http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

الانفصاليون الكرد  بين الحلم والحماقة ..

الثلاثاء 26 أيلول  2017

عمرمعربوني -  بيروت برس-(*) كاتب وباحث في الشؤون العسكرية

لا يختلف عاقلان أن الأكراد يحوزون الكثير من شروط تشكّل البعد القومي دون أن يكون لهم جغرافيا موحدة ذات سيادة بكل ما تعنيه كلمة سيادة من الدولة إلى الجيش ، ولا سبيل للاختلاف أيضاً أنّ الكرد قدّموا تضحيات كبيرة على مدى أكثر من مائة عام بمواجهات مستمرة في تركيا والعراق بشكل خاص وبنسب مواجهة اقّل في إيران وسوريا لم تسفر جميعها عن ولادة دولة جامعة ضمن جغرافيا واحدة باستثناء إقليم كردستان العراق الذي نال الحكم الذاتي بموجب دستور العراق الجديد عام 2005 .

بالنظر إلى التطورات الناشئة للحرب المستمرة في الإقليم وخصوصاً سوريا والعراق وبعيداً عن لغة الاتهام يبدو الكرد في هذه المرحلة أكثر حيوية في الشكل وفي السلوك بالسير نحو الانفصال عن العراق وترسيخ معالم الانفصال في سوريا حيث لا يمكننا الفصل بين تزامن الاستفتاء على الانفصال في إقليم كردستان وانتخابات الفدرالية في سوريا .

موضوعياً وبشكل واقعي لا يمكن لأحد نكران أن الكرد في هذه المرحلة أكثر توحداً وان ظهرت حالات كردية معترضة على سلوك القادة الكرد الداعين للانفصال وهذا ما يبدو واضحاً من خلال الإقبال على الاقتراع في مناطق سيطرة الكرد في سوريا والحشود الشعبية الكبيرة التي سبقت الاستفتاء في إقليم كردستان وهو ما يمكن أن يعطي قادة الانفصال في سوريا والعراق شرعية كردية شعبية .

هذا في الجانب الوجداني الذي يحيط بحركة ومسار الكرد ولكن ماذا عن الأدوار المرتبطة بالمواجهة الدائرة في المنطقة وهل حان فعلاً البدء باستهداف إيران بشكل خاص من الخاصرة الكردية وإبقاء سوريا والعراق في حالة فوضى دائمة، وماذا عن تركيا واحتمالات دخولها في الفوضى ؟

حركة الكرد الانفصالية هي النقطة الوحيدة الجامعة بين إيران وتركيا وسوريا والعراق ولكل من هذه الدول مخاوفها ويجمعها عبارة مشتركة واحدة هي المخاطر التي تمس الأمن القومي لكل من هذه الدول وهو ما دعاها لتنفيذ إجراءات حاسمة وخصوصاً تركيا وإيران من خلال إغلاق المعابر الجوية والبرية كتدبير تحذيري رغم إمكانية الذهاب إلى تدبير عسكري مشترك إيراني – تركي – عراقي وهو أمر وارد بنسبة عالية .

في مقاربة للوقائع المرتبطة بحدث الانفصال ورغم الرفض العلني للأميركيين لاستفتاء الانفصال إلاّ أن أميركا هي أكثر المستفيدين من الانفصال حيث سيؤمن الانفصال للأميركيين ومعهم " إسرائيل " عدّة مسائل مرتبطة بمشروعهما القديم الجديد في إبقاء الفوضى بعد وصول الأدوات الإرهابية التكفيرية في سوريا والعراقية إلى مشارف الانهيار الكامل :

1-البدء بتهديد إيران من الخاصرة الكردية عبر إقامة قواعد مراقبة واستشعار دائمة وقواعد ارتكاز لكل من أميركا و " إسرائيل " وهذا يعني نقل المعركة إلى الحدود مع إيران بعد أن عجزت أميركا و " إسرائيل من إخراج القوات الإيرانية من سوريا أو إبعادها عن الحدود مع فلسطين المحتلة في الحد الأدنى .

2-   إشغال العراق بحرب جديدة طويلة الأمد تبقي العراق في حالة استنزاف وتمنعه من استعادة قدراته الاقتصادية للشروع في عملية إعادة بناء غير مكتملة منذ ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق .

3- بالنظر إلى صفقة أل  S – 400  بين روسيا وتركيا لا يمكن تفسير هذه الصفقة الإستراتيجية لدولة عضو في حلف الناتو مع روسيا إلا بالمتغير الكبير في السياسة التركية فمنظومة S- 400 سلاح استراتيجي خطير وهام لا يمكن لروسيا أن تبيعه لدولة متموضعة في معسكر العدو إلا بعد التأكد من حقائق مرتبطة بتغير المواقف التركية وهذا يعني إضافة إلى سلسلة التناقضات التركية – الأميركية، إن أميركا التي تتحكم بورقة الكرد في سوريا والعراق يمكن أن تفعّل علاقتها بأكراد تركيا في حال ذهاب تركيا بعيداً عن الفلك الأميركي ما يعني تهديد تركيا بورقة الأكراد وابتزازها من خلالها .

بالمقابل لا اعتقد أن مجمل الأهداف الأميركية قابل للتنفيذ بعد سلسلة المتغيرات في ميزان القوى الذي يبدو صاعداً لمصلحة محور المقاومة وهابطاً بالنسبة لأميركا و" إسرائيل "بالنظر إلى حجم وأهمية الانتصارات التي تتحقق في العراق وسوريا وهي على وشك الوصول إلى مرحلة تحقيق الهزيمة الكاملة بالأدوات الإرهابية مضافاً لهذه الانتصارات الموقف الروسي المتصاعد والحازم كشريك فعلي في الانتصارات على كل المستويات.

انطلاقاً ممّا سبق يسير الكرد إلى حلمهم القاتل بأرجلهم منفذين دوراً وظيفياً يتماها مع الدور الوظيفي للكيان الصهيوني الداعم العلني الوحيد للانفصال دون أن يتمكنوا من تحقيق حلمهم بفارق أن الثمن الذي سيُدفع سيكون كبيراً.

وعلى ما يبدو فإن قادة الكرد الانفصاليين يعيشون وهماً ولا يدركون طبيعة المتغيرات المحيطة بهم فسوريا والعراق يسيران بخطى سريعة نحو تحقيق الانتصار الناجز وإيران وروسيا شركاء في النصر وما بعده ومعهما تركيا الساعية إلى الحفاظ على أمنها القومي والتفتيش عن دور جديد يتناسب مع طبيعة المتغيرات،ولا حل للأكراد إلا بالعودة للحوار والتعقل والتفاعل الإيجابي ، وان كان هذا الكلام ينطبق على كرد العراق فهو ينطبق أكثر على كرد سوريا كونهم لا يملكون نفس الشروط الديموغرافية والجغرافية التي يمتلكها أكراد العراق وإيران وتركيا .

المصدر: عمرمعربوني - بيروت برس-(*) كاتب وباحث في الشؤون العسكرية
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 42 مشاهدة
نشرت فى 26 سبتمبر 2017 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,378