<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
رقصة ترمب على الأرض المائلة
شبكة عاجل الإخبارية ـ إيفين دوبا
24 نيسان ,2017
كلا، دونالد ترمب قال للعالم إنه أحمق، ولم يتراجع عن خطأه بالعدوان على سورية، هذه الحماقة التي يعلنها يحاول من خلالها أن يوجه المجتمع الدولي كي يتقيه ويوافق على تصرفاته بشكل مسبق دونما نقاش، ما زال يعيش هذا الشخص في شركاته التجارية ولم يستوعب بعد أنه أصبح في البيت الأبيض.
كل تلك المعطيات إذا ما أضيفت إلى التصرفات المتذبذبة التي تقوم بها إدارة ترمب، فسنكون أمام طبخة سياسية متفشية في الطعم يعرف مستشارو ترمب جيداً أن لا أحد سيستسيغها، لاسيما أولئك الذواقون ضمن البيت الأميركي الداخلي، لذلك فإن التعجرف الذي يبديه ترامب كلّ حين سيكون وسيلته لإخضاع الذواقين الداخليين أولاً وجعلهم يقبلون ما يطبخ دونما إبداء أي نقد، خصوصاً أنه حساس جداً لجهة حملة التقريع الكثيفة التي ما زال يتعرض لها في بلاده.
حينما هم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بمهاجمة سورية وشن عدوان لترجيح كفة الميليشيات المسلحة، وصف ترمب آنذاك أوباما بالأحمق، واعتبر أن الولايات المتحدة لن تجني شيئاً جراء هذا العدوان، دائماً ترمب يفكر بمصلحة مجردة وبما يمكن جنيه من أي خطوة، لذلك من يصدقه من حلفائه بأنه يريد إحراز تقدم له يزيد عليه حماقة، المهم أن ترمب كان مناهضاً لمثل ذلك التوجه، ما استجد فيما بعد أن ترمب وجد من يدفع له فاتورة العدوان في دول الخليج مع فاصل ربح مثير.
موجة الغضب التي قوبل بها، وما واجهه من تهديدات بأن أي عدوان مقبل لن يمر بسلام، جعلت ترمب يعد للعشرة قبل التفكير بأي خطوة حمقاء أخرى، فاحتج بأن أرض الشرق الأوسط مائلة ولا يمكنه الرقص عليها وفق هذا المنحى، حالياً، وترك الزبون الخليجي "الخروف" المستعد لدفع فواتير العدوان على قائمة الانتظار، والزبون لا يمل طالما أنه أساساً لا يمكن أن يكون إلّا خادماً عند التاجر الذي يبتاع منه الخطوات السياسية والعسكرية، اتجه ترمب إلى أقصى آسيا، حيث كوريا الشمالية وحاول ترويج سياسته وكان معه زبائنه الخليجيون المستعدون لدفع فاتورة العدوان المرتجى، على أمل تغيير التوازنات الدولية، هناك أيضاً بدأ ترامب في أن الأرض مائلة ولن يستطيع الوقوف عليها لساعات طويلة، وستنقلب الموازين فعلاً لكن ليس كما يشتهي.
كل ذلك يلقي المسؤولية على الداخل الأميركي بما فيه الجهات الحكومية، فذلك الأحمق، أي ترمب لن يكون حدثاً سعيداً للولايات المتحدة الأميركية، إنه حتى لا يستطيع التلويح بالقوة، كل ما يفعله أنه يخرج إلى المناطق الدولية كأنه ذاهب للتبضع برفقة زبائن خليجيين من البدو السياسيين، الذين لا يقدرون عواقب وتبعات الأمور، فيما هو يتعامل بترف ويطمع برؤية "الكمبيالات" السياسية والأموال الناجمة عن الأمر، وربما لا تنتهي ولايته حتى يجعل من أميركا كلها أرضاً مائلة تنحدر عليها ما بقي لواشنطن من قدرات تستند عليها دولياً بشتى المجالات.
ساحة النقاش