<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
الحلم الأميركي: داعش
شبكة عاجل الإخبارية ـ إيفين دوبا
21 آب 2017
كذبة اخترعتها الولايات المتحدة الأميركية، تعترف هيلاري كلينتون بأن التنظيم الدموي ذو نشأة أميركية، وصدقتها واشنطن ليتحول داعش إلى التنظيم الأكثر إرهابا في الشرق الأوسط بدعم غامض من حلفاء أميركا في المنطقة، بالنسبة لكيفيات إمداده بالسلاح والمال، وإيصاله إلى مختلف أرجاء العالم.
هذه الكذبة كانت واشنطن تقبل يدها سرا وتدعو عليها بالكسر علنا، داعش استطاع وصل الأحلام الخيالية لأميركا على جغرافيا الشرق الأوسط وأيضا في مناطق حساسة من العالم، وأيضا، قدم لها الثروات التي لم تكن تحلم بها فيما قبل، خصوصا بعد أن ظهر الجيش الأميركي في الكثير من مناحي المواجهات العسكرية بأنه لديه خواصر كرتونية لا يمكنها مقاومة الواقع، حرب العراق أكبر دليل والنكوص عن المواجهة المباشرة.
ليس من الهين أن تتخلى واشنطن عن داعش لو لم يكن التنظيم الإرهابي أصلا قد تلقى ضربات عنيفة، أودت إلى حتمية نهايته، قبل أن يرحل باراك أوباما عن البيت الأبيض نفذت القوات الأميركية ضربات عدة على قادة في جبهة النصرة وهي ذراع تنظيم القاعدة لإخفاء معلومات، يمكن أن يدلي بها أؤلئك، ثم وجهت القوات الأميركية نيرانها الناعمة إلى داعش لذات المهمة، لكن في منظور ساسة واشنطن، لم يكن حاضرا أن داعش يمكن أن ينتهي كذئب كهل بعد أن جرى التسويق له على أنه الديناصور الذي لا يمكن مواجهته.
ينتهي الآن داعش، الذاكرة السياسية في المنطقة لم تنسى بعد تلك الجرائم المغرقة في الوحشية التي ارتكبها التنظيم ذو النزعة المتطرفة للغاية، لكن ذلك لا يعني أنه لم يتم بعض المهام لصالح واشنطن وحلفاءها، لقد استطاع هذا التنظيم مثلا، أن يلفت الأنظار إليه من خلال دمويته بعيدا عن تحركات جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة، ما أتاح لها فرصة للحركة والعيش في بعض البلدان بشكل علني ورسمي وشبه شرعي، كما يجري الآن في تركيا، والجماعة قدمت للولايات المتحدة الكثير من الخدمات ليس منذ سنوات بل منذ عقود، وبدأت بالتسويق لنفسها، رغم أنها تعتمد على إفشاء الفوضى والقتل والتفجيرات الإرهابية، على أنها جماعة معتدلة!.
يموت داعش، بعد انتهاءها في الموصل العراقية وجرود القلمون بين سوريا ولبنان، وفي حلق واشنطن غصة، لكنها مرغمة على قبول الأمر الواقع، لا يمكن أن تقول لا من جهة، ولا يمكنها إبقاء اعتمادها على تنظيم يتآكل، ربما تكون البوصلة قد تغيرت والأصابع الأميركية بدأت تشير ليتجه داعش صوب أوروبا، هذا أكيد، أما في الشرق الأوسط فستعود واشنطن للاعتماد على الجماعات الإرهابية ذات الطابع الأقل صخبا عن داعش، تغيير جلد الولايات المتحدة بهذا الشكل بات ضرورة لها.
ساحة النقاش