http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--<!--<!--

ولي العهد السعودي يتصل بوزير الدفاع الأميركي ويقول له :بوتين أرسل 100 طائرة للأسد وانتم الحلفاء الاستراتيجيين لم ترسلوا طائرة لليمن

صحيفة الديار اللبنانية = شارل أيوب

5 كانون الأول 2017

كانت اليمن يوم أمس على موعد خطير مع حادثة كبرى ذلك انه بعد انقلاب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على الحوثيين ودعوة أعضاء حزبه في المؤتمر الشعبي ودعوته الشعب اليمني للانقضاض ضد الحوثيين وإعلانه أنه مستعد لفتح صفحة جديدة مع دول الجوار ويعني بالتحديد السعودية، فان حربا طاحنة دارت بين قوات الحوثيين والرئيس علي عبد الله صالح منذ 4 أيام وحتى اليوم.

وفي بداية القتال سيطر الرئيس علي عبد الله صالح مع قواته على معظم مساحة العاصمة صنعاء لكن ليل السبت - الأحد شنّ الحوثيون هجوما مضادا واستطاعوا انتزاع مطار صنعاء من قوات الرئيس صالح ومبنى وزارة الدفاع أيضا من قوات صالح، إضافة إلى احتلال التلفزيون الرسمي للرئيس علي عبد الله صالح.

كما قام الحوثيون بفك الحصار عن القصر الجمهوري الذي كان يقيم فيه المسئول السياسي وهو الممثل السياسي لتحالف علي عبد الله صالح والحوثيين لكنه من الحوثيين. واستطاعت قوات الحوثيين بعد فك الحصار من السيطرة على القصر الجمهوري وتحرير صالح الصماد المسئول السياسي ضد الرئيس اليمني عبد الهادي منصور وضد السعودية ودولة الإمارات.
اثر ذلك، اتصل الرئيس علي عبد الله صالح بالقوات الإماراتية في مأرب كي تتقدم باتجاه العاصمة صنعاء لمساعدته، لكن الحوثيين قطعوا الطريق ومنعوا قوات الإمارات والمتطوعين الأجانب معها من التقدم نحو صنعاء، في الوقت الذي جرت فيه معركة كبيرة جنوب العاصمة صنعاء بين الحوثيين وقوات يمنية مدعومة من السعودية. وهذه القوات اليمنية المدعومة من السعودية لديها ضباط سعوديون وقامت السعودية بتسليحها بدبابات ومدافع وأسلحة متقدمة. ودارت المعركة طوال ليل السبت -الأحد حتى ظهر يوم الأحد، وانتهت بتراجع القوات اليمنية والسعودية إلى مسافة 7 كيلومترات إلى الوراء من جنوب صنعاء.

في هذا الوقت، استدعى الرئيس علي عبد الله صالح قوات تابعة له من كل المناطق كي يستطيع الدفاع عن صنعاء والوقوف في وجه الحوثيين. كما ان الحوثيين استدعوا قوات إضافية لهم كي يسيطروا على العاصمة ومرتفعاتها كلها.

مقتل علي عبد الله صالح أثناء توجهه من صنعاء الى مأرب

في ظل هذا الواقع، قرر الرئيس علي عبد الله صالح بعدما فقد مراكزه وقوته في العاصمة صنعاء التوجه من صنعاء إلى مدينة مأرب للنجاة بنفسه من محاصرة الحوثيين له وسيطرتهم على العاصمة صنعاء. فقام موكب كبير له بحماية من قواته بالتوجه إلى الطريق نحو مدينة مأرب، حيث تتواجد قوات إماراتية ومتطوعون لديها، إضافة إلى قوات من النخبة في جيش الإمارات والسعودية، أي من المغاوير والذين كانوا في جزيرة مقابل مدينة مأرب وتم نقلهم إلى مدينة مأرب.
وأثناء توجه الرئيس علي عبدا لله صالح نحو مأرب لاحقته 20 سيارة من قوات الحوثيين إلى ان وصلت إلى قرب موكبه المتجه نحو مدينة مأرب، وبدأت بإطلاق النار على السيارات المواكبة له. فاستطاعت تدمير السيارات وقتل من فيها، ثم استطاع الحوثيون السيطرة على الموكب وقاموا باعتقال الرئيس علي عبدا لله صالح، ثم قاموا بقتله بعد اعتقاله، معتبرين انه قام بخيانة عظمى بحق الشعب اليمني وبحقهم كحوثيين وبحق الثورة التي قاموا بها على الرئيس عبد الهادي منصور.

استنجاد السعودية بأميركا

إثر إعلان الرئيس علي عبد الله صالح انقلابه على الحوثيين ودعوة الشعب اليمني والمؤتمر الشعبي والقوات العسكرية التابعة له إلى الهجوم على مواقع الحوثيين وضربهم وقيامه بالتحرك في العاصمة صنعاء والسيطرة على مواقع عديدة، اتصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وفق تلفزيون بلومبيرغ وموقعه بوزير الدفاع الأميركي ماتيس، وابلغه ان الفرصة تاريخية وسانحة الآن لتدخل أميركي لان الإيرانيين والحوثيين هم في تراجع بعد انقلاب علي عبد الله صالح عليهم، وان السعودية بحاجة جدا إلى مساعدة الطيران الأميركي ليقصف بقوة الحوثيين وعندها يتقدم الجيش السعودي برا باتجاه اليمن. كما تتقدم القوات الإماراتية وقوات يمنية تابعة للرئيس عبد الهادي منصور الموالي للسعودية من مدينة مأرب نحو صنعاء. فلم توافق أميركا على الاشتراك في الحرب في اليمن عبر إرسال طائرات مقاتلة لقصف الحوثيين ومواقعهم في اليمن.

ووفق محطة الـ س. ان. ان. وبلومبيرغ فان ولي العهد السعودي قال لوزير الدفاع الأميركي ان حلفا عسكريا استراتيجيا يجمع بين السعودية والولايات المتحدة وان الأمور خطيرة تمس الأمن الوطني السعودي ومنطقة الخليج، وان السعودية بطلب من الولايات المتحدة تنتج 11 مليون برميل ونصف مليون كي يبقى سعر برميل النفط 42 دولاراً من اجل مساعدة الاقتصاد الأميركي كي يبقى سعر البرميل 42 دولاراً، لأنه إذا قامت السعودية بتخفيض الإنتاج وقامت بتصدير 7 ملايين برميل نفط يوميا بدلا من 11 مليون ونصف سيكون سعر برميل النفط 70 دولاراً. وان السعودية حرمت نفسها من الاستفادة ماليا من اجل الاقتصاد الأميركي، في حين لو تم بيع البرميل بـ 70 دولارا لكانت الموازنة السعودية بأفضل وضع.

ماتيس لمحمد بن سلمان: لسنا بوارد إرسال قوات عسكرية

كما قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوزير الدفاع ماتيس، وفق موقع بلومبيرغ إنكم تقولون ان موقفكم هو ضد إيران، وإيران تتدخل في دولة عربية هي اليمن، ونحن في حرب معها كي لا تستولي على اليمن، ولا بد من إرسال طائرات مقاتلة أميركية لتضرب الحوثيين كي نستطيع مع الجيش الشرعي التابع للرئيس عبد الهادي منصور والقوات السعودية والقوات الإماراتية ان نتصدّى للحوثيين وإيران ونحرر اليمن من إيران.

لكن وزير الدفاع الأميركي أجابه ان الإدارة الأميركية ليست بوارد إرسال قوات عسكرية للدخول في حرب اليمن، فردّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قائلاً ان العلاقات الإستراتيجية الأميركية - السعودية ستهتز وان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أرسل 100 طائرة إلى الرئيس بشار الأسد وقلب الموازين كلها خلال شهر، فيما أنتم لا ترسلون طائرة أو سرب طائرات واحد لمساعدتنا في القتال لتحرير اليمن من الإيرانيين. وانتهت المكالمة عند هذا الحدّ.

القيادة العسكرية السعودية: الأمن السعودي مهدد بالخطر

القيادة العسكرية السعودية اجتمعت برئاسة وزير الدفاع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد مقتل الرئيس علي عبد الله صالح واعتبرت ان الحوثيين بقتلهم الرئيس صالح وضرب حزبه المؤتمر الشعبي إضافة إلى تحييد القبائل والسيطرة على القوات العسكرية التابعة للرئيس صالح هو أمر خطير للغاية وان الحوثيون بدءوا يتجهون نحو مدينة مأرب، وان القوات الإماراتية المتواجدة هناك قد لا تستطيع التصدي للحوثيين. كما قال القادة العسكريون السعوديون ان الحوثيين بعدما قتلوا صالح قد ينتشرون باتجاه الحدود اليمنية - السعودية، وطالما أن إيران زوّدتهم بصواريخ بعيدة المدى فإنهم سيقومون بقصف المدن السعودية بهذه الصواريخ ولذلك فان الأمن الوطني السعودي مهدد بالخطر.

قصف سعودي عنيف  على مطار صنعاء ومراكز الحوثيين

وطلب وزير الدفاع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استنفار الجيش السعودي بكل طاقاته، إضافة إلى استنفار الحرس الوطني السعودي.

كما استنفر أيضا كل وسائل الدفاع الجوي وأعطى أوامره بالقصف العنيف على مراكز الحوثيين وخاصة في صنعاء. فقامت الطائرات السعودية بقصف مطار صنعاء، وقصف مبنى وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء التي استولى عليها الحوثيون. كذلك قصفوا مركز القصر الجمهوري، وشنت الطائرات السعودية أكثر من 30 غارة على كافة الأراضي اليمنية ضد مواقع الحوثيين. لكن الساعات القادمة تشير إلى ان الحوثيين يقتربون من مدينة مأرب، وان الخطر كبير في ان يسيطروا على مرفأ الحديدة وهو مرفأ استراتيجي في اليمن ويمكن لإيران إرسال بواخر إلى هذا المرفأ وإذا قامت البحرية السعودية والإماراتية باعتراض السفن الإيرانية فيعني ذلك حربا بحرية بين الجيش الإيراني والجيش السعودي والإماراتي. فيما الأسطول السابع الأميركي بقيَ على الحياد ولا يتدخل مع البحرية الإيرانية ولا يساعد البحرية العسكرية السعودية ولا البحرية الإماراتية.

تجدر الإشارة إلى ان السعودية تملك 300 طائرة من طراز إف - 15 هي من احدث طائرات القصف الجوي إضافة إلى إمكانية حمولتها من القنابل والصواريخ الموجهة بالليزر، وقد بدأت السعودية اثر مقتل الرئيس علي عبد الله صالح بشنّ غارات كثيفة مستعملة طائرات الـ إف - 15 الأميركية الصنع والمتطورة ضد مواقع الحوثيين بكثافة بالغة لكن الحوثيين يتقدمون من بلدة إلى مدينة ومن مدينة إلى مدينة أخرى. كما ان القوات العسكرية التي كانت تابعة إلى الرئيس علي عبد الله صالح قد استسلمت إلى الحوثيين وبعضهم انضم إلى الحوثيين في القتال ضد جيش عبد الهادي منصور الرئيس اليمني الموالي إلى السعودية وضد القوات الإماراتية والسعودية.

محمد بن سلمان مستاء من الإنذارات الأميركية

ولي العهد السعودي كان منزعجا جدا من ضغط الإدارة الأميركية عليه لإطلاق سراح الرئيس سعد الحريري كي يعود إلى لبنان. كما ان ولي العهد السعودي مستاء جدا للإنذار الأميركي الذي تم إبلاغه إياه عندما علمت واشنطن بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيرسل طائرات لقصف قطر، وعندها أنذرته القيادة العسكرية الأميركية بأنها ستسقط أي طائرة تقوم بقصف قطر، سعودية أو غيرها، خاصة وان المخابرات الأميركية علمت بمخطط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأبلغت الرئيس ترامب والقيادة العسكرية عن ان الأمير محمد بن سلمان يريد قصف قطر فتم إنذاره وتراجع عن قراره. لكن التوتر بين السعودية والولايات المتحدة بلغ أقصى حد لان واشنطن لم تشترك في الحرب في اليمن ولم تقم بمساعدة الجيش السعودي في حربه على اليمن، بل تركت الجيش السعودي وحده يقود هذه الحرب دون تقديم دعم عسكري مباشر.

اتصال تيلرسون بالجبير:  لن نسمح لأحد بالدخول إلى الأراضي السعودية

ويقول موقع بلومبيرغ ومحطة تلفزيون الـ ان. بي. سي الأميركي أنه بعد الاتصال الهاتفي المتوتر بين وزير الدفاع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الدفاع الأميركي اتصل وزير الخارجية الأميركي تيلرسون بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير وابلغه ان الولايات المتحدة ملتزمة بالاتفاق الاستراتيجي مع السعودية ولن تسمح لأحد بضرب الأمن الوطني للسعودية.

لكن الولايات المتحدة منذ البدء لم تأخذ قراراً بالاشتراك في حرب السعودية على اليمن. كما ان السعودية أبلغت الإدارة الأميركية أنها ستشنّ حرباً على اليمن وأنها قادرة على الانتصار فيها.

وأضاف وزير الخارجية الأميركي قائلا لوزير الخارجية السعودي، وفق تلفزيون الـ ان. بي. سي. ان السعودية عندما شنت الحرب على اليمن أبلغت الولايات المتحدة بالأمر لكنها لم تطلب تدخلاً عسكرياً أميركياً وقالت ان لديها من القوى العسكرية جواً وبحراً وبراً ما يكفي لإلحاق الهزيمة بالحوثيين وبالانقلابيين.

وحاول وزير الخارجية الأميركي ان يخفف التوتر الحاصل بين السعودية وأميركا، أما وزير الخارجية السعودية فقال له ان الوضع الآن خطير وان الحوثيين إذا سيطروا على اليمن فيعني ذلك ان الحدود اليمنية - السعودية ستشتعل، فردّ وزير الخارجية الأميركي لن نسمح لأحد ان يدخل إلى الأراضي السعودية، والولايات المتحدة مستعدة للمحافظة على سيادة السعودية على أرضها.

وامتنع وزير الخارجية الأميركي عن القول بأن الولايات المتحدة ستضرب القوات اليمنية من حوثيين وغيرهم إذا حصلت اشتباكات على الحدود اليمنية - السعودية، بل قال فقط سنمنع أي قوة من دخول الأراضي السعودية.

على كل حال، يقوم الجيش السعودي حاليا بإرسال قوات كبيرة معززة بالدبابات والمدافع ومنظومات صاروخية باتجاه الحدود مع اليمن، كذلك تقوم الطائرات الحربية السعودية بقصف مراكز الحوثيين في اليمن، في الوقت الذي بدأت فيه دولة الإمارات من إرسال تعزيزات عسكرية إلى الشاطئ اليمني مقابل عدن مع المتطوعين لدى جيش الإمارات.

القبائل اليمنية على الحياد

أما على صعيد الحرب داخل اليمن، فالقبائل تقف حتى الآن على الحياد، وفي ظل وجود الأسلحة الثقيلة والمدفعية والصاروخية لم تعد القبائل قادرة على التحرك في ظل امتلاكها أسلحة رشاشة فردية لا تؤثر في هذه المعارك. وزاد الحوثيون من انتشارهم في اليمن، إنما الفوضى تعمّ المدن اليمنية فيما يطرح الجيش السعودي إلى أين يسير الوضع العسكري، كذلك تطرح دولة الإمارات إلى أين يسير الوضع العسكري، وماذا يمكن فعله في ظل مقتل الرئيس علي عبد الله صالح وانتصار الحوثيين في السيطرة على العاصمة ومرتفعاتها كلها، إضافة إلى مدن عديدة وبدأ الحوثيون بالتوجه نحو مدينة مأرب، إضافة إلى توجههم نحو ميناء الحديدة الاستراتيجي، وما هو مستقبل الصراع العسكري في اليمن حيث أصبح الأمن الخليجي كله يهتز، وبالدرجة الأولى أمن المملكة العربية السعودية.

محمد بن سلمان اتصل بالرئيس الروسي

موقع برافدا الروسي قال ان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصل بالرئيس الروسي بوتين وتحدث معه في شأن الوضع في اليمن ووضع الخليج لكن موقع برافدا الروسي لم يكشف عن تفاصيل المحادثات وعن موقف روسيا من الصراع السعودي مع الحوثيين أو إيران. كما لم يكشف موقع برافدا الروسي عما إذا كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد طلب تدخلا روسيا لوقف إطلاق النار في اليمن.

الأمور خطيرة في اليمن لكن الوضع العسكري حسم لصالح الحوثيين، والتوتر ارتفع إلى أقصى مستوى بين السعودية وأميركا حيث ان السعودية أبلغت أميركا أنها كانت تنتظر عبر الحلف الاستراتيجي مع واشنطن تدخل الطائرات الأميركية في اليمن عندما قام الرئيس علي عبد الله صالح بانقلابه على الحوثيين ومشاركة الطيران السعودي أيضا لأنها كانت فرصة تاريخية سانحة للسيطرة على العاصمة صنعاء.

واشنطن رفضت التدخل  وتركت السعودية لوحدها

لكن رئاسة أركان الجيش الأميركي رفضت التدخل وتركت السعودية وحدها تتحمل نتائج الحرب في اليمن. واعتبرت السعودية ان زيارة ترامب الذي قام بها إلى السعودية وحصل على 208 مليارات دولار كصفقات تسلح وغيرها إضافة إلى إنتاج 11 مليون برميل ونصف من قبل شركة أرامو للنفط السعودي من اجل ان يكون سعر برميل النفط 42 دولاراً خدمة للاقتصاد الأميركي وحتى الأوروبي لم تبادله أميركا بمساعدة عسكرية مباشرة مع الجيش السعودي ضد الحوثيين.

وهنالك محللون سعوديون ظهروا على شاشات التلفزة ووصل بهم الأمر إلى حد اتهام الولايات المتحدة بأنها تتآمر وأنها هي التي سلمت العراق إلى إيران، وان الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي في العراق انتشر تحت أنظار الأميركيين ووجود الجيش الأميركي في العراق، كما ان الجيش الأميركي والإدارة الأميركية تركوا السعودية ودولة الإمارات تواجه إيران وحدهما دون اية مساعدة عسكرية أميركية.

يبقى ان نشير إلى ان قائد الجيش الأميركي في المنطقة الوسطى الممتدة من باكستان حتى أفريقيا وتشمل السعودية ودول الخليج أعطى الأوامر لمنظومات الدفاعات الأميركية الجوية ضد الصواريخ والطائرات بالاستنفار إلى أقصى حد للتصدّي للصواريخ التي قد يطلقها الحوثيون من اليمن باتجاه السعودية أو باتجاه الإمارات، وان منظومات باتريوت أميركية سيتم إرسال المزيد منها إلى الأراضي السعودية والى دولة الإمارات للتصدّي للصواريخ البعيدة المدى إذا قصف الحوثيون عبرها السعودية ودولة الإمارات.

وزير الدفاع الأميركي: قرار الحرب  لا يتم باتصال هاتفي

وجاء هذا القرار بأمر من رئيس أركان الجيوش الأميركية في واشنطن إلى قائد الجيش الأميركي في المنطقة الوسطى، وانتقد موقع بلومبيرغ المواقف السعودية المتسرعة، ونقلت وسائل إعلامية أميركية عن ان الجنرال ماتيس وزير الدفاع الأميركي ابلغ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ان الإدارة الأميركية ورئاسة الجيش الأميركي ووزارة الدفاع لا تتخذ قرارا بشنّ حرب بناء على اتصال هاتفي، بل ان هنالك أصولاً لاتخاذ قرار في الحرب لدى الإدارة الأميركية، ذلك ان الجيوش الأميركية خاضعة لقرار الرئيس الأميركي، وان أي حرب تشنّها الولايات المتحدة يتم بعد حصول اجتماع بين الرئيس الأميركي ووزير الخارجية ورئيس الأمن القومي في البيت الأبيض ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيوش الأميركية في العالم وفي الولايات المتحدة ويتم التباحث في كل التفاصيل ووجود وكالة المخابرات الأميركية المركزية التي تقدم المعلومات، إضافة إلى وكالة المخابرات العسكرية الأميركية التي تقدم معلومات تفصيلية عن القوى العسكرية. وتعقد الإدارة الأميركية اجتماعين وأكثر قبل التوصل إلى قرار في شنّ حرب في منطقة من العالم.

وعندما يتخذ الرئيس الأميركي قرارا في شنّ حرب يدعو رئيس الأكثرية في الكونغرس ورئيس الأقلية في الكونغرس الأميركي، سواء كانوا من الحزب الجمهوري أم الديمقراطي ويطلعهم على ان مصلحة الأمن القومي الأميركي يفرض شنّ حرب على منطقة معينة، نظرا إلى العناصر التالية، وان زعماء الأكثرية والأقلية يقومون بالاتصال بأعضاء الكونغرس كي يوافقوا على قرار الرئيس الأميركي، ويحصل كل ذلك خلال 4 أو 5 أيام فقط.

كما ان للرئيس الأميركي الحق بإعلان الحرب وشنّها لمدة 100 يوم دون إذن الكونغرس، وبعد 100 يوم عليه ان يعود لأخذ موافقة الكونغرس لاستكمال الحرب. وانه عندما طلب ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان من وزير الدفاع الأميركي ان تقوم الولايات المتحدة بشن حرب إلى جانب السعودية في اليمن ضد الحوثيين بعد انقلاب الرئيس علي عبد الله صالح عليهم، أجابه وزير الدفاع الأميركي ماتيس بشرح كل هذه الأصول الأميركية التي يتم عبرها اتخاذ قرار الحرب، كما ان الولايات المتحدة لا تتخذ قرارا بالحرب بناء على اتصال هاتفي، يأتيها من أي جانب في العالم بل ان الإدارة الأميركية وقيادة الولايات المتحدة لديها أصول لشنّ حرب في اية بقعة من العالم. وان القوات الأميركية في السعودية قادرة على صدّ أي هجوم على المملكة، وأضاف لقد زوّدنا السعودية بأحدث الأسلحة التي تستطيع الدفاع عن نفسها عبر هذه الأسلحة في كل المجالات.

وأضاف وزير الدفاع الأميركي ماتيس ردا على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأن السعودية أبلغت الولايات المتحدة بأنها عازمة على شن حرب في اليمن، لكنها لم تتشاور معها، ولو حصلت مشاورات لكان تم الطلب من الجيش الأميركي في الاشتراك في حرب اليمن لكانت الإدارة الأميركية عقدت الاجتماعات مع وزير الدفاع ورئيس أركان الجيوش الأميركية ووزير الخارجية ومسئول الأمن العسكري ورئيسي جهاز المخابرات الأميركية والمخابرات العسكرية، وفي ظرف أسبوع كانت الإدارة الأميركية قد اتخذت القرار، إما بالاشتراك أم لا، مع العلم ان الولايات المتحدة لا ترى في حرب يمنية داخلية بين رئيس تعتبره السعودية شرعي وحصول انقلاب عليه أمر يهدد السعودية بأمنها الوطني.

أميركا حمت المملكة طوال 60 سنة

وقال وزير الدفاع الأميركي ردا على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من ان السعودية تقوم بإنتاج 11 مليون برميل ونصف مليون من اجل إبقاء سعر النفط 42 دولاراً بدل 70 دولاراً وذلك لمساعدة الاقتصاد الأميركي قال له وزير الدفاع الأميركي نحن منذ 60 سنة ملتزمون بالدفاع عن المملكة العربية السعودية بكامل جيشنا وأسلحتنا وإمكانياتنا، ولم يحصل أي اعتداء على السعودية لان كل الدول تعلم ان المملكة العربية السعودية هي على اتفاق استراتيجي عسكري مع الولايات المتحدة، ولو حصل أي اعتداء على السعودية فان الجيش الأميركي الموجود فيها وفي المنطقة سيضرب أي قوة تهاجم السعودية. وقال ماتيس إلى ولي العهد السعودي لا يجب ان تنسى ان 60 سنة من تاريخ المملكة العربية السعودية قامت الولايات المتحدة بحماية المملكة من أي اعتداء خارجي لا بل أكثر من ذلك، قامت المخابرات الأميركية بقمع ومراقبة كل معارضي النظام السعودي الملكي وقدمت المعلومات إلى المخابرات السعودية كي تحافظ على النظام الملكي في السعودية، ولولا المخابرات الأميركية لتم اختراق النظام السعودي الملكي، وحصلت اضطرابات داخل المملكة. لذلك فان الولايات المتحدة تريد ان تبقى حليفة للسعودية، ونحن لا نقبل اتهامنا بالتقصير، لان المملكة العربية السعودية حافظت عليها الولايات المتحدة طوال 60 سنة، سواء من خلال منع أي اعتداء خارجي أم من خلال قيام المخابرات الأميركية في التنصّت عبر الأقمار الاصطناعية وعبر التنصّت الأرض على كل المعارضين للنظام الملكي السعودي ومنع أي اضطرابات تؤدّي إلى ضرب النظام الملكي السعودي.

ماتيس تحدث بلهجة قاسية مع محمد بن سلمان

وقال موقع بلومبيرغ ان وزير الدفاع الأميركي تحدث بلهجة قاسية مع ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان بأنه غضب اثر قول ولي العهد السعودي أننا قدمنا لكم 208 مليارات دولار أثناء زيارة الرئيس ترامب إلى السعودية كما أننا ننتج النفط من اجل دعم اقتصادكم بنسبة 11 مليون برميل ونصف، ولم يقبل وزير الدفاع الأميركي هذا الكلام.
وقد غضب وزير الدفاع الأميركي وقال إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان: «الم تطلبوا من الولايات المتحدة منع فتح مكاتب للمعارضة السعودية في الولايات المتحدة، مع العلم ان الولايات المتحدة دولة ديمقراطية وفيها حرية رأي، ومع ذلك منعنا المعارضة السعودية من فتح أي مكتب لها على كامل أراضي الولايات المتحدة، والمعارضة السعودية كانت كبيرة وقوية ومنتشرة في الولايات المتحدة وبريطانيا، ووافقنا معكم على عدم فتح أي مكتب للمعارضة السعودية، حفاظا على نظام الملك السعودي، وخالفنا الدستور الأميركي الذي يعطي الحق إلى أي طرف داخلي أو خارجي بإعطاء رأيه السياسي طالما انه يعمل سياسيا ولا يستعمل العنف والإرهاب. ومع ذلك منعنا مكاتب المعارضة السعودية في الولايات المتحدة.

السعودية غير مرتاحة للموقف الأميركي

وانتهت مكالمة وزير الدفاع الأميركي مع وزير الدفاع السعودي ولي العهد محمد بن سلمان بتوتر شديد وغضب كبير، ورغم محاولة وزير الخارجية الأميركي تيلرسون تخفيف التوتر عبر اتصاله بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير فان التوتر لم ينخفض وقد بدأت السعودية تدرس الموضوع جديا في شأن أمنها الوطني وبشأن الاتفاق الاستراتيجي الأميركي وحدوده وخطوطه الحمر للسعودية. كذلك بدأ ولي العهد السعودي بعقد اجتماعات متواصلة مع قيادات الجيش السعودي والحرس الوطني والمخابرات السعودية لضبط الأمن داخل المملكة العربية السعودية وخاصة ضبط 5 ملايين مواطن يمني يعملون في المملكة العربية السعودية. ويبدو ان الوضع داخل السعودية غير مرتاح للموقف الأميركي، كما ان الولايات المتحدة بدأت تنظر بالشك والريبة بقرارات ولي العهد السعودي ووزير دفاعها محمد بن سلمان لان خطواته تعتبرها واشنطن خطرة ومتسرعة وغير مدروسة، وتعتبرها غير مألوفة كما يحصل الآن، ذلك ان الإدارة الأميركية اعتادت على قيادات سعودية حكيمة عرفت كيف تقيم أفضل علاقة مع الولايات المتحدة وتحصل على كل ما يعزز امن المملكة العربية السعودية من أي اعتداء خارجي أو داخلي كذلك من خلال تقديم الولايات المتحدة احدث وأفضل الأسلحة الأميركية إلى المملكة العربية السعودية.

ورغم تزويد الولايات المتحدة بصواريخ باتريوت إلى السعودية، فان السعودية لم تحسن عبر صواريخ الباتريوت التي استلمها الجيش السعودي من تدمير الصاروخ الباليستي الذي انطلق من اليمن ضد العاصمة الرياض، بل ان الجيش الأميركي عبر صواريخ الباتريوت التي امتلكها على الأراضي السعودية هو الذي قام في اللحظة الأخيرة بتدمير الصاروخ البالستي بعدما فشل الجيش السعودي، رغم تزويده بصواريخ الباتريوت من تدمير الصاروخ البالستي اليمني.

 

المصدر: صحيفة الديار اللبنانية = شارل أيوب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 37 مشاهدة
نشرت فى 5 ديسمبر 2017 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,169