<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
روسيا تقرر شنّ أعنف حرب من جديد في سوريا
صحيفة الديار اللبنانية = شارل أيوب
8 شباط 2018
يبدو ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أرسل أكثر من 140 طائرة إلى سوريا وقام بعمليات حربية لم يسبق لها مثيل ذلك ان الطائرات الروسية كانت تقوم بـ 2000 غارة في الشهر وهو أعلى نسبة شهدتها الحروب الكبرى. واستطاع الرئيس الروسي بوتين قلب موازين القوى وإعادة تثبيت نظام الرئيس السوري بشار الأسد ونقل سيطرة النظام السوري من مساحة 17 في المائة إلى 66 في المائة من الأراضي السورية، كما ان الجيش الروسي من خلال دعمه للجيش العربي السوري بالتعاون مع حزب الله والتعاون مع القوات الإيرانية، إضافة إلى قوى مساندة إلى النظام السوري قلبوا الموازين وأدوا إلى شبه تصفية المنظمات التكفيرية التي أرسلتها السعودية وقطر وزادت عن 180 ألف مقاتل تكفيري دخلوا إلى سوريا عبر الحدود التركية مع كامل أسلحتهم وتمويلهم بغطاء أميركي ورغبة إسرائيلية.
واجتاح هؤلاء التكفيريون كامل مناطق الحدود من تركيا وصولا إلى ريف حماه، لكن بعد القصف الجوي للطيران الروسي الحربي بغارات كما قلنا وصلت الى 2000 غارة في الشهر، واستعمال طائرات سوخوي 25 و27 و35 أدى إلى تدمير مواقع التكفيريين وبدأ الجيش العربي السوري بالتقدم من دمشق بدعم خاصة من حزب الله وقوات إيرانية لكن الجهد الأساسي كان للجيش العربي السوري وحزب الله واستطاعوا فتح طريق دمشق إلى الساحل عبر حمص وإنهاء مشكلة حي الوعر والتكفيريين في مدينة حمص ثم الانتقال إلى بقية المحافظات حتى استطاع الجيش الروسي عبر دعمه للجيش العربي السوري والقوات الحليفة له من إيصالهم إلى دير الزور وريف إدلب تماما على حدود تركيا إضافة إلى ريف حلب ثم تحرير مدينة حلب التي احتلها تنظيم داعش منذ عام 2013 وحتى سنة 2016 لمدة 3 سنوات، وكان إخراج تنظيم داعش وجبهة النصرة من ثاني مدن سوريا أو العاصمة الثانية لسوريا وهي حلب هو اكبر انتصار في تاريخ الحرب السورية ضد التكفيريين. والقوى المدعومة من السعودية بالمال والسلاح والمدعومة أيضا من قطر وأميركا، كذلك كانت مدعومة من تركيا عبر تأمين خطوط تموين الذخيرة والمدفعية والصواريخ لهذه القوات التكفيرية.
الرئيس الروسي بوتين الذي حقق هذا الانتصار ثم زار مطار حميميم وأعلن ان الحرب انتهت وحققنا الانتصار وان البقية الباقية من التنظيمات التكفيرية ستبقى 60 طائرة روسية تساند الجيش العربي السوري مع القوى المؤيدة له وتقوم بإنهاء هذه البقع التي تتواجد فيها قوات تكفيرية.
لكن الرئيس بوتين أصيب بضربتين بعد ان كان قد أعلن ان الانتصار العسكري في سوريا سيقوم بتحويله إلى انتصار سياسي من خلال عقد مؤتمر في روسيا كي يستثمر الرئيس الروسي بوتين الانتصار العسكري الكبير في سوريا إلى انتصار سياسي ينهي الحرب في سوريا ويؤدي إلى تثبيت النظام، نظام الرئيس بشار الأسد مع مشاركة المعارضة السورية في الحكومة ومراكز المسؤولية وإقرار البنود الأربعة للقرار الصادر عن مجلس الأمن وهي :
1 – - تشكيل هيئة دستورية انتقالية برئاسة الرئيس بشار الأسد.
2– - وضع دستور لسوريا الجديدة على قاعدة مجتمع مدني وان النظام برلماني والدستور يمنح الحرية إلى الشعب السوري بإعطاء رأيه وينتقل النظام من نظام رئاسي ومخابرات إلى نظام برلماني وحكومة مع عدم تدخل المخابرات في شؤون المواطنين السوريين، بل يختصر الأمر على المحاكم السورية المدنية والجهات المدنية.
3 – - إجراء انتخابات برلمانية لانتخاب مجلس نواب جديد، ثم إجراء انتخابات رئاسية لاختيار رئيس لجمهورية سوريا من خلال استفتاء شعبي لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، على ان يتم ذلك بإشراف 5 آلاف ضابط وضباط صف وجنود في مراقبة الانتخابات النيابية والرئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة كي تأتي النتائج شفافة وواضحة ويختار الشعب السوري مجلس النواب الجديد ورئيس الجمهورية الجديد.
4 - - يتم تشكيل الحكومة الجديدة وفق عدد الكتل النيابية في المجلس النيابي ويتمثل نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة وفق عدد النواب الذين نالوها في الانتخابات النيابية الحرة التي جرت بإشراف الأمم المتحدة ولا يستطيع احد نقض نتائج الانتخابات لأنها ستكون تحت إشراف الأمم المتحدة كذلك سيشرف مراقبو الأمم المتحدة على كامل عمليات الانتخابات والانتشار في القرى والبلدات لضمان عدم تدخل المخابرات السورية، كذلك إثناء فرز الأصوات وصدور النتائج كاملة. وعلى هذا الأساس تتشكل الحكومة وفق تمثيل عدد نواب النظام ووفق عدد نواب المعارضة. لكن الدستور السوري الجديد لا يعطي الحق إلى رئيس الجمهورية بتعيين رؤساء فروع المخابرات في سوريا بل يقوم وزير الدفاع بتعيين رئيس المخابرات العسكرية في الجيش ورئيس المخابرات الجوية ويختصر عملهم على مراقبة الجيش السوري وسلاح جوه والبحرية وغيرها. كذلك يقوم فرع الأمن العسكري بمراقبة الضباط والجنود في سلاح البر من مدرعات ومدفعية وألوية برية وقوات خاصة. ولا يتم توقيف مواطنين مدنيين لدى أجهزة المخابرات العسكرية. أما تعيين رئيس المخابرات السياسية ورئيس جهاز امن الدولة فيقوم بتعيينهم وزير الداخلية وهذا التعيين يجب ان يأخذ أكثرية عدد النصف زائد واحد في مجلس الوزراء، ويتم رفعه إلى رئيس الجمهورية للتوقيع عليه .
الرئيس بوتين اعتبر ان عليه بعد تسجيل انتصارات عسكرية في سوريا تحويل الانتصار العسكري إلى سياسي لكنه فشل في ذلك فدعا إلى مؤتمر في سوتشي ودعا كافة المعارضة حتى المسلحة إلى سوتشي في روسيا، لكن الولايات المتحدة والسعودية دخلت على الخط وقامت بتعطيل اشتراك المعارضة المسلحة وهكذا فشل مؤتمر سوتشي الروسي الذي دعا إليه الرئيس الروسي بوتين. ويومها قال الرئيس الروسي بوتين ستدفع المعارضة المسلحة ثمنا غاليا لرفضها الاشتراك في مؤتمر مدينة سوتشي في القوقاز في روسيا.
موقف الرئيس بوتين والوضع في سوريا
عندما فشل الرئيس بوتين في تحويل الانتصار العسكري إلى انتصار سياسي بسبب تدخل الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل إنما التدخل الكبير كان أميركي – سعودي، حيث جمعت السعودية 11 فصيلا تكفيريا وقامت بتوحيدهم في جيش واحد، وإنشاء غرفة عمليات كبيرة لهم في مدينة سراقب في محافظة إدلب، والبدء بتسليمهم أسلحة وتمويلهم ودفع رواتب كل المقاتلين التكفيريين.
وإذا كان الرئيس بوتين قد اعتبر إسقاط الطائرة الروسية منذ 5 سنوات بصاروخ أطلقتها طائرة تركية على الطائرة الروسية أمرا خطيرا لن يسكت عنه ووضع شرطين، اعتذار الرئيس التركي علنا من روسيا وثانيا تسليم المقاتل من الشيشان الذي كان يطلق الرصاص على الطيار الروسي وهو يهبط بالمظلة في الأراضي التركية.
وعندها امتنعت تركيا عن الاعتذار فقامت روسيا بإجراءات عقوبات مشددة وهدد الرئيس الروسي بوتين بضرب صواريخ بعيدة المدى من جزيرة القرم على البحر الأسود ضد مدينة اسطنبول ويومها استحق الجيش التركي هذا الخطر وابلغ واشنطن خطر إطلاق صواريخ بعيدة المدى روسية على اسطنبول ومدى الضرر الذي سيصيب أهم مدينة كبرى هي اكبر من العاصمة وهي اسطنبول. فقالت الولايات المتحدة إنها تجري اتصالات مع روسيا لكنها لم تجد إلا إصرار من الرئيس بوتين على ضرب اسطنبول. وعندها قام الرئيس التركي بالاعتذار من روسيا على إسقاط الطائرة. كما قام بتسليم المقاتل من الشيشان الذي قتل الطيار الروسي أثناء هبوطه بالمظلة وإطلاق النار عليه، وقام الرئيس بوتين بتحويله الى محكمة ميدانية عسكرية التي قامت بإعدامه في الساحة الرئيسية في مدينة غروزني عاصمة الشيشان واعتبر الرئيس بوتين انه إعادة الاعتبار لسلاح جوه وهيبة الجيش الروسي.
لكن بالأمس، أصيب الرئيس الروسي بضربة جديدة معنوية وعسكرية عندما ظهر صاروخ أميركي من نوع ستينغر مع قوات تكفيرية تابعة إلى جبهة النصرة التي أطلقت الصاروخ على الطائرة الروسية من طراز سوخوي 25 وأدت إلى إسقاطها ومقتل الطيار بعد ان هبط على الأرض وقاوم التكفيريين لكنهم قتلوه.
فحصل الرئيس بوتين على جثة الطيار خلال 48 ساعة ومنحه أعلى وسام في روسيا وسام بطل روسيا الاتحادية.
ثم طلب من تركيا ان تعمل على تسليم أجزاء الطائرة الروسية المحطمة كي يستلمها سلاح الجو الروسي ويدرس كيفية إصابة الطائرة بالصاروخ.
وهنا علم الرئيس الروسي بوتين ان أميركا والسعودية هما الجهتان التي سلمت صواريخ ستينغر من جديد وضربت الانتصار العسكري الروسي الكبير في روسيا وأصيب الرئيس بوتين بضربتين الضربة الأولى فشل المؤتمر السياسي في مدينة سوتشي في روسيا وإسقاط طائرة حربية روسية في ريف إدلب.
فقام الرئيس الروسي بوتين بقصف مدمر على ريف إدلب عبر استعماله طائرات إستراتيجية من طراز يو 22 التي تحمل القنابل من زنة 2 طن، ودمرت كامل منطقة إطلاق الصاروخ مع حوالي 12 بلدة يتواجد فيها عناصر لجبهة النصرة، وقال ان الحرب بدأت من جديد، وستعود الطائرات الروسية الـ 100 التي انسحبت من مطار حميميم لتنضم إلى الـ 60 طائرة الباقية هناك.
كما بدأت معركة في الغوطة الشرقية عنيفة للغاية، ويسيطر على الغوطة الشرقية 3 منظمات إرهابية هي فيلق الرحمان وأحرار الشام وجيش الإسلام، وتوالت الطائرات من سلاح الجو السوري على قصف الغوطة الشرقية مما أدى إلى وقوع مجازر بين المدنيين على مدى يومين، وفي كل يوم كان يقع حوالي 30 قتيلا من المدنيين، إضافة إلى مقتل عناصر تكفيرية تسكن بين بيوت المدنيين وتحاول استعمال المدنيين كدرع بشري ضد القصف الجوي. وكذلك قامت المنظمات التكفيرية الثلاث فيلق الرحمان وأحرار الشام وجيش الإسلام بقصف دمشق بمدافع الهاون وأصابت اوتوستراد المزة الذي يشق العاصمة دمشق في نصفها وهو الشريان الرئيسي لها، لكن الطيران السوري والطيران الروسي بدءوا شن حرب فعلية من جديد في سوريا وقامت الطائرات الروسية بتدمير أكثر من 18 قرية في ريف حماه دون النظر إلى وجود مدنيين أو مقاتلين تكفيريين لكن هذه القرى هي مركز لجبهة النصرة ولمنظمات تكفيرية. كما ركز الطيران السوري على قصف الغوطة الشرقية لضربها بعنف خاصة وان الغوطة الشرقية ليس فيها مستشفيات ولا أدوية وأدى الأمر إلى جرح أكثر من 80 مدني ومقتل 32 مدني أمس فقط، مع قتل حوالي 25 مقاتل تكفيري وتدمير 4 مراكز لقيادات جيش الإسلام وأحرار الشام وفيلق الرحمان,
وحاولت الولايات المتحدة عبر اجتماع لمجلس الأمن إدانة سوريا باستعمال أسلحة كيمائية من نوع كلور لكن روسيا تصدت باستعمال الفيتو وأسقطت القرار الأميركي، ويمكن اعتبار ان روسيا بدأت حربا جديدة في سوريا وهي ستصل إلى خطوط تماس مع القوات الأميركية التي تحتل 28 في المائة من أراضي سوريا، وهنالك حلف إيراني – تركي – روسي، أصبح واضحا ضد تحالف الولايات المتحدة مع السعودية وإسرائيل.
وفي آخر الأنباء الواردة من الكرملين حيث انتقل الرئيس الروسي بوتين من مدينة سوتشي إلى الكرملين في موسكو ليقود العمليات الحربية فان الطائرات الروسية بدأت بالإقلاع والوصول إلى مطار حميميم قرب اللاذقية حيث القاعدة الجوية الحربية الروسية، كذلك فان قصف الطيران السوري لا يرحم في الغوطة الشرقية خاصة في ضوء حصول مجازر في صفوف المدنيين، كذلك فان الطيران الروسي لا يرحم في قصف ريف حمص وريف حماه إضافة إلى مناطق في ريف إدلب كما ان الجيش العربي السوري مع حزب الله وقوات إيرانية تقدم بقوة كبيرة نحو ريف إدلب على الحدود التركية وبات الجيش السوري يسيطر على معظم ريف إدلب وهو أهم انتصار حققه حتى الآن لأن المنطقة جبلية ووعرة للغاية، ومع ذلك استطاع الجيش السوري ضرب التكفيريين والانتصار هناك.
ماذا سيحصل الآن في سوريا
في سوريا ستجري معركة تركية ضد الأكراد في مدينة عفرين وصولا إلى حدود حلب ولكن على الطريق توجد مدينة منبج حيث يوجد 2000 جندي أميركي وطلبت تركيا من الجيش الأميركي الانسحاب من مدينة منبج قام الأكراد باحتلالها وطرد السكان العرب وقال الرئيس التركي انه سيضرب الأكراد ورفض الجيش الأميركي الانسحاب من مدينة منبج وخلال أسبوع أو أكثر أو اقل ستصل القوات السورية إلى مدينة منبج وسيكون أول خطوط تماس بين الجيش التركي والجيش الأميركي، لكن الجيش التركي دفع بتعزيزات وصلت إلى 60 ألف جندي لاجتياح كامل ريف حلب. كما قام الطيران الروسي بقصف كامل المواقع الكردية والتكفيرية في ريف حلب كي يفتح الطريق أمام القوات البرية التركية وساعد ذلك كثيرا الجيش التركي,
وأخيرا نقول ان المواجهة الأميركية الروسية أصبحت شبه مباشرة لكن ستكون عبر قوات الجيش العربي السوري مع حزب الله والإيرانيين وقوات من الحشد الشعبي العراقي، ضد الجيش الأميركي وجيش حماية الشعب الكردي.
أما الرئيس الروسي بوتين فإلى أي حدود سيذهب والجواب من موسكو أن لا حدود عنده للمعركة الحاصلة في سوريا وسيربح المعركة، كما تقول المصادر العسكرية في موسكو.
ساحة النقاش