<!--
<!--<!--<!--
تل أبيب تؤكّد أنّ التطبيع مجانيّ فقط: إسرائيل رفضت طلبًا سعوديًا بالتعهّد بقبول حلّ الدولتين والإعلان عن قبول مُبادرة السلام العربيّة
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
هل أصبح الخبر عن توثيق العلاقات الـ”سريّة” بين المملكة العربيّة السعوديّة وبين الدولة العبريّة خبرًا عابرًا؟ وهل تحوّل التطبيع بين الدولتين إلى القاعدة، تاركًا الاستثناء على قارعة الطرق؟، المُتتبّع للشأن الإسرائيليّ يُلحظ بالعين المُجردّة أنّ هناك نقلةً نوعيّةً في التصريحات، فبعدما كان الإعلام العبريّ، الذي يدور في فلك ما يُطلق عليه في دولة الاحتلال “الإجماع القوميّ الصهيونيّ” ينشر الأخبار المُسّربة من صنّاع القرار من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ في إسرائيل، بات اليوم اللعب على المكشوف، حيث أطلق الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو، وهي الأكثر تطرفًا من بين حكومات إسرائيل، يُطلقون العنان لأنفسهم ويُطلقون التصريحات بالصوت وبالصورة عن تحسّن العاقات بين الرياض وتل أبيب، وطبعًا ما كانوا ليفعلون ذلك، لولا حصولهم على الضوء الأخضر من رئيس الوزراء، الذي يرى في هذه العلاقة، مع ما يُسّميها قائدة العالم السُنّي ذُخرًا إستراتيجيًا للدولة العبريّة، التي تُعاني الأمرّين من العزلة الدوليّة المفروضة عليها بسبب سياستها العدوانيّة ضدّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ، الذي يرزح تحت نير الاحتلال منذ حوالي السبعين عامًا.
وفي هذا السياق، عرضت هيئة البثّ الإسرائيليّة “كان”، شبه الرسميّة تقريرًا عن “حميمية” العلاقات بين إسرائيل والسعودية، قالت فيه إنه يُخيّل في بعض الأحيان أنّ هناك هاتفًا مباشرًا بين الرياض وتل أبيب يتمّ عبره تنسيق التصريحات.
وبعد مقارنة التصريحات السعودية بالإسرائيلية، ولاسيّما وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ورئيس حكومة بنيامين نتنياهو، علق وزير الأمن السابق موشيه يعلون قائلًا: ليست صدفةً أنْ نسمع المتحدث السعودي يتحدث باللغة العربيّة ما نقوله نحن بالعبرية، نحن ببساطة ننظر إلى الإيرانيين على أنّهم عدوٌّ مشترك.
وحول إمكانية الكشف بشكلٍ علنيٍّ عن العلاقات بين السعودية وإسرائيل، قال يعلون:لن أتفاجأ إذا حصل ذلك في الفترة القريبة.
ورأت هيئة البثّ الإسرائيلية أن وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان يعتقد بأنّ لا مفرّ من المحادثات مع إسرائيل من أجل محاربة التوسّع الإيرانيّ، بحسب تعبير محلّلها للشؤون السياسيّة.
في سياق ذي صلةٍ، كشف وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس أنّ إسرائيل أجرت اتصالات سرية بالسعودية وسط مخاوف مشتركة بشأن إيران، وذلك في أول كشف من نوعه لمسئول إسرائيليٍّ عن اتصالات من هذا القبيل.
وفي ردّه خلال مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيليّ عن سبب إخفاء إسرائيل علاقاتها مع السعودية قال الوزير: لدينا علاقات مع دولٍ إسلاميّةٍ وعربيّةٍ جانب منها سريّ بالفعل ولسنا عادة الطرف الذي يخجل منها.
وأضاف:الطرف الآخر هو المهتم بالتكتم على العلاقات، أمّا بالنسبة لنا فلا توجد مشكلة عادةً، ولكننّا نحترم رغبة الطرف الآخر عندما تتطور العلاقات سواء مع السعودية أوْ مع دول عربيّةٍ أوْ إسلاميّةٍ أخرى، وهناك علاقات أكبر كثيرًا، لكننّا نًبقيها سريّةً.
وفي الأسبوع الماضي قال قائد جيش الاحتلال الجنرال غادي إيزنكوت لموقع (إيلاف) السعوديّ إنّ إسرائيل مستعدة لتبادل معلومات مخابرات مع السعودية قائلا إن هناك مصلحة مشتركة بين البلدين في التصدي لإيران.
ورأى مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّ المقابلة النادرة الشاذّة التي منحها آيزنكوط لوسيلة الإعلام السعودية ليست بادرة طيبة إسرائيلية، وأضاف: هذه بادرة طيبة سعودية، وهي جزء من عملية متواصلة لإعداد الرأي العام داخل السعودية نحو تحويل العلاقات السرية بين الدولتين إلى علاقات علنية.
وأوضح أنّه لإسرائيل حلم قديم للحديث علنًا مع السعوديين كجزءٍ من تحالفٍ إقليميٍّ، مؤيّد لأمريكا، في مواجهة التعاظم الشيعي، مُضيفًا: لم يرغب السعوديون في هذه العلنية، وها هم اتخذوا الآن خطوة صغيرة لها أصداء كبيرة: رئيس الأركان الذي ليس رجلاً سياسيًا لكنّه شخصية على مستوى وطني في إسرائيل، يتحدث مباشرة للجمهور السعوديّ عن المصالح المشتركة للدولتين، بما في ذلك التعاون الأمنيّ.
وشدّدّ المُحلّل على أنّه لا يمكن لهذا النص أن يكون مصادفة، فقد نُسق كلمة- كلمة بين إسرائيل والسعودية. فحتى ظهور رئيس أركان إسرائيلي في وسيلة إعلامية سعودية ليس مجرد دس أصبع في العين الفلسطينية بل وأساسًا توجيه الأصبع الوسطى للإيرانيين، السوريين وحزب الله.
وكشف النقاب عن أنّ خلف هذه المقابلة يختبئ حراك ما في خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط، التي يعدها منذ أشهر الثنائي غرينبلات وكوشنير، مبعوثا الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط. في آذار (مارس) سيتعين على ترامب أنْ يقرر إذا كان سيسير في هذه الخطة بكلّ قوّةٍ أمْ أنّه يأخذ الانطباع بألّا أمل في تحقيقها فيتخلى عنها، ولفت إلى أنّه نشأ قبل بضعة أشهر توافق ما، بوساطةٍ أمريكيّةٍ، بين إسرائيل والسعودية بشأن سلسلة من الخطوات لبناء الثقة بين الدولتين.
فقد طلب السعوديون من إسرائيل خطوتين تصريحيتين وخطوتين عمليتين: على المستوى ألتصريحي طلبوا أنْ تُعلن حكومة إسرائيل بأنها تقبل فكرة الدولتين للشعبين، من ناحيتهم لا يكفي التصريح القديم لنتنياهو في هذه المسألة، أمّا التصريح الثاني الذي طالبوا به فكان أنْ تعلن حكومة إسرائيل أنّها تقبل خطة السلام السعودية، مع التعديلات اللازمة، وهذا لم يحصل، نقل المُحلّل عن مصادره التي وصفها بالرفيعة جدًا في تل أبيب.
Comments
علي خواجه ابن فلسطين
Nov. 21, 2017 @ 21:42:08
إلى الأخت الفاضلة سعاد…بنت الريف المنسية من متن الكتاب*قاطعوا بضائع الصهاينة.ألف تحيه طيبه لكي يا بنت فلسطين.
احمد عزت – مصر
Nov. 21, 2017 @ 20:58:08
شيء طبيعي فإسرائيل لا تحترم ولا ترضخ إلا للدول القوية فحين أسرع الملك عبد الله في أوائل الألفية بعرض مبادرة السلام هذه لم تعيرها إسرائيل أي اهتمام وألقتها بسلة المهملات. لا أدعو إلى اتفاقيات مع الكيان ولكن أقول ان من يظنون أنهم يستطيعوا عقد الاتفاقيات وهم بالحقيقة لم يرقوا لمستوى الدولة بعد، بل هم اقرب إلى مزرعة أو طابونة لذلك لم ولن تحترمهم أو تحترم أطروحاتهم إسرائيل أبدا
محمد المحمد
Nov. 21, 2017 @ 18:28:17
إنني فرد عامّي القراءة والكتابة البسيطة هما سقف مقدرتي الفكرية . لذا طلبت من الجار الألماني بياع المكانس أن يوضح لي ماهية الأحداث في البلاد العربية على وجه الخصوص. لقد وضح لي الأمور كالتالي : كل ما يعيشه الفضاء العربي من أحداث ما هي إلّا تداعيات لثوابت أسس لها المستعمر الصهيوصليبي والأنكلوصهيوني عندما ملأ الفراغ الذي خلفه الحكم التركي (العثماني). لقد جزأ البلاد واختلق الحدود وأنشأ مشيخات وإمارات ومملكات وفق استشرافه لمستقبل يحقق له مصالحه في تمكينه من الهيمنة على البلاد والعباد لسلب خيراتها. لا يسمح المستعمر الخفي بأي تغيير قد يطرأ على المنطقة ويعتمد في ذلك على وكلائه في مراكز الحكم وفي مراكز النفوذ المالي والاقتصادي وخاصة على تلك الشريحة الارستقراطية المتخفية وراء دين تعتبره ظلما دين الإسلام فهؤلاء هم من حاربوا وقضوا على تجربة الوحدة لأنهم استشعروا فيها بادرة نهضة وتغيير وها هم بنفس الوسائل والادعاءات يحاربون الثورة الإسلامية الإيرانية التي لم تقم لحظة على أسس طائفية فمن ابرز مبادئها تحرير المسلمين وبلادهم من الظلم والظالمين وإصلاح ذات البين وجمع كلمتهم. فليس من المعقول أن ترتاح لها نفوس أعداء الداخل والخارج من ارستقراطيين سلفيين رجعيين ولا من مستعمرين طامعين مهيمنين لذلك دمغها أعداء العرب والمسلمين بأبشع التهم وجعلوا ماهية الصراع طائفية. يتحدثون عن أطماع إيرانية وعن خطر إيراني صفوي شيعي وعن … وعن. نحن نتساءل بأي حق وشريعة يُسمح لأتباع مذاهب أهل الجماعة أن يدعوا لمذاهبهم ولمعتقداتهم ويُحظّر ذلك على أتباع مذهب أهل البيت ؟ ما دامت دعوة كل جهة تقوم على السلم والمنطق والسماحة فليدعو كل لما يؤمن به ما دام يحترم حقوق الآخرين ولا يتعدى حدود القانون المدني والأخلاقي
سعاد...بنت الريف المنسية من متن الكتاب*قاطعوا بضائع الصهاينة
Nov. 21, 2017 @ 15:01:27
طبعآ التطبيع ليس مجاني و هذا كذب ليحفظ مياه وجوه …لقد دفع أحفاد أحمر عاد بلايين الدولارات لترامب ليعطف ويحن قلبه ويقنع أصهاره بقبول هذا التطبيع ….ولكن أعود فأقول هذه بداية نهاية دويلة صهيون لأنها تراهن على خيول عرجاء خاسرة و الأيام بيننا كما يقول قلم العروبة المناضل د.عطوان
ساحة النقاش