http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

هل كانت دمشق فعلًا على بعد أسبوعين من السقوط في يد الإرهابيين قبل التدخل العسكري الروسي؟

الأربعاء 18 كانون الثاني2017

عبد الباري عطوان - رأي اليوم - 

فاجأ سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، حلفاء  بلاده قبل أعدائها عندما كشف في مؤتمر صحافي بأن دمشق كانت على بعد أسبوعين إلى ثلاثة من السقوط في أيدي الإرهابيين، وان التدخل العسكري الروسي الذي جاء بطلب من السلطة الشرعية في دمشق منع هذا الانهيار، وأكد أن بلاده ساعدت الجيش السوري في صد الهجوم على العاصمة دمشق.

تفجير هذه المفاجأة، وقبل ستة أيام من انعقاد مؤتمر الأستانة الذي سيدشن مفاوضات غير مسبوقة بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، بزعامة السيد محمد علوش، زعيم فصيل "جيش الإسلام" المصنف إرهابيا من قبل النظام، لا يمكن أن يكون بمحض الصدفة، ولا نستبعد أن يكون رسالة أريد بها التذكير بأن روسيا هي التي حمت النظام من السقوط، وليس أي جهة أخرى، ربما في إشارة إلى إيران.

توقيت هذه الرسالة مهم، لأنها تأتي في ظل تزايد الحديث عن وجود خلافات روسية إيرانية، حول جدول أعمال مؤتمر الآستانة، والأطراف التي من المفترض أن تشارك فيه، إلى جانب خلافات بين الجانبين حول وقف إطلاق النار الذي يحتل هدف تثبيته قمة أجندات المؤتمر المذكور، وكان لافتا تصريح السيد محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني الذي أدلى به أمس، وأكد فيه أن إيران تعارض وجود أمريكا في مفاوضات الآستانة، وقال "لم نوجه لهم الدعوة، ونعارض وجودهم"، ربما في رد على حديث لافروف عن توجيه دعوة لإدارة ترامب للمشاركة في المؤتمر.
مصادر دبلوماسية لبنانية مقربة من إيران كشفت لـ"رأي اليوم" بأنها لا تستبعد أن يكون التمثيل الإيراني في مؤتمر الآستانة "متواضعا جدا"، وبصفة "مراقب"، أي أن السيد ظريف قد لا يحضره مطلقا كبادرة احتجاج على بعض "الامتلاءات" الروسية التركية، على حد قول تلك المصادر، اللهم إلا إذا جرى حل هذه الخلافات في الأيام المقبلة.

***

المعارضة السورية تواجه انقسامات حادة أيضا حول مؤتمر الآستانة، وانعقاده تحت مظلة التنسيق الروسي التركي، فاستبعاد الهيئتين السياسيتين للمعارضة، الهيئة العليا في الرياض، والائتلاف الوطني في اسطنبول، وإحلال الفصائل المسلحة مكانها، يؤكد أن هذه الخطوة قد تثبت "الطلاق" بين الجناحين العسكري والسياسي، ولافروف جسد هذا الطلاق في مؤتمره الصحافي المذكور آنفا، عندما قال، "تثبيت وقف إطلاق النار هو العنوان الرئيسي، ولكن هذا الوفد الذي يمثل الفصائل الفاعلة في ميادين القتال هو الذي سيمثل المعارضة أيضا في المفاوضات السياسية المقبلة في جنيف"، فهل هناك ما هو أوضح من هذا الوضوح؟

نجاح موسكو في دق إسفين الخلاف بين المعارضتين المسلحة والسياسية قد يكون ابرز إنجازات مؤتمر الآستانة، حتى قبل أن يبدأ، أما الخطوة التالية،فستكون من خلال إجراء غربلة لهذه المعارضة المسلحة المعتدلة،بحيث يتم الفصل بين الإسلامية منها،وغير الإسلامية، وشطب الأولى، واعتماد الثانية.

لافروف سلط الأضواء على هذه النقطة دون مواربة في مؤتمره الصحافي صباح اليوم عندما قال "اعتقد انه أمر مهم للغاية، مهم بالدرجة الأولى، الحفاظ على سورية كدولة علمانية متعددة الاثنيات والطوائف، وفق ما يقتضي به قرار مجلس الأمن الدولي"، وأضاف "يجب أن ندرك أن وقف هذه الحرب، وضمان حقوق، ليس المسيحيين فقط، بل والمسلمين وممثلي الطوائف الأخرى الذين يعيشون منذ القدم في سورية وفي دول المنطقة الأخرى، وهذا هدف يمكن تحقيقه عبر استخدام القوة لأنه يجب محاربة الإرهاب والقضاء عليه بلا رحمة أو هوادة، وهذا ما نتولاه بمساعدتنا للجيش السوري".

مؤتمر الآستانة ربما يكون الأكثر أهمية من كل المؤتمرات المماثلة التي سبقته في جنيف وفيينا ونيويورك، ليس لأنه يأتي تجسيدا لامتلاك روسيا كل أوراق القوة في الملف السوري، وهي التي تحدد الأجندات وتختار المفاوضين، وإنما أيضا لأنه سيحدد مستقبل سورية وهوية حكومتها.
***

يكفي أن نتابع المواجهة بين أكثر الصقور تطرفا وشراسة التي ستجلس على مائدة المفاوضات وجها لوجه، ونحن نتحدث هنا عن السيد بشار الجعفري، رئيس الوفد السوري، وخصمه اللدود السيد محمد علوش، رئيس الوفد المعارض، اللذين طالما تبادلا الاتهامات الخارجة عن كل النصوص الدبلوماسية، فالأول احد دهاة النظام السوري، ويملك خبرة عميقة في المفاوضات والمواجهات ومقارعة الخصوم،والثاني يملك خبرة ميدانية عسكرية، وجرأة في المواقف بدرجة الغضب، والانسحاب إذا اضطر إلى ذلك،ولا ننسى انه كان كبير المفاوضين في وفد المعارضة في مؤتمر جنيف الأخير، ولكن إقامته لم تطل وانسحب.

بقيت نقطة أخيرة على درجة كبيرة من الأهمية، لا يجب القفز عنها، في محاولة قراءة ما بين سطور تصريحات الوزير لافروف، وهي أن روسيا انتصرت لحلفائها السوريين، ولم تتردد لحظة في إرسال طائراتها وأساطيلها لمنع سقوط العاصمة دمشق في أيدي المعارضة المسلحة عندما كانت على بعد بضعة كيلومترات من بواباتها، بينما لم يفعل حلفاء هذه المعارضة وداعميها الشيء نفسه، أو اقل منه، لمنع سقوط مدينة حلب، وهنا يكمن الفارق الأساسي الذي يشكل ابرز عوامل الحسم الذي نرى مقدماته في الأزمة السورية، انطلاقا من مؤتمر الآستانة.

في الماضي كان جلوس المعارضة على مائدة المفاوضات مع الحكومة السورية من الأمور المحركة للجانبين، ثم انتقلت الخطوط الحمر للجماعات المسلحة التي جرى تصنيفها إرهابية، الآن سقطت هذه الخطوط، وبات الذين يرفعون السلاح لإسقاط النظام يتفاوضون معه على وقف إطلاق النار، وبعد ذلك الحل السياسي، وتحت راية "الاحتلال الروسي" الملحد.سبحان مغير الأحوال.. لم يسقط النظام بل سقطت جميع المحرمات لدى جميع الأطراف.

المصدر: عبد الباري عطوان - رأي اليوم -
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 27 مشاهدة
نشرت فى 19 يناير 2017 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

282,592