http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

روسيا وأميركا في سوريا.. صراع حافّة الهاوية والغموض البنّاء

السبت 29 نيسان  2017

عمر معربوني  -  بيروت برس - (*) ضابط سابق -  خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.

كثيرةٌ هي المحطات التي تجمع بين روسيا وأميركا لجهة التوتر شبه الدائم بين البلدين منذ انتهاء الحرب العالمية في كل مراحل وتطور الإتحاد السوفياتي السابق، وتحول العلاقة بينهما إلى التوتر التدريجي وصولًا إلى ما أُطلق عليه مصطلح الحرب الباردة التي تأخذ أشكالًا مختلفة في كل حقبة زمنية، وصولًا حتى المرحلة المفصلية التي شكّل فيها سقوط تفكك الإتحاد السوفياتي نقطة تحول كبيرة بنَت على أساسها أميركا الكثير من استراتيجياتها الحالية لجهة الاستفراد بالعالم وسيادة تحكم القطب الواحد بعد أن كانت الأمور تنتظم ضمن سياسة التوازن المعقولة وذهبت باتجاه تقسيم العالم إلى معسكرين غربي وشرقي، وهو الأمر الذي انتهى بعد سقوط الإتحاد السوفياتي وباتت بعده أميركا "زعيمًا أوحد" يتحكم بأغلب مفاصل العلاقات الدولية دون حسيبٍ أو رقيب.

ومن الجدير بالذكر أنّ أميركا قادت عملية تفكيك الإتحاد السوفياتي وكان لتدخل المخابرات الأميركية المباشر والدعم المالي الخليجي أثرٌ كبير في هزيمة الإتحاد السوفياتي في أفغانستان من خلال إنشاء تدريب ودعم الجماعات الإسلامية المتشددة، والتي تبلورت لاحقًا بصيغة تنظيمية تحت مسمّى "قاعدة الجهاد في أفغانستان" والتي فرّخ عنها مئات التنظيمات الأكثر تشددًا وراديكالية، والتي عمل قسم منها في الشيشان ويعمل حاليًا في سوريا والعراق وليبيا واليمن وغير مكان في العالم وبقيادة المخابرات الأميركية وتمويل خليجي لم يتوقف أبدًا.

وبمرور سريع على الأزمات المفتعلة في جورجيا وآسيا الوسطى من قبل أميركا، نراها تتدخل في العلن والخفاء، رغم الإقرار العلني الأميركي بحق روسيا الحفاظ على مجالها الحيوي في هذه المنطقة، إلاّ أنها تنكرت للمواقف الإيجابية الروسية حيال العملية العسكرية الأميركية في أفغانستان بعد حادثة البرجين عام 2001 ومحطات عديدة أخرى أبدت فيها روسيا الكثير من المرونة والديناميكية بهدف نقل العالم من مرحلة المواجهة إلى مرحلة العلاقات القائمة على الندّية وتحت سقف القانون الدولي، وهو ما كان يتم الالتفاف عليه أميركيًا بشكل مستمر ودائم سواء لجهة أزمة جورجيا في عام 2008 أو لجهة نشر أميركا الدرع الصاروخي في بولونيا وتشيكيا والعديد من المحطات التي تعتبرها روسيا إجراءات سلبية من شأنها أن توتر العلاقات بين البلدين أكثر، خصوصًا أن هذه العلاقات شهدت مرحلة انفراج وحيدة في عهدي الرئيس نيكسون وجيرالد فورد وبنسبة مقبولة لم تصل إلى حدود التفاهم على نزع فتائل الأزمات وذلك بسبب العقل الذي يدير الإدارة الأميركية والسياسة الاستعمارية لأميركا.

في العام 2009، تم إقرار إستراتيجية الأمن القومي والدبلوماسية الروسية والتي وقعها حينها الرئيس ميدفيديف والتي تتضمن الدفاع الكامل عن روسيا ورد أي عدوان عليها وعلى أي من حلفائها وحفظ المجال الحيوي لروسيا دون أي تهاون، واستنادًا إلى وثيقة إستراتيجية الأمن القومي الروسي والدبلوماسية الروسية فإنّ ضمان مصالح الأمن القومي يقتضي من القوات المسلحة الروسية القيام بكل الإجراءات اللازمة لضمان هذه المصالح داخل روسيا وخارجها، كما يعتبر الدفاع عن أراضي الحلفاء والمجال الحيوي واجبًا لا يجب التهاون فيه.

وعليه، فإنّ وجود روسيا في سوريا ليس مستغربًا، فهو وجود قائم على خلفية زمنية طويلة من العلاقات بين روسيا وسوريا وتمتد إلى زمن الإتحاد السوفياتي حيث لروسيا أصابع وبصمات مميزة في عملية بناء الاقتصاد السوري في مجالات متنوعة وشاملة من السدود إلى المصانع إلى تقديم العون والخبرات اللازمة للصعود بالاقتصاد السوري، وكذلك القوات المسلحة السورية التي تعتبر روسيا وقبلها الإتحاد السوفياتي المصدر شبه الوحيد للسلاح وكافة مجالات التعاون سواء في التدريب أو في تبادل المعلومات وغير ذلك.

مع بداية الحرب على سوريا، كان واضحًا بالنسبة لروسيا مدى الدور الذي تلعبه أميركا في قيادة الحرب على سوريا وتكرار المشهد والسيناريو الأميركي نفسه لجهة استقدام الجماعات الإرهابية نفسها التي شاركت في الشيشان وأفغانستان وتقديم كل أنواع الدعم لها، والهدف هو سوريا وروسيا معًا لما تشكله سوريا من موطئ قدم في الجغرافيا له أهمية مطلقة في حماية وثبات المجال الحيوي لروسيا المستهدف الأول بعد سوريا، وهو ما أدركته القيادة الروسية مبكرًا وعملت من خلاله على تلافي خطأ منح التحالف الأميركي حق استهداف ليبيا من خلال عدم اتخاذ موقف حازم من روسيا حينها حول الأمر.

في الشكل وفي المضمون، روسيا الآن غير روسيا قبل عشر سنوات لجهة دورها الصاعد في الإقليم والعالم خصوصًا بعد دخولها بشكل مباشر عسكريًا على خط الحرب داخل سوريا، والنتائج والتحولات التي نتجت وتنتج عن هذا الدخول الذي مثّل مفاجأة وصدمة للأميركيين بما شكله من ترجيح لميزان القوى لمصلحة الدولة السورية.

في سوريا تُدار العلاقات بين روسيا وأميركا ضمن تفاهمات الحد الأدنى وعلى حافّة الهاوية، فكلا الطرفين يدعم فريقًا ويعمل على تعديل مسار الحرب لمصلحته وهو أمر بغاية الخطورة ويمكن ان ينتج عنه سقوط لمعايير التفاهم التي تقتصر حاليًا على بروتوكول تقني يرتبط بحركة الملاحة الجوية في الأجواء السورية ويُبقي سائر الخطوط مفتوحة ومتروكة للمعالجة الموضعية نظرًا لتعذر الوصول إلى اتفاق ينهي الصراع، وهو ما تعيقه أميركا الراغبة في تحقيق انتصار لمصلحة جماعاتها وتعمل انطلاقًا من ذلك على تغيير آليات وجودها المخالف أصلا للقانون الدولي، وهو ما يعطيها صفة المحتل ويعطي الدولة السورية حق الدفاع والمقاومة في أي وقت تتوفر فيه الظروف لذلك.

قد يعتقد البعض أن الصدام بين روسيا وأميركا يقتصر على المواجهة غير المباشرة وهو أمر خاطئ حيث شهدنا على الأقل حادثين معلنين سقطت فيها صواريخ أميركية دون أن تعلن أميركا السبب ودون أن تعلن روسيا أو سوريا مسؤوليتها عن إسقاط الصواريخ. وهنا أود أن اذكّر بإسقاط الصاروخين اللذين أطلقتهما البحرية الأميركية، وهما من طراز توماهوك في العام 2013 من على بعد 1800 كلم في عمق البحر الأبيض المتوسط باتجاه سوريا، وهو ما أتاح تواصل القيادة العسكرية الروسية مع الرئيس بوتين كون الصاروخان يحتاجان أكثر من ساعتين للوصول إلى أهدافهما للحصول على إذن منه لإسقاط الصاروخين، وهو ما حصل دون إعلان مباشر وكذلك ما حصل أخيرًا من اختفاء 36 صاروخ توماهوك من أصل 59 أطلقتها البحرية الأميركية على قاعدة الشعيرات وهو ما يسمى في الحقيقة بالغموض البنّاء، وما مصطلح البنّاء هنا إلاّ للدلالة على ايجابية النتيجة الحاصلة مع إبقاء الأطراف المعنية للأمر في سياق الغموض والاكتفاء بوصول الرسائل الناتجة عن الأمر ضمنًا، والسبب هو إتاحة المجال للتفاوض تحت الطاولة بهدف تغيير الوضع، والدليل على ذلك قيام وزير الخارجية الأميركي بزيارة إلى روسيا والتي وصفت حينها بأنها كانت شديدة التوتر.

حتى وقت ليس بالقريب، ستبقى العلاقة الروسية الأميركية في سوريا علاقة توتر وصراع على حافة الهاوية مع إمكانية تكرار معالم الغموض البنّاء وصولًا إلى تحقيق قفزة في العلاقات نحو الإيجابية لن تنتج برأيي إلاّ في الميدان لمصلحة احد الفريقين.

المصدر: عمر معربوني - بيروت برس -
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 42 مشاهدة
نشرت فى 1 مايو 2017 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,386