http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

القواعد الأمريكية في الشمال السوري..هزيمة مشروع

الثلاثاء 07 آذار2017

إيهاب زكي - بيروت برس -

إنّ التفسير الأكثر جلاءً للتواجد الأمريكي في الشمال السوري، هو الموت الأخير للمشروع الأمريكي بالسيطرة على المنطقة العربية عبر الحركات الإسلامية، وبالأخص الإخوان المسلمين، هذا المشروع الذي كان أردوغان عرّابه الأول، وقد تصلح طبيعة السياسة الأمريكية بالحفاظ على جميع الأدوات لتفسير التعاطي الأمريكي مع تركيا من جانب والأكراد من جانبٍ آخر، ولكنها لا تصلح لتفسير سياسة التفضيل التي تمارسها أمريكا تجاه الأكراد مقارنة بالأتراك، وقد صرح بذلك وزير الخارجية التركي، حيث اعتبر أنه "يبدو أن أمريكا اختارت الأكراد لمعركة الرقة دون تركيا". لذلك، فلا تفسير لهذه السياسة التفضيلية سوى موت مشروع السيطرة، عبر حكومات إخوانية تابعة للولايات المتحدة عبر الباب العالي في إسطنبول، وإعادة إحياء مشروع التقسيم عبر فيدرالية كردية تحت مظلة الوجود الأمريكي، واكتشف أردوغان مؤخرًا أن المنطقة الآمنة التي تَهلل بها وهلل لها، واستعجل على إثرها للتنصل من التزاماته أمام روسيا وإيران، ما هي إلَّا الكابوس الكردي بالفدرالية.

وقد تصلح هذه الخطوة الأمريكية كتهمةٍ جديدة لإدارة ترامب في التخابر مع روسيا،والتي على إثرها تتواتر استقالات مسؤوليها،فقد جاءت قبيل زيارة مرتقبة لأردوغان إلى موسكو، وكأن الإدارة الأمريكية الجديدة تآمرت مع روسيا ضد حليفها أردوغان، وتتعمد دفعه للحضن الروسي، فيذهب للقاء بوتين مجردًا من أي أوراقٍ للقوة، ويحمل أوزار التهديد الكردي المؤازر أمريكيًا، وبذلك يعود قهرًا لالتزاماته السابقة لكلٍ من روسيا وإيران. وقد نبالغ إذا قلنا بأنّ القواعد الأمريكية الجديدة في الشمال السوري، هي بديل استراتيجي لقاعدة "إنجرليك"، ولكنها تصلح كبديل مؤقت تسحب ورقةً مهمة من اليد التركية، كما أنها تهديدٌ بإفراغ تركيا من أطلسيتها، وهذه الأطلسية هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن تختال به أمام روسيا، لذلك فإنّ على النائب العام الأمريكي أن يدرس بجدية توقيت الخطوة الأمريكية في الشمال السوري، لأنها ستجعل من عراب المشاريع والمصالح الأمريكية في المنطقة أردوغان، يجلس عاريًا أمام الرئيس الروسي إلّا من التوسلات بالعودة لتفاهمات ما قبل تصريحات ترامب حول المنطقة الآمنة، وبما أنه لا يوجد ماهية محددة للسياسة التركية سوى التقلب والانقلابات، فلا نستطيع البناء على ما تنتجه لقاءات أردوغان وتصريحاته.

فالسياسات التركية والعربية ما هي إلَّا صدىً للمصالح الأمريكية و"الإسرائيلية"، فتركيا والخليج لا يتركان شاردةً ولا واردةً فيهما مصلحة أمريكية صهيونية إلَّا أحصوها، ومن يتابع التصريحات الرسمية في تلك البلدان أو الأقلام المقربة من الرسميين، يلاحظ أنهم في دركٍ لا قاع له، وحتى تصريحات ما تسمى بـ"المعارضات السورية" والتي هي صدى لعقليات من يديرهم في تلك العواصم الخليجية وأنقرة، يدرك مدى سقمها وعماها، لذلك فلا غرابة حين نستمع لتصريحات المسؤولين الأتراك أو من جاورهم من أقلام،وهم يتغنون بـ"الانتصارات" في الباب، باعتبارها إنجازًا تركيًا مفروضًا بالقوة. وفيما تصر الرسمية التركية على أنه لا خطوات دون الإذن الروسي أو الأمر الأمريكي، تتعامى تلك الأقلام عن هذه التصريحات وتقفز للطلب من أردوغان الذهاب إلى منبج، ليقلب الطاولة كما فعل في الباب، وهؤلاء لا يرون الجالس تحت تلك الطاولة المنقلبة، إنه أردوغان شخصيًا، والعنتريات تصلح أمام الجماهير وخلف "المايكروفون"، لكنها في الميدان الكاشطة.

ولكن السؤال الأهم هو عن الموقف السوري من تلك القواعد الأمريكية، لا يحتاج هذا السؤال لكثير عناء، فالموقف السوري مبدئيًا يتعامل مع هذا التواجد باعتباره احتلالًا لا شرعية له، ولكن في هذه الأثناء فالحكومة السورية غير معنية بفتح جبهةٍ جديدة لترحيل هذه القواعد، خصوصًا وأنها في هذه اللحظة تشكل ضغطًا شديدًا على الحكومة التركية، وفي ذات الوقت فهي لا تشكل خطرًا جديًا ينبئ بنجاح مشروعها التقسيمي، وطالما أن الحكومة السورية ترفض ذلك الوجود كما ترفض مبدأ التقسيم مهما كانت مسمياته، فإنّ مسألة تفكيك تلك القواعد هي مسألة وقت لا أكثر،وتخضع لضرورات المعركة وأولوياتها،وينطبق هنا قول الروائي الروسي تولستوي "يربح الحرب الجانب المصمم على الربح"، ولا يوجد طرفٌ مصممٌ على الربح مثل سوريا وحلفائها، أما أعداء سوريا فهم مصممون على استمرار النزف والتخريب، وأما ما تسمى بـ"المعارضات السورية" فهي مصممة على استمرار الاسترزاق.

المصدر: إيهاب زكي - بيروت برس -
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 30 مشاهدة
نشرت فى 8 مارس 2017 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,346