<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
هل ستشهد البادية السورية المنازلة الكبرى؟
السبت 20 أيار 2017
عمر معربوني* - بيروت برس - (*) ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.
القمة الأميركية – العربية الإسلامية التي تشهدها الرياض والكم الكبير من المعاداة لا بل الحقد على إيران ومحور المقاومة شكّلا العنوان الأساسي لهذا الاجتماع، خصوصًا أنّ العادة في أول زيارة يقوم بها رئيس أميركي منتخب حديثًا تكون إلى دولة غربية بينما دونالد ترامب قد خرق العادة الأميركية بأن قام بأول زيارة له للسعودية، وفي مضمون الزيارة ما يستأهل تغيير العادة إذا ما علمنا أن حجم الأموال التي ستذهب لصالح شركات السلاح الأميركية يتجاوز 300 مليار دولار. مقابل هذا المبلغ ومبالغ إضافية أخرى قادمة يمكن لترامب أن يفعل أي شيء ويقوم بأي مغامرة، وهو الذي صرّح علنًا انه من حق المنتصر أن يحصل على الغنائم.
"الشرق الأوسط الجديد" لا يزال حاضرًا وبقوة في اجتماعات وتقارير المعاهد الأميركية والصهيونية، وفي آخر دراسة لـ"مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي" اعتبر رحيل الرئيس الأسد ضرورة ملحّة لحفظ أمن "إسرائيل" وبأن خطر بقاء الرئيس الأسد يتجاوز خطر داعش عشرات المرات.
وتحت عنوان "يجب أن يرحل الأسد"، أشارت الدراسة إلى أنّ إعادة تشكيل المنطقة التي بدأت قبل ست سنوات، ترتبط بمصالح "إسرائيل" الإستراتيجيّة التي ترى أنّ من مصلحتها منع تعزيز قوة الإيرانيين وحزب الله، في "الشرق الأوسط الجديد". ولفتت الدراسة إلى أنّه بالميزان الاستراتيجي، يُعدّ رحيل الأسد مصلحة إسرائيلية، إذ إنّ تعزّز المحور الراديكاليّ الذي تقوده إيران ويمر عبر الأسد إلى حزب الله، هو التهديد الأكثر حضورًا على أمن "إسرائيل".
وفي مقاربة بين الرئيس الأسد وداعش، لفتت الدراسة إلى أنّ البعض يقول إنّ تهديد داعش ليس أقل خطورةً، لكن ومن دون التقليل من خطورة داعش، إلّا أنّ معالجة محور طهران – بغداد – دمشق – بيروت، يجب أن يحظى بالأولوية الإستراتيجيّة، ولسببٍ بسيطٍ واقع تجند المجتمع الدولي لمواجهة داعش، بل وأيضًا التمكن من وقف تقدمه.
ودعت الدراسة صنّاع القرار في "تل أبيب" إلى وضع إستراتيجيّة عمل متعددة ضمن تحالف إقليميّ حتى من دون أن يكون معلنًا، مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج وتركيا والأردن ومصر، إضافةً إلى شراكة مع الولايات المتحدة، وأيضًا تفاهم سري مع روسيا إن أمكن مع التأكيد على أنّ الدول السنية في الشرق الأوسط تجمعها بـ"إسرائيل" مصالح متداخلة، في مواجهة المحور الراديكاليّ، على حدّ تعبير الدراسة. وانطلاقًا من العناوين الرئيسية للدراسة، تمت التوصية بست نقاط يمكن من خلالها مواجهة الخطر الذي يهدد "إسرائيل" في وجودها، وهي:
أولًا: تشجيع الخطوات السياسية ضدّ نظام الأسد والمساعدة على تقديم مسؤوليه إلى المحاكم الدولية بشأن دورهم في الحرب، ويمكن لـ"إسرائيل" أنْ تساهم في ذلك عبر توفير معطيات ذات صلة.
ثانيًا: الدخول في حوار مع الولايات المتحدة بشأن استهداف الركائز الأساسية لنظام الأسد في سوريا، البنية التحتية والقدرات الرئيسية.
ثالثًا: من المهم أنْ تبدو "إسرائيل" أنّ لديها مبادئ أخلاقية، وتقدم على أعمال عسكرية محدودة، تعمد إلى تدمير المروحيات التي تلقي بالبراميل المتفجرة، إجراء كهذا سيؤدي إلى إرسال رسالة جيدة، كما يمكن تنفيذ هذا العمل العسكري من دون الدخول في معركة جوية على نطاق واسع.
رابعًا: مواجهة تهديد "داعش" في منطقة جنوب الجولان، مثل "شهداء اليرموك"، وهكذا بإمكان "إسرائيل" أنْ تثبت أنّه يمكن محاربة الأسد في موازاة محاربة "داعش".
خامسًا: العمل على تحقيق استقرارٍ إنسانيٍّ في جنوب سوريا بالخطوات المشار إليها أعلاه، من خلال التأكيد على حفظ المصالح الإستراتيجية لروسيا في الشمال السوريّ.
سادسًا: تشجيع الخطوات العربيّة ضدّ حزب الله وإيران، وتقديم الدعم لها، حيث يمكن ذلك.
وبمقاربة بسيطة بين مضمون الدراسة الصادرة عن "مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي" ومضمون ما سيصدر عن القمة الأميركية – العربية الإسلامية، نجد تناغمًا كبيرًا بين الرغبات الصهيونية والإجراءات الأميركية – السعودية بشكل خاص، وهو ما ستتم ترجمته عملانيًا من خلال تحقيق منع عملية الربط بين دمشق وبغداد جغرافيًا وتاليًا بين طهران وبيروت، إضافة إلى محاولة جدية في إقامة منطقتين انفصاليتين في الشمال الشرقي يحكمها بشكل مباشر الأكراد، ويتم ربطها مستقبلًا مع كردستان العراق ومنطقة أخرى في الجنوب السوري تمتد من القنيطرة غربًا حتى السويداء شرقًا بعمق يصل حتى مشارف ريف دمشق الغربي.
في المقابل، يدرك محور المقاومة مخاطر التحركات الأميركية ويعمل بشكل سريع على رسم معالم المعركة القادمة لا محالة، وهي ستكون برأيي المنازلة الكبرى التي ستحسم وجه المنطقة.
وإذا ما استطاعت وحدات الجيش السوري والقوات الرديفة له من تسريع خطاها باتجاه الحدود والتقت مع وحدات الحشد الشعبي العراقي، فإنّ إمكانية منع الربط بالنسبة للأميركي الممثل المباشر للصهاينة لن تتحقق وسنكون أمام مشهد مختلف تمامًا عما تريده أميركا و"إسرائيل".
وبين الموقفين سيكون موقف روسيا حاسمًا، خصوصًا أن وزير الخارجية الروسي وصف الغارة الأميركية بالضربة غير الشرعية وبتواطؤ أميركا مع الجماعات الإرهابية إضافة إلى تنبيهه بأن التفاهمات الأميركية – الروسية في طريقها إلى الانتهاء، وهو ما يمكن اعتباره موقفًا روسيًا حادًا.
أمام هذا المشهد المعقد لا يبدو أن أميركا وحلفها ولا محور المقاومة بالمقابل في أجواء تقديم تنازلات في مسألة محورية وأساسية، لهذا ستكون معركة الحدود تحصيلًا حاصلًا ويبقى أن نشير إلى الجيش السوري وحلفاءه واصلوا بعد الغارة الأميركية تقدمهم باتجاه التنف حيث باتوا يسيطرون على مفرق كبد الذي يبعد عن معبر التنف مسافة 37 كلم، إضافة إلى توسيع نطاق العمليات من اتجاه شمال شرق السويداء وطبعًا مع العمليات التي تحصل في محيط تدمر والتي حقق فيها الجيش السوري انجازات هامة اليوم.
كل ذلك يؤشر إلى أن سباقًا حقيقيًا يحصل للسيطرة على خط الحدود لما يشكله الأمر من بعد هام ومفصلي لطرفي الصراع.
ساحة النقاش