<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
هل ستُعلن «إسرائيل» الحرب على لبنان وسوريا؟
السبت 11 آذار 2017
عمر معربوني - بيروت برس - *ضابط سابق – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.
يتردد هذا السؤال هذه الأيام كثيرًا، بحيث بات من الضروري إيجاد أجوبة على إمكانية حدوث الحرب والشروط التي تؤكدها أو تنفيها علمًا بأنّ هذه الحرب، في البعد المرتبط بالحربين الإعلامية والنفسية لم تتوقف يومًا، وهي مستمرة من خلال التصريحات والمقابلات لكل الأطراف المعنية بها. هذه الحرب إذا ما وقعت ستكون ضمن أوضاع شديدة التعقيد، سواء بالنظرة أو السلوك حيث وصل الانقسام على مستوى الدول العربية إلى حده الأقصى وبتنا نرى دولًا بأمها وأبيها في خانة العداء المباشر لحزب الله وسوريا، من خلال تصنيف الحزب في مجلس التعاون الخليجي جماعة إرهابية، حتى أنّ هؤلاء ما عادوا يخجلون بعلاقتهم بالكيان الصهيوني التي بدأت تظهر إلى العلن، مع العلم أنّ الموقف العربي والخليجي منه على وجه التحديد لم يتغير في نظرته إلى حزب الله منذ عدوان تموز 2006، بفارق أن هذا الموقف انتقل إلى مرحلة إعلان العداء لحزب الله وسوريا بشكل شديد الوضوح. على مستوى لبنان، ليس خافيًا وجود فريق يعادي المقاومة ويعمل ليل نهار لترويج فكرة تحميل حزب الله مسؤولية أية حرب قادمة منطلقًا من ارتباطات ومواقف واضحة ليست بالجديدة، أضيف إليها موقف هذه القوى من تواجد حزب الله في سوريا والتي أضافت بعدًا أكثر حدّة في الموقف من حزب الله.
الجديد في الأمر هو الحرب الدائرة في سوريا، حيث يحارب الجيش السوري على أكثر من 400 خط قتال ولهذا الأمر سلبياته في أي مواجهة محتملة، حيث يمكن أن تشكل الجماعات الإرهابية حالة ضغط اكبر على خطوط القتال الداخلية، هذا إذا ما قاربنا المواجهة في بعدها التقليدي على ما كانت عليه قبل عدوان تموز 2006 على لبنان والاعتداءات المتكررة على غزة منذ سنة 2008.
على مستوى الظروف السياسية، لم تتغير الإصطفافات إلّا في الشكل الذي يرتبط بحدّة المواقف، حيث لا يزال موقف ونظرة أميركا وأوروبا ودول الخليج والفريق المعادي في لبنان إلى حزب الله وسوريا كما هو، وهذا يعني أن الضغوط السياسية لن تتغير ولن تكون مجدية وذات تأثير.
في الجانب المرتبط بالكيان الصهيوني، من الضروري التذكير أن هذا الكيان القائم على العدوان لا يتوانى عن شن أي حرب عندما تتوفر له الظروف المؤاتية، وهو أمر كان يقوم به بشكل دائم حتى لحظة خروج الجيش الصهيوني من لبنان سنة 2000 بشكلٍ كسر هيبة الجيش التي حاول أن يستعيدها من خلال عدوانه على لبنان في تموز 2006، وأدّت إلى خوضه الحرب لمدة 33 يومًا ليعلن فيما بعد إخفاقه عن تحقيق أهداف العدوان، بحسب ما جاء في تقرير فينوغراد، وليكرر الأمر في غزة لثلاث مرات متتالية في الأعوام 2008 و2012 و2014 لاعتقاده أن جبهة غزة هي جبهة ضعيفة ويمكنه من خلالها استعادة هيبة الجيش الذي وقف عاجزًا لمدة 53 يومًا في عدوان 2014 عن تحقيق أي هدف كما حصل في لبنان.
المواجهات الأخيرة في لبنان وغزة أثبتت فشل الذراع الطويلة للجيش الصهيوني، واقصد بها سلاح الجو، عن تحقيق أي شيء إضافة إلى عجزه عن الاستفادة من قوة الحركة والصدمة لسلاح المدرعات سواء في لبنان أو غزة، ما يؤكد أن زمن الحرب السريعة والمتحركة قد ولّى إلى الأبد، وهو ما يعني ان الكيان الصهيوني على مستوى قيادتيه السياسية والعسكرية في حالة درس دائمة للخيارات التي تؤمن له نصرًا سريعًا لا اعتقد انه بات بمقدورهم تحقيقه بسبب المتغيرات الجذرية في طبيعة الحرب ووسائطها على مستوى الأسلحة والتكتيكات، وهنا يجب أن نؤكد المعيار الأساسي وهو رغبة العدو الدائمة بشن الحرب وخشيته منها في الوقت نفسها كمعيار وعامل من عوامل عدم إقدامه على شنّها.
على المستوى العسكري،وهو الموضوع الأساسي في أي بحث عن احتمالات حصول الحرب، حصلت متغيرات كبيرة لمصلحة حزب الله وسوريا لناحية تنامي القوة والخبرة سأحاول استعراضها باختصار:
1- تضاعف عدد الصواريخ ارض – ارض لدى حزب الله وسوريا بشكل كبير وإضافة آلاف الصواريخ ذات المدى المتوسط والبعيد، ما يضع كامل مساحة فلسطين المحتلة تحت النار إضافة إلى اكتساب الحزب والجيش السوري خبرات هائلة في إدارة الحرب اللانمطية بمجموعات صغيرة أو كبيرة على مساحات جغرافية كبيرة وفي كل الظروف. فتوزع وحدات الجيش السوري وحزب الله في سوريا سيشكل أهداف صعبة للصهاينة، عدا أنّ مئات العقد القتالية المضادة للدروع تتواجد في مسرح العمليات المحتمل بدءًا من الجولان وصولًا حتى تخوم العاصمة دمشق،ما سيؤدي إلى مجازر كبيرة بالآليات الصهيونية اكبر بكثير مما حصل في وادي الحجير وسهل الخيام،وهو ما لا يمكن للجيش الصهيوني تحمله، مضافًا له أن كامل البنية التحية الصهيونية من مطارات وموانئ ومصانع ومحطات كهرباء وغيرها مع تجمعاته السكنية الكبرى في "تل أبيب" وضاحيتها"غوش دان"ستكون أهدافا مشروعة لصواريخ الجيش السوري وحزب الله إذا ما تعرض العدو للتجمعات السكنية والبنى التحتية في لبنان وسوريا.
2- العجز الإستخباري الصهيوني عن إدراك طبيعة مكامن القوة المتاحة لدى حزب الله، وهو ما يعني دخول الجيش الصهيوني الحرب وهو بحالة العمى الميداني عدا عن التخمينات الصهيونية حول صواريخ ياخونت والصواريخ المضادة للطائرات لدى حزب الله، والذعر الحقيقي حول إمكانية حزب الله القيام بهجوم استباقي على الجليل ستكون له تداعيات كبيرة على معنويات ووجودية الكيان.
3- عجز الجيش الصهيوني عن تنفيذ اندفاعات برية بتشكيلات مدرعة كبيرة لخشيته من وقوعها في كمائن الأسلحة المضادة للدروع، سواء على خطوط الاقتراب أو في المساحات المفتوحة، وهو أمر ينطبق على لبنان وسوريا معًا.
إذا ما أردنا الحديث عن التفاصيل فسيحتاج الأمر إلى آلاف الصفحات، وعليه أكتفي بما أوردته من عناوين يجب أن تشكل لـ"إسرائيل" رادعًا عن شنّ أي عمليات عسكرية، لأنها ستكون حماقة كبيرة في ظل الظروف التي تكلمت عنها، رغم قناعتي أن عدم الحديث عن قيام الحرب يعتبر مخالفًا لقواعد الصراع ما يعني أن المقاومة والجيش السوري يتصرفان لناحية الإعداد للمواجهة كأنّ الحرب واقعة غدًا.
ساحة النقاش