<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
متغيرات سياسية وميدانية سورية مثيرة.. أتباع عزازيل وسيناريو العقاب الأخير
شبكة عاجل الإخبارية - علي مخلوف
11 أيلول 2017
يسير العسكر السوري كأنصاف آلهة من أساطير اليونان القديمة، يمتطي ذلك الجندي تنين العقاب ليغرس رمح الخلاص في صدر زواحف العالم السفلي، فيما تبسط ملائكة الرب أجنحتها كستائر مخملية لتخيم طهراً على كل منطقة يسيطر عليها ذلك الجيش، وكنقطة الفيض النوراني المنبثقة عن العرش، تنبلج أضواء الانتصار على شكل قذائف وحمم من سجيل لتقع على رؤوس أتباع عزازيل الملتحين... أنه سيناريو الخلاص الملحمي الجاري في سوريا.
مباحثات حول مصالحات وهدن بين الميليشيات المسلحة في الغوطة الشرقية من جهة والحكومة السورية من جهة أخرى، ترحيل للإرهابيين من الحدود اللبنانية - السورية إلى مدينة البوكمال السورية في ريف دير الزور الشرقي، هناك في دير الزور حيث يرتطم البسطار العسكري بالأرض محدثاً دوياً ينذر بقرب العقاب.
تقدم للجيش السوري باتجاه دير الزور من ناحية البادية، بالتزامن مع ترحيل هؤلاء الإرهابيين إلى البوكمال يذكر بسيناريو إدلب وتحويلها إلى مكب نفايات تجتمع فيها كل الميليشيات المسلحة بمختلف تسمياتها، بمعنى آخر فإن مسلحي داعش سيكون مكب نفاياتهم من جهة دير الزور وتوابعها، كما هو الحال بالنسبة لمسلحي النصرة وغيرها في إدلب، لم يبق سوى العد التنازلي ووصول الجيش لمباشرة حفل العقاب الإلهي في الدير حتى يتم إعلان الخبر الكبير بإنهاء التواجد التكفيري بدير الزور تحضيراً لمعركة الرقة، ليكون الحدث بحجم ما جرى في تلعفر.
وبمناسبة الحديث عن النصر العراقي في تلعفر، عمد النظام السعودي إلى تهنئة الحكومة والشعب العراقي بذلك الانتصار، علماً بأن الرياض كانت قد عجزت عن مواجهة داعش عند وصوله إلى معبر عرعر الحدودي بين العراق والسعودية، فضلاً عن محاولة الرياض إحداث فتنة مذهبية في محافظة الأنبار العراقية قبل سنوات.
لكن المتغيرات السياسية الدولية لا سيما بين الأمريكي والروسي، والتقارب الإيراني ـ التركي، وانسلاخ القطري عن العباءة البدوية محدثاً أزمة خليجية، مع الحرب السعودية الخاسرة على اليمن، ووجود مشاكل داخلية في بيت آل سعود لجهة الحكم والمناصب كل ذلك دفع بأباطرة النفط إلى إتباع سياسة الغزل تجاه العراق الذي لطالما كان ساحة تثير اللعاب السعودي.
السعودية تحاول إحداث خرق في محور المقاومة الذي ينتمي إليه العراق بطريقة أو بأخرى بالنفاذ إلى بعض المراجع الدينية من مذهب آخر، ومحاولة مهادنة الحشد الشعبي بعد أن كانت الرياض تهاجمه بحقد واضح، لتتحول فجأة إلى التهنئة بنصر تلعفر الذي كان للحشد ذاته دور كبير في تحقيقه هو تغير كبير يستحق الإضاءة عليه، كما أنه دليل على رضوخ الرياض لأمر سياسي وميداني واقع يحدث الآن في المنطقة.
وفي السياق السياسي أيضاً هناك أخيراً، في السياسة هناك جولة خليجية لسيد الدبلوماسية السيبيرية سيرغي لافروف حيث سيتوجه إلى كل من الكويت والإمارات وقطر، وسيتم توجيه دعوة للأخيرة من أجل حضور أستانة الخاص بسورية!
بعد نصر تلعفر، هناك تقدم كبير للجيش العربي السوري في دير الزور من جهة البادية، لم تستطع حتى أعتا الصحف السعودية أن تنكره، يتزامن ذلك مع تعزيز الجيش السوري لمواقعه العسكرية على الحدود مع الأردن بعد سيطرته على كل من منطقة غدير ووادي محمود في الجنوب السوري.
أما فيما يتعلق بإدلب، فإن أصوات التنديد والاستنكار قد بدأت تتعالى حالياً من ساكني تلك المنطقة ومسلحيها بعد دأب الدرك التركي على استهداف من أسموهم بالمدنيين السوريين على الحدود! ألم تكن تركيا هي الأم الحنون لجزء كبير بالنسبة لهؤلاء قبل سنوات قليلة؟ فما الذي تغير؟! فيما يبقى ما يجري في الرقة حالياً مثاراً للتكهنات التشاؤمية من اندلاع مواجهات عرقية كردية ـ عربية من جهة ومواجهات أمريكية مع المسلحين الذين تدعمهم ضد الجيش السوري من جهة أخرى، لتكون تلك الساحة شاهدة على آخر فصول حكاية القتال على الأرض السورية.
ساحة النقاش