<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
الصّمت السّوري على مَعركة إنهاء سَيطرة “النّصرة” على مُحافظة إدلب التي أعلنها أردوغان هَل هو دَليلُ مُباركةٍ؟ وهَل نَرى انتقالاً عَلنيًّا للتّقارب التّركي السّوري؟ وهل بَدأت الاستعدادات لمَعركة درعا وإعادة فَتح مَعبر نصيب مع الأردن؟
رأي اليوم = الافتتاحية
بَدأت “التّفاهمات” التي جَرى التوصّل إليها في الجَولةِ الخامسة والأخيرة في مُفاوضات الآستانة، تَنعكس اجتياحًا تُركيًّا بغطاءٍ جوّيٍّ روسيٍّ في مُحافظة إدلب التي تُسيطر عليها قوّات “هيئة تحرير الشام” (النّصرة سابقًا)، وبِما يُؤدّي إلى إعادة سَيطرة القوّات التركيّة على مَعبر باب الهوى على الحُدود التركيّة السوريّة، وكمُقدّمة للتفرّغ للمَنطقة الأخيرة المُرشّحة لدُخول مَنظومة مناطق تخفيف التوتّر على الحُدود الأردنيّة السوريّة.
الرئيس رجب طيب أردوغان أعلن صباح اليوم في كلمته أمام اجتماعٍ مُوسّعٍ لأعضاء حِزب العدالة والتنمية الذي يتزعّمه “أن أنقرة وحُلفاءها شَرعوا في تنفيذ تحقيق الأمن في المُحافظة بهَدف توسيع عَمليّة دِرع الفُرات.
اللّافت أن تركيا أقدمت على هذهِ الخُطوة بعد استعداداتٍ وحُشوداتٍ عسكريّةٍ ضَخمةٍ على حُدودها في مُواجهة إدلب في إقليم “هاتاي”،وبعد الزّيارة التي قام بها الرئيس أردوغان قبل أيّامٍ إلى طهران،حيث تتصاعد إستراتيجية التّنسيق التركيّة العراقيّة السوريّة الإيرانيّة في مُواجهة مَشاريع الانفصال الكُرديّة.
مُحادثات آستانة تَمخّضت عن اتفاقٍ بإقامة خَمس مناطق خَفض التوتّر، الأولى في غوطة دمشق الشرقيّة،والثانية والثالثة في مُحافظتي حماة وحمص، والرّابعة في مُحافظة إدلب، والخامسة في منطقة درعا جنوب الأردن، ويبدو أن هذا التوغّل العَسكري التّركي في إدلب تحت لافتة الجيش السوري الحُر،سيَقضي على وجود تنظيم “النّصرة”، واجتثاثه من “إمارته” الأخيرة في إدلب.
قبل التوغّل التركي قامت الطائرات الروسيّة بقَصفٍ مُكثّفٍ لمواقع جبهة النصرة، وأفادت تقارير إخباريّة أن إحدى الغارات استهدفت اجتماعًا لقيادتها ممّا أدّى إلى قَتل أكثر من ثلاثين قياديًّا بارزًا، وإصابة السيد أبو محمد الجولاني بجُروحٍ خطيرةٍ جدًّا، ولكن بيانًا للتّنظيم نَفى هذهِ الأنباء الروسيّة شِبه المُؤكّدة، وقال أن السيد الجولاني الذي أصبح زعيمًا للتّنظيم بعد استقالة “أبو جابر”، لم يَكن مُتواجدًا في الاجتماع.
تركيا مَهّدت لهذا الهُجوم بالطّلب من حُلفائها في المُعارضة السوريّة المُسلّحة بالانسحاب من تَحالفاتها مع جبهة النّصرة، واستجابت هذهِ الفصائل لهذا الطّلب، ابتداءً من أحرار الشام، وانتهاءً بفصيل نور الدين الزنكي، وكان من بين المُستقيلين أيضًا عبدالله المحيسني القاضي الشّرعي للتّنظيم، وزميله الكويتي الشيخ مصلح العليان.
صَمت القيادة السوريّة لهذهِ العمليّة التركيّة الروسيّة في إدلب يُوحي بأنّها كانت على عِلمٍ بتفاصيلها ومَوعد تنفيذها، وأكّدت مصادر سوريّة وتركيّة لـ”رأي اليوم” أن اجتماعات أمنيّة وعسكريّة بين وفود سوريّة وتركيّة في الأيام والأسابيع الأخيرة عَكست تنسيقًا بين الجانبين في إدلب والرقّة ودير الزور.
كَلمة “السّر” كانت القَلق من مَشاريع الانفصال الكُرديّة في سورية والعراق وتركيا وإيران، ومن غَير المُستبعد أن تَشهد انتقال التّقارب التّركي السّوري الذي يَتم برعاية روسيّة من السّر إلى العَلن في الأيّام المُقبلة.
بعد انتهاء عَمليّة إدلب، وإنهاء سَيطرة جبهة النّصرة على المُحافظة، وربّما القَضاء عليها، أي الجبهة، قضاءًا مُبرمًا، ستَنتقل الحَرب إلى جنوب سورية وإلى مَنطقة درعا خصّيصًا، وربّما تَشهد عَمليّةً عسكريّةً أردنيّةً (من الجنوب)، وسورية (من الشمال)، لإنهاء سَيطرة المُسلّحين على مَعبر نصيب الحُدودي، وإعادة فَتحه مُجدّدًا وعَودته إلى سَيطرة الجيش السوري، وإقامة مَنطقة خَفض التوتّر الأهم في الجنوب.
ساحة النقاش