http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

هل تتجّه المواجهة في المنطقة نحو الأسوأ؟

الخميس 09 آذار2017

عمر معربوني - بيروت برس - *ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.

لن تتقبّل أميركا زعيمة مشروع النهب الدولي أي هزيمة لمشروعها، وهذا حتى اللحظة أمر مؤكد رغم ما يواجه هذا المشروع من مقاومة وصعوبات. فالبنية الاقتصادية الأميركية قامت في الأساس على سرقة ثروات الشعوب، ما رسّخ منطق الهيمنة كمسار أساسي في العقل الأميركي الحاكم سواء لدى الديمقراطيين أو الجمهوريين، وهي سياسة متعاقبة قد تطرأ عليها بعض التعديلات في التفاصيل والآليات لكنها ثابتة في العنوان، وآي تراجع عنها سيكون على حساب استمرار وبقاء أميركا، وهو ما يُلزم الإدارات المتعاقبة على الخضوع لسياسة اللوبيات المتحكمة بالاقتصاد ومؤسسات الحكم، ما يعني عدم حصول متغيرات جذرية في الأفق، وهو ما يجعلنا نجزم بحتمية استمرار الصراع طالما أن العقل الأميركي لم يتغير ولم ولن تغير الإدارة نظرتها وسلوكها.

يراهن الكثيرون على متغيرات في عهد دونالد ترامب، لكنني لا أرى رهانهم في السياق الصحيح فأكثر المستشارين المقربين من ترامب هم من الذي يؤمنون بنظرية"الفوضى الخلاقة"ويعتبرونها الأفضل في توفير الأوضاع الملائمة لتفتيت وتقسيم الدول، طالما أنّ هناك ما يمكن استخدامه كأسباب بديلة للمواجهة موجودة أصلا في بيئاتنا كالصراع المذهبي والقومي، عملت أميركا مع الأنظمة "العربية" الوظيفية التابعة للناهب الدولي كالمملكة السعودية والمملكة الأردنية وغيرها على توفير الأجواء لها، لتكون أسبابًا بديلة في صراعات لا تعكس حقيقة الصراع.

إنّ كل ما يحصل يخدم هدفين أساسيين، وهما استمرار عملية النهب والحفاظ على الكيان الصهيوني كقاعدة متقدمة في قلب المنطقة لاستمرار عملية النهب.

أميركا التي جربت على مدار أكثر من نصف قرن إخضاع الشعوب بقوة جيشها عانت الأمرّين من أفعال المقاومة المضادة من فيتنام إلى العراق، لهذا عمدت إلى تأسيس قوانين وقواعد الجيل الرابع من الحروب القائمة على خلق صراعات بديلة وعدو بديل، واستخدام أدوات من الشعوب نفسها والعمل على تسليحها وتوفير إمكانيات وقدرات تسمح لها بخلق الفوضى والتوحش، وإدخال الدول في مرحلة الإنهاك وتحويلها إلى دول فاشلة تمهيدًا لتثبيت حالة تفتيت وانقسام قائمة على أساس الواقع الجديد واستمرار الاستثمار فيه للتمكن من استمرار عملية النهب.

إنّ الترويج لمعاداة العدو الشيوعي الكافر في مرحلة الحرب الباردة كان يهدف إلى منع الإتحاد السوفياتي من الاستمرار، وهو أمر شاركت فيه الأنظمة الوظيفية "العربية" من خلال توفير تعميم الفكر الوهابي وأموال النفط التي وُضعت في مواجهة الإتحاد السوفياتي، من خلال إنشاء تنظيم القاعدة في أفغانستان، وهو التنظيم الذي لا يزال يفرّخ مئات التنظيمات بمسميات مختلفة لخدمة مشروع التفتيت والتقسيم.

في الثمانينات أنجزت أجهزة الاستخبارات الأميركية بالتعاون مع وزارة الخارجية الأميركية مشروعًا جديدًا للهيمنة، يهدف إلى تفكيك الإتحاد السوفياتي والمنطقة العربية والشرق الأدنى، وهو مشروع تم تقسيمه إلى ثلاث مراحل كان من المقرر أن يتم تنفيذه بالكامل أواخر العام 2015.

-    المرحلة الأولى من المشروع كانت تستهدف الإتحاد السوفياتي ودول الكتلة الاشتراكية واستطاعت أميركا أن تنجزه بسرعة قياسية، حيث أدّى الأمر إلى تشكيل الإتحاد الروسي كبديل وتشكيل دول لم تكن موجودة كأوكرانيا وجورجيا وغيرها من الدول التي كانت من ضمن جمهوريات الإتحاد السوفياتي، ذهب بعضها نحو العداء لروسيا كجورجيا وأوكرانيا التي تعتبر الآن مواطئ قدم لأميركا والكيان الصهيوني، ويتم العمل على تحويلها إلى قواعد متقدمة تؤثر في خواصر روسيا بهدف إنهاكها وانجاز إضعافها وتحويلها إلى دولة فاشلة وتابعة.

-    المرحلة الثانية بدأت بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد وتوريط العراق بحرب طويلة مع إيران الناشئة، وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وتوقيع اتفاقيتي أوسلو مع الفلسطينيين ووادي عربة مع الأردن، وصولًا إلى ما سمي بالمبادرة العربية لإنهاء الصراع مع الكيان الصهيوني سنة 2002 في القمة العربية التي انعقدت في لبنان، وسبقتها أحداث 11 أيلول 2001 في أميركا ولحقها غزو العراق بهدف تدميره وتفكيكه، وتخويف سوريا الدولة العربية الوحيدة حينها التي رفضت الانصياع بالنموذج العراقي، والذي تبلور بوضوح بعد زيارة كولن أول وزير للخارجية الأميركية حينها إلى دمشق، ومحاولته إخضاع سوريا وتهديدها بالنموذج العراقي، وهو أمر تم رفضه وكان السبب المباشر في إخراج سوريا من لبنان بعد اغتيال الرئيس الحريري، والذي سبقه قانون محاسبة سوريا في الكونغرس الأميركي والقرار 1559 وفيما بعد إطلاق عدوان 2006 على لبنان وعدوان 2008 – 2009 على غزة، وإطلاق الحرب المستمرة على سوريا حتى اللحظة والتي كان مقررًا أن تتنهي بسقوط الدولة في حد أقصاه نهاية العام 2012.

-    المرحلة الثالثة والتي لم تنطلق حتى اللحظة، وهي التوجه إلى الشرق الأدنى والى الصين تحديدًا وتقزيم المارد الصيني وإرجاعه إلى القمقم.

في كل هذه المراحل كان النفط والممرات البحرية عناوين أساسية لأسباب الهجمة، خصوصًا إذا ما علمنا طبيعة مشاريع جر الغاز والنفط وهو موضوع طويل ومعقد وشائك يستلزم الكثير من الاستعراض، واكتفي بالإشارة إليه لأنتقل إلى الإشارة على مواقع الصراع الحالية للدلالة على صحة ارتباط النفط والممرات البحرية بطبيعة الصراع الحقيقية.

فهذه الحروب التي تدور الآن تقع في سوريا القريبة من مضيق الدردنيل والبقعة الجغرافية التي كان مقررًا مرور أنابيب النفط فيها لمصلحة قطر والعراق، الذي كانت تذهب فيه الأمور نحو مد خط أنابيب كركوك – "تل أبيب"، وسيناء القريبة من قناة السويس والبحر الأحمر واليمن المتحكم بباب المندب وليبيا والجزائر القريبتين من مضيق جبل طارق.

وبالنظر إلى الأسباب الحقيقية للصراع والتي لم يكن ممكنًا إعلانها بشكل واضح، ما يوحد شعوب المنطقة في مواجهتها، تمت عملية تضليل وتزوير وتحريض لا سابق لها لإحداث الانقسام المذهبي وخلق العدو البديل وهو إيران.

شكل الصمود الكبير لسوريا وحلفائها حتى اللحظة عائقًا أمام تنفيذ المخطط الشيطاني، وساهم هذا الصمود في سقوط حكم الأخوان المسلمين في كل من تونس ومصر واعتاد استنهاض العراق ودفع روسيا للدفاع عن المنطقة وعن وجودها، وكذلك بالنسبة لإيران وقريبًا الصين التي بدأت بوادر استهدافها تظهر للعلن.

ولأنّ الصراع يأخذ البعد الذي ذكرناه، فهو بالنسبة لأميركا صراع مفصلي وبالنسبة للدول المستهدفة صراع وجودي، فإنه سيستمر وبقساوة اكبر مما شاهدناه حتى الوصول إلى منتصر أو مهزوم. فلا أميركا اليوم هي المهيمن الأوحد ولا روسيا الصاعدة ومعها الصين دول فاشلة كما خطط الأميركي وأراد، ولا سوريا سقطت، وهذا يعني أن المعركة المفصلية بالنسبة لأميركا ومن يدور في فلكها هي معركة وجودية بالنسبة للدول المستهدفة وعلى رأسها روسيا، ما يجعلنا متأكدين من استمرار الصراع حتى الوصول إلى نهاية مرحلة القطب الواحد والدخول في مرحلة ما بعد الغرب وأفول نجمه، لكن دون ذلك مصاعب كبيرة ستكون أثمان الوصول إلى نتائج فيها مريعًا ومكلفًا ولكنها لن تكون لمصلحة أميركا أبدا.

المصدر: عمر معربوني - بيروت برس -
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 22 مشاهدة
نشرت فى 10 مارس 2017 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,503