<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
رئيسان أحدهما مسلم وآخر أمريكي يقدمان لنا مثلين متناقضين حول كيفية احترام الديمقراطية ومؤسسات الدولة
الإثنين 06 شباط 2017
عبد الباري عطوان - رأي اليوم -
قررنا الابتعاد مؤقتا في هذه الزاوية عن الملفات العربية المعتادة مثل سورية واليمن والحروب الدائرة فيها أو حولها، عسكريا ودبلوماسيا، بحثا عن جديد لتجنب ملل القارئ العزيز على قلوبنا، والحفاظ على اهتمامه، ومودته، معا، فاستوقفنا حدثان سياسيان ينطويان على الكثير من المعاني والدروس والعبر، وان كنا لا نستطيع فصلهما كليا عن منطقتنا العربية:
الأول: إعلان مكتب الرئيس النيجيري محمد بخاري (منتخب ديمقراطيا)، أن الرئيس طلب من البرلمان تمديد إجازته المرضية بعد أن قضى أسبوعين لإجراء فحوص طبية في بريطانيا، وذلك لاستكمال هذه الفحوص التي أوصى بها أطباؤه، وانتظار النتائج.
الثاني: إصدار محكمة أمريكية في ساعة متأخرة من مساء السبت حكما قضائيا برفض الطلب الذي تقدمت به إدارة الرئيس دونالد ترامب، وإعادة العمل على الفور بقانون حظر دول مهاجري سبع دول إسلامية، موجهة صفعة ثانية للرئيس الأمريكي وإدارته العنصرية في اقل من 24 ساعة.
***
ما يربط بين الحدثين من وجهة نظرنا هو عظمة قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وسيادة القانون، والفصل بين السلطات واحترام القضاء ومؤسسته التي يجب أن يتساوى أمامها الجميع.
في بلادنا العربية، ومعظم الدول الإسلامية، تعتبر صحة الملك أو رئيس الجمهورية من أسرار الأمن القومي لا يجوز أن يعرفها احد، إلا القلة القليلة المحيطة به، أما رحلاته إلى الخارج، أو الداخل لقضاء إجازة أو للعلاج سيان، فهي مفتوحة، ولا سقف لها، وهو الذي يحدد بدايتها ونهايتها، ولا يستأذن أحدا، لان هذا القرار "سيادي" والاستئذان يرتقي إلى مستوى الإهانة، ثم لمن يتقدم بالإذن، للبرلمان غير الموجود في معظم الدول، أو لمجالس الشورى غير المنتخبة، ولا تملك أي صلاحيات تشريعية، وهي بمثابة ديكور للزينة فقط.
أما إذا انتقلنا إلى حكم المحكمة الأمريكية التي كسرت كبرياء رئيس الدولة الأعظم في العالم وعلمته درسا في ضرورة احترام مؤسسات الدولة، والقضائية منها على وجه الخصوص، فإن هذه المحكمة التي نصت في فتوى قضائية ملزمة بإلغاء العمل بالقانون الذي أصدره هذا الرئيس العنصري الجاهل ويمنع دخول مواطنين مسلمين يحملون تأشيرات رسمية، أظهرت بعض الجوانب المضيئة في النظام الأمريكي، وعززت مكانة المؤسسات، وفرضت احترام الدستور ونصوصه وروحه، والإحصائيات الأمريكية الرسمية تؤكد أن 3.3 مليون مهاجر دخلوا الولايات المتحدة في الفترة من 1975 إلى 2015 ولم يرتكب أحدا منهم أعمال إرهابية باستثناء 6 فقط، 3 منهم من المسلمين على مدى أربعين عاما.
ترامب كان يتصرف كتاجر، وحاكم عربي، وربما تعلم هذه الخصلة من أصدقائه من التجار العرب، أو بالأحرى الحكام التجار الذين يجمع بعضهم بين الحكم والتجارة، سواء بصورة علنية، أو من خلال شبكة أبنائهم وبناتهم وأصهارهم، وما أكثرهم في بلداننا.
***
الرئيس النيجيري بخاري، وهو مسلم،رد لنا الاعتبار كمسلمين عندما التزم بأصول الديمقراطية في بلده،وتصرف كموظف عادي يحترم"أولياء أمره" في البرلمان، ممثلي الشعب، المنتخبين في انتخابات حرة نزيهة، أما القاضي الفيدرالي الأمريكي الذي رفض استئناف وزارة العدل باسم ترامب، وصادق على قرار زميله جيمس روبارت من مدينة سياتل، باستمرار دخول المسلمين من الدول السبع المحظورة، فقد بيض صفحة الديمقراطية الأمريكية،وان كان الكثير منا لا يمكن أن ينسى جرائم أمريكا في بلداننا العربية والإسلامية،ومئات الآلاف من الضحايا الذين سقطوا ضحية لها.
نتمنى للرئيس النيجيري والأمريكي الشفاء العاجل، الأول من أزمته الصحية، والثاني من جنونه العقلي، وعنصريته المتأصلة، وان كنا نعتقد أن حالة الأخير مستعصية على العلاج والشفاء التام، ولذلك لا نستبعد أن يغادر البيت الأبيض مطرودا، وتولي نائبه مايك بينس،على غرار ما حدث للرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون.. والأيام بيننا.
ساحة النقاش