<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
صحيفة الديار اللبنانية = حقيقة الديار
يا أمتي السورية انهضي
17 كانون الثاني 2018
من مئات السنين وأنت تتعذبين يا أمتي السورية، على كامل ارض الوطن السوري، ومؤامرات الدول تحاك ضدك ولا تنهضين. وأنت الأمة الرائدة العظيمة في تاريخ الإنسانية، أنت اوغاريت، أنت ابلة، أنت زنوبيا، أنت ميناء جبيل، وعمره 4 آلاف سنة، أنت مهد الحضارة، أنت من علّم الإنسانية الحرف عبر قدموس، أنت رواية الحزن بين أدونيس وعشتروت على نهر إبراهيم، أنت أشور وأكاد في العراق ونينوى ومكتبات بغداد، التي كانت بالمئات واحرقها التتار والمغول، وحوش بشرية يحرقون حضارات وأثار حضارات بكاملها.
يا أمتي السورية لن اذهب بعيدا، أعود إلى جرحك النازف، فأترك الاهواج وكيليكيا واسكندرون وسيناء، إلى الجرح النازف في فلسطين، حيث الصهيونية تخطط منذ مئات السنين لاغتصاب جنوب سوريا وهي فلسطين. والصهيونية لا يكفيها فلسطين فقط، بل تريد ان تتوسع من النيل إلى الفرات، وعلى امتداد مئات السنين تخطط، فيا أمتي متى تنهضين، يا أمتي صاحبة الشخصية القوية، صاحبة السيادة على نفسك، أنت من قدمت إلى الحضارة أعظم آثار وأعظم معالم الحضارة العمرانية والمدنية وإرادة الحياة على مدى الوطن السوري.
أعود إلى سنة 1917 عندما حصلت الصهيونية العالمية على وعد بلفور بإعطاء اليهود أرض فلسطين وطنا قوميا لهم، وبعد الحرب العالمية الثانية كيف قام البريطانيون وطوال 28 سنة بتهريب الصهاينة إلى فلسطين عبر البحر واضطهاد شعبنا السوري الفلسطيني العظيم.
ولم يكن لدى شعبنا في جنوب سوريا في فلسطين أسلحة، بل قام طوال 28 سنة الانتداب البريطاني بتسليح الصهيونية والصهيونيين ومنظمات الإرهاب لدى الصهيونية بالأسلحة، وكانوا يطلقون النار على كل مظاهرة من شعبنا السوري الفلسطيني. ويقتلون بالعشرات، وأما مخازن السلاح البريطاني فكانت للصهاينة ولليهود، أما الفلسطيني الذي يحمل البندقية فكان الانتداب البريطاني يقوم بإعدامه.
ثم قام الجيش البريطاني بتسليح منظمات الهاغانا والمنظمات الإرهابية الأخرى، وعمل على توحيد هذه المنظمات ضمن ما سمّي جيش إسرائيل وهو الجيش الوحشي الذي قام بالمجازر في كفرقاسم ودير ياسين وغيرهما.
يا أمتي السورية، لقد ذهبت نتيجة المؤامرة الصهيونية العالمية، وذهبت ضحية مؤامرة الأنظمة العربية عليك، فطلبوا من شعبك الفلسطيني ترك فلسطين، كي يقوم ما يسمى جيش الإنقاذ العربي بضرب الصهاينة، وهو كان أداة في يد الانتداب البريطاني، فخرج شعبنا من فلسطين إلى المخيمات ليحتل الصهاينة ارض فلسطين سنة 1948 وليعلنوا أول جزء من أرضهم الإسرائيلية على 20 ألف كلم مربع مع الجزء الغربي من مدينة القدس المقدسة عاصمة جنوب سوريا - فلسطين، وتحت عنوان الطوارئ وتحت عنوان الحرب مع العدو الإسرائيلي تم فرض حالات الطوارئ في الأنظمة العربية، وتمت إقامة الديكتاتوريات العربية وقتل الأنظمة الديكتاتورية العربية من شعبنا السوري مثلما قتلت الصهيونية من شعبنا، وأما الإبداع السوري والفكر السوري العظيم والفلسفي والخلاق فكان ضحية إسكاته من قبل أنظمة ديكتاتورية تحت عنوان محاربة الصهيونية وما كانوا يحاربون الصهيونية.
وكم من هذه الأنظمة في الوطن السوري ضمن الكيانات التي تم تقسيمها عبر اتفاقية سايكس - بيكو أقامت علاقات مع الصهيونية وكانت أداة لها ضد شعبنا السوري العظيم.
جاءك يا أمتي السورية عظيم من بلادي زعيم كبير هو مؤسس النهضة القومية السورية هو الزعيم انطوان سعادة، وبعد 1000 سنة من الغرق تحت الاحتلالات والغزوات وقف ليعلن شخصية الأمة السورية وسيادتها على نفسها ودعوة السوريين إلى النهضة ودعوة السوريين إلى الوعي، دعوة السوريين إلى معرفة هويتهم الحقيقية، دعوتهم الى معرفة وطنهم السوري العظيم لكن المؤامرة الصهيونية مع الأنظمة العربية كانت غادرة وخبيثة، فاستشهد هذا الكبير، هذا الزعيم، هذا الفيلسوف، هذا القائد، هذا المنظم لأهم حركة قومية هي الحركة السورية القومية الاجتماعية، وتم إعدامه في ليلة ظلم وغدر من قبل الصهيونية وأنظمة عربية دون حق الدفاع عن النفس، دون محاكمة علنية، دون محاكمة في النهار بل في الليل وجرى إعدامه، دون حق إعطائه ورقة وقلماً ليكتب بضع عبارات قبل ان يستشهد، ومشى إلى الاستشهاد وقال يا خجل التاريخ من هذه الليلة.
وأضاف أنا أموت أما حزبي فباق، وأعلن بالصوت العالي ان موتي شرط لانتصار القضية، وما نحن نعيش في ظل عشرات السنوات فقط، بل نحن نعيش في ظل عبارة أطلقها الزعيم السوري القومي الاجتماعي انطوان سعادة عندما قال لو انفك عني جميع القوميين لناديت أجيالا لم تلد بعد، وانتشر الحزب القومي الاجتماعي في العراق والشام وفلسطين والأردن وعلى مدى الوطن السوري، وخافت الأنظمة العربية فسارعت مع الصهيونية التي عرفت ان الخطة المضادة المنظمة لإسقاط الصهيونية هي الحركة السورية القومية الاجتماعية ولذلك تم إعدام في ليلة غدر قائد الثورة القومية الاجتماعية الزعيم انطوان سعادة.
يا أمتي، بالأمس جاءك بائع هوى، اسمه الرئيس الأميركي دونالد ترامي، وأعلن ان مدينتنا المقدسة القدس هي عاصمة الكيان الصهيوني، هكذا اختصر 4 ألاف سنة من وجودنا السوري لا بل 5 آلاف سنة من وجودنا السوري في القدس، وأكمل المخطط الصهيوني عمليات الاستيطان وإقامة مئات الآلاف من الوحدات السكنية لإسكان الصهاينة، فيما إعلام الكيان الصهيوني ترفرف في كيانات من الأمة السورية وكيانات عربية تدّعي العروبة ومحاربة الصهيونية، وفيما أهل العربة وشبه الجزيرة العربية والمغرب ووادي النيل يقومون بالتطبيع تحت الطاولة مع العدو الإسرائيلي على حساب الوطن السوري.
وكما قال الزعيم انطوان سعادة ان الصهيونية لن تكتفي بجزء من فلسطين بل تريد الانتشار من الفرات إلى النيل، هكذا كان عدوان 1967 يوم احتلال الضفة الغربية من فلسطين وغزة وهضبة الجولان حيث جبل حرمون المقدس، ورمزيته التاريخية، وكم أبى حرمون ان يصل إلى قمته احد الغزاة أو غيرهم، إلا ان الصهيونية وصلت لكنها زائلة حتما، وستسقط عن جبل حرمون، وسيعود السوريون لزيارة حرمون من العراق من الكويت من فلسطين من الأردن من لبنان من الشام من قبرص من كامل الوطن السوري.
نحن لا نعيش في حلم، نحن نعيش في اليقظة، نحن نعيش في العقل الذي هو الشرع الأعلى، نحن نعيش النهضة السورية القومية الاجتماعية، ولكن للأسف أين هم السوريون القوميون الاجتماعيون الذين هم أكثرية كبيرة في شعبنا السوري، إنهم في منازلهم، إنهم موجوعون، إنهم في مرحلة الاشمئزاز من الوضع الحزبي السائد، لان حزب الزعيم انطوان سعادة هو حزب النهضة، هو حزب الواجب هو حزب القوة هو حزب الحرية هو حزب المناقبية.
ألم يسألوا الزعيم انطوان سعادة ليلة استشهاده ما هي ثروتك ولمن توصي بها، فقال ليس عندي ثروة، في جيبي 400 ليرة، فأنني أوصي لزوجتي الأمينة الأولى بـ 200 ليرة ولبناتي بـ 200 ليرة، وهذه كانت ثروة الزعيم انطوان سعادة المادية. أما ثروته العظيمة الروحية المتفوقة على الموت وفي الوقت عينه حب الاستشهاد متى كان الموت طريقا للحياة، فكان يحتقر المادة والمال، وعاش في شقة صغيرة في شارع الحمراء في بيروت، وقضى 9 سنوات في الهجرة القسرية في الأرجنتين وهو يوزع على دراجة هوائية أعداد جريدة النهضة للسوريين القوميين الاجتماعيين في الأرجنتين، يكتبها ويحررها ويتابعها ثم يقوم بتوزيعها، ثم يحاضر ثم يخطب ويلتفّ الشعب السوري حوله، وغاب 9 سنوات غياباً قسرياً عن الوطن السوري وعندما عاد كانت اكبر مظاهرة سورية من شعبنا كله، من الأردن من فلسطين من العراق من الشام من لبنان من كل الوطن السوري. فخافوا من هذه المظاهرة وعملوا بأقصى سرعة على إعدام مؤسس النهضة السورية القومية الاجتماعية الزعيم انطوان سعادة.
أنت يا زعيمنا تعيش في دمنا، وكما قلت ان الدم الذي يجري في شراييننا هو وديعة الأمة عينها لدينا، فمتى طلبتها وجدتها.
أنت عزة نفسنا، أنت التعاقد الأبدي معك، نحن نستشهد أو نرحل من الدنيا ونهتف تحيا سوريا ويحيا سعادة. ولن تكون سوريا إلا للسوريين، وما يسمونه الآن الجمهورية العربية السورية هي بلاد الشام، أما سوريا الوطن السوري فهو يضم الوطن من فلسطين إلى العراق والكويت، إلى الأردن ولبنان والشام وقبرص وكامل الأراضي المسلوخة عن ارض الوطن السوري.
يا زعيمنا كم نتمنى ان نسير على دربك، يا زعيمنا أنت قدوتنا وليس من حل لانتصار القضية القومية الاجتماعية الا بالعودة الى تعاليمك، فالعودة الى سعادة هي طريق الانتصار.
ساحة النقاش