<!--
<!--<!--<!--
عودة المهدي المنتظر (عج) تؤرق بن سلمان..وتعرّي آل سعود
الثلاثاء 09 أيار 2017
ياسمين مصطفى- العهد
ليس غريبًا ولا مستهجنًا على دعاة ومشيخة آل سعود أن يتناولوا بالباطل، وفي غير مجلس ومناسبة، المعتقدات الدينية لمحبي آل البيت عليهم السلام، بما لا يمت إلى حقيقة هذه المعتقدات بصلة. لكن أن يتطرق مسؤول سياسي على غرار ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى عقيدة انتظار المهدي عجل الله فرجه الشريف بكثير من الإسفاف والاستفزاز، وبنفس طائفي يحرك مشاعر طائفة موقرة في المملكة، وأمة المليار مسلم حول العالم، فهو أمر غير مقبول مطلقًا، ويفتقر إلى أدنى مستويات الوعي السياسي والأخلاقي والدبلوماسي ويمس بكرامة المسلمين، وإن دل على شيء فإنه ينم عن جهل ابن سلمان بعقائد المسلمين واتفاقهم في الكثير من المواضيع وعلى رأسها حتمية ظهور الإمام المهدي "عج".
* الصبي الذي لم يعهد أمور الحكم مسَّ بعقيدة دينية تعتنقها شريحة كبيرة من المسلمين في الداخل السعودي وفي العالم
لقد فات ابن سلمان أن يطالع كتب أهل السنة والجماعة الدينية؛على تعددها، على غرار كتاب "إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة" لصاحبه حمُّود التويجري الذي يخصص بابًا وفصولاً حول الاعتقاد بالمهدي. أو أنه تنكَّر لهذه المعتقدات، وقد يكون دفعه إفلاس السلطة في الرياض عقب فشل حروبها في المنطقة ليصل إلى هذا الحضيض، رأيٌ يرجحه المعارض السعودي المعارضة فؤاد ابراهيم في حديثه لموقع "العهد الإخباري".
يؤكد ابراهيم أن "الشاب الجاهل في أصل أدبيات العقيدة الوهابية حتى، والصبي الذي لم يعهد أمور السياسة والحكم، تخطى كل الخطوط الحمراء، ومسَّ في إطار يُفترض أن يكون سياسيًا، بعقيدة دينية تعني شريحة كبيرة من المسلمين في الداخل السعودي خاصة، وفي العالم الإسلامي أجمع".
يوضح ابراهيم أن للسعودية باعًا طويلًا في مشروع تعزيز الانقسام الطائفي ومحاربة محاولات التقريب بين المذاهب الإسلامية، ويقول "لذلك حين يتبنى محمد بن سلمان مثل هذا الخطاب فهو في الواقع يتصالح وعقيدته الوهابية التي ما فتئت تستغل أي تناقض داخل المجتمعات الإسلامية لتعزيز الانقسام على قاعدة المذهبية".
يذهب إبراهيم أبعد من ذلك، فيوضح أن المشروع الوهابي، المتجلي في تصريحات ابن سلمان، لا يستهدف فئة مسلمة بعينها بل يستهدف المسلمين كافة، ويقول " لدى الأمراء السعوديين مثل هذا الهاجس من ظهور الإمام المهدي، حتى أنهم بعثوا بأشخاص إلى اليمن لاعتقادهم أن هناك أشخاصًا (اليماني) يشكلون جزءًا من مشروع المخلص، وبالتالي هم لا شك متخوفون من هذا الموضوع، وعبروا عنه في غير مناسبة، هؤلاء يخشون أي شيء يمس دولتهم التي تعتبر أن أي مشروع ديني يهدد كيانها، ولذلك نجدهم يحاربون المشاريع دينية المخالفة للعقيدة الوهابية".
*المطلوب من السعودية تعميق العلاقة مع جيرانها وبالأخص إيران بدلاً من إشعال فتيل الحروب
موقف إبراهيم يتماهى إلى حد كبير مع رأي رئيس اتحاد القبائل والأعيان في البلاد العربية لدعم محور المقاومة معن الجربا. يستنكر الجربا لعب ابن سلمان على وتر شريحة من الناس، ممن يتأثرون بالمعتقدات الدينية أكثر من تأثرهم بأي شيء آخر، ويقول إن "تصريح محمد بن سلمان لا ينم عن خبرة سياسية، ولا ينم عن عمق سياسي، وبالتالي هو تحريك لمشاعر العوام من الناس، وهو أبعد ما يكون في حديثه عن المنطق السياسي الرزين والرصين".
ويتابع الجربا بالقول "أولاً الإخوة الشيعة في السعودية طائفة معتبرة، ولها وزنها وتمثل ثقلًا حقيقيًا وتاريخيًا في الجزيرة العربية، والاعتداء على فكرة المهدي المنتظر ليس اعتداء على الشيعة فقط إنما على السنة أيضا، لأنها عقيدة مشتركة لدى الطائفتين"، ويتساءل الجربا مستنكرا كيف يحق لمشايخ الخليج والرياض تحديدا تناول هذه العقيدة في التحريض على الطوائف والمذاهب المغايرة!
وكأحد مثقفي المجتمع السعودي، يرفض الجربا تصريحات ابن سلمان ويعتبرها استفزازًا لدول الجوار، يرفض الجربا الطرح الوهابي ويقول" المطلوب من السعودية تعميق العلاقة مع جيرانها وبالأخص إيران، لأننا جميعا نعرف ان الولايات المتحدة تتخلى عن حلفائها ان اقتضى الأمر".
وفي ختام حديثه لموقع العهد الإخباري، يركز الجربا على أن اليمين المتطرف الذي يدفع الأمور إلى الانفجار في العالم، ينسحب على سياسة ابن سلمان، يصفه الجربا بالمتهور الذي يعمل على تفجير المنطقة بدلاً من تهدئتها، خاصة مع غرق الحكم الجديد في المملكة بقيادة الشاب الثلاثيني في حروب من اليمن إلى العراق فسوريا.
ويربط رئيس اتحاد القبائل والأعيان في البلاد العربية بين سياسة السعودية، وسياسة واشنطن مع وصول دونالد ترامب إلى الحكم، ويحذر من خطورة رسالة ترامب إلى العالم، والتي مفادها أنه سيزور عاصمة الإسلام مكة، ثم عاصمة الصهاينة "تل أبيب"، وصولاً إلى عاصمة المسيحية الفاتيكان، بذريعة محاربة الإرهاب، ويقول الجربا "هناك اندفاع من أميركا والسعودية، وتهور وجهل ومشاريع تقسيمية تُطبخ الآن على نار حامية".
* كلام ابن سلمان ينم عن انعدام المسؤولية وغباء موصوف
"النقطة التي أثارها محمد بن سلمان كذب"، بهذه العبارة يلخص رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة موقفه من تصريحات ابن سلمان، ففكرة سيطرة الشيعة على العالم الإسلامي ليست واردة- بحسب الشيخ ماهر حمود- لا في أدبيات الثورة الإسلامية ولا في المنهج السياسي، وكل ما في الأمر- يقول الشيخ حمود- أن "الانتظار السلبي للمهدي حل مكانه الانتظار الإيجابي من وجهة نظر ولاية الفقيه".
ويكمل الشيخ حمود في حديثه لموقعنا قائلاً "كلام محمد بن سلمان يوضح أنه إنسان غير مسؤول وكلامه غير مدروس وغير دقيق، ويدل على انعدام المسؤولية، وإدخال موضوع الخلاف المذهبي في الخلاف السياسي الموجود في العالم الإسلامي بحذ ذاته غباء موصوف".
"كلامه جزء من التفرقة الممارسة" يضيف حمود ويتابع "حملة التضليل الموجودة حول الحوثيين في اليمن، وحملة التضليل في سوريا والعراق، وكل الحرب المذهبية التي تشنها السعودية عبر نشر الاكاذيب والاضاليل هي غيض من فيض ممارساتها، ولأول مرة- يوضح حمود- نسمع مسؤولًا سياسيًا كبيرًا في سدة الحكم في الرياض يتناول عقيدة شريحة لا بأس بها في الداخل السعودي والعالم المسلم، أما الحرب العسكرية المذهبية والاعلامية المصاحبة لها ليست بالأمر الجديد على السياسية السعودية، وما نعلمه أن تململا كبيرا يسري في أوساط الأسرة الحاكمة، من فشل الحرب على اليمن، إلى الأزمة السورية"، ويختم حمود متمنيا أن يكون في المملكة عقلاء يضعون حدًا للجنون الذي نشهده.
ساحة النقاش