http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if !mso]> <object classid="clsid:38481807-CA0E-42D2-BF39-B33AF135CC4D" id=ieooui> </object> <style> st1\:*{behavior:url(#ieooui) } </style> <![endif]--><!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

صحيفة الديار اللبنانية = شارل أيوب

منذ شهر طعنتم القدس بسكين.. والآن جئتم من أجل حائط وأمن إسرائيل

     شارل أيوب

15  شباط 2018

سيد تيلرسون أنت الآتي إلى بيروت ورغم ان لبنان معروف انه بلد الضيافة لكن لا نريد زيارتك لنا، لأنك تمثل إدارة هي رمز للقهر والظلم وعدم العدالة والعدوان على شعبنا وأرضنا وبلادنا.

سيد تيلرسون وأنت الآتي باسم إدارة منذ 50 سنة وهي تدعم المصالح الإسرائيلية العدوانية على بلادنا، وآخر سكين تلقيناه ضربة منكم هو قيام رئيسك السيد ترامب بإعلان مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

ونحن منذ 100 سنة تلقّينا سكين وعد بلفور للإسرائيليين بإعطائهم ارض فلسطين، كأنما فلسطين هي عقار في بريطانيا كي تقدمه إلى الإسرائيليين، ثم تلقّينا سكين معاهدة سايكس بيكو والاحتلال الفرنسي ـ البريطاني الذي قام بتقسيم بلادنا، الذي دعم المنظمات الإرهابية الإسرائيلية من الهاغانا إلى غيرها لتشريد الشعب الفلسطيني واغتصاب فلسطين.

وبعدها منذ 50 سنة وحتى اليوم والإدارة الأميركية، سواء كانت جمهورية أم ديمقراطية دائما هي منحازة إلى المصالح الإسرائيلية ولا تأخذ في عين الاعتبار لا مصالح الشعب الفلسطيني ولا مصالح دول المشرق العربي كله، من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى الأردن ودعمتم بكل ثقلكم العدوان الإسرائيلي سنة 1967 الذي احتل مزيدا من الأراضي، من أراضي امّتنا وبلادنا، في حرب قدمتم فيها كل أنواع أسلحة القتل والدمار من طائرات ودبابات ومدفعية إلى الجيش العدو الإسرائيلي كي يشن حرب غادرة وينتصر خلال 6 أيام نظرا إلى حجم الدعم الهائل العسكري الذي قدمتموه إلى إسرائيل.

سيد تيلرسون وإدارتكم وافقت على القرار 425 القاضي بانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان المحتل تركتم أرض لبنان محتلة من حليفتكم الأساسية ومصالحكم الأساسية التي تمثلها علاقاتكم مع إسرائيل تحتل الجنوب 18 سنة حتى استطاع شعبنا تحرير أرضه.

ومنذ 12 سنة 2006، وبسبب اعتراض قوة صغيرة من حزب الله لدورية عسكرية إسرائيلية دعمتم شن حرب شاملة على لبنان من العدو الإسرائيلي ودمرتم مدناً وقرى والبنية التحتية في لبنان وكنتم تصرون على العدو الإسرائيلي كي يواصل قصفه على لبنان إلى ان أبلغكم رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت ان الجيش الإسرائيلي لم يعد قادرا على الاستمرار أكثر من 33 يوما في هذه الحرب.

وكي لا ننسى سيد تيلرسون فلا ننسى أنكم دعمتم الاجتياح الإسرائيلي للبنان الذي وصل إلى عاصمتنا بيروت وقصفها بالطائرات والمدفعية حتى احرقها، وفي التاريخ الحديث العربي بيروت هي العاصمة الثانية التي احترقت بعد القاهرة في الأربعينيات.

سيد تيلرسون ستقابلون فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وستقابلون الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب وستقابلون الرئيس سعد الحريري رئيس مجلس الوزراء، ولكن انتم تأتون من اجل أمن إسرائيل. ورغم ان القرار 1701. ألزم إسرائيل بعدم اختراق السيادة اللبنانية فكل يوم تخترق الطائرات العدوّة الإسرائيلية سماء لبنان وتخرق القرار 1701، وفيما تعلنون وتعملون على دعم الجيش اللبناني بأسلحة من دبابات ومدفعية وناقلات جنود وتقومون بتدريب ضباط الجيش اللبناني ورتباء منه في الولايات المتحدة، ونحن نعترف بذلك، فإنكم لا تبيعون لبنان صاروخا واحدا لحماية أجواءه من أي طائرة تخرق أجوائه، سواء كانت إسرائيلية أم غيرها، ولا تبيعون الجيش اللبناني صاروخاً للدفاع الجوي لان المصالح الإسرائيلية تقضي بذلك.

سيد تيلرسون انتم اليوم تأتون لزيارة لبنان من اجل المصالح الإسرائيلية وأمن إسرائيل، ولولا امتلاك شعبنا والمقاومة أكثر من 100 ألف صاروخ، لما قمتم بزيارة لبنان. وانتم تقدمون إلى إسرائيل 5 مليارات ونصف مليار دولار مساعدة مالية كل سنة وتقدمون لها أحدث الأسلحة وبخاصة الطائرات، التي تعطي إسرائيل التفوّق المطلق على كامل الجيوش العربية، وتدعمون العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وعلى الشعب اللبناني وعلى الشعب السوري، وتعلنون القدس عاصمة إسرائيل، ومع ذلك تأتون اليوم بسبب هو بناء الجدار الإسرائيلي. فيما مبدأ إقامة الجدران بين الدول سقط مع سقوط جدار برلين. فكيف تدعمون دولة عنصرية تبني جدران الفصل في الضفة الغربية وتقطع بلدات فلسطينية عن بلدات أخرى وتفصل ارض شعب لا يستطيع ان ينتقل لزيارة أقاربه في قرية أخرى، رغم احتلال أرضه؟ ثم أنكم اليوم تأتون لان لبنان هدّد، وبالتحديد التهديد الحقيقي يأتي من المقاومة، ومن صواريخها الموجهة نحو حليفتكم الأساسية إسرائيل. وقد قدمتم، إضافة إلى تقنيات القبة الصاروخية، وإضافة إلى مئات منظومات الدفاع من نوع باتريوت الأميركية الحديثة، تأتون إلى لبنان لكي لا يحصل أي حادث في شأن بناء الجدار الإسرائيلي لشعب يغلق على نفسه بإقامة الجدران، بعدما اغتصب أرضا ليست له وشرّد شعبا في الشتات والمخيمات يعيش فيها منذ 70 سنة، ولا يملك إلا مفتاح منزله الذي سكنه الإسرائيليون بدعمكم ماليا وعسكريا وعدوانيا.

لقد أرسلتم كارلوف هوف مندوبا أميركيا لدراسة المساحة الاقتصادية الخالصة في المياه الإقليمية اللبنانية، وحدد المساحة الخالصة لمصلحة لبنان بـ 860 ألف كلم مربع، لكنكم رغم التقرير الأميركي الذي رفعه هوف إلى البيت الأبيض لم تستطيعوا إقناع حليفتكم الأساسية إسرائيل باعتماد الخط الذي وضعه كارلوف هوف، وهو المندوب الأميركي المرسل من قبلكم إلى المنطقة.

وطرحتم اقتراحاً بأن يأخذ لبنان 500 كلم مربع من المنطقة الاقتصادية الخالصة واقتطاع الباقي لمصلحة العدو الإسرائيلي. لماذا تزورون قصر بعبدا؟ ولماذا تزورون قصر عين التينة أو قصر السراي؟ فيا ليتكم يا معالي الوزير الآتي باسم الدولة وباسم أكبر دولة في العالم والتي في صلب دستورها الحفاظ على حقوق الإنسان، فيا ليتكم تزورون مخيمات الشعب الفلسطيني الذي يسكن فيها منذ 70 سنة في بيوت من تنك أو من جدران شبه منهارة ومياه الشتاء تدخل عليه ولا طرقات بل كأنه مكتوب على الشعب الفلسطيني إلحاق الظلم به في هذا الشكل وإعطاء الشعب الإسرائيلي أرض فلسطين هدية له، ليغتصبها ويحكم من تبقّى من الفلسطينيين فيها في ظلم وقهر، إضافة إلى دعمكم لإسرائيل بمبدأ عدم حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه.

أرض فلسطين كلها لنا

سيد تيلرسون، الرئيس جورج بوش الابن أعلن في خطاب صريح منذ أكثر من 12 سنة ان الولايات المتحدة ستدعم مبدأ قيام دولتين، دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية. ونحن نتحدث وفق القاموس الأميركي، أما بالنسبة لنا، فأرض فلسطين كلها لنا، وعلى الإسرائيليين العودة من حيث جاؤوا، وليس لهم أي حق في متر واحد من أرضنا، لا في لبنان ولا في فلسطين ولا في سوريا ولا الجولان ولا أي مكان، فحضارتنا الكنعانية الآشورية الأكادية عمرها 3500 سنة، قبل العبرانيين وقبل الإسرائيليين، وهم كانوا إحدى القبائل التي عبروا إلى فلسطين وأقاموا دويلة لهم في مناطق جنين والخليل، وقام الرومان بإلغاء دويلة العبرانيين سنة 73 بعد السيد المسيح.

لقد صرحت سيد تيلرسون في الأردن أن حزب الله هو ضمن التركيبة السياسية اللبنانية، ونحن لا نحتاج إلى شهادتكم أبدا، فقسم كبير من الشعب اللبناني ينتخب نواب حزب الله وله كتلة نيابية وله وزراء في الحكومة، وله انتشار شعبي ومحبّون ومؤيدون، ومبدأ المقاومة في لبنان يريده اللبنانيون وتاريخهم مقاوم. وإن قمتم انتم والعثمانيون بزرع أمراض المذهبية والطائفية في بلادنا، والانتداب البريطاني والفرنسي، لكننا لسنا بحاجة إلى شهادة ولا حزب الله بحاجة إلى شهادة، انه جزء من الحياة السياسية في لبنان، فيما إدارتكم الأميركية وجهاز الـ إف. بي. آي. يفتش عن أي مواطن أميركي من أصل لبناني ويعيش في ديترويت. ولأنه شيعي تراقبون حساباته في المصارف، وأقمتم اكبر شبكة في العالم لتجفيف ومحاصرة حزب الله، لا بل الطائفة الشيعية بكاملها، من أميركا إلى إفريقيا إلى فنزويلا إلى اللبنانيين من غير الطائفة الشيعية. يريدون تحرير بلادهم، ولا يرسلون أسلحة، أو لهم أصدقاء أو إخوة في حزب الله أو في القرى الجنوبية أو البقاعية، ونفذتم أقصى العقوبات ضد حزب الله.

الإرهاب ما تقوم به إسرائيل

ثم أنت اليوم تعلن ان حزب الله هو جزء من الحياة السياسية اللبنانية، فعلى أي أساس تقومون بتصنيف حزب الله إرهابياً، فيما الإرهاب الحقيقي هو إرهاب الدولة، هو الإرهاب الذي تقوم به دولة إسرائيل، سواء على الشعب الفلسطيني ضمن الاحتلال أم ضد الشعب الفلسطيني في المخيمات. وأمس منذ أسبوعين قامت شبكة من الموساد بمحاولة اغتيال مواطن فلسطيني يسكن في صيدا لأنه في حركة حماس، في مدينة هادئة فيها استقرار. ولمجرد انه يرفض الاحتلال الإسرائيلي جاء جهاز الموساد ليقتله في صيدا في قلب لبنان. فمن يكون الإرهابي، الذي يقاوم من اجل أرضه، أم الآتي إلى مدينة لبنانية آمنة هي صيدا ليغتال مواطناً غير مسلح يسكن في شقة مع زوجته.

سيد تيلرسون، انتم في الولايات المتحدة قمتم بمحاربة الجيش البريطاني واستطعتم تحرير الولايات المتحدة من الاحتلال البريطاني وأعلنتم استقلال الولايات المتحدة الأميركية بالشعوب التي هاجرت إليها، فهل مقاومتكم للشعب البريطاني كانت إرهابا أم مقاومة؟ ولذلك نريد ان نسألك، وهذا السؤال مطروح على هيئة الأمم المتحدة منذ تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية: ما هو تحديد المقاومة وما هو تحديد الإرهاب، هل عندما احتللتم فيتنام وقتلتم مليون مواطن فيتنامي كنتم مقاومة أم إرهاب دولة ضد الفقراء وشعب مسكين، ثم انسحبتم من فيتنام؟ وبالأمس في مؤتمر فيتنام أعلن رئيسك السيد دونالد ترامب اعتذاره من الشعب الفيتنامي عما حصل في الستينات إلى السبعينات. الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه أو الشعب اللبناني الذي يقاوم عدوانا إسرائيليا هو ليس إرهابيا، هو مقاوم. أما الإرهاب فهو ان تقوم الطائرات الأميركية الصنع وباستلام طيارين إسرائيليين بقصف قرى ومدن وأبنية مدنية وقتل المدنيين بالآلاف في حروب مستمرة، سواء في فلسطين أم في لبنان أم في سوريا، أم في الأردن سنة 67 أم في مصر.

أليس محاصرة غزة إرهابا

سيد تيلرسون ان الولايات المتحدة فيها أهم المراجع الدستورية والقانونية لتحديد مسار التاريخ ومسار العلاقات بين البشر والدول والتحكيم الدولي دستوريا وقانونيا في شأن العلاقات، فكيف تفسّر أهم مكاتب وعلماء دستور وقانون العلاقات بين الدول، ولماذا لا تقومون بتصنيف ما هو تحديد المقاومة وما هو تحديد الإرهاب؟ أليس محاصرة منطقة غزة التي مساحتها 350 كلم، وفيها مليونا فلسطيني ومنعهم من الصيد الذي هو رزقهم الوحيد، لمسافة ابعد من 3 كيلومترات من الشاطئ الفلسطيني إرهابا؟ أليس قطع مادة الفيول وقطع الكهرباء عن مليوني فلسطيني فقير في غزة محاصرين من كل الجهات، والطيران الإسرائيلي سنة 2014 قتل ألفي مدني من الشعب الفلسطيني في غزة في غارات بأسلحة وقنابل وصواريخ أميركية الصنع، وطائرات من احدث الطائرات الأميركية، الم يكن ذلك إرهابا ان تقوم دولة تملك اكبر ترسانة أسلحة في المنطقة  بالهجوم على قطاع صغير هو قطاع غزة وقصف حي الشجاعية ثم منطقة مدنية كاملة وهدم 10 آلاف منزل بتقرير مثبت بالوثائق من الأونروا التابعة إلى الأمم المتحدة، الم يكن هذا اكبر إرهاب؟ ويجب تصنيفه إرهاب دولة، وان إرهاب دولة هو أخطر من إرهاب أفراد، أو خلايا.

صهيونيتك أقوى من مسيحيتك

سيد تيلرسون، لقد تغير التاريخ، والتغيير حصل. وهذا الحائط الذي جئت من اجله كما جئت من اجل الخلاف على المربع رقم 9 في المياه الإقليمية اللبنانية، نقول لك ان هذا الجدار لا يمثل حدودنا، بل ان حقنا ونظرنا هو إلى ابعد وإلى البعيد إلى كامل فلسطين. ولن يقف جدار في وجهنا، ولو دعمتم بكل الأسلحة والأموال واستعمال حق الفيتو في مجلس الأمن وجئتم بالبوارج،  فهذا الحائط سيسقط ونحن ننظر إلى فلسطين، ونحن ننظر إلى رام الله، والى القدس والى بيت لحم. وهل تعرف يا سيد تيلرسون، وأنت المسيحي، ان السيد المسيح وُلد في بيت لحم، وان وزير البلديات في الكيان الصهيوني أو كما تريد أنت إسرائيل يمنع توسيع كنيسة المهد في بيت لحم حيث وُلد السيد المسيح، الذي تنتمي أنت إلى ديانته؟ لكن لا اعرف إذا كانت صهيونيتك هي أقوى من مسيحيتك.

هل تعرف يا سيد تيلرسون ان القدس التي أعلنها الرئيس الأميركي ترامب عاصمة إسرائيل زارها الخليفة عمر، وكان فيها كنائس، وأراد الخليفة عمر ان يصلّي، وعندما قالوا له يمكنك الصلاة في باحة كنيسة القيامة، حيث قبر المسيح وكنيسة القيامة التي تمثل صعود المسيح إلى السماء، رفض الخليفة عمر وقال إنني لو صليت هنا لأقمتم جامعا حيث صليت، وذهب إلى أرض واسعة وأبعد وصلّى فيها، وهناك تم إقامة المسجد الأقصى، وهو من الرموز المقدسة للمسلمين. فعلى أي أساس تعطون السيادة الإسرائيلية على القدس سواء كنيسة القيامة أو قبر المسيح أو المسجد الأقصى أو مسجد قبة الصخرة؟ وإذا كانت الولايات المتحدة الدولة العظمى لا تعرف ان النبي محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) قام بالإسراء من خلال القدس إلى السماء، وان هذا الرمز مقدس لدى مليار و400 مليون مسلم في العالم، والرئيس ترامب يأتي إلى القدس ليقدم كنيسة القيامة وقبر المسيح والمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة والإسراء إلى السيادة الإسرائيلية، والى أي حق قانوني أو إنساني أو أخلاقي أو ديني استند رئيسك ترامب لتقوم الإدارة الأميركية بطعننا بسكين في صدرنا وتقدمون كل المصالح الإسرائيلية على حساب شعبنا على حساب مقدساتنا، على حساب أرواحنا؟

نحن أمّة تقاوم

سيد تيلرسون، نحن أمّة لا تبكي، نحن أمّة لا تصرخ، نحن أمّة لا تستجدي، نحن أمّة نقاوم، وليس غير المقاومة من أتى بك إلى لبنان، وليس إلا المقاومة من جعلك تأتي لتتوسط مع الدولة اللبنانية من اجل الجدار الإسرائيلي العنصري ومن اجل بقعة بسيطة في المياه الإقليمية. في حين انه قبل المقاومة وقبل حرب 2006 ضد العدوان الإسرائيلي، بقيتم واستمررتم 50 سنة في دعم العدوان الإسرائيلي تلو العدوان علينا. وكانت إسرائيل ترفض وضع حجر على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة أو، كما تريد أنت وفق قاموسك الأميركي، بين لبنان وإسرائيل، لان دباباتها كانت تتجول وتتنزه عبر الحدود إلى كامل الجنوب وتخرج منه، وتعود سالمة.

لكن، كما قلت لك يا سيد تيلرسون، لقد حصل التغيير. ونحن أمّة مقاومة، نحن شعب مقاوم، نحن شعب لا نهون، ولا نخضع، نحن شعب نفرح بالشهيد نبارك أهله بشهادة إبنهم، نحن نتبارك بشهدائنا ونحن نعتز بهم. ويجب ان تفهم روحية شعبنا، وان لا تعتقد ان المحادثات الرسمية مع رئيس دولة أو رئيس مجلس نواب أو رئيس حكومة في جو بروتوكولي رسمي هو الأساس. بل إذا أردت ان تعرف عمق المسألة وعمق المشكلة في المنطقة، فيمكننا تقديم آلاف صوَر الشهداء وهم في ريعان شبابهم. تركوا أهلهم ولم يفتشوا عن بيوت يسكنونها، ولا عن عائلات ولا عن أولاد يربّونهم، بل ذهبوا يستشهدون بإيمان عميق بالله، وبكرامتهم وبحق في أرضهم، ولا من قوة في العالم تستطيع الوقوف في وجههم، لأنهم قوة تستطيع تغيير وجه التاريخ، وقد غيرت وجه التاريخ في الشرق الأوسط.

ينقصكَ ان تزور مخيمات الشعب الفلسطيني

سيد تيلرسون، تفاوض على قدر ما تستطيع مع رئيس الجمهورية الذي هو موضع ثقة والرئيس بري والرئيس الحريري، لكن ينقصك الأهم، ان تزور مخيمات الشعب الفلسطيني المظلوم، والذي يسكن البيوت المهدمة منذ 70 سنة، في مخيمات بؤس وفقر وحرمان وفي الوقت نفسه ان ترى عزة النفس وان تتعرف إلى أتباع من يقولون هيهات منّا الذلّة، وعندئذ تعرف ان حليفتك الأساسية وحليفة إدارتك الأميركية ستزول ولن تبقى ولو أقامت 100 جدار، ولو أرسلتم إليها 1000 طائرة. وإذا كنت لا تصدق هذا الكلام، فمنذ أسبوع وأقل، تم إسقاط الطائرة الأميركية الصنع إف -16، وطائرة الـ إف - 15 الأميركية الصنع في سلاح الجو الإسرائيلي، وردت إسرائيل بـ 12 غارة. ثم ماذا كان يفعل رئيس وزراء إسرائيل الذي تدعمونه وتدعمون دولة إسرائيل؟ كان يقوم بالاتصال بالرئيس بوتين وبوزير دفاعكم السيد ماتيس لأن الرئيس ترامب كان نائما، وكان يطلب منه عدم التصعيد، وأن الغارات انتهت وتوقفت هنا. فما دام أن طائراتكم وسلاحكم وأموالكم المرسلة إلى إسرائيل، وكل الدعم إضافة إلى امتلاك العدو الإسرائيلي أسلحة نووية تجعله يخاف، تجعله يبني الملجأ قبل المنزل، فيما انك لو ذهبت إلى الضاحية الجنوبية أو إلى كامل بيروت، ولكن بخاصة الضاحية الجنوبية حيث يعيش جمهور المقاومة، فانك لن ترى ملجأ واحدا. ولو ذهبت إلى الجنوب لرأيت الصدور العارية، تعشق الرصاص لو جاءت إلى صدرها وهي تقتحم مواقع الإسرائيليين والاحتلال الإسرائيلي.

سيد تيلرسون لا نريد زيارتك. ومن المعيب ان يستقبلك المسئولون عندنا، لان رئيسك الرئيس دونالد ترامب قام بأكبر إهانة وطعنة سكين في كرامتنا عندما أعلن القدس عاصمة إسرائيل، ولأنك وزير في حكومة الرئيس الأميركي الذي طعننا، فانه من المعيب ان يقوم أي مسئول في لبنان باستقبالك، وليس لنا الشرف ان نستقبلك، وليس لأي مسئول الشرف ان يستقبلك، وان زيارتك إهانة لنا ولكرامتنا. وكان على الدولة اللبنانية ان لا تستقبلك، وان تطلب التراجع عن إعلان القدس عاصمة إسرائيل، وان تعتذر منا عن دعم العدوان الإسرائيلي وقتل الآلاف من شعبنا قبل ان نستقبلك.

الجدار سينهار

أخيرا سيد تيلرسون، أريد ان أتحدث معك بالسياسة، ومعاليك ستزور فخامة الرئيس، وسيقول لك ان لبنان لن يسمح ببناء الجدار في نقاط الاختلاف، وسترضخ إسرائيل لأنها تعرف أن أكثر من مائة ألف صاروخ موجهة نحو مدنها، ولان إسرائيل زادت سياحتها سنة 2017 25 في المائة، فيما مؤامرتكم الأميركية مع الإسرائيليين والسعوديين والقطريين والأتراك أدت إلى تدمير العراق وسوريا في حرب أرسلتم إلينا كل التكفيريين التي قمتم بتربيتهم انتم كمخابرات أميركية والمذهب الوهابي منذ ان دربتم أقصى المتطرفين التكفيريين كي يقاتلوا الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، ثم تركتم أفغانستان وانتشر التكفيريون وأصبتم أنتم في قلب الولايات المتحدة. ونحن لا نشمت بكم، وبهذه الضربات، بل نحن نأسف ونحزن على المدنيين الذين قتلوا، لا بل نعتبرهم شهداء لأنهم كانوا يقومون بواجباتهم في مكاتبهم وفي الأبراج التجارية. لكن انتم لا تأسفون على شهدائنا ولا على قتلانا، وستسمع من فخامة الرئيس هذا القول وستردّ عليه بأن إسرائيل لن تبني الجدار في نقاط الاختلاف، بل ستتراجع 7 أمتار لان مسافات الاختلاف بالتراجع في 13 نقطة هي بين 7 أمتار و13 متراً. وهذا الكلام سياسي لبناء الجدار، لكن هذا الجدار سينهار، سيسقط، سيزول، واختباء الإسرائيليين وراء الجدار وجبنهم لن يجعل حائطاً يقدم لهم الأمان ولا الطمأنينة ولا السكن ما داموا هم يغتصبون أرضنا.

كلام دبلوماسي

وإنني أقول لك بالسياسة، ليتك تبلغ إدارتك الأميركية ان الجدار الذي جئت من اجله، أو جزء من المياه الإقليمية لن تحصل عليه إسرائيل. وإذا اقتنعتم بأن محادثاتكم مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة كانت واضحة وان لبنان يرفض بناء الجدار على نقاط الاختلاف، ستوافقون مع رأي لبنان، فنقول لكم ان هذا الكلام كله دبلوماسي، فالدولة موقفها جيد لكن شعبنا مقاوم، وهذا الجدار لن نتركه يبقى، وكما قلنا لك نظرنا هو نحو فلسطين، وسنعود إلى فلسطين، وفلسطين لن تكون إلا أرض الفلسطينيين، ولن يكون هنالك جدار بين فلسطين وبين لبنان، ولن يبقى الجنود الإسرائيليون في هضبة الجولان وهم يختبئون خلف المتاريس في أعلى قمة، ويرتعبون عندما تأتي طائرة صغيرة من دون طيار وتمر قربهم.

وأخيرا نقول لك ان الدماء التي تجري في شراييننا هي ملك الأمة، هي ملك الوطن، هي ملك الله الذي خلقنا. ونحن لن نتنازل عن إيماننا بالله والحق الذي نراه من خلال إيماننا بالله، ولن نتنازل عن شبر من أرض فلسطين، ولا من لبنان، ولا من الجولان والسرطان الإسرائيلي الذي زرعتموه في بلادنا وأرضنا، سنقطع جذوره ونريح بلادنا التي تعيش منذ 70 سنة في ظل عدوان سرطاني هو الشعب الإسرائيلي ودعمكم الأعمى والمطلق دون عدالة، وفي ظل قهر وظلم لمصلحة إسرائيل والمصالح الإسرائيلية على حساب مصالح بلادنا وأمتنا وشعبنا، وعلى حساب الحق والأخلاق وحقوق الإنسان.

المصدر: صحيفة الديار اللبنانية = شارل أيوب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 52 مشاهدة
نشرت فى 15 فبراير 2018 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

279,927