<!--
<!--<!--<!--
النيابة العامة الاسبانية ستوجه تهمة العصيان إلى رئيس كاتالونيا تصل عقوبتها إلى 30 عاما عقب إعلان استقلال الإقليم وعشرات الآلاف من المؤيدين يحتفلون في برشلونة.. وراخوي يؤكد على استعادة الشرعية في كاتالونيا ويدعو إلى جلسة طارئة للحكومة ومجلس الشيوخ يقر وضع الإقليم تحت الوصاية.. ورئيس المجلس الأوروبي يعتبر مدريد المحاور الوحيد للاتحاد الأوروبي.. وواشنطن تعلن دعمها بقاء اسبانيا “موحدة”
عواصم -(أ ف ب) – د ب أ –
اعتمد برلمان كاتالونيا الجمعة قرارا يعلن أن الإقليم أصبح “دولة مستقلة تأخذ شكل جمهورية” قبل أداء النشيد الانفصالي، في غياب المعارضة. وجاء في مقدمة القرار الذي أيده سبعون نائبا من أصل 150 اثر اقتراع سري، “نحن نشكل الجمهورية الكاتالونية بوصفها دولة مستقلة وسيدة، (دولة) قانون، ديمقراطية واجتماعية”. وأيد سبعون نائبا القرار وعارضه عشرة نواب وامتنع عضوان عن التصويت. وفي وقت سابق، غادر معظم نواب المعارضة الجلسة احتجاجا. ويطلب القرار في حيثياته من حكومة كاتالونيا التفاوض حول الاعتراف بها في الخارج في حين لم تعلن أي دولة دعمها للانفصاليين. وفور إعلان برلمان كاتالونيا الاستقلال من جانب واحد، أكد رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي أن “دولة القانون ستعيد الشرعية في كاتالونيا”.
ودعا الزعيم المحافظ جميع الإسبان إلى “التزام الهدوء” في رسالة حملت توقيعه بالأحرف الأولى فيما كان مجلس الشيوخ يناقش تولي السلطات في كاتالونيا وإقالة قادتها الانفصاليين. وتعود آخر محاولة لكاتالونيا لإعلان استقلالها إلى العام 1934، حين أعلن رئيسها آنذاك لويس كومبانيس قيام “جمهورية كاتالونية” ضمن “جمهورية فدرالية اسبانية”. هذا، واحتفل عشرات الآلاف من أنصار الانفصال في برشلونة تجمعوا خارج الحديقة المجاورة لمقر برلمان كاتالونيا، بإعلان استقلال الإقليم بعد ظهر الجمعة، وفق مراسلي فرانس برس.وعلا تصفيق هؤلاء وهتفوا “استقلال” باللغة الكاتالونية بعد قرار البرلمان ثم أدوا بحماسة نشيد كاتالونيا رافعين قبضاتهم.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي عبر توتير الجمعة أن “دولة القانون ستعيد الشرعية في كاتالونيا” فور إعلان برلمان الإقليم الانفصالي الاستقلال من جانب واحد. ودعا الزعيم المحافظ جميع الإسبان إلى “التزام الهدوء” في رسالة حملت توقيعه بالأحرف الأولى فيما كان مجلس الشيوخ يناقش تولي الأمور في كاتالونيا وإقالة قادتها الانفصاليين.
و دعا راخوي إلى اجتماع طارئ للحكومة الجمعة الساعة 18:00 (16:00 ت غ ) بعد الحصول على الضوء الأخضر من مجلس الشيوخ لاتخاذ إجراءات فرض الوصاية على كاتالونيا. وبين هذه التدابير عزل قادة الاستقلال في برشلونة حيث أعلنت الغالبية الانفصالية في البرلمان الاستقلال قبل بضع دقائق من تصويت مجلس الشيوخ في مدريد. إلى ذلك، حث رئيس كتالونيا كارليس بوجديمون المواطنين في الإقليم أن يظلوا هادئين بعدما صوت البرلمان الكتالوني لصالح قرار يدعو للاستقلال.
وقال بوجديمون: “في الساعات القادمة، يجب أن تظل بلادنا قائمة، ويجب أن نقوم بذلك بشكل سلمي وحضاري وبطريقة جليلة كما كنا نفعل دائما وسنستمر في ذلك”. وذكر بوجديمون مخاطبا نحو 700 عمدة من الموالين للاستقلال من على درج داخل البرلمان الكتالوني إن المجلس التشريعي اتخذ “خطوة طال انتظارها” ويناضل من أجلها الكثير من الكتالونيين.
هذا، وصوت مجلس الشيوخ الاسباني الجمعة لصالح منح مدريد سلطات لفرض حكمها المباشر على كاتالونيا بعد وقت قصير من إقرار برلمان الإقليم، الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، قرارا يعلن من خلاله الاستقلال اذ منح الحكومة سلطات غير مسبوقة لتبدأ حملة صارمة ضد السلطات الانفصالية في إقليم كتالونيا.وقد أعطى مجلس الشيوخ الإذن بتفعيل المادة 155 من الدستور الإسباني لأول مرة في تاريخ البلاد، الأمر الذي يسمح للسلطة التنفيذية باتخاذ إجراءات ضد المناطق المتمردة.وتمت الموافقة على هذه الخطوة حيث صوت 214 مقابل 47 عضوا لصالحها وامتنع عضو واحد عن التصويت. وصوت حزب الشعب الحاكم، وحزب العمال الاشتراكي الإسباني المعارض وحزب الوسط سيودادانوس لصالح تفعيل المادة .155
وقال رئيس الوزراء ماريانو راخوي إنه سيطرد حكومة كتالونيا الإقليمية لتتولى الحكومة المركزية إدارة المؤسسات المحلية بما فيها وسائل الإعلام العامة وقوات الشرطة.
– ستوجه النيابة العامة الاسبانية الأسبوع المقبل تهمة العصيان إلى رئيس كاتالونيا كارليس بوتشيمون بعد أن أعلن برلمان الإقليم الاستقلال، بحسب متحدث. وستتخذ المحكمة بعد ذلك قرارا بشأن قبول التهمة ضده ويعاقب القانون الاسباني جريمة “العصيان” بالسجن مدة تصل إلى 30 عاما.
بدورها، اعتبرت واشنطن الجمعة أن كاتالونيا “جزء لا يتجزأ من اسبانيا” معربة عن دعمها إجراءات مدريد لإبقاء البلاد “قوية وموحدة”، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عقب إعلان الإقليم استقلاله. وأفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناويرت “تتمتع الولايات المتحدة بصداقة كبيرة وشراكة راسخة مع حليفتنا في حلف شمال الأطلسي، اسبانيا” مضيفة أن “كاتالونيا جزء لا يتجزأ من اسبانبا والولايات المتحدة تدعم إجراءات الحكومة الاسبانية لإبقاء اسبانيا قوية وموحدة”.
كما أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الجمعة أن مدريد “ستبقى المحاور الوحيد” للتكتل بعدما صوت أعضاء البرلمان الكاتالوني لصالح إعلان استقلال الإقليم عن اسبانيا في أسوأ أزمة سياسية تعيشها البلاد منذ عقود. وكتب توسك عبر موقع “توتير” عقب جلسة التصويت في كاتالونيا “لا شيء تغير بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي. ستبقى اسبانيا المحاور الوحيد لنا. أتمنى على الحكومة الاسبانية اختيار قوة الذريعة، لا ذريعة القوة”.
وأكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة “دعمه الكامل” لرئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي من أجل “احترام” دولة القانون في اسبانيا، وذلك بعد إعلان كاتالونيا استقلالها من جانب واحد. وقال ماكرون “لدي شخص (واحد) أخاطبه في اسبانيا، رئيس الوزراء (…) هناك دولة قانون في اسبانيا بقواعد دستورية ينبغي احترامها. دعمي الكامل لرئيس الوزراء الاسباني”، وذلك ردا على الصحافيين في اليوم الثاني من زيارته إلى غويانا الفرنسية في أميركا الجنوبية.
* إجراءات مدريد لفرض إدارتها على إقليم كاتالونيا-
طلبت الحكومة الاسبانية عدة إجراءات من اجل إعادة “النظام الدستوري” في كاتالونيا حيث أعلن قادة الإقليم الاستقلال الجمعة. وأجاز مجلس الشيوخ الاسباني الجمعة إقالة حكومة الإقليم وتولي سلطات الشرطة ووسائل الإعلام الرسمية ووضع البرلمان تحت وصايتها.
في ما يأتي لائحة بتلك الإجراءات:
– الحكومة الكاتالونية –
طلبت الحكومة الإسبانية برئاسة ماريانو راخوي مجلس الشيوخ إقالة جميع أعضاء حكومة إقليم كاتالونيا بمن فيهم رئيسها كارليس بوتشيمون (54 عاما) و13 “مستشارا” آخرين. واحدهم هو سانتي فيلا المكلف بشؤون الشركات استقال مساء الخميس.
وقال رئيس الحكومة إن مهام حكومة كاتالونيا ستتولاها “هيئات تؤسسها الحكومة الوطنية لهذه الغاية” لكن “مبدئيا من قبل الوزارات (الوطنية) ما دام استمر هذا الوضع الاستثنائي”.
وطلبت الحكومة الإسبانية كذلك منح راخوي سلطة حل البرلمان الكاتالوني والدعوة إلى انتخابات في الإقليم “خلال مدة أقصاها ستة أشهر من تاريخ إقرار مجلس الشيوخ” الإجراءات. ويعتبر هذا من اختصاصات بوتشيمون في الأحوال العادية.
وطلبت أيضا من مجلس الشيوخ منحها سلطة تعيين وإقالة واستبدال كل الهيئات والكيانات التابعة لحكومة الإقليم.
– جهاز شرطة كاتالونيا –
بموجب الإجراءات المقترحة، سيصبح جهاز شرطة منطقة كاتالونيا “موسوز ديسكوادرا” الذي يضم 16 ألف عنصر تحت سلطة مدريد بشكل مباشر.
وطلب راخوي أيضا إمكان استبدال عناصر شرطة كاتالونيا إذا لزم الأمر “بعناصر من قوات أمن الدولة” أي الشرطة الوطنية والحرس المدني.
– المالية-
سبق أن وضعت الحكومة مالية الإقليم تحت الوصاية في أيلول/سبتمبر في محاولة، لكن بدون جدوى، لمنع إجراء الاستفتاء حول الاستقلال الذي نظم في 1 تشرين الأول/أكتوبر رغم حظره من قبل القضاء الاسباني. وتبقى هذه العقوبة سارية. وتطالب الآن بسلطة ممارسة كل الصلاحيات المالية وفي شق الموازنة والضرائب لضمان ألا يذهب أي من المال الذي يحصل من الضرائب المحلية أو من المبالغ التي تحولها مدريد إلى المنطقة، لتمويل جهود الانفصال.
– الاتصالات والإعلام –
يريد راخوي تولي “مهام حكومة إقليم كاتالونيا في مجال الاتصالات والخدمات الرقمية”. ويشمل ذلك مركز الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي يسيطر على جميع اتصالات الحكومة الكاتالونية وخدمات الانترنت فيها. وبموجب الإجراءات المقترحة، سيكون ممكنا استبدال المدراء أو الموظفين في الإعلام الرسمي الكاتالوني. وأكدت الحكومة الاسبانية في اقتراحاتها أنها ترغب في “ضمان نقل المعلومات الصادقة والموضوعية والمتوازنة والتي تحترم التعددية السياسية والاجتماعية والثقافية، إضافة إلى التوازن بين الأقاليم”. ويعني ذلك أنه سيكون بمقدور مدريد تقرير ما سيتم بثه عبر قنوات تلفزيونية كاتالونية شعبية مثل “تي في3″. واتهمت النقابات محطة “تي في3″ ببث معلومات منحازة لصالح الاستقلال تماما كما اتهمت النقابات قناة “تي في اي” الاسبانية الأخيرة بالانحياز لصالح مدريد.
– برلمان الإقليم –
اقترحت مدريد أيضا أن تضع تحت وصايتها أنشطة البرلمان الكاتالوني حيث للنواب الانفصاليين منذ 2015 غالبية محدودة (72 مقعدا من 135). وقد وافق هؤلاء النواب في 6 أيلول/سبتمبر على قانون نظم بموجبه الاستفتاء في 1 تشرين الأول/أكتوبر، ثم ألغت المحكمة الدستورية هذا القانون.
ويطالب راخوي بالتمكن من تعيين “سلطة” يكون أمامها 30 يوما للتحقق من أن أي مشروع قانون أو أي مبادرة برلمانية لن تتعارض مع الإجراءات المتخذة للسيطرة على كاتالونيا.
وفي حال إقالة بوتشيمون فان البرلمان لن يتمكن من اختيار أو تعيين خلف له.
ساحة النقاش