<!--
<!--<!--
لماذا يُحذِّر لافروف أمريكا من البَقاء في سورية وإقامَة الدَّولة الكُرديّة وتَغيير النِّظام.. وهل حانَ وَقْتْ “صَفْعَة” أردوغان العُثمانيّة لها في مِنبج؟ ومن سُيقرّر “قواعِد اللُّعبة” الجَديدة زِيارة تيلرسون أم قِمَّة إسطنبول الثلاثيّة؟
February 13, 2018
رأي اليوم = الافتتاحية.
عندما يُعلِن وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف أن لدى بِلاده شُكوكًا بأنّ أمريكا تُريد إبقاء قُوّاتها في سورية لفَترةٍ طَويلة، وحتى انْتهاء المَهام العَسكريّة، وتُطلِق عمليّة سياسيّة مُستقرّة مَقبولة للجَميع، أي انتقال السُّلطة، فهذا يَعني تغيير النِّظام، فإنّ هذا ربّما يُشكّل تحذيرًا روسيًّا واضِحًا تتم تَرجمته عَمليًّا في اتّخاذ خَطوات أمنيّة، وربّما عَسكريّة لزَعزعة هذا الوجود الأمريكي في المُستقبَل المَنظور.
ما يُقلِق الرُّوس والأتراك والإيرانيين، والسُّوريين بطَبيعة الحال، أن المُخطّط الأمريكي لإنشاء دولة، أو ما يُشبِه الدَّولة الكُرديّة، شَرق الفرات، وحتى الحُدود العِراقيّة بات يتبلور بِشَكلٍ مُتسارِع، وكانت المَجزرة التي ارتكبتها الطَّائِرات الامريكيّة قبل أُسبوع شَرق دير الزور، واسْتهدفت مَجموعات مُسلّحة مُوالية للسُّلطات السوريّة، تأكيدًا لهذا القَلق وتَجسيدًا لهذا المُخطّط في الوَقت نَفسِه.
لا نعتقد أن تزامن تَصريحات وزير الخارجيّة الروسي مع أُخرى أدلى بِها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقال فيها أنّه لا يَحِق لأحد التذرّع بتنظيم “الدولة الإسلاميّة” للبَقاء في سورية والعِراق، جاءَ من قبيل الصُّدفة، وإنّما في إطار تفاهُمٍ تُركيٍّ روسيٍّ أيضًا، خاصَّةً أن هذا التّزامن في التّصريحات يأتي قَبل يومين من زِيارة ريكس تيلرسون، وزير الخارجيّة الأمريكي لأنقرة، وهي زِيارة سَتكون حاسِمة في الكَثير من القَضايا.
الخِلافات تتفاقَم بين تركيا وحَليفها الأمريكي لأكثر من سَبعين عامًا، وباتت تُؤشّر إلى تَزايد احتمالات صِدامٍ عَسكريٍّ بين الطّرفين يَنتظر الشّرارة فقط، وقد تأتي بعد خِتام زيارة الوزير تيلرسون وانعِكاسًا لنتائِجها، حتى يَستبعد الكثير من الخُبراء تَبديد حالة التوتّر، والتوصّل إلى “تفاهمات” تُبقي شَعرة مُعاوية.
الجِنرال الأمريكي بول فونك الذي يتزعّم القوّات الأمريكيّة في سورية أطلق تَصريحًا استفزازيًّا للأتراك، يوم أمس قال فيه “إذا ضَربتمونا سَنَرُد بعُدوانيّة.. سَنُدافِع عن أنفسنا”، وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” التي نَشرت هذهِ التحذيرات، أو التهديدات، على وَجه الدِّقّة، أنّها رسالة لتركيا التي هَدّدت بِضَرب القوّات الأمريكيّة إذا لم تَنسَحِب من مَنبج.
الرئيس رجب طيب أردوغان لم يَنتظِرْ طَويلاً وبادَر بالرَّد فورًا على هذهِ التّهديدات عِندما قال “مِن الواضِح جِدًّا أن من يَقولون سنَرُد بِقُوّة إذا ما ضَربونا لم يُجرّبوا في حياتِهم صَفعةً عُثمانيّة”.
مُعادلات القُوّة تتغيّر أيضًا على الجَبهة الأمريكيّة الروسيّة في سورية، وربّما نَرى مِحورًا سِياسيًّا عَسكريًّا ثُلاثيًّا روسيًّا تُركيًّا إيرانيًّا يَنبَثق عن قِمّة إسطنبول التي ستُعقد بعد أيّام مَعدودة من زِيارة تيلرسون للعاصِمة التركيّة، يكون هَدفه الرئيسي الوجود العَسكري الأمريكي في سورية والعِراق بِكُل الطُّرق والوَسائِل.
تحذير لافروف من قِيام دولةٍ كُرديّة في شَمال سورية يُفنّد الكَثير من النّظريات التي تَقول تَلميحًا أو تصريحًا، بأن روسيا لا تُعارض قِيام هذهِ الدَّولة، وأن تَحالفها مع الأكراد تحالفٌ استراتيجيّ، ويُعزّز وِجهة النّظر التي تُؤكّد أن تركيا باتت هي الشَّريك الاستراتيجي لموسكو.
زيارة تيلرسون لأنقرة سَتكون حاسِمة، فإمّا المُواجهة التركيّة الأمريكيّة في منبج وشمال سوريا، أو إصلاح العَلاقة، ونَحن لا نَستبعد الخِيار الأوّل، لأن العَلاقات التركيّة الأمريكيّة وصلت إلى مَرحلة مِن الانهيار وانعدام الثِّقة بحيث باتت تَستَعصي على الإصلاح.
4 تعليقات
taboukar February 13, 2018 at 5:51 pm
/____ على ما يبدو فإن ترامب لن يأخد تحذيرات الروسية السورية التركية الصينية الإيرانية مأخذ الجد و قد يورط أمريكا ليقودها إلى حرب إقليمية غير شرعية كالعادة، الإدعاء بـــ’’ الدفاع الشرعي ’’ على أرض الغير هو عدوان على السيادة وحرمة ووحدة الأوطان ويتنافى وكل المواثيق والأخلاق والمسؤوليات الدولية، حماية’’ الأقليات ’’هي ذريعة كاذبة وحجة واهية ومبرر مخادع للأكراد وما شابههم، الصراع سيكون على الحدود والنصر سيؤول في النهاية لأصحاب الأرض،/….. أمريكا التي تقف كحجرة مخربة عثرة أمام أي تسوية سلمية للأزمة السورية ستكون بذلك مسؤولة على إنتقال الأوضاع في المنطقة إلى حرب وإلى إشتعال أول ضحاياه ترامب والمصالح الأمريكية ذاتها .
sherif the Egyptian February 13, 2018 at 5:44 pm
لو كان قطع علاقته باسرائيل زى ما هو نفسه قال يمكن كنت اصدق موضوع الصفعه ده.
ج . ولد الهادي / الجزائر February 13, 2018 at 5:18 pm
المتطفل الثقيل !!!، هذا هو حال امريك الان في سوريا، تدخل الى ديار الناس بدون دعوة ولا عزومة ولا كرامة ولا شيئ من هذا القبيل عدى قلة الحياء، تلتقط في بقايا داعش والنصرة وكل شذاذ الافاق لتجعل منهم شيئا تعتقد انه يعيق التسوية في سوريا التي لم تدعى اليها، لا هي ولا خدمها في الخليج، كبير القوم عندما تظهر سفاهته يبعد عن مجالس الراي والمشورة، ويترك الى الصبية ليلعب معهم، هذا هو حال امريكا الان، نسال الله العفو والعافية من سوء العاقبة .
عبد الرضا حمد جاسم February 13, 2018 at 3:32 pm
تحية طيبة، لماذا اميل الى عدم تصديق اردوغان…اعرف لماذا و ليس لا اعرف؟ ان الروس يحاولون انتزاع تركيا من الناتو بشتى الطرق وان نجحوا في ذلك ستكون تلك ضربة كبيرة للناتو وانبطاح تام تركي من كل الوجوه لروسيا. روسيا بسياستها مع تركيا ستحرم تركيا من اللعب على الحبلين الروسي والامريكي التي سارت عليه خلال السنوات الاخيرة…روسيا تعمل على قطع الحبل الامريكي تحت اقدام التركي لتتلقفه قبل السقوط المدوي لأن سقوط تركيا من على الحبل الامريكي سيكون في حقل الغام شديدة التدمير تدمر تركيا و المنتطقة المجاورة لها. هل سينجح الروس؟ اعتقد انهم يسيرون في طريق النجاح بصبر ستراتيجي غريب
ساحة النقاش