<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
عامان من العدوان: السعودية استنزفت أوراقها أمام المفاجآت اليمنية!
السبت 25 آذار 2017
راصد اليمن
يدخل العدوان السعودي-الأميركي على اليمن عامه الثالث، حاصدًا المزيد من الخيبات السياسية والعسكرية، في ظلِّ فشلِ سعودي على كافة الصعد والأهداف، المعلنة وغير المعلنة، أثبتته الصلابة والشجاعة اليمنية، في مواجهة أحدث أنواع الأسلحة، وأكثرها فتكًا وإجرامًا. فمنذ إعلان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، انطلاق العدوان وقيادة "التحالف العربي" تحت مسمّى "عاصفة الحزم"، وضعت السعودية لنفسها أهدافا سياسية وعسكرية في السيطرة سريعًا على الحكم، وإعادة الرئيس الفار عبد ربه منصور إلى صنعاء وفرضه على الشعب اليمني، ليكون ذلك كنتيجة للحملة العسكرية التي انطلقت.
الآمال السعودية في إخضاع الشعب اليمني، تبددت في الأشهر الأولى للعدوان، لتتحول إلى مأزقٍ حاصرَ الحُكم السعودي، ووضعه في موقفٍ مخجِل، كاشفًا عن حقيقة القدرات العسكرية الذاتية للجيش السعودي، بالرغم من امتلاكه أسلحة نوعية، إلى جانب الدعم الأميركي والدولي بشكلٍ عام، الذي شكّل غطاءً للإجرام السعودي، إلا انه لم يستطع منع الهزيمة، أو التستر على انتصار الجيش اليمني و"اللجان الشعبية" بأسلحتهم المتواضعة، التي لا يمكن حتى مقارنتها بالأسلحة التي يمتلكها الجيش السعودي.
حققت قوات الجيش اليمني و"اللجان الشعبية" على مدى عامين، نقلةً نوعية وتغيرات في قواعد الاشتباك، شكلت صدمة للجيش السعودي وقادته، بانتقال المعركة من الداخل اليمني إلى الداخل السعودي، واستلام الشعب اليمني لزمام المبادرة وفرضه توازن ردعٍ، جعل القوات السعودية ومرتزقتها تقف عاجزة عن تحقيق أي تقدمٍ برّي، لتصبح الحدود السعودية-اليمنية منطلقًا لعمليات عسكرية يمنية باتجاه الأراضي السعودية، تمكنت من خلالها قوات الجيش و"اللجان" تحقيق انتصاراتٍ سريعة ومؤثرة على مُجمل الصراع، إلى جانب الصواريخ البالستية التي طالت تجمعات العدوان ومرتزقته داخل اليمن، بالإضافة إلى وصولها لمناطق عسكرية حساسة في عمق الأراضي السعودية، متجاوزةً جميع الدفاعات الجوية المتطورة للجيش السعودي.
وفي سياق التفوق العسكري الميداني للجيش اليمني و"اللجان الشعبية"، كان لافتًا الإرادة اليمنية في إيجاد القوة العسكرية من العدم، في مواجهة قدرات عسكرية سعودية، بأسلحةِ مصنوعة في أكثر الدول تقدمًا في هذا المجال. فالدعم الأميركي البريطاني اللامحدود للسعودية، قابله اليمنيون بصناعات عسكرية ذات خبرات وابتكارات يمنية خالصة ومواد أولية وأساسية محلية، كانت نتاجًا للخبرات الميدانية التي اكتسبتها القوات اليمنية في معاركها ضد قوات العدوان، وقد استهدفت الصناعات العسكرية المحلية بشكلٍ خاص، المواقع السعودية على الجانب السعودي من الحدود.
ما يميز هذه الصواريخ هو إنتاجها المحلي، في خطوةٍ رأي فيها مراقبون، أنها رسالة للجيش السعودي الذي يعتمد على التسليح الخارجي بشكل كلي. وقد شددت القيادات العسكرية اليمنية، خلال كشفها عن تلك الأسلحة،على أن"اليمن يستطيع أن يقاوم وان يكسر رغبات الهيمنة والاحتلال التي تمارسها كيانات شركات البترول والسلاح التي حرمت العالم الذي انساق ورائها القدرة على التعليم والتعلم والابتكار وحاصرت واحتكرت المعامل والتجارب والعلوم وهددته بالقوة المفرطة واحتكار حق الحصول عليها لتستمر الهيمنة".
في موازاة ذلك، وأمام عجزٍ سعودي عن تحقيق أيِّ من الأهداف السياسية والعسكرية، وجدت قوات العدوان في استهدافها المدنيين، مخرجًا لها من الفشل العسكري،مستلهمةً الفكرة الإجرامية،من الحروب التي خاضها العدو الإسرائيلي ضد الشعوب العربية،إلى جانب حصارٍ بري وبحري، وضع ملايين اليمنيين تحت خطر الموت جوعًا. ففي تقرير أصدرته منظمة "العفو الدولية" في أجواء الذكرى الثانية على بدء العدوان على اليمن، قالت المنظمة إن ما يربو على 12,000 يمني قضى أو جُرح جراء الحرب الدائرة، داعيًة إلى وقف حد لمعاناة اليمنيين وتقديم المسؤولين عن الانتهاكات الإنسانية إلى محاكمات عادلة. وقالت المنظمة إنه طوال العامين، تجاهل العالم هذا النزاع المحتدم ولم يسمع الكثير عن تبعاته المدمرة. وأشارت إلى أن حوالي 18.8 مليون يمني يعتمد اليوم على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة فقط، جراء فرض السعودية حصارًا جويًا وبحريًا جزئيًا على اليمن. وقالت إن أكثر من 4,600 مدني قضى نتيجة الحرب وجُرح أكثر من 8,000 آخرين إبان النزاع. كما رصدت نزوح 3 ملايين يمني من منازلهم قسرًا. وحرمان 2 مليون طفل اليمني من متابعة دراسته. ووفقًا للمنظمة، فقد أدى الحصار إلى فرض قيود شديدة على استيراد الوقود والمواد الأساسية الأخرى بحيث لم يتمكن الناس من الحصول على الطعام والماء والمساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية. ونتيجة لهذا الحصار، ارتفعت أسعار المواد الغذائية وأصبح ملايين الناس يعيشون أوضاعا يائسة. كما أدى الدمار الذي لحق بالبنية التحتية الرئيسية، من قبيل الجسور والمطارات والموانئ، من جراء الضربات الجوية لقوى العدوان السعودي، إلى عرقلة عمليات نقل الإمدادات الإنسانية الضرورية.
أمام هذا المشهد العدواني على الشعب اليمني الأعزل، والذي تنتقم من خلاله السعودية لهزائمها العسكرية الميدانية، يزداد الشعب اليمني تمسكًا بحقه في مقاومة العدوان، غير آبهٍ بالضغوط التي تُمارس عليه، ما سلَب قوات "التحالف" ورقةً أخيرة ظنّت من خلالها انه يمكنها الخروج منتصرة من الحرب، بعد نفاذ جميع الأوراق السياسية والعسكرية، فالصمود الأسطوري لجميع مكونات الشعب اليمني أمام هجمة دولية تلعب فيها السعودية دور المنفّذ، يُعد من أقوى الأسلحة، التي فرضت الهزيمة على السعودية ومرتزقتها، مهما حاول المواربة أو الالتفاف على المأزق الذي وضعن نفسها به، في وقتٍ لا تزال المفاجآت اليمنية كثيرة وواعدة، تنتظر اي حماقة من قبل قوى العدوان.
ساحة النقاش