<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
وساطة كويتية منتظرة لإصلاح العلاقات الإيرانية الخليجية.. ما هي فرص النجاح والفشل؟
الجمعة 13 كانون الثاني 2017
رأي اليوم
فجأة، ودون أي شروح أو مقدمات، أعلن السيد خالد الجار الله، وزير خارجية الكويت، الخميس أن بلاده جرى تكليفها بحمل رسالة من دول الخليج الست إلى القيادة الإيرانية توضح وجهة نظرها حول قضية الخلاف بين الطرفين الخليجي والإيراني، وأجرت اتصالات مع طهران فيما يتعلق بكيفية بدء الحوار معها لتحديد موعد ملائم للجانبين.ما زال مضمون هذه الرسالة الخليجية غامضا، ومن الطبيعي أن يكون كذلك، لكن من الواضح أن هناك رغبة بالحوار، وقد جرى تكليف الكويت رسميا من قبل مجلس التعاون بفتح قنوات وساطة مع طهران، لتخفيف حدة التوتر، خاصة بين المملكة العربية السعودية والحكومة الإيرانية على صعد عدة، من بينها الحروب بالإنابة التي تشنها البلدان ضد بعضهما البعض في سورية واليمن والعراق، ومقاطعة الحجاج الإيرانيين لأداء مناسك الحج في الأماكن المقدسة، ومسألة الجزر الإماراتية الثلاث، أبو موسى وطنب الصغرى والكبرى.من الواضح أن الحكومة السعودية التي خسرت الحرب في سورية تقريبا بعد استعادة الجيش السوري لمدينة حلب، وانضمام تركيا للمحور الروسي، ولم تكسب الحرب التي تشنها في اليمن، وأوشكت على دخول عامها الثالث، تقف خلف هذه الوساطة الكويتية، وربما تكون هي التي أوعزت بها أثناء انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي الشهر الماضي في المنامة.هناك أربعة مواقف سعودية لافتة في هذا الإطار لا بد من التوقف عندها لقراءة الموقف السعودي قراءة أولية متعمقة:
الأول: امتناع المملكة العربية السعودية عن إرسال برقية تعزية إلى الحكومة الإيرانية في وفاة حجة الإسلام هاشمي رفسنجاني، الرئيس الإصلاحي الإيراني السابق، الذي كان صديقا لها، وقناة اتصال مهمة مع إيران، وقد أقدمت جميع دول الخليج على هذه الخطوة باستثناء السعودية، وربما يفيد التذكير في هذا الإطار أن الحكومات الخليجية لم تغلق سفاراتها في طهران تضامنا مع القرار السعودي بقطع العلاقات اثر جريمة إحراق السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية، واكتفت بعضها باستدعاء سفيرها فقط، أي أن المواقف الخليجية ليست دائما متطابقة.
الثاني: إعلان السلطات السعودية عن توجيه دعوة رسمية للهيئة المسؤولة عن شؤون الحج في إيران لمناقشة الترتيبات اللازمة للموسم المقبل، وأكد ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج الإيراني السيد علي قاضي عسكر تلقي هذه الدعوة، وإرسال وفد إيراني يوم 23 شباط (فبراير) المقبل إلى الرياض للبحث مع الجانب السعودي في شأن إنهاء مقاطعة الحجاج الإيرانيين، صحيح أن الدعوة جرى توجيهها لأكثر من ستين دولة، إن لم يكون أكثر، ولكن الصحيح أيضا انه كان من الممكن تجاهل إيران لو كانت هناك رغبة سعودية باستمرار الأزمة.
الثالث: الحفاوة اللافتة التي حظي بها الرئيس اللبناني ميشال عون أثناء زيارته للرياض كمحطة أولى له بعد توليه السلطة، وهو المقرب من "محور الممانعة" السوري الإيراني، والحليف القوي لـ"حزب الله" اللبناني، الذي يوصف سعوديا بأنه الذراع العسكري والسياسي لإيران في لبنان، يوحي باستعداد لفتح قنوات مع "الآخر"، وتقليص الصدامات، إن لم يتأت منعها.
الرابع: معارضة مسؤولين سعوديين أبرزهم الأمير تركي الفيصل لسياسة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لأي إلغاء للاتفاق النووي مع إيران، لما يمكن أن يترتب على هذه الخطوة من توترات في منطقة الشرق الأوسط، وسياق تسليح نووي، وربما حروب إقليمية، وهو الموقف الذي يتناقض مع المعارضة السعودية الشرسة لهذا الاتفاق، وخيبة الأمل الكبرى من توقيعه في حينه، أي قبل عام.
الميل السعودي الرسمي للحوار مع إيران عبر الوسيط الكويتي ربما يكون الأكثر ترجيحا، لان المملكة أدركت مدى فاعلية هذا التوجه، عندما خففت من موقفها في منظمة "أوبك" وقبلت بتخفيض إنتاجها النفطي بأكثر من نصف مليون برميل يوميا، ودون الإصرار على إقدام إيران على أي تخفيضات في إنتاجها، وهو الإصرار الذي عطل الاتفاق لأكثر من ثمانية أشهر تكبدت خلالها الدول المنتجة أكثر من مائة مليار دولار كخسائر بسبب استمرار انخفاض الأسعار.
السعودية ليست في موقف قوي مثلما كان عليه الحال في السابق لفرض شروطها، واتخاذ مواقف متشددة بالتالي في ظل انخفاض عوائدها النفطية، وقدوم رئيس أمريكي جديد يريد فرض "خطوات" عليها ودول الخليج الأخرى مقابل الحماية التي تقدمها أمريكا لها، ويساند بقوة مقاضاة الحكومة السعودية أمام المحاكم الأمريكية بتهمة الإرهاب، والوقوف خلف هجمات مركز التجارة العالمي، والشيء نفسه ينطبق على إيران، وان بدرجة اقل خطورة، وإذا وضعنا في عين الاعتبار أن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تخف نواياها العدائية تجاهها، ورغبتها في إلغاء الاتفاق النووي أو تعديله في أفضل الظروف.نجاح الوساطة الكويتية أو فشلها يعتمد بالدرجة الأولى على نسبة المرونة في الموقف السعودي، ومدى تجاوب الحكومة الإيرانية معها، والأمر المؤكد أن هذا النجاح في حال تحقيقه، سيؤدي إلى انفراجات في ملفات عديدة من بينها الملفان السوري واليمني، وإنهاء مقاطعة الإيرانيين لمواسم الحج المقبلة.
ساحة النقاش