<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
أم القنابل كذبة أم دعاية لقدرات البنتاغون ؟!
الأحد 07 أيار2017
بيروت برس
بدا مفعول "أم القنابل" التي أسقطها الجيش الأمريكي على قاعدة محصنة لـ "داعش" بأفغانستان، أقل بكثير مما أشاعه البنتاغون عن تأثيرها، وهذا طرح تساؤلات حول أسباب استخدامها لأول مرّة؟!.
وبتحليل موضوعي لتأثير "أم القنابل" التي أسقطتها طائرة أمريكية يوم 13 أبريل/ نيسان على قاعدة لـ"داعش" في أفغانستان، يظهر بوضوح أن مفعولها أقل مما ذكرته دعاية الجيش الأمريكي التي زعمت أن انفجارها الشديد القوة والدمار الهائل الذي ألحقته يشكلان "رسالة واضحة جدا إلى الدولة الإسلامية"، وأنه سيتم "إبادتها" عن بكرة أبيها حتى داخل حصونها المحصنة.
وقال وزير الدفاع جيمس ماتيس إن القنبلة كانت "ضرورية لكسر وسحق قدرات داعش" وأعلنت الحكومة الأفغانية أن هذه القنبلة قتلت 94 مسلحا من مسلحي داعش، ولم تؤد إلى إيذاء أي مدنيين.
ولكن تحقيقا جديدا من قبل محللين مستقلين يلقي ظلالا من الشك على كفاءة هذه القنبلة، ويشير بشكل لا يدعو إلى الشك إلى أنها ألحقت دمارا وتأثيرا أقل بكثير مما ذكر في البداية، وهذا ما يثير تساؤلات أخرى حول الأسباب التي استدعت إسقاط هذه القنبلة لأول مرة؟.
وباستخدام صور الأقمار الصناعية، التي التقطت للمنطقة المستهدفة في منطقة آشين بمحافظة نانغارهار، بتقنية تصوير ثلاثية الأبعاد أي (3D)،وتقنية Alcis من قبل معهد للتحليل الجغرافي، الذي قام بمسح المنطقة المستهدفة، يتبين أنه تم تدمير38 مبنى قرويا متواضعا واقتلاع 69 شجرة في حدود دائرة نصف قطرها 150 مترا، مما يثير شكوكا حول ما ذكره السكان المحليين للصحفيين أن القنبلة أضرت بمنازل تبعد عن مكان سقوطها ميلين.
ولا تظهر الصور أيضا حفرة بعمق 300 متر، كما كان قد أشاع الجيش الأمريكي. ويعتقد أن الأضرار التي تبدو في المنطقة أبعد من مكان سقوط القنبلة هي نتيجة القتال البري بين الأطراف الكثيرة المتصارعة هناك.
وكان معهد التحليل الجغرافي قد شكك أيضا في إعلان الحكومة الأفغانية عن أن هذه القنبلة "أم القنابل" قتلت 94 مسلحا من "داعش". وقال ريتشارد بريتان، العضو المنتدب للمعهد "أنا ببساطة لا أفهم كيف أمكنهم الحصول على هذا الرقم إذا كانت الجثث قد طمرت تحت الأرض؟".
ويقول مسؤولون حكوميون أن مسلحي داعش سحبوا 94 جثة من الأنفاق المستهدفة، ولكنهم لا يوضحون من أين حصلوا على هذه المعلومات وكيف تحققوا منها.
وفي الوقت نفسه، لم يلاحظ مراسل صحيفة "الغارديان" البريطانية الذي تمكن من الوصول إلى قرية أسد هكيل على بعد 650 مترا من موقع الانفجار، لم يلاحظ أي تأثير يذكر لها هناك، وشكا مسؤولون حكوميون آخرون من أن الجيش الأمريكي قيد وصولهم أو منعهم من الوصول إلى موقع الانفجار، تحت ذريعة استمرار القتال هناك.
لا تمتلك الولايات المتحدة أهلية لتقدير خسائر"أم قنابلها" هذه، حتى أن المتحدث باسم الجيش الأمريكي الكابتن ويليام سالفين في كابول لم يكن قادرا على التعليق على أرقام الخسائر التي ألحقتها هذه القنبلة في أفغانستان، لذلك قال: " نحن لم نكن قادرين على الذهاب والقيام بهذا التقييم على الأرض، وربما لن نكون قادرين أبدا". وبرر ذلك بالقول أنه أمر "خطير للغاية" التوجه إلى هناك، ولدى الجيش "أمور أهم وأفضل ينبغي عليه القيام بها في الوقت المتاح له".
معهد التحليل الجغرافي اعتبر من جانبه، أن الادعاء بعدم سقوط ضحايا بين المدنيين من جراء "أم القنابل" أمر خارج عن المألوف ومشكوك فيه، لأن الهجوم وقع قبل أقل من شهر من موسم الحصاد. وقال بريتان: على الرغم من أن العديد من المزارعين قد فروا في وقت سابق من القتال في الوادي المستهدف، إلا أن الكثير منهم عادوا ليكونوا بالقرب من محاصيلهم قبيل موسم حصادها.
وعلى الرغم من كل ذلك، أعلن النقيب الأمريكي ويليام سالفين انه واثق من أنه لم يكن لأم القنابل ضحايا من بين المدنيين لأن الولايات المتحدة قامت بمراقبة مستمرة للموقع لأكثر من أسبوع قبل تنفيذ الضربة. وقال "الناس هنا لا يخجلون من الإبلاغ عن سقوط ضحايا من المدنيين في البلاد، ولم تكن هناك مثل هذه التقارير".
وهناك تحليل يثير مرة أخرى أكثر من سؤال، لماذا تم استخدام "أم القنابل" في أفغانستان تحديدا وضد تنظيم داعش؟ مع العلم أن "الدولة الإسلامية" هناك تشكل تهديدا عسكريا طفيفا مقارنة مع ذلك الذي تشكله حركة طالبان. لذلك ثارت تكهنات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تريد من خلال إلقاء هذه القنبلة أن ترسل إشارة إلى القوى الأخرى في المنطقة، ولكن النقيب سالفين المتحدث باسم قواتها هناك يصر على القول إن استخدام أم القنابل تمّ لـ"غرض تكتيكي معين في ساحة المعركة".
وقال بريتان العضو المنتدب معهد التحليل الجغرافي في الوقت نفسه، أن هذه الحجة واهية ودون معنى، لأنه إذا أرادت الولايات المتحدة إلقاء قنابل مماثلة على مئات القرى والبلدات في وادي مهمند (Mahmand) المستهدف، فهذا من شأنه أن يعرّض سنوات من أعمال التطوير للخطر والتخريب.
وللدلالة على عدم استطاعة البنتاغون تقدير فعالية القنبلة الجوية شديدة الانفجار"BU-43"التي أسمتها "أم القنابل"، أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس من إسرائيل عقب إسقاطها، أن قوات بلاده لن تحفر في الأنفاق لتقدر عدد مسلحي "داعش" الذين تمت تصفيتهم في الضربة الجوية بـ"أم القنابل" شرقي أفغانستان. وقال: "لن نقوم بوضع تقديرات للأضرار الناجمة عن القصف فيما يخص عدد القتلى من الأعداء. نحن نواصل إتباع النهج ذاته القاضي بعدم التدخل في مثل هذه الأمور. وبصراحة، أقول إن الحفر في الإنفاق بحثا عن جثث القتلى ربما ليس أفضل تسلية لقواتنا".
وعلاوة على ذلك، رفض وزير الدفاع الأمريكي الإجابة عن سؤال عما إذا كان على علم مسبق أم لا بخطط استخدام القنبلة الجوية شديدة الانفجار" GBU-43" (أم القنابل). وقال ماتيس: "لا أريد الخوض في طبيعة الصلاحيات التي منحت لي تحديدا لأن ذلك من طبيعة الأشياء ذات الصلة باستعجال وسرعة العمليات الميدانية، ولا أريد الحديث عن قضايا القيادة والسيطرة".
وبشأن عدد مسلحي "داعش" الذين تم القضاء عليهم في الضربة الجوية بشرق أفغانستان، قال :"لن أتحدث عن ذلك، وبصراحة حفر الأنفاق بهدف عد الجثث ربما ليس أفضل استخدام لقواتنا وهي تلاحق عدوا لا يزال قادرا على القتال".
وكانت الولايات المتحدة استخدمت القنبلة المسماة "أم جميع القنابل" لأول مرة في أفغانستان، في 13 أبريل/نيسان الجاري، ملقية إياها من الجو على أنفاق وكهوف تستخدمها خلايا محلية لتنظيم "داعش" بولاية نانغارهار، شرق هذا البلد.
ساحة النقاش