<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
أردوغان يَسحب قوّاته من حلف الناتو نتيجةَ “إهانةٍ” لم يَتوقّعها.. لماذا أقدمَ الحِلفُ على هذهِ الخُطوة؟ وهل اعتذار أمينه العام مَقبول؟ وما هي الأسباب الحقيقيّة لهذا التوتّر المُفاجِئ؟ وهل سَتنسَحِب تركيا من الحِلف؟
رأي اليوم = الافتتاحية
اختلفنا في هذهِ الصحيفة “رأي اليوم” مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قضايا أبرزها تدخّله في بداية الأزمة السوريّة، وتدهور سِجل حُقوق الإنسان في بٍلاده، بعد الانقلاب العَسكري الفاشل في تموز (يوليو) عام 2015، ولكن مَوقفه الذي أعلن عنه اليوم الجمعة، وكَشفَ فيه عن سَحب قوّاتٍ تركيّةٍ من تدريباتٍ لحِلف الناتو في النرويج لأن المُشرفين عليه وَضعوا صورته ومُؤسّس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، كأهدافٍ لإطلاق النّار يَستحق التنويه.
نعلم جيّدًا أن العلاقات بين تركيا وحِلف الناتو في توتّرٍ مُتصاعد منذ إسقاط قوّاته طائرة روسيّة قُرب الحُدود السوريّة التركيّة، وبَلغ هذا التوتّر ذروته على أرضيّة مأساة اللاجئين السوريين، عندما استخدمهم الرئيس التركي كورقةِ ضغطٍ على أوروبا، وتوثيق التّحالف التركي الروسي الذي تَمثّل في تنسيقٍ سياسيٍّ عسكريٍّ في سورية لتَنضم إليه إيران، وبَلغ ذروته في شراء تركيا صواريخ “إس 400″ الاستراتيجيّة، ولكن الرئيس أردوغان تحمّل جميع “الإهانات”، ولم يتّخذ مُطلقًا قرار الانسحاب من الحِلف، وربّما تَرك القرار في هذا الخُصوص لقيادته، أي حلف الناتو،
الغَرب، والولايات المتحدة بالذّات، قرّر الانقلاب على تركيا، العُضو المُؤسّس في حِلف الناتو، لعِدّة أسباب نُوجزها في النّقاط التالية:
أولاً: مُيول الرئيس أردوغان الإسلاميّة، ودَعمه لبعض حركات الإسلام السياسي، وحزب الإخوان المُسلمين على وَجه الخُصوص.
ثانيًا: دُخوله في تحالفٍ ثلاثيٍّ استراتيجيٍّ مع روسيا وإيران أدّى إلى هزيمة المَشروع الغَربي في سورية، وربّما مِنطقة الشرق الأوسط برمّتها.
ثالثًا: تخلّيه عن النّموذج الغَربي في الحُكم الذي زاوج بين أربعةِ أركانٍ رئيسيّةٍ، وهي الإسلام “المُعتدل”، والديمقراطيّة، والنّمو الاقتصادي، واحترام حُقوق الإنسان.
رابعًا: طُموحاته السياسيّة والعَسكريّة لتحويل تركيا إلى قوّةٍ إقليميّةٍ عُظمى، تُقيم تحالفاتٍ قويّةٍ في المِنطقة على حِساب النّفوذين الغَربي والأمريكي.
وَضع صُورتي أردوغان وأتاتورك كأهدافٍ للجُنود المُشاركين في التّدريب خُطوةٌ استفزازيّةٌ ومُهينةٌ في الوَقت نفسه، وتصرّفٌ غير أخلاقي في حَق رئيس دولة مُؤسّسة في حِلف الناتو، تَعكس مَوقفًا مُعاديًا.
صحيح أن الأمين العام لحِلف الناتو ينس ستولتنبرغ قَدّم اعتذارًا رسميًّا عن هذهِ الإهانة، وادّعى أنّها كانت حادثًا فَرديًّا، ولا تَعكس آراء حِلف الأطلسي، وأن الشّخص المَعني جَرى سَحبه من التدريب، ولكنّه اعتذارٌ لا يَكفي لأن الضّرر وَقع أولاً، ولأن الحادثة تَعكس ليس تدهورَ العلاقاتِ بين الجانبين فقط، وإنّما حالة الكراهيّة الغربيّة لتركيا التي تَراكمت وكَشفت عن وَجهها من خِلال إحكام إغلاق كُل الأبواب في وَجه عُضويّة تركيا في الاتحاد الأوروبي، وفَتحها على مِصراعيها أمام دُول كانت حتى الأمس القريب، عُضوًا في حِلف وارسو الشّيوعي.
ساحة النقاش