<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
إعادة تدوير داعش بعد انتصارات حلب
الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2016
إيهاب زكي - بيروت برس -
يبدو أن الحاجة الغربية "الإسرائيلية" لتنظيم داعش لا زالت قائمة، أو بالأحرى عادت، فلو لاحظنا التدرج الغربي بالتعامل مع هذه الظاهرة المختلقة من بذرة خبيثة والمستولدة من رحم بطون أحط الكتب والأفكار، لوجدنا بدايةً تصريح أوباما عن الحاجة لثلاثين عامًا للقضاء على داعش، ثم بدأت الحاجة تخفت لوجود ذلك التنظيم مع تمرد جبهة النصرة والتراشق بينهما بالتكفير والردة والرصاص. بدأت التصريحات الأمريكية تدور في فلك التناقص العددي لسنوات داعش، فبدأت المناقصة من ثلاثين عامًا إلى خمسة عشر ثم إلى عشرة ثم سنتين وصولًا إلى اكتشاف العالم أنها مجرد نمر من ورق مع جدية الجيش العراقي والحشد الشعبي وطبعًا الجيش السوري والحلفاء، وكانت هذه المناقصة الغربية تجري على اعتبار أن جبهة النصرة سيتم تقديمها على أنها الخيار الثالث والأفضل حين يتم تخيير الشعوب بين "النظام" السوري وداعش، وكان تغيير اسمها إلى "جبهة فتح الشام" والاستعراض المبتذل بفك ارتباطها بالقاعدة آخر فصول التخيير والاستبدال والتلميع، ولكن مدخلة الجيش السوري وحلفائه في حلب والساحقة للنمر الورقي البديل "جبهة النصرة" جعلت الغرب و"إسرائيل" يفطنون إلى الحاجة الماسة لداعش مجددًا.
وهذا الوصف لتلك المجاميع الإرهابية "نمور من ورق" لا يعني أن الجيش السوري وحلفاءه يسحقون الأوراق، بل إن هذه المجاميع وهي تقاتل في سبيل المصالح الأمريكية و"الإسرائيلية" تقاتل بشراسة المؤدلج الذي يسعى لجنة السماء، مع استثناء المجاميع الأخرى التي تقاتل من أجل الماء والكلأ و"الخوات" وسرقة حبال الغسيل. ولكن مشكلة المؤدلجين منهم أنهم اصطدموا بمحورٍ يقاتل بعقيدةٍ أشد تماسكًا أولًا، وهو محورٌ يقاتل من منطلقات استراتيجية ولأهداف مثلها، وليس مجرد نزقٍ وحمية. ثانيًا، إن عوامل التفكك والتشرذم في تلك المجاميع هي عوامل ذاتية وموضوعية حتى بعيدًا عن العوامل الخارجية والضاغطة، فهم يستبيحون دماء وأموال بعضهم لمجرد خلاف على أتفه المغانم، وكل ذلك يتم حسب نصوصٍ يلقنونها لبعضهم. ثالثًا، فهم ذوو ولاءات متعددة وفي كثيرٍ من الأحيان متصادمة، فلكل جهاز استخباراتي إقليمي أو دولي وحتى محلي قسم معلوم، لذلك نلاحظ أحجام البعض وإقدام البعض حسب مصلحة الدولة الراعية وتقاتُل المحجم والمقْدم تحت طائلة التكفير والردة. رابعًا، فإنها مجاميع تفتقد لمفاهيم الانضباط العسكرية حد الانفلات الأخلاقي. خامسًا، فهم ونظرًا لسلوكياتهم الشائنة والمستقبحة فقدوا ما يسمى بالحاضنة الشعبية. سادسًا، وهو الأهم أنهم مدعومون من قبل قوى آفلة على المستوى الدولي ورجعية متخلفة على المستوى الإقليمي.
تزامن الانتصار المتوقع والمحتوم للجيش السوري وحلفائه في حلب، مع أخبار تم تداولها على نطاق واسع، وقام إعلام النفط بتضخيمها وتخصيص البرامج لها والضيوف من كل حدبٍ وصوب، عن استهداف "إسرائيلي" لمجموعة عناصر من داعش على الحدود السورية، وذلك بعد اطلاقهم قذائف صاروخية تجاه الأرض المحتلة. وجزم المحلل الأردني حسن أبو هنية على قناة الجزيرة بأنّ قرارًا مركزيًا قد اتخذه تنظيم داعش باستهداف "إسرائيل"، وقد تصورت أنه أبو قتادة الأردني وليس أبو هنية حتى يجزم، فلا يستطيع ذلك إلا من كان على يمين البغدادي في مجلس الجزم ذاك، وهذا التزامن ليس من قبيل الصدفة والتغطية الإعلامية النفطية ليست من قبيل العبث، فبديل داعش-النصرة- أصبح في وضعٍ ميداني صعب، خصوصًا بعد فشل المناورات الأمريكية في دمجه أو إقحامه في الحياة السياسية كطرف مفاوض، فلماذا يخسر الغرب جيشًا مقاتلًا طالما البديل في حالة تقهقر، من هنا جاء ما أسماه أبو هنية بالقرار المركزي، حيث أنّ استهداف "إسرائيل" ولو بالفوارغ سيعيد إلى التنظيم قدرته على الاستقطاب، استقطاب الأشخاص والتعاطف، حيث أنه يحارب الغرب و"إسرائيل" وأتباعهم دفاعًا عن حياض الإسلام، والترويج النفطي هو من باب إعطاء صدقية ذلك ومشروعيته عند من لا يظنون أن إعلام النفط، مارس الكذب والتدليس بحجم أنفاس الخلائق منذ آدم وحتى قيام الساعة.
قد تقوم "إسرائيل" بإعطاء داعش تلك المقذوفات مضافًا إليها إحداثيات السقوط، فالاتصال والتواصل والتعاون بين كل تلك المجاميع و"إسرائيل" لم يعد سرًا أو مدعاة للخزي، بل على العكس أصبح مدعاة فخرٍ وشرف، فهذا ديدن من يمولهم بأوامر غربية "إسرائيلية". فعلى سبيل المثال، يقول عبد الرحمن الراشد ما نصه "ولا أتصور أن تسمح "إسرائيل" بقواعد بحرية إيرانية في المتوسط"، وهذا التخوف تشاركه إياه وحكومته "إسرائيل"، كما أنها تتخوف من انهيار داعش والنصرة وكل تلك المجاميع لما سيشكل ذلك من خطر وجودي عليها، وهنا تلتقي المصلحة "الإسرائيلية" بمصالح مملكته والتي حد اللحظة لا يستطيع خبير معرفتها، باستثناء الغثاء عن مشاريع صفوية ومجوسية لا تصلح للحوار والتفنيد، والحقيقة أنه لا مصلحة لآل سعود سوى الرضى الأمريكي الذي يمر حصرًا من تحت القدم الصهيونية، والحقيقة الأكثر مرارةً أن "إسرائيل" ستقف يومًا وحدها أمام الجيش السوري ومحوره على كامل التراب السوري، دون أي جدران حماية مهما أوتيت من لِحى، ولن يجديها إعادة تدوير النفايات مهما أبدعت، حتى لو كان الإبداع أحمقًا كالتدخل المباشر تحت هذه الذريعة.
ساحة النقاش