<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
المواقع الإستراتيجية الصهيونية تحت مرمى المقاومة..
الثلاثاء 02 أيار 2017
عمر معربوني* - بيروت برس - (*) ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.
أكثر من أي يوم مضى تتجه المنطقة إلى مزيدٍ من التصعيد، فكلما اقتربنا من حسم المواجهة مع الجماعات الإرهابية كأدوات بيد الحلف الصهيو- أميركي كلما كنا أكثر اقترابًا من حصول المواجهة مع العدو الصهيوني كأصيل تخوض عنه الجماعات الإرهابية المعركة بالنيابة.
ورغم أنّنا في مرحلة توازن الرعب ومعادلات الردع المتعددة الجوانب، إلّا أنّ خيار الحرب الشاملة يبقى حاضرًا ولا يحتاج إلّا شرارة تطلقها، ولأننا اعتدنا أن يبدأ العدو الصهيوني بالحرب انطلاقًا من ذريعة ما وبالنظر إلى الظروف السابقة والحالية، فإنّ أي حرب قادمة ستكون شرارتها الأولى بيد العدو نظرًا لحاجته إلى خوض هذه الحرب كعامل من عوامل إعادة تثبيت معايير القوة والحسم والتي ظلت لصالحه طوال عقود طويلة من الزمن بدأت بالتهاوي منذ خروجه سنة 2000 من لبنان تحت ضغط المقاومة وعملياتها.
ومنذ ذاك التاريخ دخلنا في عصر جديد هو عصر المعادلات القائمة على توازن الرعب الذي ترسّخ كإستراتيجيا جديدة تكلكها المقاومة في ظل تخلٍّ كامل عن استراتيجيا الحرب الخاطفة والسريعة التي كانت عماد العمليات العسكرية الصهيونية، وهو الأمر الذي ترسّخ ما بعد عدوان 2006 على لبنان واعتداءات 2008-2009 و2012 و2014 على غزّة، حيث أثبتت المقاومة قدرتها على مسّ الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني وتهديد حالة الأمن والاستقرار لهذه الجبهة.
وللتذكير والتأكيد، فإنّ القيادة العسكرية الصهيونية تعاطت مع المتغيرات ببعد واقعي لجهة طبيعة المناورات التي باتت مرتبطة بنسبة عالية بالجبهة الداخلية أكثر من ارتباطها بالحرب المتحركة خارج الحدود، وهو أمر بحد ذاته يعتبر تحولًا كبيرًا ولهذا يسمي العدو مناوراته منذ عام 2000 باسم تحول يحمل أرقامًا متسلسلة.
وحتى لا نستغرق كثيرًا في شرح أبعاد التحولات التي باتت معروفة للغالبية من خلال توضيحنا لها في محطات عديدة، سأركز في هذه المقالة على الأبعاد التقنية المرتبطة باستهداف الجبهة الداخلية الصهيونية، والتي سأقسمها إلى قسمين:
1- الأهداف المدنية الإستراتيجية.
2- الأهداف الإستراتيجية العسكرية.
من المعروف أنّ خطط العدو المعتمدة ستركز في اي حرب قادمة على استهداف البنية التحتية والسكّان بشكل أساسي بهدف إحداث عملية ضغط متعددة الأوجه، وهذا يعني استهداف محطات الكهرباء والماء وشبكة الاتصالات والجسور والمصانع وكامل المنشآت المرتبطة بالبنية التحتية، والعمل على تهجير اكبر عدد من السكان من خلال بنك أهداف يصل بحسب بعض الخطط الصهيونية إلى حوالي ستة آلاف هدف بغالبيتها أهداف مدنية، على أن يتم استهداف الأهداف العسكرية وهي في حالة الحركة بالنسبة للمقاومة وكذلك ثكنات ومواقع الجيش اللبناني، وهذا بحسب تصريحات المسؤولين الصهاينة.
في الشكل، يستطيع سلاح الجو الصهيوني أن يقوم باستهداف البنية التحتية اللبنانية وان يحقق الكثير من الدمار، هذا إذا ما كان وضع الدفاع الجوي لدى المقاومة نفس ما كان عليه خلال عدوان 2006، وعليه فإنّ المقاربة ستكون دون امتلاك المقاومة لسلاح دفاع جوي يحدّ أو يشلّ مهمات سلاح الجو الصهيوني.
إذا ما تمّ استهداف البنية التحتية اللبنانية، فإنّ الردّ هذه المرّة سيكون شاملًا وموجعًا ولن يكون بمقدور المجتمع الصهيوني تحمله وتحمل الصدمة الناتجة عن ضربات المقاومة الصاروخية، حيث ستكون كامل المدن الصهيونية بما فيها "تل أبيب" وضاحيتها "غوش دان" تحت مرمى الصواريخ الثقيلة ذات الرؤوس المتفجرة التي تتراوح بين 400 و800 كلغ، ما سيحدث دمارًا وخسائر كبيرة علمًا بأن الرد سيكون تصاعديًا ومتناسبًا ومرتبطًا بشكل وحجم الضربات الصهيونية والذي يمكن أن يصل إلى المستوى الأعلى له إذا ما كانت الضربات شاملة ومستمرة.
وإذا ما كنا أمام سيناريو حرب شاملة وواسعة، فإنّ كامل البنية التحتية الصهيونية ستكون تحت النار، وسأورد على سبيل المثال وليس الحصر أن كامل المطارات والقواعد الجوية الصهيونية وكذلك الموانئ البحرية ستتعرض لضربات يومية موجعة، وكذلك الأمر بالنسبة للمدن الصناعية السبع الأكبر في الكيان الصهيوني ومجمّع الصناعات الكيميائية ومحطات الكهرباء والمياه ومصافي النفط والمجمعات الصناعية العسكرية، وان كنا نتكلم عن رد متماثل ومتناسب فهذا يعني أنّ الأمر بيد العدو لجهة الاستمرار بالعدوان أو التوقف عن الاستمرار فيه.
وحتى لا يبقى الكلام نظريًا، فإني سأورد على سبيل المثال بعض الأهداف الموضوعة على رأس بنك أهداف المقاومة، وهي:
1- شركات التصنيع الحربي المعروفة المكان والإحداثيات وأهمها: شركة الصناعات الجوية IAI - شركة الصناعات العسكرية IMI - شركة رافاييل – شركة سولتام – شركة تاديران – شركة ايلوب – شركة إلبيت وغيرها من شركات تصنيع السلاح ووسائط الحرب الإلكترونية المتعددة.
2- المطارات المدنية والقواعد الجوية والموانئ ويبلغ عددها خمسة مطارات مدنية رئيسية وفرعية و17 قاعدة جوية ومهبط إضافة إلى خمسة موانئ بحرية وسيتم إغلاقها جميعًا.
3- مجمع الصناعات الصهيونية الكيميائية والذي يحتوي قسم منه على حاويات الأمونيا والتي يمكن باستهدافها إحداث مستوى كبير من الدمار والقتلى إضافة إلى سبعة مجمعات صناعية كبرى وحوالي 20 مستوطنة صناعية كبرى.
4- مفاعل ديمونا والذي سيكون على قائمة الأهداف المرتبطة بمستوى المعركة ومداها.
5- مراكز القيادة والسيطرة المدنية والعسكرية المرتبطة بأنظمة الاتصالات والملاحة الجوية والبحرية.
إضافة إلى أهداف أخرى متنوعة من بينها استهداف التجمعات المدنية الكبرى والتي سيحدث من خلال استهدافها فوضى كبيرة غير مسبوقة وخسائر كبيرة في الأرواح لن يكون بمقدور الكيان الصهيوني تحملها، وسيكون لها اثر كبير في قدرة الكيان على ضبط النتائج.
وبالنظر إلى كل هذه المعطيات، سيكون على قيادة الكيان الصهيوني التحلّي بالحكمة والتعقّل خصوصًا أني أتكلم عن جبهة واحدة وهي الجبهة مع لبنان، فكيف سيكون الأمر إذا كانت المعركة مرتبطة بسيناريو الحرب الشاملة على جبهات غزّة وسوريا وربما إيران؟
ساحة النقاش