<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
إيجابيات وسلبيات ترحيل الإرهابيين إلى إدلب..
السبت 03 كانون الأول 2016
عمر معربوني - بيروت برس - *ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.
إلى إدلب، أو بالأصّح إلى مطمر إدلب كما أسميته منذ فترة، ومصطلح المطمر هنا ليس سبًّا أو ذمًّا بقدر ما هو دلالة على المصير الذي سيلقاه الإرهابيون الذين تمّ وسيتم ترحيلهم إلى إدلب.حتى اللحظة تم ترحيل آلاف الإرهابيين من حمص وأرياف دمشق، ومنهم من ينتظر سواء في حلب أو في أماكن أخرى حيث تتسارع وتيرة التسويات التي تؤدي إلى ترحيل الإرهابيين إلى إدلب بشكل خاص، وهو شرط من شروط الدولة السورية لمجموعة كبيرة من الأسباب أهمها حصر هؤلاء في نطاق جغرافي محدد يمكن توفير الإمكانيات اللازمة لسحقهم في المواجهة الكبرى القادمة عاجلًا أو آجلًا، وستكون ساحتها بشكل رئيسي محافظة إدلب وأجزاء من ريف حماه الشمالي وبعض مناطق سهل الغاب.منذ فترة تتوالى التسويات، وحتى لا يتم الخلط بين المصطلحات، فإضافةً إلى التسويات هناك المصالحات والهدن، فالتسوية ترتبط بشكل أساسي محدد يقضي بخروج البعض من الإرهابيين بعد تسليمهم للأسلحة الثقيلة والخفيفة والخروج بقطعة سلاح فردي واحدة قد تكون بندقية أو مسدس دون طلقات، مع إمكانية أن يسلّم البعض الآخر أنفسهم والخضوع للسلطات السورية المختصة والاستفادة من مرسوم العفو الذي أصدره رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد والعودة إلى الحياة الطبيعية كمواطن عادي.
أما المصالحات فهي عدم خروج احد من منطقة المصالحة مع تسليم السلاح الثقيل والمتوسط ورفع العلم السوري على أعلى نقطة في منطقة المصالحة، ودخول أجهزة الدولة والبدء بإعادة الحياة عبر الإدارات الخدمية مع إمكانية انضمام البعض ممن حملوا السلاح إلى أجهزة الأمن للمشاركة في حماية منطقتهم. وهناك العديد من التجارب أثبتت جدوى هذا التدبير، فأغلبية العائدين إلى حضن الدولة اضطروا لحمل السلاح لاعتبارات مختلفة ولم تكن القناعة أو العقيدة سببًا في حملهم للسلاح، إضافة إلى وصولهم لمرحلة التخبط ممّا شاهدوا ولمسوا من ممارسات الإرهابيين ولم يتجرؤوا على مواجهتهم.
أما بخصوص الهدن، فهناك العديد من الحالات التي دخلت الهدنة حيث يتم تجميد القتال لحفظ منطقة محاصرة موالية للدولة، كمثال الزبداني مقابل الفوعة وكفريا، وهناك نوع آخر من الهدن وهو وجود الدولة على مداخل المنطقة دون دخولها، وبعض بلدات وادي بردى مثال على ذلك.
وبالعودة إلى موضوع ترحيل الإرهابيين إلى إدلب، فالسيئة الوحيدة برأيي هي إمكانية إضافة أعداد إضافية إلى صفوف الإرهابيين في محافظة إدلب يمكن أن يشاركوا في القتال، وهم بالمناسبة يملكون خبرات كبيرة ولكن التجارب السابقة تشير إلى أن اغلب الذين يتم ترحيلهم إلى إدلب يغادرونها إلى تركيا ومنها إلى أوروبا ولا يبقى إلا العدد القليل منهم، وهذا ما تشير إليه المعلومات. وحتى لو افترضنا أن المرحّلين استقروا جميعهم في إدلب، فإنّ ذلك لن يؤثر في ميزان القوى بشكل كبير، فمعركة إدلب ستكون محسوبة ولن تحصل إلا بتوقيت الجيش السوري، سوى أن احتمال قيام الإرهابيين بهجمات على جبهة ريف حماه الشمالي يبقى واردًا كرد على هزائمهم في حلب، وهو أمر تأخذه القيادة العسكرية السورية بالحسبان وتعد له ما يلزم من إمكانيات وآخرها تشكيل الفيلق الخامس - اقتحام الذي سيكون له دور كبير في المعارك القادمة سواء في إدلب أو في المنطقة الشرقية أو حتى في الجبهة الجنوبية.
في الإيجابيات، إنّ ترحيل هؤلاء الإرهابيين من أرياف دمشق أتاح وسيتيح أكثر مع تنفيذ تسويات بيبيلا والحجر الأسود تأمين نطاق أمان أوسع للعاصمة دمشق من جهتها الجنوبية والغربية، كما أمّن ترحيل مسلحي قدسيا والهامة والتل نطاق آمان كبير للعاصمة من الجهة الشمالية.
لن يختلف الوضع في حلب خلال القادم من الأيام عن العاصمة دمشق، فعاجلًا أو آجلًا سيتم ترحيل إرهابيي الأحياء الشرقية إلى إدلب ويبدأ الجيش السوري عملياته في محيط حلب سواء في الشمال للانتهاء من منطقة عندان وحريتان وكذلك كفرحمرة، وهي عمليات ستنتهي بسرعة عند السيطرة على تلة عبد ربو التي تشكل مفصلًا أساسيا في أي عمليات قادمة وقد يحصل ذلك مع استئناف العمليات في الريفين الغربي والجنوبي الغربي لمدينة حلب.
قد يتساءل البعض عمّا سيكون عليه عدد الإرهابيين في إدلب وأريافها وان كان سيشكل تهديدًا لتقدم الجيش، والجواب هو أن إدلب مطوقة حاليًا بطوق واسع من جهة الريف الجنوبي الغربي لحلب ومن جهة أرياف اللاذقية ومن جهة ريف حماه الشمالي، وهو طوق سيضيق بالتدريج كلما اقترب الحسم في حلب مع اعتقادي أنّ عملية إدلب لن تنطلق في المنظور القريب حيث سيحتاج الجيش السوري إلى إعادة تثبيت نقاطه في العديد من المناطق ودراسة وضع التشكيلات العسكرية وأماكن زجها، وهو أمر طبيعي حصل في حلب قبل انطلاق العمليات الحالية وسيحصل في إدلب مع اتخاذ قرار البدء بالعمليات.
ساحة النقاش