<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
قفزات العميد النمر من حلب إلى دير حافر..
الثلاثاء 07 آذار 2017
عمر معربوني - بيروت برس - *ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.
عند بداية كتابة المقال، كان الجيش السوري على مشارف بلدة الخفسة بعد أن حقق التماس مع قوات سيطرة سورية الديمقراطية عند بلدة دخيرة، وأجبر إرهابيي تنظيم "داعش" على الانسحاب من كامل المنطقة شمال الخفسة. وقبل انتهائي من كتابته، كانت طلائع الجيش السوري قد دخلت بلدة الخفسة، بالإضافة إلى أنّ قوات الجيش تستعد للدخول إلى محطة ضخ المياه في رسم العبود بعد أن سيطرت على آخر قرية قبلها، وهي بلدة كيارية.
وكما يفعل النمر تمامًا، يناور مرات عديدة لينهك فريسته ثم ينقضّ عليها، هكذا هو شكل العمليات التي يقودها العميد سهيل الحسن في ريف حلب الشرقي الشمالي والجنوبي، تكتيكات يمزج فيها بين كثافة النار والمناورة بالحركة على اتجاهات عديدة ليفاجئ العدو بضربة في القلب تفقده قدرة الحركة والمناورة، فيضطر إلى إخلاء مساحات كبيرة هروبًا من الطوق، وهو ما حصل أكثر من مرة آخرها اليوم عندما بدأ الجيش يقترب من بلدة دخيرة، ليجبر إرهابيي "داعش" على الانسحاب من شمال خط الاقتراب نحو دخيرة والخفسة (أنظر الخارطة).
اندفاعات جريئة في قلب العدو تشطر قواته إلى قسمين، مع تقدم جبهي سريع يقضم مساحات واسعة وإبقاء ممر انسحاب إجباري، هو ما حصل في ريف حلب الشرقي.
هذا في شكل العمليات، حيث أدّت هذه الأنماط إلى نتائج باهرة وسريعة وباتت بالنسبة لتنظيم "داعش" الإرهابي مصدر رعب سيستمر في العمليات اللاحقة ما بعد ريف حلب الشرقي.
العمليات في بعدها العسكري أنجزت حتى اللحظة مجموعة من الأهداف التي سيكون لها صدىً كبير في الجانب السياسي سيؤثر على طبيعة الإصطفافات والمواقف، حيث أثبت الجيش السوري قدرته على تطويع الجغرافيا لمصلحته مستفيدًا من دروس وعبر المعارك السابقة مستعيدًا عافيته وقدرته على إثبات انتقاله إلى مصاف الجيوش التي لا تُهزم من خلال استخدامه الأنماط المختلفة للعمليات ستندرج جميعها ضمن مندرج المدرسة العسكرية السورية، كمدرسة جديدة مبدعة استطاعت أن تنتصر في حروب معقدة من حروب الجيل الرابع، حيث شهدنا في المعارك الأخيرة قتالًا جبهيًا على مساحات كبيرة خصوصًا في ريف حلب الشرقي وتدمر ضمن تشكيلات كبيرة تم الجمع فيها بين تكتيكات الجيوش النظامية والحرب الأنصارية المختلفة الاتجاهات.
الجيش الذي بات قادرًا على التكيّف أكثر مع ظروف الميدان، أصبح يمتلك زمام المبادرة وتحديد مسرح العمليات وإجبار العدو على التراجع والانكفاء بشكل فوضوي بعد إفقاده القدرة على الثبات.
في المباشر، استطاع الجيش السوري أن ينشئ جبهة صد بمواجهة القوات التركية عند تخوم مدينة الباب بعمق كبير سيصل إلى مسكنة وما بعدها قريبًا، إضافةً إلى سيطرة الجيش على قرى جنوب غرب منبج باتفاق تمت رعايته من قبل روسيا مع مجلس منبج العسكري.
وعلى الرغم من امتناع مجلس منبج العسكري تسليم قرى أخرى للجيش السوري بعد التدخل الأميركي، إلّا أنّ هذه المسألة ستجد طريقها الى الحل بعد لقاء رؤساء أركان روسيا وأميركا وتركيا في انطليا، حيث سيتم الاتفاق على تنظيم العمليات في الميدان بمواجهة تنظيم "داعش".
بوصول الجيش إلى الخفسة ومحطة ضخ المياه، سيتم استكمال العمليات جنوبًا على محورين باتجاه دير حافر وباتجاه مطار الجراح العسكري ليصبح الجيش بذلك على مشارف محافظة الرقّة عند حوض مسكنة.
حينها ستأخذ العمليات شكلًا مختلفًا، حيث يمكن للجيش بعدها البدء بتحريك العمليات من منطقة خناصر باتجاه مسكنة ومن اثريا باتجاه السخنة، مع عمليات متوازية من تدمر باتجاه السخنة، وهذا التقدم سيشكل مثلث ارتكاز كبير يعيد ربط الجغرافيا ويضع قوات كبيرة لـ"داعش" شمال تدمر وفي ريف حماه الشرقي داخل الطوق، خصوصًا أنّ العمليات في محيط تدمر تتجه نحو توسيع حزام الأمان لمناطق السيطرة للجيش، وهو ما يحصل حيث استعاد الجيش السيطرة على حقل جزل واسقط حقل المهر ناريًا مع عمليات مرتقبة باتجاه جبل شاعر.
مجموع العمليات الحالية في ريف حلب الشرقي وتدمر هو مقدمة لمعركة القسم الجنوبي الغربي من المنطقة الشرقية لسوريا، حيث أعتقد أنّ الوصول إلى دير الزور والرقة سيكون من مهمات الجيش السوري، وهو ما ستثبته الأيام القادمة.
ساحة النقاش