<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
حظر التجول في مزارع شبعا : أشباح حزب الله وراء كل شجرة وصخرة !!
الخميس 04 أيار 2017
علي شعيب - المنار
هي لعنة الاهتزاز التي تفتك بركاب وقلوب الجنود الصهاينة الذين يقع عليهم اختيار الخدمة في مرتفعات كفرشوبا و مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، فالمنطقة من أكثر النقاط الحدودية القاسية من الناحية الجغرافية والمناخية والعسكرية ، لأنها تحوي أوديةً ومنحدراتٍ وتلالا شاهقة وصخورا وشارات ومساحاتٍ حجرية ، ويغطّيها الضباب في الكثير من أيام السنة ، فضلاً عن وجود شبكة مواقع عسكرية محصنة تربطها طرقات عسكرية معظمها يمرّ في الأحراش ، وجزء منها مكشوفٌ للجانب اللبناني . إضافة إلى اعتبار المنطقة أراضي لبنانية محتلة ما يجعلها ساحة مفتوحة لهجمات محتملة لمجاهدي المقاومة الإسلامية بأية لحظة ، خلافاً للنقاط الحدودية الأخرى المحاذية للأراضي الفلسطينية والسورية. كلّ هذه العوامل جعلت الجندي الصهيوني المنتشر في مزارع شبعا يعيش حالة حرب دائمة يعتبر فيها نفسه الخاسر دائماً ، بسبب التجارب السابقة التي خاضها الجيش الإسرائيلي مع رجال المقاومة في مزارع شبعا والتي كانت جميعها لصالح رجال المقاومة الإسلامية الذين عندما يقرّرون مهاجمة موقع أو دورية او زرعِ عبوة ناسفة في اي مكان داخل العمق ( الآمن ) ، فهم ينجحون في ذلك غالباً ، وتكون ردةُ فعل الجيش الإسرائيلي متأخرةً بعد لملمة مخلفات عملية الاستهداف من آليات محترقة ، أو نقل إصابات من الأرض . ولا شكّ أن مثلَ هذا الانطباع سينعكس على القدرات النفسية وروح المبادرة ، وهذا ما يحاول جيش الاحتلال تعويضه بزيادة جرعة المناورات ، والمبالغة باستعراض القوّة في تسيير عارضات لدبابات الميركافا ، والمغالاة بالتمشيط بقذائف الميدان الثقيلة عند حصول اية شكوك بإمكانية حصول خرق ما في مكان ما من المزارع المحتلة ، إضافة إلى استباق عمليات التبديل و التحركات الروتينية بحملة تمشيط بالرشاشات المتوسطة والثقيلة من المواقع المشرفة باتجاه جوانب الطرقات التي ستسلكها الآليات ، يجري ذلك بموازاة التحليق المتواصل لطائرات التجسّس من دون طيار والمقاتلات المروحية في بعض الأحيان حسب أهمية القافلة المتنقلة . ويشكل رعاة الماشية الذين يسرَحون بقطعانهم إلى مناطق محاذية لخطّ الانسحاب في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مصدرَ قلقٍ كبير لحماة المواقع الإسرائيلية المنتشرة على خط المواجهة . ويعتبر الصهاينة أن الرعاة ما هم إلا أجهزة رصدٍ تعتمد عليهم المقاومة مهما كان عمر الراعي صغيراً كان ام كبيراً ، لذا فإن خطّة نشر الكمائن للرعاة تأتي من ضمن أولويات الجيش الصهيوني الذي كثّف من محاولاته لاعتقال الرعاة و اختطاف القطيع ولو تطلّب ذلك خرق خط الانسحاب الأزرق كما يحصل دائماً في منطقة السدانة وبركة النقار و بسطرة وجبل الشحل وغالباً ما يفشل بسبب خِبرةِ الفرار التي أكتسبها الرُعاة بعد سلسلة المحاولات الإسرائيلية ، فينتقم الجنود باحتجاز إعداد من الماعز لابتزاز الجانب اللبناني والمطالبة بإبعاد الرُعاة. أما حلول الضباب في ساعات الفجر والصباح على المرتفعات والهضاب التي يحتلها العدو ، فله قصّة أخرى ، أولها كابوس تختالُ فيه أشباح المقاومين خلفَ الأشجار والصخور ، فيلاحقها حماة الدُشم والتحصينات من الجنود الصهاينة ، بوابلٍ من الرشقات الغزيرة ، في ظلّ تطبيقِ منعٍ كاملٍ للتجوّل في أنحاء المنطقة المحتلة ! ، ناهيكَ عن قضاءِ أوقات عصيبة في ظلّ تعطّل أجهزة التعقّب والرصد الحراري وانعدام الرؤية بأجهزة التصوير ، فتقوم المدفعية بالتعويض بقصف كل الأحراش والمسارب ومحيط المواقع والطرقات العسكرية الى حين انزياح هذا الكابوس ليحلّ كابوس الانتظار ، لما قد تكون حملته سحابة الضباب من ضيوف ( ثقيلي ) الحضور !! هذا المشهد قد يتكرّر بشكل شبه يومي في أعالي الجبال المحتلة التي تشرف على قرى العرقوب خصوصاً مع وجود مساحاتٍ من خط الانسحاب الأزرق لا يوجد فيها سياج شائك او قواطع حديدية الأمر الذي يخلق ثغرات يسهل اختراق المنطقة المحتلة منها ، ويعود سببُ عدم إقامة سياج شائك من قبل العدو على غرار الحدود مع فلسطين المحتلة ، هو شعوره الضمني بأنه مُغادرٌ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا عاجلاً أم آجلاً باعتبارها منطقة لبنانية محتلة . وإلى حين حلول موعد إجلاء آخر جندي صهيوني عن أرضٍ يسعى أهلها لتطهيرها من رجس الاحتلال بكل الوسائل المتاحة ، سيكون الجندي الصهيوني الذي يدنس هذه الأرض هدفاً مشروعاً ، وسيبقى الرُعب والقلق والخوف يلاحقه حتى الأنفاس .. انتظروا ملائكة الرضوان مع كلّ هبة رياح .. ومع كلّ سحابة ضباب .. انتظروهم حيث ترون أشباحهم خلفَ كلّ صخرة وشجرة .
ساحة النقاش