<!--
<!--<!--<!--
تحفة الديمقراطية في كردستان العراق
شبكة عاجل الإخبارية - إيفين دوبا
28 أيلول 2017
الهجوم الشرس على معسكرات النازحين في كردستان العراق، لزجهم في عملية الاستفتاء على الانفصال دون أن يكون لهم علاقة بهذا الشأن، يجعل من القضية الكردية قضية عائلية محتكرة لصالح آل البارازاني المستأثرون بسلطة الحكم الذاتي من ناحية الرئاسة وقيادات البيشمركة، وتناول المصالح الاستثمارية المالية التي دخلت أزمتها في الوقت الحالي.
لا يهم كيف سيكون شكل الإقليم بعد الانفصال الذي سيخلق ممسوخا، بسبب الانعزالية الكبيرة التي سيعانيها من جانب دول الجوار، والمواقف السياسية التي ستتخذها تلك الدول، ما يؤثر على الطبيعة الاجتماعية والاقتصادية للإقليم الذي لا ينقصه المزيد من المشكلات المعيشية مع تدهور الحالة الاقتصادية وتزايد حظوظ تعرض الإقليم لعقوبات قد تجعل من الحياة هناك، مضنية إلى حد بعيد.
خطوة الانفصال هي الأولى على صعيد تفجير صراع جديد في الشرق الأوسط، المشكلة ليست في الأراضي التي تسيطر عليها سلطة الحكم الذاتي، بل في الأراضي التي تم الاستيلاء عليها عام 2014 بالتوازي مع تنامي قدرات تنظيم داعش، حيث كانت الحكومة المركزية في بغداد مشغولة إلى أبعد حد بذلك الهاجس، ومن ثم الأراضي التي تتم المطالبة هي وهنا بيضة القبان في بقاء الإقليم في حالة سلم أو حرب مع الجوار.
بين إجبار النازحين على الاستفتاء ودخول حالة الحرب شعرة، لا يهم السلطة الذاتية في كردستان العراق أي ثمن يمكن أن يدفعه الإقليم، طالما أن مسعود البارازاني سيثبت أقدامه بشكل كبير في السلطة كديكتاتورية مغلفة بالديمقراطية التي يتم تسويقها إلى حدود بعيدة، بتغطية غربية وإسرائيلية شاملة، ومن بعد ذلك فليكن الطوفان وعلى الشعب الكردي أن يدفع الثمن تحت إنشائيات مستوردة من التاريخوليكن ما يكن، المهم مصلحة الطبقة السياسية الحاكمة في كردستان العراق.
حتى الآن ليس هناك ذريعة إيجابية واحدة تعود بالنفع على الكرد، تبرر الانفصال، الثمن الباهظ واضح وجلي تماما، وهذا العناد الفاحش من مسعود بارازاني ليس لصالح الشعب الكردي عموما الذي تعاني تياراته من الإقصاء حينما لا تدلي بنعم في صناديق البارازاني، الأمر هو أن هناك مصلحة كبرى للغرب في تفجير الصراع ووسيلة الركوب موجودة للوصول إلى هذه الغاية، لإبقاء الشرق الأوسط تحت سيطرة الصراعات.
ساحة النقاش