<!--
<!--<!--<!--
هل خلقت "إسرائيل" أزمة البلوك 9 لشن الحرب على لبنان أم لتفاديها؟
2 شباط 2018
من يتابع تصريحات المسئولين في "إسرائيل" مؤخرا، السياسيين أو العسكريين، يستنتج وكأنها تتصارع مع ذاتها بين اتجاهين، الأول يدفعها إلى شن حرب على حدودها الشمالية والشمالية الشرقية لأنها تحتاجها، والثاني يمنعها من شنها لأنها تخشاها، فماذا سيكون قرارها في النهاية وما المعطيات التي تحدد ذلك؟
أسباب حاجة "إسرائيل" للحرب
– من أجل وقف التقدم المتسارع الذي يحققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه في محور المقاومة في معركة تحرير سوريا من الإرهاب، ترى “إسرائيل” ان الحرب الآن هي ضرورية لإضعاف وإشغال هذا الجيش وحلفائه.
– بالنسبة لـ “إسرائيل”، لم يعد ممكنا إعاقة أو تجميد النفوذ المتصاعد لإيران في المنطقة بشكل عام، وفي سوريا ولبنان بشكل خاص، إلا من خلال حرب واسعة تقضي فيها (كما تعتبر) على عناصر ومقومات هذا النفوذ، خاصة وان روسيا، لا يبدو أنها جاهزة لتولي دور تخفيف هذا النفوذ الإيراني في المنطقة، لا بل بالعكس، قد تكون بحاجة له لأسباب خاصة بصراعها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية.
– تعتبر “إسرائيل” ان موضوع تصنيع وتجميع حزب الله لصواريخه في لبنان، أصبح من الخطورة والجدية والحساسية بمكان لم يعد ممكنا التهاون بمواجهته، ولا يبدو ان هناك وسيلة لذلك إلا الحرب.
الدولة اللبنانية بكامل مكوناتها الفاعلة، حكومة وجيش ومقاومة، ترفض هذا التعدي الصهيوني وستواجهه .
لماذا تخشى "إسرائيل" الحرب
– يبدو ان جبهتها الداخلية غير جاهزة حاليا للحرب، وهي حتى الآن، وحسب اغلب المعطيات، لم تستكمل منظومة الحماية من الصواريخ أو مخطط حماية المدنيين، والذي يتضمن سلسلة متكاملة من خطط الإخلاء السريع، ومن الأنفاق والملاجئ والبنى التحتية المناسبة لمواجهة أخطار الصواريخ من الجهة الشمالية.
– ما زال الغموض يلف معلوماتها عن ما يمكن ان يملكه حزب الله من أسلحة كاسرة للتوازن، في البحر أو في الجو أو في البر، وهي تعتبر حتما ان الأخير، واستنادا إلى الكثير من التجارب السابقة بمواجهته، يترك دائما للمعركة النهائية، عنصر مفاجأة أو أكثر في العتاد أو التكتيك أو في المناورة.
– لا شك ان “إسرائيل” تملك معطيات مؤكدة عن القدرات التي يملكها حزب الله حاليا، في الأسلحة وفي الخبرات وفي المناورة والتكتيك، والتي هي بنظرها قد تكون كافية للتأثير سلبا على معركتها بمواجهته، دفاعيا كان أم هجوميا، بمعزل عن ما يمكن ان يملكه من قدرات محتملة.
– من الواضح ان “إسرائيل” أصبحت على قناعة، من خلال التحليل ومن خلال التواصل المباشر مع الرئيس بوتين، أن روسيا لا تحبذ الحرب الآن، خاصة وان مشاريع الأخيرة لحل الأزمة في سوريا، ولتثبيت مصالحها في المنطقة، قد قاربت على الاكتمال، وهي (روسيا) تعمل على تظهير المراحل الأخيرة من هذا الحل الذي ساهمت بشكل رئيس فيه، ومن الطبيعي ان المعارضة الروسية لشن “إسرائيل” الحرب، ومن خلال وجودها العسكري الفاعل في سوريا والمتوسط، على الأقل، ستقيد حركة أسلحة الأخيرة الأساسية في المعركة: (الجو – الرصد والمراقبة – الصواريخ الباليستية)، وتحد من فعاليتها.
من ناحية أخرى، وبعد زيارة رئيس حكومة العدو الأخيرة إلى موسكو، ووقوفه كما يبدو على حقيقة موقف روسيا لناحية معارضتها للحرب، أو لناحية نأيها بنفسها عن تعاظم النفوذ الإيراني في المنطقة، بالإضافة للأسباب المذكورة أعلاه عن خشية “إسرائيل” من الحرب، ولأسباب أخرى ربما، رأت الأخيرة في إدعائها عن ملكيتها لبللوك البحري رقم 9، والذي هو حق ثابت للبنان، مشروعا لربط نزاع تحتاجه بديلا للحرب المستبعدة.
وهكذا عبر هذا الطرح الحساس في ادعائها ملكية البلوك النفطي البحري، بما يحمله من تجاذبات وخطورة، حيث ان الدولة اللبنانية بكامل مكوناتها الفاعلة، حكومة وجيش ومقاومة، ترفض هذا التعدي وستواجهه، سيكون ربط النزاع مع لبنان مخرجا لـ”إسرائيل”، فمن ناحية يبقيها في دائرة الاشتباك المتوتر دون خوض الحرب، ومن ناحية أخرى يبقيها في دائرة التواصل مع الأمم المتحدة وعرض التفاوض غير المباشر مع لبنان، كما تحلم دائما، ومع إيران ربما، حول برنامجها النووي ونفوذها في المنطقة، وأيضا بطريقة غير مباشرة.
ساحة النقاش