<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
تفاصيل استئصال الجيش لمدنيي حلب الشرقية.. و"بدرو" للطائرات المدنية: "اهبطي بأمان"!
شبكة عاجل الإخبارية ـ آلاء قجمي
27 تشرين الثاني ,2016
يرتفع عداد المدنيين الخارجين من أحياء حلب الشرقية باتجاه الأحياء الآمنة ليصل إلى أكثر من 1500 مدنياً حتى الآن، هذا العدد الكبير أتى بالتزامن مع إعلان المركز السوري - الروسي للمصالحة في سورية "حميميم" عن ولادة هيئات للسلطة المحلية في المناطق التي تم تحريرها من المسلحين في حلب، إيذاناً بعودة الحياة السلمية إلى المنطقة.
الكثير ممن قرؤوا إعلان تشكل تلك السلطات أوحى إليهم أن دي ميستورا نفذ مطلبه حول إقامة منطقة "حكم ذاتي" في حلب الشرقية، إلّا أن تلك الهيئات المحلية التي أعلنت موسكو عن تشكلها تتألف من قطاعات الدولة والحكومة السورية، وذلك تمهيداً لعودة المؤسسات الخدمية للمنطقة من "البلديات، الشرطة، النفوس، البريد، محطات المياه، وغيرها"، أي الإسراع بتثبيت مؤسسات الحكم المدني في سورية، ما يبعث نوعاً من الأمان والطمأنينة في قلوب المدنيين بالمنطقة، من جهة، ومن جهة أخرى صعوبة نقل جميع مدنيي حلب الشرقية إلى المناطق الآمنة غرب حلب.
السيطرة على مساكن هنانو سهلت على المدنيين الهروب من شرق حلب، وهو ما أكده أيضاً المراقب في غرفة عمليات حلب الدكتور محمد كمال الجفا، الذي أشار إلى أنه بعد تقدم الجيش من تل الزهور ومناشر البريج باتجاه مساكن هنانو عمد إلى الفصل البطيء وإجراء عملية عسكرية معقدة داخل الأحياء السكنية في هنانو، التي تشغل نحو 20% من مساحة الأحياء الشرقية، وتستطيع أن تفرض حزاماً نارياً على الحيدرية، الشيخ فارس والشيخ خضر وبالتالي تقطع نارياً منطقة الصاخور عن الشيخ خضر، إضافة إلى إشراف مساكن هنانو على العرقوب وسليمان الحلبي، التي يفصل بينهما مسافة 1400 متر، وبهذه المسافة القصيرة فصل الجيش المحور الشمالي من الأحياء الشرقية المتمثل بالـ"حيدرية، بعيدين، الهلك، البستان الباشا، الشيخ خضر، والمناطق التي تقع دونها".
خروج المدنيين شجع عدد من الميليشيات المسلحة للمضي إلى إدلب، الأمر الذي فجر الغضب في عروق الجزء "الراديكالي" من المسلحين، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مازالت مستمرة حتى الآن بين مسلح راغب في الخروج وآخر ينصت لأوامر داعميه.
فعملية المساومة على خروج المسلحين من حلب الشرقية لم تنضج بعد، حيث أشار الجفا، أننا أمام عدة مكونات، فصائل ممولة مالياً ودينياً وعقائدياً من قبل الأنظمة السعودية والقطرية، وبين فصائل ممولة من تركيا التي باعت أدواتها كونها سبق وأن سحبت قسماً من قواتها في الجبهات الغربية وضمتهم إلى ما يسمى بـ"درع الفرات"، وبالتالي ما أبقته تركيا من قوات لا يعوّل عليه لأن ليس لهم أي قوة على الأرض، لافتاً إلى أن الغلبة الآن لـ"جبهة النصرة" وميليشيا "فتح الشام" التي تعتبر حالياً القوة الضاربة في الأحياء الشرقية.
ويراود الميلشيات المسلحة حالياً قلق كبير من تمرد المدنيين في شرق حلب عليهم، لأنهم يدركون أن أي ثغرة قد يخلقها المدنيون ستغتنمها قوات التدخل السريع وقوات الاقتحام في الجيش العربي السوري، وأكبر مثال على ذلك السيطرة على جبل بدرو والتي تمت بفضل تواصل المدنيين مع قوات الاقتحام في الجيش، حيث تم تزويدهم بكافة التفاصيل والمعلومات حول تواجد المسلحين.
الجفا تحدث هنا عن الأهمية الإستراتيجية لحي جبل بدرو، مشيراً إلى أننا كلما اتجهنا جنوباً اقتربنا من تنظيف محيط مطار حلب الدولي وأمنا هبوط الطائرات المدنية، فجبل بدرو يشرف شرقاً على المقابر الإسلامية ويطل غرباً على منطقة الصاخور التي سيطر عليها الجيش أيضاً، ما يجعلنا على مسافة قريبة من وسط مدينة حلب، وبالتالي تقليص حجم سيطرة المسلحين على الأحياء الشرقية إلى 35%.
وأشار المراقب إلى أن ساعات الليل القادمة ستشهد خروج أعداد كبيرة من المدنيين وذلك بعد انهيار كبير في صفوف المسلحين بسبب انكماش بعض الفصائل على بعضها وترك الجبهات القتالية، فبدلاً من أن تنتشر "النصرة" أو ميليشيا "نور الدين الزنكي" أو "السلطان مراد".. أو غيرها من الميليشيات على مساحات واسعة، بدأت تنكمش على الأحياء الخاصة بها، والتي تشعر بأنها بيئة حاضنة لها، وبالتالي هناك تغير ديموغرافي في موضوع سيطرة الفصائل على الأحياء الشرقية.
ساحة النقاش