<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
الجبير “يَسخر” من تصريحات إيرانيّة حَول التّقارب مع السعوديّة ويُهاجم بشراسةٍ “حزب الله”.. ما هي أسباب هذا التحوّل المُفاجِئ؟ وكيف ستَكون انعكاساته في اليَمن وسورية وقطر؟
رأي اليوم
بعد صيامٍ طالَ عن التّصريحات، وغِيابٍ لافتٍ عن الشّاشات، أدّى إلى زيادة حدّة التكهّنات والإشاعات عن احتماليّة إقالته أو استقالته،خَرج السيّد عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي،بتصريحاتٍ قويّةٍ ومُفاجئةٍ، تَناول فيها شَرح مَواقفِ بلاده من العَديد من الملفّات السّاخنة مِثل الأزمة مع دولة قطر، وشُروط التّقارب مع إيران، واتهام “حزب الله” اللّبناني بِزَعزعة استقرار المَنطقة، طبعًا إلى جانب المَلف اليمني.
حديث الوزير الجبير عن احتماليّة استمرار الأزمة الخليجيّة ومِحورها قطر لمُدّة عامين أو أكثر، وأن لا مُشكلة لدى المملكة وحُلفائها الثلاثة الآخرين في حال استمرارها، حديثٌ مُهمٌّ دون أدنى شك، لأن الدّول المُقاطِعة (بكَسر الطّاء) لا تُواجه أي مُعاناة على غِرار تلك التي تُواجهها دولة قطر، ولكنّه حديثٌ مُتوقّعٌ لا يَنطوي على أيّ جديدٍ مُفاجِئ.
الأمر اللاّفت في تصريحات السيّد الحبير التي أدلى بها في العاصمة البريطانية لندن بعد اجتماعه مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، هو نَفيه أيّ تقاربٍ سعوديٍّ مع إيران، وَوصف تصريحات الأخيرة، أي إيران، عن هذا التّقارب بأنّها مُثيرةٌ للسّخرية، واتّهمها بزَعزعة استقرار المنطقة عبر دَعمها لـ”حزب الله”، وجماعاتٍ إرهابيّةٍ أُخرى لم يُسمّها.
إيران التي أشادت بالإدارة السعوديّة الجيّدة لمَوسم الحج هذا العام، وأشارت بإعجابٍ إلى عَدم حُدوث أي مشاكل للحُجّاج نتيجة هذه الإدارة الجيّدة، قالت ما قالته لتَشجيع هذا التّقارب الذي بدأ بالعِناق الحار بين السيّد الجبير ونَظيره الإيراني محمد جواد ظريف في إسطنبول، وبالتّسهيلات غير المَسبوقة التي قدّمتها السّلطات السعودية للحُجّاج الإيرانيين، واستجابتها لمُعظم طَلبات حُكومتهم إن لم يَكن كلها، وتطوّر، أي التقارب، إلى مَنح سُلطات البلدين المُتبادل تأشيرات دُخولٍ لوفدين دبلوماسيين، السعودي لزيارة طهران، وتفقّد سفارة بلاده التي تعرّضت للحَرق، والإيراني لتفقّد سفارة بلاده في الرياض، الأمر الذي عزّز التكهّنات عن قُرب فَتح السّفارتين.
السّؤال الذي يَطرح نفسه بقوّةٍ يَتمحور حول أسباب هذا التغيير المُفاجِئ في المَوقف السعودي تُجاه التّقارب مع إيران، وأعاد العلاقات بين الخَصمين اللّدودين إلى المُربّع الأول، أي مرحلة التوتّر وتبادل الاتهامات، وعلى أعلى المُستويات خاصّةً من قبل الجانب السعودي.
حقيقةً، لا نَملك إجابةً شافيةً عن هذا السؤال، وكل ما يتفرّع عَنه في هذه الصحيفة “رأي اليوم”، ولكن ما نَعرفه هو أن مصادرنا، التي لا نَشك في مِصداقيتها، أطلعتنا عبر أحد مُراسلينا على مُذكّرة سعودية جَرى توجيهها إلى وسائل الإعلام السعودية تُطالب بوقف الهَجمات الإعلاميّة ضد إيران، وهو أمرٌ “محمودٌ” في نظرنا، لأننا مع التّقارب بين البلدين، والتّفاهم حول كل القضايا الخِلافيّة، لأن البديل قد يكون الصّدام والمُواجهة، سَواء المُباشرة أو غير المُباشرة، وهي مُواجهة ستكون مُكلفةً في جميع الأحوال.
لا بُدّ أن أمرًا ما قد طرأ، وأدى إلى وَقف هذا التّقارب، اللّهم إلا إذا كان مُؤقّتًا ومَرهونًا، بحِرص السعودية على تجنّب حدوث مشاكل في موسم الحج، وانتهى غَرضه بانتهاء المَوسم، وعَودة الحُجّاج إلى بلادهم آمنين، ولكنّنا ومع عدم استبعادنا لهذا الاحتمال، نعتقد أن عُنصرًا أمريكيًّا قد طَرأ، وربّما كان حاسمًا، وتَمثّل في تصريحاتٍ جديدةٍ صَدرت عن الرئيس ترامب ومسئولين في حُكومته تَعتبر إيران الدّاعم الرئيسي للإرهاب وزَعزعة الاستقرار في المَنطقة، دَفعت السّلطات السعوديّة، وهي حليفٌ قويٌّ لأمريكا، وإدارتها الحاليّة، إلى أخذها في عَين الاعتبار.
عودة التوتّر في العلاقات السعوديّة الإيرانيّة بعد شهر عسلٍ قصيرٍ، ربّما يَنعكس على عدّة ملفّات، وخاصّةً المَلفين السوري واليمني، ولا نَستبعد ملف الأزمة مع قطر أيضًا، وهُناك احتمالات عديدة في هذا الصّدد أبرزها صَب الزّيت على جَمر هذهِ الأزمات وحُروبها بطريقةٍ أو بأُخرى.
السيد الجبير يُعتبر ناقلاً جيّدًا لسياسات بِلاده، وليس صانعًا لها، وما عَلينا إلا الانتظار لمَعرفة أسباب هذا التحوّل السّعودي الواضح تُجاه التّقارب مع إيران الذي أثار العَديد من علامات الاستفهام في الأسابيع الأخيرة، ونأمل أن لا يَطول انتظارنا.
ساحة النقاش