<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
الذعر الصهيوني برًّا وبحرًا وجوًّا..
الجمعة 17 آذار2017
عمر معربوني - بيروت برس - *ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.
من المفيد بدايةً التذكير بما صرّح به السيد ديمتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، حيث نفى نفيًا قاطعًا ما أوردته تقارير صهيونية حول سماح روسيا للطائرات الصهيونية شن هجمات على مواقع حزب الله في سوريا.
هذا التذكير هدفه حسم الجدل حول ردّ سوريا من عدمه في حالات استهداف طائرات سلاح الجو الصهيوني لمواقع داخل سوريا، سواء كانت مواقع للجيش السوري أو مواقع لحزب الله.
أما وقد حصل الرد السوري هذه المرّة، من خلال إطلاق صواريخ مضادة للطائرات على الطائرات التي أغارت على احد المواقع العسكرية في منطقة البريج باتجاه تدمر وشمال العاصمة دمشق بمسافة 110 كلم، وهذا يعني أنّ الغارة استهدفت العمق السوري عبر استخدام المجال الجوي اللبناني لتحقيق عامل المفاجأة، فلا بدّ من التوقف عند هذا الرد.
فإن كانت الطائرات الصهيونية قد ضربت في العمق السوري مستخدمةً عنصر المفاجأة، جاء الرد السوري باستهداف الطائرات الصهيونية بعد مغادرتها المجال الجوي السوري ودخولها المجال الجوي لفلسطين المحتلة ليأتي الرد متكافئًا في الأسلوب، من خلال استهداف الطائرات الصهيونية في العمق وليشكل الأمر مفاجأة للعدو.
وبغض النظر عن النتائج، فالرد السوري يعتبر تطورًا نوعيًا ومفصليًا فلا اعتداءات صهيونية من الآن وصاعدًا بدون رد وهو ما سيضع قيادة الكيان الصهيوني أمام خيارات جديدة، فما حصل ليس أمرًا بسيطًا حيث مثّل الرد السوري في عمق المجال الجوي الفلسطيني حدثًا دراماتيكيًا يعني الحد من حرية الحركة للطائرات الصهيونية حتى داخل المجال الحيوي لهذه الطائرات التي تم إسقاط إحداها وإصابة الأخرى بصواريخ إس إي – 200 ( سام -5)، وهي بالمناسبة صواريخ قديمة تم تحديثها ورغم ذلك استطاعت إسقاط طائرة وأصابت الأخرى بأضرار اضطرتها للهبوط الاضطراري.
على المستوى التقني وبحسب ما أعلنه محللون صهاينة، فإنّ الطائرات الصهيونية تم التقاطها على المنظومات الرادارية السورية، ما يعني أنّ قيادة الجيش السوري قد أتمّت مرحلة ترميم البنية الرادارية التي تعرضت لأضرار جسيمة على يد الجماعات الإرهابية المدعومة من أميركا و"إسرائيل" ودول الخليج وتركيا، وما يعني أيضًا أنّ أنظمة المتابعة الرادارية لمنظومات الإطلاق والتتبع قد تحسن أداءها، علمًا أنّ الكلام يجري حول منظومة قديمة محدثة وليس عن منظومات حديثة متطورة، ما يطرح تحديات إضافية بمواجهة سلاح الجو الصهيوني ستكون مثار جدل كبير داخل القيادة الصهيونية.
الإشكالية الآن بالنسبة للصهاينة تتمثل في تلافي حالة الصدمة الناتجة عن وصول الصواريخ السورية إلى عمق المجال الجوي لفلسطين المحتلة، واضطرارهم استخدام منظومة "حيتس" للتعامل مع الصواريخ السورية، ما يعني أنّ الطائرات الصهيونية كانت في وضع حرج.
ولتأكيد سقوط الطائرة وإصابة الأخرى، فهذا الأمر يرتبط بزوال البصمة الرادارية للطائرة المسقطة المتهاوية وتغير شكل البصمة بالنسبة للطائرة المصابة، وهو ما تم تأكيده من خلال الطواقم التي أطلقت الصواريخ وتابعتها، ونحن هنا بالتأكيد نتبنى بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سوريا.
وللرد على الجدل القائم حول سقوط الطائرة أو عدم سقوطها، نذكّر بما حصل بعد إسقاط الطائرة اف – 16 صوفا فوق الجولان وإنكار الصهاينة للأمر، ليعودوا ويعلنوا بعد شهر أو أكثر على الحادث تحطم طائرة اف – 16 صوفا وهي تهبط على مدرج احد المطارات، وهو ما سيحصل بعد فترة لتبرير الكذب الصهيوني.
الإشكالية الكبيرة في هذه المرحلة هي أنّ القيادة الصهيونية والمجتمع الصهيوني يعيشان حالة إحباط وصدمة ممّا حصل، حيث كان الهدف الرئيسي من الغارة تثبيت معادلة التفوق الصهيوني التي سقطت اليوم من خلال اعتراف قيادة الكيان الصهيوني بوصول الصواريخ إلى المجال الجوي الفلسطيني واستخدام منظومة "حيتس" المضادة للصواريخ.
المعادلة الآن تغيرت والكيان الصهيوني أمام تحوّل كبير قد يدفع بالأمور إلى التصعيد، حيث من المؤكد أنّ الطائرات الصهيونية ستكرر استهدافها لمواقع أخرى في سوريا وسيكون هناك رد سوري أيضًا ما قد يدفع بالأمور إلى التصعيد، رغم تأكيد مجموعة من المحللين الصهاينة عدم الرغبة في التصعيد وهو ما يمثل برأيي نوعًا من الخداع الذي تعود عليه الصهاينة عبر تاريخهم، ما يحتم على سوريا والمقاومة اللبنانية رفع حالة الجهوزية وعدم الاكتفاء بالرسالة التي تم توجيهها اليوم.
المؤكد بعد ما حصل اليوم أنّ الذعر الصهيوني من معضلة المواجهة في البر والبحر قد أضيف له ذعرٌ آخر في الجو، ففي مواجهة شاملة وعند دخول الطائرات الصهيونية المجال الجوي اللبناني لن تكون آمنة بالمطلق وكذلك في المجال الجوي السوري، وستكون منظومة "حيتس" بعيدة عنها ما سيضع الطائرات الصهيونية في فكي كماشة المجالين الجوي اللبناني والسوري.
والسؤال الآن: هل تتحامق قيادة الكيان الصهيوني وتستمر في عنجهيتها، أم تكتفي ببلع حادثة اليوم وتذهب إلى العقلانية لعدم توريط أنفسهم بمواجهة ستكون قاسية علينا ولكنها ستكون بمنتهى الوجع على الكيان الصهيوني بشقيه العسكري والمجتمعي..؟
ساحة النقاش