http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--<!--

ودامت «دياركم» عامرة بإسلام آل سعود وعروبتهم

الأربعاء 24 أيار  2017

إيهاب زكي - بيروت برس - 

قمة عربية إسلامية-أمريكية، ينتج عنها تحالف "الشرق الأوسط الاستراتيجي" في الرياض، في حين أن المفترض والمنطقي أن ينتج عن قمة عربية إسلامية تحالف عربي إسلامي، فلماذا شرق أوسطي، فمن هي "الدولة" الشرق أوسطية التي لا ينطبق عليها وصف العروبة أو الإسلام، والتي يتطلب وجودها في الحلف تجاهل عروبته وإسلاميته، والإجابة قطعًا أسهل من الحاجة للتفكير، إنها "إسرائيل"، فلا مبرر للتسمية بالشرق أوسطية سوى وجود ذلك الكيان في هذا الحلف، وتحالف شرق أوسطي لمكافحة الإرهاب في قلبه "إسرائيل"، يعني أيضًا دون الحاجة للتفكير، بأن الإرهاب يعني كل من رفض وجود ذلك الكيان واستعد لقتاله. وهنا لا نريد أن نثبت وجود التحالف السعودي –"الإسرائيلي"، حيث أصبح من السذاجة المفرطة إنكار ذلك، ولكن نريد التأكيد على أن كل التنازلات التي قدمها وسيقدمها العرب لا قيمة لها في العقلية الصهيونية، والأهم أن السعودية حين تدفع العرب والمسلمين لتقديم التنازلات، هي تسعى لتثبيت ملك العائلة وتوريث بن سلمان، وهذه الخلفية الوحيدة للتنازلات، وليس الحرص على تحقيق الحدود الدنيا من الحقوق العربية.

وبعيدًا عن الخيانات والعبودية والتبعية السعودية، فإنّ الاحتقار والتقريع الذي مارسه ترامب ضد عائلة آل سعود ومملكتهم وشعبهم، والعبارات المذِلّة والمهينة التي كررها مرارًا، وبدل أن يقابلها الجفاء والردود بالمثل، قابلتها حفاوة لم يحظَ بها حتى الأنبياء أحياءً وأمواتًا، ومن ضمن ما قاله ترامب قبل الزيارة على سبيل المثال، "على السعودية أن تدفع"، "أريد أن أعرف كم ستدفع السعودية مقابل إنقاذهم من الفناء التام"، "ادفعوا الآن قولوا للسعودية أننا نريد نفطًا مجانيًا للسنوات العشر القادمة"، "السعودية تدفع لداعش"، "السعوديون لا شيء سوى أبواق فارغة، وهم متحرشون وجبناء، لديهم المال وليس لديهم الشجاعة"، "إن عليهم أن يدفعوا كثيرًا لقاء حمايتنا، لا فطائر مجانية"، "ينبغي على السعودية أن تدفع مالًا كثيرًا لقاء حمايتنا، بدوننا يسقطون".. في مقابل ذلك، كانت تصريحاته تجاه "إسرائيل" شديدة الاحترام والتوقير والحرص على أمنها وحمايتها، وبمقارنة استقبال المشتومين المهانين في السعودية مع استقبال الممدوحين المبجلين في "إسرائيل"، تكتشف بما لا يدع مجالًا للشك بأن العبودية فلسفة حياة على أقل تقدير، أو أنها في طبيعة جينية في أفضل الأحوال، فأمام البذخ السعودي حد الهوس والسفه، كل ما فعله نتن ياهو- كما تنقل الصحف العبرية- هو الرضوخ لإلحاح زوجته لإعادة دهان منزل "رئيس الوزراء". 

وبدل أن تشترط السعودية اعتذار ترامب عن كل ما تفوه به، قبل أن تسمح له بزيارتها، استقبلته استقبال الفاتحين ودفعت له المال صاغرةً دون حتى مقابل الحماية، فقد اشترط لحمايتهم إفراغ جيوبهم، لكنهم وكبرهانٍ على الكرم العربي الأصيل، دفعوا المال دون إلزامه بحمايتهم، فبعد أن حاز المال، قال "يجب أن تدافعوا عن أنفسكم"، وهنا يصبح الدفع لمجرد الدفع وبلا مقابل، وهذا ما ينفي صفة العقد والشراكة عن طبيعة الدفع، لذلك هو دفع من باب العبودية كما كنا نقول دائمًا، فهذه السفاهة في البذخ مقارنة مع الحفل الباذخ الذي أقامه شاه إيران عام 1971 بمناسبة مرور 2500 سنة على الشاهنشاهية في إيران، والذي رسخ في العقل الجمعي الإيراني ككوميديا سوداء عن بذخ الشاه وفقر الشعب، وأصبح لاحقًا أحد محفزات الثورة كما يقول المؤرخون، يصبح الشاه تلميذًا في السفاهة الباذخة أمام أستاذية آل سعود، ومع إسقاط نتائج الحفل الشاهنشاهي على حفل آل سعود مع تشابه الماضي التقشفي الذي عانه الشعب الإيراني آنذاك والواقع التقشفي الذي يسير إليه الشعب السعودي، لا نستبعد ذات النتائج عن محفزات الثورة، خصوصًا وأن ترامب لا يشبع وأن الأمراء لا يملون من البذخ.

 إن القشة الوحيدة التي تراها العائلة السعودية لضمان التعلق بها من اجل الاستمرار في الحكم، هي القشة "الإسرائيلية"، فحسب الـ"وول ستريت جورنال" و"هآرتس" فإنّ "دولًا خليجية تعرض تطبيعًا واسع النطاق مقابل وقف جزئي للاستيطان"، وهذا يعني نسفًا للحد الأدنى من الحقوق العربية وهو حل الدولتين، والرفض "الإسرائيلي" حتى للوقف الجزئي للاستيطان، سيدفع آل سعود للبحث عن مبررٍ أقل إيلامًا لـ"إسرائيل" فقط لتبرير إشهار العلاقات الطبيعية، وليس العكس بدفع آل سعود للتصلب وإلغاء ما تسمى بالمبادرة العربية مثلًا، لأنهم يبحثون عن البقاء لا عن الحق والحقوق، فقد كان ترامب واضحًا حين قال في مؤتمره مع نتن ياهو بأن "للشعب اليهودي تاريخٌ في القدس"، وحين قال في مؤتمره مع رئيس السلطة الفلسطينية بأنّ "السلام يتطلب القضاء على الإرهاب"، وهذا يعني ستبقى القدس يهودية حتى يقضي العرب والمسلمون على حماس وحزب الله وإيران وكل من ينكر الحق اليهودي في فلسطين وقدسها، وهذه مهمة التحالف الشرق أوسطي الاستراتيجي، وعلى رأسه آل سعود الذين سيفعلون كل ما تتطلبه شروط بقائهم على العرش، وأهمها تسهيل اختراق واحتلال "إسرائيل" للمنطقة العربية، وإشباع الشبق الأمريكي للمال العربي، ودامت "دياركم" عامرة بإسلام آل سعود وعروبتهم، وهذا لسان حال ترامب في "تل أبيب" مخاطبًا "الإسرائيليين".

 

المصدر: إيهاب زكي - بيروت برس -
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 19 مشاهدة
نشرت فى 24 مايو 2017 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,529