<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
أسوأ سيناريو لانتهاء الأزمة القطرية
الأحد 11 حزيران 2017 01:02
إيهاب زكي - بيروت برس -
حين أستمع لتحليلات النفط والغاز في ظل الصراع القطري السعودي، والتي تجزم بأنّ من سيستفيد من هذه الأزمة هما إيران والنظام السوري، لا أراها إلّا مصداقًا لقول السيد نصرالله حين وصف تلك المحميات في نفس هذه الأجواء عن الفوائد الإيرانية بـ"التنابل"، فهم يجمعون اليوم أنّ إيران تصطاد بالماء العكر، فالفريق القطري يصف السلوكيات السعودية وفريقها بـ"التنبلة"، وإن ليس باللفظ المباشر والصريح، لأنها ستؤدي إلى ارتماء قطر بالحضن الإيراني، فيما الفريق السعودي يطلق نفس الوصف على السياسة القطرية وفريقها، لأنها تفضل الحضن الإيراني على الارتماء والاستسلام للحضن السعودي. والسؤال الخطأ هو عن كون إيران تصطاد بالماء العكر أم لا، بينما السؤال الصحيح هو من الذي عكّر الماء أصلًا، ورغم أنّ إيران لم يصوّت برلمانها ولم يصادق رئيسها على قرار إرسال قوات إلى قطر، إلّا أنها تصطاد بالماء العكر، أما تركيا التي فعلت ذلك فهي لا تمارس سياسة الاصطياد في الماء العكر، إنما تنطلق من خُلق الوفاء لقطر ومتطلبات التعاضد المنبثق من قواعد الشريعة.
وهذا لا يعدو سوى كونه الدليل العاشر بعد الألف، عن أن هذه الدول ما هي إلّا مجرد محميات أمريكية لها وظيفة محددة، والطريف أن الإعلام السعودي يعتبر أنّ علاقات قطر بـ"إسرائيل" سُبّةً وعارًا، كما أن الإعلام القطري يعتبر العلاقات الإماراتية "الإسرائيلية" والسعودية "الإسرائيلية" سبةً وعارًا، وبإسقاط هذه القاعدة على مجمل العلاقات الخليجية الأمريكية، فلا نكاد نلمس فرقًا بين كل تلك المحميات في السباق والحرص على تحقيق المصالح الأمريكية و"الإسرائيلية" بالنتيجة، والفرق الوحيد وهو علة الصراع، هو من يقف في أول طابور الخدمة ويعلن عن نفسه ليتم تعيينه كبيرًا للخدم، فهو منصبٌ دونه المُهج والأرواح، ولكن غير دفع المال ما هي الخدمة التي بمثابة درة تاج الخدمات، بلا شك هي الاستسلام أمام المشاريع "الإسرائيلية" في تصفية القضية الفلسطينية بضربةٍ واحدة، فالمحور السعودي يراها ضربة مباشرة تُنهي حكم حماس لقطاع غزة، وعلى ركامه تتم التسويات فيما عُرف بـ"صفقة القرن"، فيما تراها قطر ومحورها عبر تنازلات تدريجية ناعمة، تقدمها الحركة على شاكلة وثيقتها الأخيرة، فقطر لا أزمة حكمٍ لديها كما هو الحال في السعودية، الذي يبحث وليها الثاني للعهد عن صفقات تقفز به للعرش بتخطي الرقاب.
في الليلة السابقة تضاربت التصريحات الأمريكية بين ترامب ووزير خارجيته، حيث كان الرئيس الأمريكي أكثر حدةً تجاه قطر، مما اضطر البيت الأبيض لإصدار توضيح يقول باختلاف اللهجات لا المواقف، وبناءً على ذلك صدر ترحيب سعودي بالتصريحات الأمريكية، مردفًا بأنّ محاربة الإرهاب لم تعد خيارًا وأنها بحاجة لخطواتٍ حاسمة وسريعة، ووضع التصريحات الأمريكية بجانب الترحيب السعودي لا يعني إلّا إعلان حرب، وإذا أضفنا حديث الرئيس التركي في لقائه مع وزير الخارجية البحريني، حيث طلب إنهاء الخلاف وتسوية الأزمة قبل انتهاء شهر رمضان، فهذا يبرهن على أنّ الخيار العسكري لا زال قائمًا، وانتزع المحور السعودي من تركيا مهلةً لنهاية رمضان قبل إرسال قواته، فدول الخليج قد تقوم اليوم بالضغط على تركيا اقتصاديًا لثنيها عن تنفيذ قرارها العسكري، ولكن أردوغان لا شك يدرك أنه على رأس مشروعٍ إخوانيٍ يُعاقب على فشله في الوصول لذروة الأهداف الأمريكية، فابتلاع قطر سعوديًا يعني أنه التالي على قائمة الاستهداف، فحلفاء الولايات المتحدة لا يتعظون من سابقيهم، الذين تلقي بهم أمريكا على قارعة الحاويات بعد نفاذ قدراتهم وانتهاء مهامهم، ويبدو أنه حتى لم يشاهد تقرير الجزيرة عن الرئيس البنمي مانويل نورييغا، حيث عقبت في نهاية التقرير بالقول "فهل من متعظ"، وهي تقصد السعودية ومحورها طبعًا وتستثني السيادي الاستقلالي أميرها.
هناك احتمالات كثيرة لانتهاء الأزمة القطرية، ولا أحد منها خارج الرغبة الأمريكية، فالمراوحة بين التصعيد والتبريد أحدها، وتجميد الوضع القائم والاكتفاء بالعقوبات والحصار أيضًا أحدها، والتدخل السعودي في قطر أو تنصيب أميرٍ بديل أيضًا احتمالٌ قائم، ولكن أسوأ الاحتمالات والسناريوهات على الإطلاق، هو الدفع الأمريكي تجاه اشتباك إقليمي في قلبه اشتباك مصري تركي، فتعيد السعودية التجربة الناصرية في اليمن ولكن هذه المرة في قطر لاستنزاف قوتين اقليميتين "سنيتين"، تعتبرهما السعودية منافسين على ريادتها لما يسمى بـ"العالم السني"، ولا تبدو زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى تركيا بعيدة عن التحذير من الوقوع في هذا الفخ، كما أن اتصال ترامب بالرئيس المصري في ذات ليلة التصريحات آنفة الذكر لا تبدو بعيدة عن ذات الفكرة، وصراع عسكري تركي مصري على الأراضي القطرية حتمًا لن يجعل من إيران قادرة على لعب دور حمامة السلام وداعية لإصلاح ذات البين كطرفٍ محايد لوقتٍ طويل، لأنها تدرك أنّ الجولة النهائية لن تستبعدها، فالوجود الروسي في سوريا منع صدامًا إقليميًا مباشرًا كانت بوادره تلوح دومًا في الأفق، بينما في قطر لا تواجد لروسيا، ولا يملك أميرها قرار استحداث قاعدة روسية، فأي ناتج لهذا الصدام الإقليمي في قطر لن يكون في صالح إيران ولا في صالح شعوب المنطقة بما فيها شعب الخليج، لذلك فالاستيلاء السعودي على قطر قبل انتهاء شهر رمضان هو أهون الشرور مقارنةً بهذا الاحتمال.
ساحة النقاش