<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
إعلام داعش ينبئ بانهياره
الأحد 05 شباط 2017
- بيروت برس -
مع تلاحق هزائم داعش في العراق وسوريا، يعتقد عدد من المراقبين أن التنظيم بدأ بالانهيار. وفي الواقع، أعلن رئيس الوزراء العراقي، في الأسبوع الماضي، عن تحرير القسم الشرقي من مدينة الموصل بالكامل. ويبدو واضحاً أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة داعش قد حقق تقدمأ في حملته ضد داعش. فقد قتل أو اعتقل، جراء هذه الحملة عدداً من أبرز قادة التنظيم، الذي تقلصت موارده المالية، وفقد مساحات واسعة من أراضيه، وبات من المؤكد أنه سيشهد مزيداً من التفكك، خلال بضعة سنوات.
مساران
وكتب شارلي وينتر زميل مركز مكافحة الإرهاب في لاهاي، وزميله في المعهد كولين كلارك، في مجلة فورين أفيرز، أن التنظيم الإرهابي سيسلك مسارين، فإما أن يؤدي تفككه لإضعاف مركز ثقله وجاذبيته، ويصبح أضعف بصفة عامة، أو أن يكون مصيره مثل مصير القاعدة، فيضعف في قاعدته في العراق وسوريا، فيما يمنح مزيدأ من الزخم لعمليات إرهابية في مناطق كأفغانستان وباكستان وشبه صحراء سيناء واليمن.
تنافس فتاك
ويرى بعض المحللين، مثل كلينت واتس، أن تمزق داعش يعد انتصاراً في الحرب على الإرهاب، وخاصة إذا أدى لما يسميه "تنافساً إرهابياً فتاكاً"، أي ديناميكية تقوض أيديولوجية التنظيم عبر دفع تنظيمات تابعة له للتركيز على النشاط الإقليمي ما يضعف مركز القيادة. ولكن آخرين، مثل كولين كلارك وشاد سيرينا، يعتبرون أن تلك الديناميكية شائكة، لأنها قد تؤدي لظهور تنظيمات أشد تطرفاً، ما يؤدي لإطالة الحرب على الإرهاب. وفي هذه الحالة، يقول الباحثان كلارك ووينتر، إن مثال القاعدة قد يوفر دلالة مفيدة. فقد كان القاعدة قبل هجمات 11/9 عبارة عن كيان هرمي ومتماسك. لكن بعد خمس سنوات من تعهد الولايات المتحدة بتدميره ، تحول القاعدة لما يشبه أفعى فتاكة لها رؤوس توزعت من الشمال الأفريقي إلى أقصى جنوب شرق آسيا. وأصبح لمقاتلي التنظيم فروع تمثل تحديات لوجيستية وقانونية.
الإنتاج الإعلامي
ويقول الباحثان إن لا حاجة للقول، إن الطريق الذي سيسلكه داعش في المستقبل ليس واضحاً. ولكن، وبحسب ما يجري حالياً، يبدو أن التنظيم راغب بالاحتفاظ بسرية خططه. ولأجل أخذ فكرة عن كيفية تشظي داعش، قام الباحثان بتحليل بروباغندا التنظيم، ومن خلال تفحص إنتاجه ونوعيته أمكن أخذ أدلة عن كيفية نشره لرواياته وصوره، ومدى سهولة تواصله مع جمهوره. ويقول كلارك ووينتر إن الإنتاج الإعلامي لداعش، كما أظهرته دراسة أجراها مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت، يتراجع، وذلك بسبب تقلص المساحة الجغرافية التي يعمل عليها التنظيم حالياً. وهناك تركيز على ما يجري في العراق وسوريا.
انهيار الجهود
ويلفت الباحثان لقيام التنظيم، في أوج صعوده في عامي 2014 و2015، بالتسويق لنفسه كدولة فاضلة. فمن غرب أفريقيا إلى جنوب آسيا، لم تتبن فروعه مشروعه الإرهابي وحسب، بل طبقت بعض أساليبه في الحكم. وأنشأت، وإن بدرجات متفاوتة، مؤسسات قضائية وتعليمية ودعائية كتلك التي انتشرت في سوريا والعراق. وعبر ذراعه الإعلامية، تمكن داعش من حشد التأييد لصورته غير الحقيقية، السلفية الجهادية الفاضلة. ولكن مع تراجع إنتاجه الدعائي، وتقلص عدد المجندين في صفوفه، انهارت جهود داعش في تصدير صورته إلى العالم.
خطر التمزق
ويحذر كلارك ووينتر من خطر تمزق داعش، ومحاولاته الحفاظ على إيديولوجيته، عبر سعيه إلى إعادة مقاتليه إلى أوطانهم الأصلية لتنفيذ هجمات. ومن شأن ذلك أن يرفع معنويات داعش، ويضخم صورته وقدراته. وكما وجد ثوماس هيغهامر، باحث في الجهادية، يكون المقاتلون الأجانب العائدين إلى بلدانهم أكثر فعالية ونشاطاً من غير المحاربين القدامى، ومن هنا يدعو الباحثان ومعهم مراقبون ومختصون في مكافحة الإرهاب لتعزيز التواصل بين حكومات أوروبية وقيادات شرطية واستخباراتية لمواجهة تحديات يمثلها المتطرفون العائدون.
ساحة النقاش