنجاح في مشوارها الجمعوي النبيل.
حاوره : العربي الراي/ رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية بالسمارة
15 فبراير 2010

<!-- / message -->
المصدر: منتديات وادنون الاخبارية/ أنشطة وفعاليات المجتمع المدني بجهة كلميم السمارة منتديات المغرب الملكي/ منتدى التنمية في الصحراء المغربية
  • Currently 52/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
17 تصويتات / 465 مشاهدة
نشرت فى 29 مارس 2010 بواسطة AFAKSMARA

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

53,933